أكرهها وأشتهي وصلها..
وإنني أحب كرهي لها.
أحب هذا المكر في عينها
وزورها إن زورت قولها..
أكرهها
***
أشك في شكي إذا أقبلت باكية
شارحة ذلها
فان ترفقت بها استكبرت
وجررت ضاحكة ذيلها
إن عانقتني كسرت أضلعي
وأفرغت على فمي غلها
يحبها حقدي ويا طالما وددت
إذ طوقتها قتلها
أكرهها.
«نزار قباني»*****************
لكم آدم كيس الملاكمة لدقائق قبل أن يتوقف لاهثًا بعنف، لا يستطيع التحكم في تلك النيران التي تلتهم قلبه، ما كان عليه العودة إليها بعد كل السموم التي نطقت بها، ما كان يجب أن يعود مخالفًا رغبته الحاقدة في تركها تموت جوعًا. عاد يلكم الكيس بغنف وهو يتذكر لحظة فتح الباب ليراها مكومة على الأرض حيث تركها قبل ساعات، ولعن قلبه الذي ارتعب عليها قبل أن يتنهد ارتياحًا حين رآها تتنفس ثم عاد شكه الحاقد يخبره أنّها خدعة منها. يعرفها، قادرة على ارتداء قناع الحملان البريئة لتستدر شفقة أقسى الرجال لكنه لم يعد ذلك الساذج الذي تظنه.
تحرك لحظتها ليغادر مقررًا إفساد لعبتها لكنّ قلبه الأحمق أوقفه وهو يراها تحتضن نفسها كجنين يرتجف بردًا. لمح النافذة المفتوحة فتحرك ليغلقها بهدوء لم يتقصده خشية أن يوقظها. سب نفسه وهو يتحرك نحوها، لا شك لا يوجد أغبى منه في هذه اللحظة، لا بد أنها تدعي النوم وتسخر على حماقته الآن.
حين ركع جوارها ومد يده بتردد لا يريد لمسها، لا يريد إغواء ملمسها، يده خانته بإرادة مستقلة تلامس كتفها ليديرها نحوه. تذمرت بانزعاج وصوتها غرس آلاف الأشواك بجسده، يذكره بكل مرة كان يوقظها رغمًا عنها لتتذمر بنفس الطريقة.
قاوم بشراسة حتى لا يفعل ما كان يفعله وقتها حين ترفض الاستيقاظ فيدغدغها حتى تنهار مستسلمة، وتستيقظ بدموع ضاحكة.
طرد الذكرى مقررًا إيقاظها بطريقة مختلفة، بقسوة لتتوقف يده حين رأى وجهها الباكي وعينيها المتورمتين، خانه قلبه بتوجع قبل أن يعود شيطانه ويسخر منه إن صدق دموعها. لقد واجهته بكل وقاحة وتحد وتبجحت بعلاقاتها الآثمة قبل ساعات، لن يصدق تمثيلها الآن.
هزها بقوة فتململت بضيق وضمت نفسها بارتجاف أشد، فزفر بحرارة ثم ادعى كذبًا أنّه لا يفعل هذا من أجلها، بل لأنّه لن يستفيد شيئًا لو مرضت وماتت. اقترب ليرفع جسدها وتشنج جسده حين مالت تسند رأسها لصدره وشعر أنفاسه تلامس بشرته أسفل زر قميصه العلوي المفتوح. هزها بغضب يشعره تجاه نفسه لتأثره بها
«إيفا، استيقظي وانهضي من علي الارض... هيا»
تذمرت بدلال وهمست بصوت ناعس
«حبيبي، دعني أنام قليلًا بعد... أرجوك»
كلمتها الأخيرة ترددت بنعومة أكبر وقبل أن يبعد إغواءه عنه ضمت نفسها أكثر إليه، هتف بغلظة مقاومًا ضعفًا لعينًا نحوها
«لا تمثلي يا إيفا، قومي وإلا لن يحدث لكِ خير»
شعر بالإبر تغزو جسده حين احتضنته هامسة باعتراض
«حبيبي دعني أنام قليلًا، لم أنم بسببك الليلة الماضية»
أطلق شتمة حادة مستعيدًا ذكرى مماثلة رددت فيها نفس الكلمات وقاوم بعنف استسلامه للصور التي قفزت لمخيلته. رفعها بخشونة فزادت الطين بلة حين تعلقت بعنقه ودفنت وجهها فيه
«حبيبي»
أنفاسه تحشرجت ونبضاته جُنت بينما يقف حاملًا إياها يحدق فيها وحسب، يتمنى لو اختفت كل السنين التي فرقتهما ويكون كل ما حدث كابوسًا، يستيقظ ليجدها بجواره بكل سحرها وبراءتها وحبها الذي خُلق له وحده.
