سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)

الفصل الثلاثون (الجزء الثاني)

فركت سهى كفيها المتعرقتين بتوتر وهي تتجه للمطبخ وتحسست جيب مريولها حيث زجاجة الدواء التي أرسلها سامر وتذكرت مكالمته الأخيرة التي حذرها فيه من خذلانه... زفرت وهي تدخل المكان شاردة في كلامه... لا تملك خياراً آخراً سوى إرضائه... هي تحبه وتنتظره ليعود ويفي بوعوده لها ولو كان المقابل لذلك هو مساعدته في تحقيق انتقامه فلا حل آخر أمامها... شيطانها تمادى في إقناعها لتتخلى عن ترددها بينما يرسم لها صورة وردية لحياتها معه... انتفضت مع صوت خطوات ترددت خلفها فالتفتت لتجد منال تدخل بوجه قلق... سألتها بخشونة

"ما الأمر؟... تبدين كمن فقدت عزيزاً لتوها"

حدجتها بحدة وتمتمت همساً من بين أسنانها

"فأل الله ولا فألكِ أيتها المأفونة... لن أستريح من لسانكِ أبدًا أعرف هذا"

عقدت حاجبيها قائلة

"ما الذي تتمتمين به؟... هل تشتمينني؟"

ردت ببراءة مفتعلة

"وهل أجرؤ؟"

رمقتها بضيق فتجاهلتها منال وتحركت لتبدأ في إعداد الطعام فلم تقاوم فضولها وهي تقول

"ما الأمر حقاً؟... تبدين قلقة"

التفتت لها قائلة ببرود

"لو تتوقفي عن فضولكِ هذا سيكون أفضل للجميع"

شتمتها في سرها وراقبتها لبرهة قبل أن تسألها بترقب

"لمن تعدين الطعام؟... لقد تناول السيدان طعام الغداء... هل هذا للسيدة راندا؟"

رمقتها بنفاذ صبر وهتفت ربما لتتخلص من إلحاحها

"أجل... إنّه من أجلها... هل ارتحتِ الآن؟"

لمعت عيناها بشدة وتحكمت ببراعة في انفعالاتها لتقول بشفقة مفتعلة

"هل رأيتِ حالتها اليوم؟... كانت مريضة للغاية وهي ذاهبة للطبيب"

أغمضت منال عينيها وهي تزفر بنفاذ صبر وحركت شفتيها بتمتمات حانقة وتجاهلتها تماما... ادعت سهى الانشغال بترتيب المطبخ بينما تختلس النظر إليها بحثًا عن فرصة تستغلها لوضع الدواء في طعام راندا... عضت شفتها بحنق... تلك الحمقاء تقف لها كالعمل الأسود... كادت تنتفض بسعادة حين رن هاتف منال وردت عليه قبل أن تنادي إحدى الفتيات اللاتي استلمن العمل قريبا... كانت إحدى قريبات منال لكنّها صغيرة وساذجة على عكسها... اندفعت هي نحوها هاتفة

"هل تريدين مساعدة؟... يمكنني أن أهتم أنا بالطعام و.."

قاطعتها ببرود شديد

"شكرا... لا داعي لهذا ركزي في عملك... روحية"

نادت الفتاة التي دخلت للمطبخ وهي تلهث فأخبرتها بحزم