أبلغ عزيزاً في ثنايا القلبِ منزله
إني وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإن طرفي موصولٌ برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه
يا ليته يعلم أني لست أذكره
وكيف أذكره إذ لستُ أنساه
يا من توهم أني لست أذكره
والله يعلم أني لست أنساه
إن غاب عني فالروح مسكنه
من يسكنُ الروحَ كيف القلبُ ينساه.
"أبو الطيب المتنبي"
********************
فتح عاصي عينيه متململاً بكسل قبل أن يتوقف حين شعر بالجسد الرقيق الملاصق له... خفض رأسه لتقابله الخصلات العسلية ونبض قلبه بعنف وهو يرى رأسها مستقر فوق موضع نبضه وأنفاسها تتحرك بسلام بينما ذراعاه تضمانها إليه... ابتسم بحب متذكراً استيقاظه قبل ساعات ليجدها مستسلمة للنوم وهي تضمه، ولأول مرة منذ ليالي كثيرة ينام براحة وعمق... قضى وقتًا يتأملها قبل أن يغرق في النوم سريعاً وهو يحتضنها وقلبه يعدها ألا يسمح لها بالعودة بهما إلى الوراء مجددا... احتبست أنفاسه عندما شعر بها تتململ قبل أن يتنهد بارتياح حين هدأت... لا يريدها أن تستيقظ الآن وتستعيد قناعها القاسي وتتشاجر معه... هو متأكد أنّها لن تلقي أسلحتها وتسامحه بهذه البساطة، لكنّه مستعد... اتسعت ابتسامته وهو يزيح خصلاتها للخلف بحب ثم يميل ليقبل وجنتها هامساً
"صباحكِ بطعم الحب يا عسليتي"
أخذ نفساً عميقاً محملاً بعطرها مردفاً
"لو تعرفين كم اشتقت لهذه اللحظة... كم أشتاق لنجتمع معا... عندما تعودين إليّ بكامل قلبكِ وروحكِ، سيكون هذا أسعد أيامي رهف.... آه لو تعلمين يا حبي... عاصي ما عاد نفسه بعد أن عرف معنى أن يحبكِ"
واعتدل بحذر ليضعها فوق الفراش ومال على جانبه يتأملها بعشق دون أن يتوقف عن لمساته الحانية لوجهها بينما يهمس لها بكل مشاعره قبل أن يميل نحوها حتى صار على بعد أنفاس من شفتيها ليتوقف مع الطرقات الرقيقة على الباب وصوت سلمى تنادي
"عاصي... رهف... هل استيقظتما؟"
عض على شفته وهو يهتف داخله لائماً سلمى على توقيتها الخاطيء تماماً لتحتبس أنفاسه وهو يجد عينيها تقابلان عينيه بعدم فهم قبل أن تنخفضا لتتعلقا بشفتيه لثوان، ثم تعودان إلى عينيه محملتين بالذهول والفزع وقبل أن يوقفها كانت تدفعه في صدره صارخة
"ما الذي تفعله؟"
ابتعد قليلاً مع دفعتها بينما صراخها العالي جعل سلمى تدخل هاتفة بجزع
"ماذا حدث؟"
توقفت مكانها بدهشة ليقطب قائلاً بنزق
"لم يحدث شيء أمي... لم يحدث أي شيء"

أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Lãng mạnنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...