الفصل الرابع والخمسون

8.2K 236 38
                                    

"أتعلمين ما الخطأ الذي نقع فيه دائماً؟!... هو أن نعتقد أنّ الحياة ثابتة، وأنّه إذا اتخذنا في طريقنا رصيفاً معيناً يجب أن نعبره حتى النهاية، ولكن القدر خياله أوسع منا بكثير، ففي اللحظة التي تعتقدين فيها أنّكِ في وضعٍ لا مخرج منه، وعندما تصلين إلى القمة النهائية لليأس يتغير كل شيء في قبض الريح، وينقلب كل شيء"

(سوزانا تامارو)

**************

غادرت ملك غرفتها بوجه شاحب وعينين غائرتين، وتحركت ببطء لتتابع عملها وهي تقاوم ألم قلبها الرهيب، لو ضغط أحدهم عليها بلمسة فستنفجر باكية كما فعلت الليلة الماضية، لم تتوقف عن الارتجاف في سريرها محتضنة جسدها... لا تصدق حتى اللحظة ما عاشته.... يجب أن تنسى ما حدث كأنّه كان حلماً، لكنّها لا تستطيع، كل خلية منها تتذكر... أفزعها شعورها نحوه وجسدها الذي ذاب بطريقة مرعبة بلمسة منه... ما الذي أوقعت نفسها فيه؟... كيف يمكنها أن تتأثر هكذا برجل لم تره إلا قريبا... رجل يحمل قلب شيطان...عدوها... مسحت بقوة دموعاً خانتها وعضت شفتها هامسة

"أفيقي لنفسك... تذكري من هو... تذكري لماذا أنتِ هنا"

دخلت البيت الهاديء ناظرةً حولها... هل ما زال الجميع نائمين؟... تنهدت بحرارة متجهةً للمطبخ لتتوقف عندما سمعت اسمها، والتفتت لتجد شاهي عند غرفة المكتبة تشير لها بكفها أن تسرع... انقبض قلبها بقوة وأسرعت إليها محاولة جاهدة ألا يظهر على وجهها أي اضطراب، سمعتها تقول وهي تنظر حولها

"أريد مساعدتكِ بسرعة"

نظرت لها باستفهام لتشير لها أن تتبعها للداخل فابتلعت لعابها بتوتر... لا تريد أن تدخل المكتبة مرة أخرى .. ستتذكر كل شيء... رباه... وكأنّها نسيت من الأساس... لكنّها تبعتها مرغمة، لتشهق بصدمة وعيناها تقعان على الجسد الساكن فوق الأريكة وشاهي منحنية عليه تهمس بقلق

"منذر... هيا انهض معي"

والتفتت لها وهي تضع أحد ذراعيه حول رقبتها محاولة حمل جسده القوي

"أسرعي آنجِل وساعديني، لقد رفض أن أنادي أحد الرجال ليحمله... ذلك العنيد"

خفق قلبها بجنون وهي تسرع إليها هاتفة بلهفة لم تتحكم بها

"ماذا حدث؟... هل هو بخير؟"

لم يبد عليها أنّها انتبهت للخوف في صوتها وهي ترد

"لا أعرف ماذا أصابه... لقد دخلت لتوي ووجدته هكذا... ساعديني"

ارتجف قلبها وهي تمد يدًا مرتعشة نحوه

"رباه... إنّه محموم"

"أعرف... إنّه مريض للغاية... ساعديني لأذهب به لغرفتنا"

نظرت لها بارتباك

"سيدتي... لماذا لا أنادي أحد الحراس بالخارج لـ"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن