تسكنيني أعمق مما يجب
أكثر مما ينبغي
فوق ما أحتمل
تماماً كما أشتهي.
"أدهم شرقاوي"
**********
"همسة"
انتفض فهد من نومه هاتفاً اسمها بفزع وتحرك صدره بأنفاس متسارعة وهو ينظر حوله ليجد نفسه في مكانه على الأريكة التي غفى عليها متعبًا بعد يومٍ مرهق في التخطيط والتفكير بلا توقف... تحسس صدره بيد مرتجفة... ما كان هذا الحلم؟... لا... إنّه كابوس... ما زال يشعر بالألم حيث أصابته تلك الرصاصات... ما كان هذا؟... خفض عينيه كأنما يتوقع رؤية الدم الذي أغرق ثيابه وزفر بقوة وعقله يعيد أحداث كابوسه... لا بد أنّه القلق الشديد الذي يشعر به كلما اقتربت اللحظة التي يخططون لها... لا يمكنه أن ينكر أنّه يخشى ما ستحمله له الأيام... يخشى أن يفشل في إنقاذ والدتها... يخاف أن يحدث له شيء وهو بعيد عنها... لا يملك الفرصة حتى ليودعها ويخبرها لمرة أخيرة أنّه يحبها... رباه... كم يريد أن يسمع صوتها الآن... يريد أن يطمئن عليها... صوتها سيجعل قلبه يهدأ ويمحو كابوسه المرعب من ذهنه... أغمض عينيه يستدعي صورها الأخيرة التي أرسلها له راجي من تلك السهرة العائلية الخاصة بشقيقها ورهف... كانت رقيقة وفاتنة أكثر من أي وقتٍ مضى وهي تتألق بفستان رقيق وزينة خفيفة منحتها رقة وزادتها نضجا... بقى في وضعه لدقائق طويلة يمسح بصورها مرارة كابوسه ويهمس لها دون صوت باشتياقه وخوفه وكل ما يؤرقه... هل سيمنحه القدر فرصة رؤيتها مرة أخرى أم... تنهد بقوة وهو يهز رأسه طاردًا يأسه... أطرق دافناً وجهه بين كفيه متنفساً بحرقة وهو يهمس
"ساعدني يا ربي.... متى ينتهي كل هذا؟"
حديث جاك الأخير والتفاصيل التي عرفوها منه عن توفيق زادته قلقاً وجعلته يتأكد أكثر من ذي قبل أنّ ذلك الرجل ليس خطيراً فقط... إنّه مجنون ومريض... تذكر المعلومات التي أخبرهم بها جاك حين صدمهم بالحقيقة التي تخص منذر وعلاقته القديمة بوالد ملك وتخطيطه معه ضد أبيه... عاد صوته يتردد بعقله وهو يقول ردًا على سؤال عماد
"لا أعرف كيف التقيا ولا كيف بدأ التعاون بينهما لكنني عرفت من حديثي لاحقاً مع السيد ماجد بشأن هذا التعاون... لم أكن مرتاحًا للأمر وخشيت أن تكون تلك خطة من سيزار للإيقاع به والتخلص منه"
أطرق مفكراً لوهلة ثم أكمل
"لكن السيد ماجد لم يكن في حاجة لتحذيراتي... هو أيضاً كان يتعامل معه بحذر حتى اطمئن له"
قطب عماد سائلاً
"كيف وثق به؟"
هز كتفيه قائلاً
"منذر أخبره بأكبر أسرار حياته"
نقل نظراته بينهما وهو يتابع
"أخبره بحقيقة سيزار وعلاقته به وساعده في البحث عن الدليل الذي يثبت به كلامه"
نظر لعماد بتردد ثم قال
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romanceنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...