مررت همسة الفرشاة في شعرها وهي تنظر لانعكاسها في المرآة بينما تختلس النظر نحو هاتفها كل حين وعقلها يفكر بحيرة... هل أخطأت عندما قطعت على نفسها ذلك الوعد؟... زفرت بحرارة وهي تضع الفرشاة على الطاولة بحدة ثم تلتقط هاتفها وتنظر للرسالة التي وصلتها قبل قليل
"آنسة همسة... هل تحدثتِ معها؟... أرجوك... لو تقنعيها بمقابلتي سأكون شاكرة لكِ"
تنهدت في أسى وهي تضع الهاتف جانبًا ونهضت من مكانها وتحركت في الغرفة بتوتر... ماذا تفعل؟... وكيف تفتح الموضوع مع رهف؟... لم تمنحها الفرصة في ذلك اليوم عندما غادرت الشركة غاضبة... رفعت كفها لفمها تقرض أظافرها في توتر وهي تستعيد ما حدث يومها حين وجدت رهف تغادر الفيلا بسرعة وملامحها لا توحي بخير أبدا... أسرعت تتبعها لكنّها كانت قد غادرت بالسيارة مع حراستها فلم تجد بدًا سوى اللحاق بها وبالطبع لم يُسمح لها إلا بعد موافقتها على مرافقة أحد الحراس لها كما أمر شقيقها... كانت قلقة من الطريقة التي غادرت بها توحي أنّها في طريقها لارتكاب جريمة... حين توقفت السيارة أمام الشركة ورأت رهف تغادرها كادت تقفز من السيارة لتقطع المسافة التي تفصلهما وتلحق بها وقد خمنت أنّها في طريقها للشجار مع عاصي بالتأكيد... ماذا فعل شقيقها مجددًا؟... هذا الاثنان لا يكادان يتصالحان حتى تتعقد الأمور بينهما... لم تكد السيارة تتوقف حتى أسرعت تقفز منها وتندفع للشركة... استقلت المصعد نحو مكتب أخيها وهي تدعو ألا تصل بعد فوات الأوان... كانت تغادر المصعد حين اندفعت إحداهن بخطوات عنيفة وهي تتمتم بلعنات غاضبة... اصطدمت بها ولم تعتذر أو حتى ترفع عينيها وهي تخرج الهاتف من حقيبتها
"اللعنة عليك... ستدفعين الثمن غالياً يا رهف... لن يمر ما فعلتِه بخير"
تبعتها بنظرها في دهشة بينما تتجاوزها نحو المصعد وسمعتها تهتف ناظرة للهاتف بحنق
"اللعنة عليك... أين أنت عندما أحتاجك"
انغلق الباب لتقطب حاجبيها بقلق... هل سمعت جيدًا؟... هل كانت تتحدث عن رهف نفسها؟... ما الذي يحدث ومن هذه؟... أسرعت نحو مكتب شقيقها وكادت تدخله حين وقعت عيناها عليهما وقد بدا أنّهما يخوضان حديثًا مشتعلا... اقتربت لتلقتط كلماتهما وفهمت تقريبًا ماذا حدث ومن كانت تلك الفتاة الغاضبة... تنهدت بأسى وهي تنظر لشقيقها... ما هذا الحظ الذي يمتلكه؟... نظرة واحدة لوجه رهف وهي تغادر المكتب جعلها تشفق عليه... سيمر بوقت صعب في محاولة جديدة لمصالحة زوجته وإقناعها من جديد بصدقه وإخلاصه... لم تستطع منع نظرة الشفقة واللوم من عينيها حين التقتا بعينيه قبل أن تدور على عقبيها لتلحق بـرهف لتتحدث معها... ربما يمكنها مساعدة شقيقها لو تدخلت وألانت عقل رهف قليلا... نظرت للمصعد المغلق بنفاذ صبر ثم قررت النزول على السلالم بسرعة... وصلت للطابق الأرضي لتجدها تغادر مبنى الشركة... جرت خلفها وهي تناديها ولم تسمعها رهف وهي تتحرك مسرعة لتركب السيارة... نادتها بصوت أعلى وهي تعبر البوابة ثم توقفت وهي تلهث بقوة حين لمحت رهف تتوقف فجأة بجسد متشنج وإحدى الفتيات تعترض طريقها... قطبت وهي تنظر للفتاة بتدقيق... بدت مألوفة لها بشدة... أين رأتها من قبل؟... أسرعت تنزل السلالم تقترب منهما وقلقها يزداد بينما تحاول تذكر أين رأت تلك الفتاة من قبل
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romanceنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...