( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تشجعت مهجه بعد كلمات هادي لتندفع خلف قلبها المتلهف لابنتها التي غابت عنها سنوات وتشعر أن هناك شيء ما كانت تريد قوله لها وبسبب موقف أخيها لم تتحدث لذا استجمعت كل شجاعتها وأخذت نفس عميق وهي تخطو درجه درجه ولكن مع كل درجه بدأت عزيمتها تتراخي وهي تتذكر كل موقف جمعها بزوجها السابق وكسر قلبها به ..!
كما بدأت الذكريات تداهم عقل مهجه وتسبب الم طفيف بقلبها داهمت الذكريات عقل هادي الذي
أسند رأسه للخلف واستسلم للذكريات التي أخذته ولكنها كانت ذكريات حلوة جعلت ابتسامه هادئه تشق طريقها تجاه شفتيه بينما أخذته تلك الذكري البعيده لهذا الحب الذي أخذ قلبه وعقله منذ أن رأها اول مره ...
Flash back
اشار ذلك الشاب ذو القامه المديده بيده تجاه تلك الصناديق البلاستيكيه المكدسه أمام أحدي المحلات الكبيرة بوكاله الخضار والفاكهه ....واد يا حميده
اسرع الصبي الصغير تجاهه : نعم يا معلم هادي
: الصناديق دي لسه هنا ليه ؟!
وضع الصبي اخر لقمه بفمه يلوكها و
انحني يحمل صندوقين فوق كتفه وهو يهتف بحماس : حالا اهو يا معلم هدخلهم جوه بس كنت بفطر
اومأ هادي واتجه الي أحد المقاعد الخشبيه الموضوعه أمام المحل وهو ينادي صبي القهوجي : هات شاي ليا وللرجاله يا سوكه
اسرع الشاب الذي يحمل الصينيه بيده : حالا يا معلم هادي
لف أحد الشباب قطعتين من الطعميه الساخنه بداخل الخبز واتجه الي هادي قائلا : افطر يا معلم هادي
تناول هادي من يد الشاب الساندويتش الذي أعده له وهو يتابع تحميل صناديق الفاكهه الي داخل وكاله أبيه التي يحملها علي كتفه ...نفض يداه وبدأ بتناول رشفه من كوب الشاي الموضوع امامه ولكنه لم يكد يرتشف الأخري وأدار رأسه تجاه تلك الأصوات الاتيه من خلفه
لتقع عيناه علي تطاير خصلات شعر حريريه دفعتها تلك الفتاه تجاه ظهرها بينما تهتف بصوت منفعل بأحدي الصبيه : انت مالك ؟!
ازدادت سخافه الشاب علي تلك الفتاه التي تسأل عن أحد
: وانا قولت ايه يا حلوة ...بسألك عاوزة مين فيهم ؟!.
هتفت وصال بانفعال : ايه حلوة دي ...ما تتكلم عدل ؟
: وانا قولت ايه ...
وضع هادي كوب الشاي من يده واتجه ناحيتهم ليسأل بينما عيناه تتجه الي ملامح تلك الشابه الصغيرة : في ايه يا سوكه
هتف الشاب وهو يتراجع : ابدا يا معلم هادي الأبله عاوزة المعلم دياب وانا بسألها دياب مين فيهم المعلم دياب الكبير ولا الصغير
نظرت له وصال بانفعال : قولت يا حلوة ..... ما تتكلم عدل
نظر الشاب إليها وهم بالحديث ولكن أشار له هادي أن ينصرف ويصمت
: روح انت يا سوكه ؟
اقترب ذلك الشاب ذو القامه المديده ونظرات العيون الثاقبه تجاه وصال التي أبعدت خصلات شعرها مجددا تجاه ظهرها بحركه عفويه تخطف العيون ليسألها : بتسألي عن مين يا حلوة ؟!
احتقن وجه وصال بالحمره غضبا من ذلك الذي ظنته يفرق عن الشاب السخيف لتجذب خطواتها الحانقه وتتجاوزه بينما ارتسمت ابتسامه متسليه علي شفاه هادي مستمتع بغضبها للحظه قبل أن يزم شفتيه ويرسم الجديه علي ملامحه : اسف يا انسه ....التفتت له وصال بحنق ومجددا تدفع بخصلات شعرها خلف أذنها فما كان من هادي الا أنه ترك للسانه العنان متغزلا بتلك الفتاه : الواد سوكه مغلطش بالمناسبه .... قال الحقيقه ...انتي حلوة
مجددا انتفخت وجنه وصال بالغضب وعادت توليه ظهرها وتتحرك بخطوات غاضبه ليسرع هادي خلفها وهو يحاول استعاده جديته بينما يقف أمامها يقطع طريقها لتهتف به وصال بحنق: اوعي كده انت واقف قدامي ليه؟
قال هادي وهو يحاول الا يثير حنقها مجددا : بتأسف تاني ولو اني مش مقتنع اني قولت حاجه غير الحقيقه
نظرت له بغضب : انت بتهزر ولا ايه ...اوعي من قدامي
هز رأسه وقال بينما يرفع يداه باعتذار : خلاص ...خلاص ...بتسألي عن مين ؟!
هتفت بحنق وهي تشيح بوجهها فتتطاير خصلات شعرها الي الجانب : بسأل عن دياب اخويا !
رفع هادي حاجباه: انتي من بيت المعلم دياب الورداني
اسدلت وصال اهدابها بحنق : اه ....عارف بقي مكان دياب ولا هتفضل واقف قدامي
قال هادي وهو يتزحزح للجانب ويشير إليها أن تتقدمه: عارف طبعا اتفضلي اخدك عند المعلم دياب. ... كان لسه معايا في المزاد
نظرت إليه وصال بغباء مطلق اوصلها الي هذا المكان بعد أن وجدت نفسها لاتعرف كيف تعود الي المنزل وقررت أن الذهاب الي أخيها افضل شيء
حمحم هادي بينما تسير وصال متأخره عنه خطوة قائلا : هو لا موأخذه يعني في السؤال ....بنت حلوة زيك جايه الوكاله ليه ؟!
مجددا يتغزل بها لتزفر وصال بصوت مسموع وهي تهتف به بلهجه أمره : ميخصكش وصلني لمكان دياب وانت ساكت
اوما هادي بابتسامه بينما وجد فجاه أن كل شيء حوله تحول الي لوحه ورديه بديعه رسمتها رؤيته لتلك الفتاه ....!
هز هادي كتفه يخفي تلك اللمعه بعيناه بينما يخبرها بأسف زائف وهو يخرج من هذا المكان الواسع الذي دخل إليه ليسأل عن أخيها : المعلم دياب خلص المزاد ومشي
وقفت وصال مكانها تتطلع حولها الي تلك الناس التي تتحرك كالنمل .... اصوات هنا وهناك وحركه لا تتوقف بالبيع والشراء لتهتف لنفسها بضياع : هعمل ايه انا دلوقتي ؟!
استغل هادي الفرصه ليروي فضوله : لو بس تقوليلي في ايه يمكن اساعدك ....انا هادي الغزالي ...اعرف المعلم دياب الكبير واخوكي اعرفه عز المعرفه و شغالين سوا متقلقيش مني
بتردد هتفت وصال وهي تخفض عيناها للأرض : انا كنت بشتري حاجات من مكان قريب ...بس ...بس
نظر لها هادي بتشجيع : ايه اللي حصل يا بنت الناس ...حد ضايقك
هزت راسها وأشارت الي حقيبتها : ملقتش محفظتي ولا تليفوني ومش عارفه اعمل ايه فقولت اجي لدياب
ابتسم هادي متنهدا : فداكي الف محفظه يا ست الكل ....انا اوصلك
رفعت عيناها إليه وهزت راسها : لا طبعا ...انا معرفكش...!
قال هادي بينما لا يحتمل أن تضيع منه تلك الفرصه : وانا عرفتك بنفسي ...امان متخافيش
هزت راسها برفض وإصرار لتترك هذا الغريب وتتقدم بخطواتها من وسط الناس المتدافعين حولها لتشق طريقها من بينهم ....شهقت وتراجعت للخلف اثر قبضه خفيفه أمسكت بطرف ذراعها بينما مد هادي ذراعه القويه يدفع بعيدا ذلك الشاب الذي كاد يصطدم بها ليمد يداه حولها بحمايه وهو يشق لها طريق من بين الجموع قائلا بغزل : اتفضلي يا حلوة
قلبت وصال عيناها بملل منه مغازلته لتسرع بخطواتها تحاول الخروج من وسط الجموع واخيرا كانت خارج الوكاله لتجده يسير خلفها ....ضيقت عيناها ونظرت إليه هاتفه بينما لا يفارق السير خلفها : انت هتفضل ماشي ورايا ما تشوف وراك ايه ؟!
حك هادي عنقه قائلا : هشوف ورايا ايه بس اطمن عليكي يا ست الكل
زفرت وصال وهتفت بنفاذ صبر : وانت مالك ومالي يا جدع انت
قال هادي بغزل : هو من جهه جدع فأنا جدع وبكره تعرفي كده ....ومن جهه مالي ومالك قولتلك عيلتك دول عز المعرفه
بعناد بقيت تسير في الطريق وهو خلفها بينما لا تدرك بالأساس كم بقي لها وهي لا تعرف الطريق
قطعت بضعه أمتار وهو خلفها وهي تزفر بصوت مسموع واخيرا اسرع بخطاه ليتوقف امامها : وبعدهالك في العناد ده يا ست الكل ....قولتلك اوصلك
هتفت وصال باحتدام : وانا قولتلك لا
قلب هادي عيناه للاعلي زافرا : لا ليه .... انتي خايفه من ايه بقولك ...قاطعته وصال متبرطمه : عز المعرفه ولا مش عز المعرفه ...اعرفك منين انا عشان توصلني
اوما هادي قائلا : معلوم ...عندك حق ...بس انتي كمان مش عارفه الطريق
قالت وصال بعناد وهي تتابع طريقها : انا عارفه كل حاجه مالكش دعوة
اوما هادي وتوقف مكانه قائلا بصوت عالي لتسمعه : واضح بدليل انك ماشيه في طريق غلط اصلا
توقفت وصال مكانها والتفتت إليه لتري نظره الشماته في عيناه لعنادها وهو يهز رأسه : أيوة ...انتي طالعه من البلد مش داخله لو كملتي الناحيه دي
زفرت وصال ليتجه هادي إليها قائلا : متخافيش مني يا ست الكل ....تعالي هوصلك
ترددت وصال ولكن التعب بلغ منها مبلغه لتسير ناحيته بتردد وهي تفكر في الف احتمال كل منهم يخيفها أكثر من الاخر ...هل تبقي السوق ام تغادر برفقه الغريب أم تجد من يتساخف عليها مثل الشاب بالداخل ام تتحمل سخافه هذا الغريب أيضا ....زفرت بضع مرات قبل أن تتخذ قرارها بتردد وهي ترفع اصبعها أمام وجهه : بس عارف لو طلعت بتضحك عليا جدي ممكن يعمل فيك ايه
ضحك هادي وهو رأسه : حقه يقطع من جتتي نثاير يا ست الكل
أطلق صفاره من بين شفتيه هادرا : واد يا فتحي ...هات عربيتي
اسرع أحد الشباب الي الشارع الجانبي ليحضر إليه تلك السياره التي فتح بابها وأشار إلي وصال بلياقه اتفضلي يا ست الكل
صفقت وصال الباب وفتحت الباب الخلفي لتجلس وهي تهتف به بضيق : بطل بقي ست الكل دي
انت مش شايفني والدتك
ضحك هادي واتجه ليجلس أمام المقود : لا والدتي ايه ...ده انتي ست البنات
نظر إليها من خلال المراه متظاهرا أنه يتراجع بالسياره للخلف بينما يقول : طيب ما تقوليلي اسم ست البنات ايه بدل ما ست الكل بتضايقك
زفرت وصال وهتفت به بحنق: ميخصكش ومتقولش حاجه ...وصلني وانت ساكت
......وصاااال !
ردد هادي الاسم بعذوبه بينه وبين نفسه بينما اسرع دياب بلهفه ينادي عليها ما أن لمحها تنزل من السياره
: وصال ...كنتي فين ...برج من دماغي كان هيطير لما اتأخرتي
قالت وصال وهي تضم نفسها الي أخيها وفجاه تتحول تلك الفتاه المشاكسه الي أخري ضعيفه تبكي وهي تخبره : محفظتي اتسرقت ومكنتش عارفه اعمل ايه ....توهت وانا رايحه ليك الوكاله ومعرفتش اعمل ايه ...لغايه ما الراجل اللي هناك ده قالي أنه صاحبك وكنت خايفه ....قاطعها أخيها وهو يربت علي كتفها بينما تقدم هادي منه يمد يداه إليه : حمد الله علي سلامه الانسه يا دياب
اوما دياب له يشكره : تشكر يا هادي ...اشار الي أخته : ادخلي انتي
تقدمت وصال الي داخل البوابه الحديديه لينظر دياب الي هادي : تشكر اتفضل خد واجبك يا هادي
هز هادي رأسه : مره تانيه عشان عندي شغل
اوما دياب قائلا وهو يدخل الي المنزل : تشكر مره تانيه !
دخل دياب خلف أخته الي المنزل بينما بقي هادي واقفا قليلا ونفس الابتسامه مرتسمه علي شفتيه .....هتف دياب بحنق في والدته : انتي ازاي يا اما تسيبيها تخرج وحدها
قالت مهجه بدفاع عن نفسها : رجلي زي ما انت شايف يادياب بقالها اسبوعين في الجبس واختك كانت عاوزة تفك عن نفسها ....
البت زهقت من قعده البيت فقولت لها تخرج تشتري شويه حاجات
زفرت دياب بحنق من خوفه علي أخته الصغيرة : كنتي تقولي ليا وانا اخدها مكان ماهي عاوزة ....كان هيحصل ايه دلوقتي لو مكانتش وقعت في واحد ابن حلال زي هادي
ربتت مهجه علي كتف ابنتها الجالسه بجوارها بصمت وقالت لأخيها : الحمد لله عدت علي خير ....كفياك كلام في الموضوع ده جدك علي وصول
التفتت الي ابنتها وتابعت : وانتي يا وصال يلا اطلعي غيري هدومك وانزلي
اومات وصال واتجهت الي غرفتها ولم يراود خيالها طيف هذا الغريب بينما لم يتوقف طيفها عن السيطره علي هادي منذ أن رأها ....... اختطفت كيانه من اول وهله وسيطرت علي تفكيره فوجد نفسه كل يوم يحوم حول منزلها لعله يلمحها مره اخري تكون الفاصله بينه وبين أن يطلبها من أخيها ولكن وقتها جاء مهاب بحكم المحكمه ليأخذ وصايه ابنته التي بلغت السادسه عشر .... حاول معرفه التفاصيل من دياب الذي كان وجهه مكفهر كل يوم من بعد ذهاب أخته وجده لا يتوقف عن السباب لمهاب .....!
حاول أن يبعد طيفها عن تفكيره ولكن كيف وهاهو مثل مراهق وجد نفسه أمام باب مدرستها التي الحقها والدها بها لتتفاجيء وصال به امامها وتردد بعدم تصديق : انت !
قالتها وتابعت طريقها الي المنزل الذي يبعد شارعين عن المدرسه اعتادت أن تسيرهم بعد أن ارشدها والدها لهذا الطريق اول اسبوع كان يوصلها به بعدها اطمأن أنها ستذهب وتعود بمفردها لاختلاف مواعيد عمله عن مواعيد دراستها وكانت فرصه سائغه لهادي الذي لم يمل من تتبعها هي وأبيها بهذا الاسبوع حتي وجدها بمفردها ولم يتواني عن الحديث معها
اسرع بخطواته خلفها لتتسارع دقات قلب وصال بخوف من هذا الذي يتبعها لتتوقف مكانها وتلتفت إليه بوجه غاضب هاتفه بينما ترفع اصبعها أمام وجهه : بقولك ايه يا راجل انت ...ابعد وبطل تمشي ورايا احسنلك
قال هادي بابتسامه هادئه : لو قادر ابعد كنت بعدت
رفعت حاجبها بحنق : عاوز ايه ؟
بلا تردد هتف هادي وعيناه لا تشبع من النظر اليها بينما عقدت خصلات شعرها علي هيئه ذيل حصان ولكنه مازال يتطاير حول وجهها محدث فوضي في مشاعره : عاوز القرب يا شهد العسل
انصدمت ملامح وصال وهزت راسها بضع مرات بعدم استيعاب قبل أن تهتف به بتوبيخ : قرب ايه يا مجنون انت ...! انت عارف انا عندي كام سنه !
قالت كلماتها واسرعت بخطواتها تجاه المنزل تدفع نفسها دفعا دون أن تتوقف خطوة حتي اختلت بنفسها في المنزل لتستند الي الباب الذي اغلقته وتلقي حقيبتها المدرسيه علي الأرض وتعيد ما حدث برأسها ....من هذا الغريب الذي فجاه يتحدث وكأنه وقع في حبها !
صغيرة وتجهل شيء عن الحب والمشاعر الا ما تسمع عنه أو تقرءه احيانا في الروايات الرومانسيه....!
كانت مشاعر جديده عليها كما كانت عليه ولكنها حاولت الا تفكر بها عكس هادي الذي كان كل لحظه لا يترك التفكير بها .... أصبح انتظارها أمام باب مدرستها لرؤيتها متعه لا يتوقف عن اقتناصها ...انتظاره لمجيئها يوم الخميس والجمعه لتبقي مع والدتها متعه ينتظر نهايه الاسبوع بفارغ الصبر من أجلها .... عام وهو لا يترك الركض خلفها ووصال لاتعرف كيف تفسر تلك المشاعر التي أصبحت تتسرب إليها تجاهه ...!
صد لا يتزحزح أصبح يتزحزح قليلا حتي أصبح الصد تمنع ودلال واخيرا نال منها وأصبحت تستمع إليه بخجل وحياء بتلك اللحظات التي يسرقها من حولهم وهو يسير خلفها ينتظر اي فرصه للحديث معها ....تغلغل بحياتها وأصبحت رؤيتها له يسير خلفها جزء من يومها وهاهي أنهت دراستها الثانويه وظهر التنسيق ليطير ابيها من السعاده حينما قبلت بكليه الطب ولم يكن ابيها فقط الذي طار من الفرحه فكان هناك هادي الذي سعد من أجل سعادتها ...!
أبعدت وصال خصلات شعرها التي تطايرت حول وجهها للخلف وهي تلتفت تجاه خطواته القادمه ناحيتها ليشرق وجهها بابتسامه واسعه وينطق قلبها بلهفه هادي
لم تكن لهفتهت توازي لهفته ليتمالك نفسه بصعوبه من أن يضمها إليه ويمافي بترك عيناه تلتهم ملامحها وهو ينطق اسمها باشتياق جارف : وصال وحشتيني
خفضت عيناها واحمرت وجنتها لتنتفخ وجنتها ابتسامتها
الخجول التي وكأنها تخبره أنها مثله اشتاقت إليه
أمام الممر المائي الذي اعتاد اللقاء بها بجواره كان يجلس بجوارها ليمد يداه الي ذلك المغلف الكبير الذي أحضره ويمد يداه إليها به : مبروك يا احلي دكتورة
ابتسمت وصال حينما سمعت تلك الكلمه منه لتنظر الي المغلف باستفهام : ايه ده يا هادي
ظهرت تلك الغمازات بوجنته من ابتسامته بينما يفتح ذلك المغلف الكبير ويبدأ يعد لها كل ما احضره : جبتلك سماعه وبالطو ابيض وجهاز ضغط و ....و..... خليت الواد الأمن بتاع الوحده الصحيه يشتري ليا كل الحاجات بتاعه الدكاتره
اتسعت ابتسامه وصال لتهتف به وعيناها تشتبك بعيناه: بس دي حاجات كتير اوي يا هادي وانا لسه يا دوب طلعت نتيجه التنسيق والكليه مطلبتش مني حاجه ....كلفت نفسك
هز رأسه وقال بحنان : مفيش حاجه تكتر عليكي يا احلي دكتورة ...وبعدين هو انا لسه هستني الكليه تطلب ...انتي بس شاوري وامرك نافذ
نظر إلي عيونها بهيام وتابع : طب تعرفي لو عاوزة جثه اجيبهالك تشرحيها تحضر حالا
ضحكت وصال بصخب لتطرب اذناه بضحكتها التي امتدت للحظات طويله حتي استطاعت أن تتحدث : جثه مره واحده ....
: مش قد قولي يا بنت الدكتور ولا ايه
هزت كتفها بدلال : لا قده
قال بابتسامه راضيه : يعني عاوزة جثه تشرحيها بايدك الناعمه دي
ضحكت مجددا وهي تهز راسها : لا مش عاوزة
نظرت إليه وتابعت بدلال : بس خليك فاكر عرضك عشان جايز احتاجها بعد كده يا هادي
اوما لها بتأكيد : تحضر يا عيون هادي
مد يداه الي جيب سترته التي يرتديها اسفل جلبابه الفضفاض ليخرج منها علبه هاتف هو الاحدث قائلا : اتفضلي
نظرت له وصال باستفهام : ايه ده ؟!
قال بهيام : نفسي اسمع صوتك كل ما احب من غير ما اسافر ساعات رايح جاي
ضحكت وصال بخجل ليقول بغزل : نفسي اتقطع من الجري وراكي يا بت الدكتور ياللي جننتيني !
مدت وصال يدها تعيد إليه الهاتف قائله : يبقي مش هاخد التليفون عشان يفضل نفسك مقطوع
نظر هادي الي عيونها متنهدا بعشق : يعني مش عاوزة تحني عليا
هزت كتفها بدلال : ما انا حنينه هو انا عملت ايه ؟!
قال هادي بقليل من الانزعاج : منعاني اطلبك من ابوكي
تغيرت ملامح وصال للجديه وهي تهز راسها : تطلبني ايه يا هادي ....لا طبعا بابا مستحيل يوافق ارتبط دلوقتي ....انا لسه صغيرة ويادوب هدخل الجامعه
عقد هادي حاجبيه باستفهام : والحل ؟!
قالت وصال وهي تهز كتفها بحيرة : اصبر شويه !
تنهدت وتابعت : اصلا انا خايفه اوي أسقط
هز هادي رأسه وقال برفق : متخافيش من حاجه طول ما انا موجود .....غمز لها بشقاوة وتابع : بعون الله اخطف ليكي المدرسين بتوعك واجبرهم ينجحوكي
ضحكت وصال بصخب : ده انت طلعت زعيم عصابه ...وبعدين اسمهم دكاتره مش مدرسين
ضحك قائلا بلامبالاه : مش فارقه اهو انا مستعد اعمل اي حاجه عشانك ...!
تنهد هادي وهو يعود من ذكريات بدايه قصه حبه لها لتتسارع الذكريات برأسه الي بعد ثلاث سنوات ارقه حبه لها واشتياقه لها وبعدها الذي زاد لهيب حبها بقلبه أكثر
فأصبحت حلم لا يحلم الا به ويعد الايام ولا يعرف كيف سيصبر إلي أن تنهي دراستها ولم تكن أبدا الايام التي تأتي بها الي البلده لتقصي إجازتها برفقه والدتها كافيه ولكنه يصبر نفسه بهم ...!
تلفتت وصال حولها بينما تتسحب من جوار والدتها التي وقفت بالمطبخ تعد لها وليمه كمل إجازة تأتي بها إليها لتخرج علي أطراف أصابعها من المنزل وتركض الحديقه الفاصله إلي أن خرجت من البوابه الحديديه وهي تهتف بهذا الذي كان واقف بانتظارها : هادي أنت اتجننت ...دياب وجدي جوه ازاي تيجي كده
قال هادي الذي غلبه اشتياقه لها ولم يستطيع الانتظار حتي الصباح فأتصل بها يخبرها أنه بالخارج ينتظرها
: وحشتيني يا شهد العسل ومش قادر استني للصبح
فتحت فمها لتعترض لتسكتها نظراته المشتاقه والتي اختطفت عيونها في نظرات ملتهبه تبادلها كلاهما للحظات قبل أن يتجرأ هادي ويمد يداه الي يدها يمسكها باشتياق جارف ولكن وصال سرعان ما سيطرت علي رجفه أوصالها وسحبت يدها من يداه ولكن قبل أن تقول شيء كانت تشهق بفزع وهي تري نظرات والدتها اليها بينما استشعرت عدم وجودها وخرجت من باب المنزل المفتوح تبحث عنها لتتفاجيء بهذا المنظر !
تعلثمت وصال وهوي قلبها بقدمها بينما جذبت والدتها يدها وسحبتها خلفها وهي ترمق هادي بنظرات التوبيخ : جاي بيوت الناس في نصاص الليالي ...اخص عليك ... !
سحبت مهجه ابنتها الي الداخل لتدفع يدها ما أن دخلت وأغلقت الباب خلفها بعنف قبل أن تهتف بتوبيخ : كده يا وصال ...هي دي تربيتي ...واقفه مع واحد في نص الليل . ..عاوزة تخلي اخوكي ولا جدك مجرم ويدخلوا السجن لو اتهورا لما يشوفوا منظر زي ده
قالت وصال بدفاع عن نفسها وهي تلتقف أنفاسها : يا ماما والله انا ....قاطعتها مهجه بغضب : مش عاوزة اسمع حاجه دلوقتي ... قرصتها بحنق في ذراعها وهي تتابع وهي تهتف من بين اسنانها : هتحكي ليا علي كل حاجه بس مش دلوقتي عشان اخوكي وجدك ميحسوش بحاجه ...امشي علي اوضتك !
تهمه جديده سيلقيها عليها مهاب في تقصير اخر فيكفي أنها قصرت في تعليم ابنها والان قصرت في تربيه ابنتها
هزت مهجه راسها وهي تهتف بضيق : ليه يا وصال توقفيني تاني قدام ابوكي اللي ما هيصدق ويلومني !
حك هادي ذقنه وظل يتحرك بعصبيه ذهابا وإيابا لدقائق طويله ليتوقف مكانه وتتجه عيناه الي بوابه المنزل الذي بقي واقف أمامه...لحظه اثنان بعدها كان يدفع البوابه الحديديه ويدخل وقد أخذ قراره ....فتحت مهجه الباب الذي تعالي رنينه لتنزعج ملامحها ما أن رأت هادي امامها ...تلتفت حولها بقلق بينما لا تعرف سبب مجيئه : خير !
قال هادي بتهذيب وهو يخفض صوته : حقك عليا يا ست ام دياب ....انا نيتي خير ...الحاج دياب موجود
عقدت حاجبيها باستفهام عن سبب سؤاله لوالدها الذي ظهر من الداخل يسأل : مين يا مهجه ؟!
قالت مهجه بتعلثم : واحد بيسأل عنك يا ابويا ....باين ابن الغزالي !
اتجه دياب الكبير يرحب بهادي : اهلا اهلا ...اتفضل يا ولدي
فرك هادي يداه ببعضهم يستجمع شجاعته وهو يقول : عاوزك في كلمتين يا حاج
اوما دياب الكبير ليفسح المجال لهادي أن يدخل وسرعان ما جلس وانضم إليهم أخيها دياب لينظروا الي هادي الذي لم يأخذ وقت طويل قبل أن يكشف عن سبب زيارته : انا جاي طالب القرب منكم يا حاج دياب
نظر له دياب باستفهام للحظه خشي فيها هادي أن يرفضه ولكن تبادل الجد والحفيد النظرات لبعضهم قبل أن يشير له دياب : كمل كلامك يا ولدي
حمحم هادي وهو يحاول التجلد بالقوة بهذا الموقف : بعد اذنك يا حاج انا جاي اطلب ايد الانسه وصال .....شوفتها وعرفت انها من بيتكم وطبعا نسب يتمناه اي واحد ....فرك يده وتابع : طلباتكم أوامر وكفايه انكم توافقوا وطبعا انا بس جيت اشوف رايك يا حاج ولو في قبول هجيب العيله ونطلبها !
لمعت عيون دياب الكبير بالرضي وسرعان ما كان يبدي موافقته التي تعني اعاده حفيدته الي حضن ابنته ليقول وهو يهز رأسه بعد أن لقي نفس القبول بعيون حفيده : نسبك يشرف ياابن الغزالي ... موافق وأخوها موافق
صكت مهجه صدرها بيدها وتراجعت الي الخلف تكتم صوتها وهي تهز راسها بالرفض الذي كتمته بداخلها إلي أن انصرف هادي ليتعالي صوت دياب الكبير ينادي علي حفيدته : وصااال
انحبست انفاس وصال بصدرها من سماعها لصوت خدها لتخرج بخطوات متعثره من غرفتها وهي تقول بقلق : نعم يا جدي !
نظر دياب الي وصال ليهوي قلبها بقدمها من نظراته التي تحولت بلحظه الي ابتسامه نادرا ما تراها علي ملامح جدها الذي قال : مبروك يا بنت الغاليه .... هادي ولد الغزالي طلبك وانا وافقت
بوغتت وصال وتبعثرت أفكارها مع مشاعرها فلم تبدي فرحتها التي غمرت كيانها ولا خوفها من ما حدث ولا عدم استيعابها لما يقوله جدها وكانت مهجه من استطاعت ترجمه شيء من أفكار وصال لتقول بصوت خافت متقطع : وابوها ؟!
التفت دياب الكبير بحده الي ابنته التي سرعان ما خفضت عيناها الي الأرض خوفا من نبره ابيها الذي زمجر بغضب : وهو ابوها هيكسر كلمتي ولا ايه ؟!
قالت مهجه بتعلثم وهي تتراجع بضع خطوات للخلف : قصدي يا ابويا ابوها لازم يوافق
نظر لها ابيها بحده مزمجرا : انتي عاوزة بتك جنبك
قالت مهجه بصوت خافت : وتعليمها
هدر دياب بحنق : بلا علام بلا كلام فاضي البت مسيرها لبيت جوزها
تدخل دياب الصغير باحتدام : جدي عنده حق ....احنا مش محتاجين موافقته .....نظر إلي والدته وتابع بحنق : ايه يا اما انتي عامله له حساب ليه .....اهو وصال بكده هترجع لحضنك تاني
قالت مهجه بتعلثم : وده يوم المني بس انا بقول ناخد رأي ابوها وبرضه ....برضه وصال لساتها بتدرس يعني مفيش داعي نستعجل
اشاح دياب الصغير بعيناه عن والدته وانصرف ليحك دياب الكبير ذقنه ويهتف بنبره قاطعه : انا اديت للراجل كلمه ....هي تشاور ابوها والتفاصيل نبقي نتكلم فيها بعدين !
تقابلت عيون وصال بعيون والدتها الملتاعه لتشعر بشقي الرحي مجددا تحتكم حولها ....والدتها ووالدها والاثنان أمام بعضهم فحاولت طوال الليل أن تتهرب من تفكيرها الذي امتليء بالخوف والقلق وهي تفكر في الف سيناريو لرد فعل ابيها لتمر عليها الليله طويله وتمر علي هادي بسرعه البرق بينما نام يحلم بأنها ستكون له واخيرا !