لم يمر الزمن، وهو في تلك اللحظة هناك في شقتهما في أول ليلة لهما معًا، يحملها وعيناه تغمرانها بعشق ورغبة لم يخفهما، تدفن وجهها المحمر في عنقه وتذيب قلبه أكثر وأكثر
«لا تنظر لي هكذا أرجوك، أنت تُخجلني»
يضمها ضاحكًا بقوة بينما يتجه لغرفة نومهما ونبضات قلبيهما تتنافس، يطبع قبلة علي شعرها الذي توجته بطوق من الورود البيضاء، يهمس اسمها فترفع له عينين خجولتين مليئتين بالحب، ينهد بحرارة ويضعها برفق فوق سريرهما الذي افترشته بتلات ورود ناعمة، ويهمس بحب
«هذه الورود تغار منكِ، تتمنى لو كانت بمثل رقتكِ ونعومتكِ»
تضحك ووجهها يحمر بطريقة ساحرة فيميل نحوها بقلب خافق
«هل تعتقدين أنني أبالغ؟ لو أنها تتحدث لأخبرتكِ بالحقيقة»
تهمس اسمه بارتجاف فيطبع قبلة رقيقة فوق جبينها
«لو أنها تنطق لأخبرتكِ أن حبيبتي لا توجد وردة بالعالم تفوقها نعومة وفتنة»
ترمقه بهيام فتابع غارقًا في زمردتيها
«وستخبركِ أن عينيكِ أشد فتكًا من السيوف الحادة وسحرهما أقوى من كل سحرة هذا العالم»
يبتسم وهو يرى أثر غزله عليها، يمد يده يزيل طوق الورود عن شعرها يحرر خصلاتها الحبيبة متنهدًا بحرارة، يرفعها لشفتيها يقبلها بحب وإجلال
«وستخبركِ أن لهيب النار في خصلاتكِ يجعل لهب نيران هذا العالم يزوي خجلًا. إنه يصهرني ويجعلني أحترق طوعًا وعشقًا»
يفرد خصلاتها على وسادته كما حلم وينظر لعينيها الدامعتين بسعادة
«يحررني من جسدي البشري ويُحيلني بركانًا من العشق لا يسكن إلا بين ذراعيكِ يا ناريتي»
تهمس اسمه بضعف ويميل هو ليلتقط دموعها بشفتيه ويتمهل، يبتسم لمقاومتها الخجولة قبل أن تدفعه بكفيها برفق فينظر لوجهها المحتقن خجلًا وينفجر ضاحكًا بينما يعتدل ويشدها لتجلس قبالته
«يبدو أنهم استبدلوكِ وأنا في طريقي لآخذكِ، أين هي الفتاة التي سبقتني باعتراف مجنون؟ أين هي العاشقة نارية العواطف التي لم تمنحني الفرصة لأكمل عرض الزواج الذي خططت له طويلًا وقاطعتني بقبلتها المجنونة تلك»
تضرب صدره بقبضتها
«آدم، توقف... لا تذكرني»
وتدفن وجهها بين كفيها مع ضحكته
«لا أعرف كيف فعلتها، توقف عن تذكيري»
يبعد كفيها عن وجهها ويرفعهما لشفتيه مقبلًا ويخبرها
«لن أتوقف عن تذكيركِ يا مجنونة، كانت قبلتي الأولى تلك التي سرقتها»
تحرك عينيها بغير تصديق فيضحك ويشدها لتقع على صدره شاهقة
«أنا لا أكذب، أنا لم ألمس امرأة قبلكِ، أنتِ قُبلتي الأولى، حبي الأول والأخير... حبيبتي الوحيدة وامرأتي الأولى والأخيرة»
ترفع عينين بهما شيء من الخوف والرجاء
«وامرأتك الأخيرة؟»
يلمع العشق خالصًا في عينيه وهو يقبل إحدى عينيها
«امرأتي الأولى»
ويقبّل عينها الأخرى متابعًا
«والوحيدة»
يصمت لحظة ينظر في عمق عينيها ثم يهمس قرب شفتيها بعشقٍ خالص
«والأخيرة»
لم يمنحها لحظة أخرى تجادل فيها وضمها يغرقها ويغرق معها في طوفان عشقهما الذي انتزعهما بعيدًا عن كل العالم.
![](https://img.wattpad.com/cover/163614143-288-k695912.jpg)
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romansaنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...