الفصل الثامن والخمسون (الجزء الأول)

6.6K 233 24
                                    

انتفض منذر من مكانه هاتفاً

"ماذا قلت؟... هرب؟"

ردد أحد رجاله بشحوب

"نعم سيدي... لقد أبلغني الرجال فور حدوث الأمر"

اشتعل الغضب نارياً داخله وضرب بقبضته على الجدار في عنف

"كيف يهرب؟... هل وظفت مجموعة من المهرجين؟... من المفترض أنّكم محترفون... كيف يحدث هذا يا يسري؟"

هتف بسؤاله وهو يلتفت لحارسه الشخصي الذي أجاب بتجهم

"آسف سيد منذر... لكن هناك من ساعده... أحدهم فك قيوده وسلّمه سلاحا... لقد أصاب ثلاثًا من الحراس أثناء هربه"

تراجع متنفساً بحدة وهو ينقل بصره بينهما قبل أن يشير برأسه للأول أن ينصرف وقال محدثًا يسري

"أعثر عليه فوراً وأعده... لن ينجو بفعلته... وذلك الخائن الذي ساعده ستعرف من هو حالاً يا يسري، سمعت؟"

أومأ بعملية ليشير له بالانصراف،وتحرك هو مقتربًا من سور الشرفة الكبيرة للمشفى وضاقت عيناه بقسوة قبل أن يردد

"لا يمكنك أن تخفي أثرك طويلاً يا توفيق... أنا واثق أنّك خلف ما حدث وقريبًا جدًا سأضيق الخناق حولك... لقد اقتربت النهاية وصدقني لن تكون لصالحك أبدًا"

ضرب السور بقبضته بقهر وهو يسترجع ما حدث... يتذكر كلمات مختار التي رماها في وجهه ساخراً غير آبه بغضبه ولا بكل الضرب الذي ناله من رجاله

"أنت غاضب، صحيح؟... يغضبك أن تكون خاسرا... فلتذق قليلاً مما فعلته بي يا ابن صفوان"

أخرسه بلكمة أخرى على فكه واعتدل يتنفس بقوة

"لا تستفزني أكثر أيها الحقير... أنا بالكاد أمنع نفسي عن قتلك"

أطلق ضحكة عالية وبدا له كالمجنون وهو يواجهه هاتفاً

"افعل ما تريد يا منذر، يكفي الحرقة التي أراك فيها... اعتقدت أن قلتك سيكون شافياً لكن ما حدث كان أفضل مما خططت له... يكفي رؤيتي لك تكاد تموت كمدًا من أجل تلك الملعونة التي وقفت في.."

لم يدعه يكمل كلماته وهو يهوي على فكه بلكمة أكثر قسوة جعلت رأسه يدور جانبًا قبل أن يسقط فوق صدره ويفقد وعيه فالتفت لرجاله قائلاً بصرامة

"أريد اعترافه بأي طريقة، مفهوم؟"

هزوا رؤوسهم باحترام فتحرك مغادراً وهو يحاول التحكم في غضبه بصعوبة... لا يمكنه أن يفكر في احتمال آخر... يعرفه جيدًا ويمكنه أن يشم آثاره في أي مصيبة تحدث... اللعنة عليه وعلى دمه الذي يجري في عروقه ولا يملك منه خلاصا... دخل مكتبه وهو ينفخ بقهر وارتمى على مقعده مسندًا مرفقيه فوق مكتبه ومطرقاً برأسه ولم يرفعه إلا حين سمع صوت شاهي تسأله برفق

"ما الأمر منذر؟... هل عرفت أي شيء؟"

رفع وجهه لها وتنهد بقوة

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن