الفصل السابع والأربعون

7.3K 233 27
                                    

ردد عماد بتوتر وهو يرتدي سترته

"ليتك تكون محقاً يا راجي وتكون قد وجدتها فعلاً"

عقله يحمل صورة باهتة لتلك السيدة التي تولت رعاية همسة في الفترة القصيرة التي سبقت موت والده... يرجو أن تكون هي، لكنّه بنفس الوقت يخشى أن يكتشف شيئاً جديدًا يهز عالمه بقسوة أكبر من السابق... لن يحتمل المزيد من الصدمات... إن ثبت تورط أمه فيما حدث لهمسة العاصي فلا يعتقد أنه سيتمكن من إظهار وجهه مجددًا أمام عائلة رضوان... لن يملك وجهاً أصلاً ليطلب منهم ألا يبعدوا عنه همسة... تنهد بحرارة وغمغم

"حتى متى تدفع ثمن خطايا دم اليزيدي؟... كم ما زال الماضي يحمل لك؟"

التقط مفاتيحه وهاتفه وتحرك نحو الباب... هذا الموعد سيحدد خطوته القادمة... إن امتلك دليلاً واحدًا على وجودها على قيد الحياة فسيفعل المستحيل ليعثر عليها... غادر الغرفة ليقابله فهد جالساً مع مراد وراجي يتبادلون حديثًا قطعوه مع خروجه ونهض فهد مسرعاً

"هل نذهب؟"

أومأ ناظراً إلى راجي وقال

"هيا بنا"

نهض راجي ملتقطاً سترته ومفاتيح سيارته

"هيا إذن"

قبل أن يصل إلى الباب ارتفع صوت الجرس فنظر نحوهم بتساؤل قبل أن يسرع ليفتحه وارتفع حاجباه وهو يرى وجه الزائر والتفت نحو عماد الذي قطب وتحرك نحوه في اللحظة التي تردد فيها صوتًا يعرفه جيدًا

"مرحبا... هل يمكنني الدخول؟"

التفت إليها راجي قائلاً بسرعة

"مرحبًا سيدتي... بالطبع... تفضلي"

أفسح لها الطريق بينما توقف عماد مكانه بتجهم ناظراً بغير رضا إلى أمه التي دخلت بخطواتها الهادئة الأنيقة رغم التوتر الواضح على ملامحها والذي تضاعف ما أن التقت أعينهما لتهتف وهي تتجه نحوه

"عماد ولدي... أخيرا... أهكذا يا عماد؟... كيف هنت عليك هكذا بني؟"

تراجع دون رد وازدادت تقطيبته بينما تواصل وهي تقبض على ذارعيه

"هل تعرف كم حاولت الاتصال بك؟، كدت أجن وأنا لا أعرف كيف أصل إليك"

والتفتت نحو فهد الذي لم يقل تجهماً وضيقاً

"وأنت يا فهد؟... كيف تتجاهل اتصالاتي أنت الآخر؟... هل تعرفان حجم المصيبة التي أنا فيها؟... كيف تفعلان هذا بي؟"

تراجع عماد منتزعاً نفسه من قبضتيها

"ما الذي تفعلينه هنا أمي؟"

سقطت ذراعاها جانبها بيأس وقطب بشدة عندما سالت دموعها... لم يكن متعودًا منها أن تظهر ضعفها أمام الآخرين... اندفعت لترتمي فوق صدره هاتفة

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن