الفصل الثالث والاربعون

11K 453 22
                                        


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
التفتت مهجه الي ابيها الذي دخل من الباب مثل البركان وكالعاده لم يجد سواها يصب عليها حميم غضبه : بتك وقفت قدامي ترد عليا الكلمه بكلمتها...بتك ناكره الجميل اللي عملت ليها قيمه وسعر وقفت تعلي صوتها عليا
نظرت مهجه الي ابيها بوجل بينما لم تستطيع أن تنطق بكلمه أمام ثوره ابيها كما اعتاد ليرفع دياب الكبير يداه أمام ابنته بوعيد : بتك اما كانت تيجي قدامي وتحب علي ايدي وتتأسف تعتبر أن ملهاش جد والباب ده رجلها مش هتخطي عتبته طول ما انا عايش وحتي لما اموت ...فاهمه !
لا تفهم شيء ولا تستطيع أن تسأل لتترقرق الدموع الحاره بعيونها وتكره سلبيتها وضعفها أمام ابيها الذي صرخ بها : غوري من قدامي
..........
.....
فتحت حميده الباب ونظرت الي وصال التي لم تتمهل وهي تسأل : ابنك فين ...؟!
أسرعت بخطواتها للاعلي ولكن سرعان ما تباطأت خطواتها بينما أتقنت احسان رسم المفاجاه علي وجهها وهي تضم عليها صدرها عباءتها وتخرج من باب غرفته وترسم الخجل ...دكتورة !!
اهتزت نظرات وصال بينما زلزال اخر قوي شديد الضراوة ضرب قلبها الذي بالفعل تصدع ولم يعد به جزء لم ينكسر لتتسمر نظراتها للحظه علي احسان التي أتقنت دورها وهي تنظر إلي وصال بتوتر قبل أن تشير الي باب الغرفه الذي تركته مفتوح بينما تحاول أن تقول بتبرير منح وصال الشك الذي إرادته احسان الخبيثه : ده ..ده هادي يا دكتورة تعبان شويه
مد هادي يداه الي الغطاء فوقه وسرعان ما ازاحه وما كادت قدمه تلمس الأرض حتي تواجهت نظراته بنظرات وصال التي وقفت لدي باب الغرفه تتطلع إليه بخزلان ونفور واحتقار !
اسرع هادي ناحيتها بينما لم يحتاج لفطنه ليفهم ما فهمته من وجوده بتلك الغرفه ليقول : وصال هفهمك !
توقف مكانه بينما صرخت وصال بصوت عالي شق حلقها الجاف : تفهمني اييييه  !
اهتزت نظراته بينما كل ما سبق ظن أنه حسب حسابه ولكنه كان واهم بينما كان لديها حساب اخر واجهته به وهي ترفع أمامه تلك الأوراق وهتفت به بازدراء : هتفهمني ايه ....اييييه تاني بعد اللي كل شويه اعرفه ...مخبي عني ايه تاني .....ايه ده
ابتلع ببطء بينما تحشرج حلقه وهربت منه الكلمات بينما تابعت وصال بغضب شديد أخفت به قهرها الذي لم تسمح لنفسها أن تشعر به ...لماذا تشعر بالقهر أو الخزلان فما عليها أن تشعر به فقط هو إحساس الغدر الذي تجرعته علي يد الجميع واولهم هو ....!
: خططت ورسمت ونفذت واشتريت وهما باعوا ....احتقرته بنظراتها وهي تتابع : ايه اللي أنا مستنيه أفهمه منك ما كل حاجه واضحه وانا اللي كنت غبيه ومفهمتش عشان كنت واثقه فيك !
بغل شديد اتجهت ناحيته ولكمته في صدره وهي تتابع بغضب اهوج : وثقت فيك وانت حقير ضحكت عليا وكذبت بدل المره الف ....تركها تنفث عن غضبها ووقف بصمت يتلقي لكماتها وقبل أن يفتح فمه كانت وصال ترفع اصبعها أمام وجهه وتصيح به بغل : ايااك...ايااااك تقولي عشان بتحبني ...!
اخيرا استطاع أن ينطق كلمه ليقول بانكسار لم يلامس قلبها من قريب أو من بعيد : بحبك والله بحبك ...خليني افهمك
تهكمت بمراره هاتفه : تفهمني ايه ولا ايه ...ازدادت سخريتها مراره بينما تهز راسها وتهذي بندم شديد : ال وانا غبيه ورجعت معاك ....واتاريك دافع التمن !!
امتلئت عيناها خزلان بينما خفض هادي عيناه بخجل وهو يحاول أن يبرر : وافقت علي طلب جدك عشان خوفت تضيعي مني !
بعد أن فتحت فمها تراجعت فهو لا يستحق جدل أو حديث لتلقي إليه نظره احتقار وتدير راسها تجاه احسان ثم رفعت راسها بكبرياء واستدارت مسرعه لتغادر ....لحق هادي بها ومد يداه ليمسك بها ولكن بالكاد لمست يداه ذراعها ليري نفور العالم أجمع بنظراتها التي امتزجت بها كل تلك المشاعر التي أصبحت تحملها له .....: اسمعيني وهفهمك اللي شوفتيه
زمت وصال شفتيها تكبح لجام تلك الدموع التي تجمعت بحلقها بينما ترفع راسها وتواجهه بنظراتها وهي تهتف به :
لو فاكر أن اللي شوفته هز فيا شعره تبقي غلطان.....هزت كتفها وتابعت بتخلي كسر قلبه : عادي وهو انا كنت متوقعه ايه ...اهو
بجمله كذبك !
ألقت ما بيدها من أوراق في وجهه وهتفت به بخزي : حسبتك غلط ولو دفعت مال قارون مش هتعرف تشتريني!
تحركت بضع خطوات بينما بقي هادي واقف مكانه يتطلع إليها ....خطوة اثنان وكل خطوة تحمل حسره بشريط لا يتوقف من الذكريات التي تنحر قلبها وتري كم كانت مغدورة ....
استدارت قبل أن تخطو الخطوة الثالثه ورمقته بنظره حملت أطنان من الخزلان الذي تغلغل بروحها وهي تسأله : كان انت مش كده ؟!
تلاقت نظراتهم لتتابع اخر اتهام اكتشفته واجرمه بحقها : كان انت اللي اتسببت في فصلي من شغلي ....انت اللي أجرت البلطجيه !
سخريه مريرة غلفت نبرتها بينما تتابع : قناوي شغال عندك ...مش كده !!
اهتزت نظراته أمام نظراتها التي تغلغل بها الخزي
بينما تقول بانكسار : ياااااه للدرجه دي انا كنت مغفله
كل الحقايق كانت قدامي وانا مشوفتهاش !!
ملئت المراره حلقها بينما تتابع :
كانت كل حاجه باينه قدامي بس انا اللي قولت مستحيل
.....للدرجه دي انا كنت مغيبه ؟!
للدرجه دي كانت مرايه الحب عاميه ؟!
ظلت تهذي بتلك الكلمات وخطواتها تتحرك بلا هدي بينما شريط لا يتوقف من الذكريات يتدفق أمام عيناها لكل لحظه عاشتها معه في سعاده جعلت فاجعتها موجعه بينما تلك السكاكين الحاده لا تتوقف عن نحر قلبها المره تلو الأخري !!
..........
....
انتفضت بهيه علي صوت تحطم قوي صادر من غرفه دياب الكبير الذي لم يجروء أحد علي الاقتراب منه لتسرع ناحيه دياب الذي دخل من الباب ولم تلمح تهدل كتفيه وقد عاد بخاطر مكسور وخزي من نفسه أمام أخته التي خذلها :
: الحق يا دياب ...جدي باين اتخانق مع وصال
تعلمت وخفضت نظراتها للأرض وهي تتابع : اصل ...اصل لساني فلت وقولتها علي موضوع التلاجات
توقعت ثورة لتجفل حينما رفع دياب عيناه ناحيتها وتتراجع خطوه ولكنها تفاجات بنبره دياب المنكسره خجلا من أخته التي يحق لها أن تراه بتلك الحقاره : كده كده كانت هتعرف !
نظرت له بهيه بشك : يعني انت مش زعلان مني
هز كتفه بتخلي : مش فارقه يا بهيه ازعل ولا اتفلق
نظرت له برفق : بعد الشر عنك يا اخويا ...طيب مش هتدخل لجدي
هز رأسه واتجه الي الدرج بخطوات متخاذله ...!
...........
....
توقف هادي مكانه ولكن دقات قلبه وانفاسه كانت تهدر بقوة بينما دار العالم من حوله وكأنه محبوس بين أربع حيطان ضاقت علي صدره حتي كادت تخنقه وهو لا يري مخرج أو سبيل ليتحرك خطوة ويتراجع الأخري وهو يسأل نفسه ماذا يفعل أو يقول وقد انكشف كل شيء ...انكشف بأسوء طريقه ممكنه وكل شيء مفسر ضده ولا يستطيع أن يبرر
: هادي ..توقف مكانه بينما أسرعت حميده تجاهه تناجيه برجاء تجرأت علي تبريره :
انت هتصدق كلام البت دي !
ارتسمت سخريه مريرة علي جانب شفتيه ولم يستدير تجاه والدته التي حاولت أن تبرر وتدافع عن نفسها ليقول بخزلان : صدقت كلامك اللي قولتيه بلسانك !
هزت حميده راسها وقالت بكذب : مقولتش ..قصدي قولت بس انا روحت بس عشان خوفت عليك
نفس الموقف باختلاف الاتهامات واختلاف الأدوار .... مغدور ويستمع الي مبررات زائفه اسفل عنوان كبير كاذب
سواء حب او خوف .....! ليواجهه حقيقه مره وهي أنه لو ابتلع مبرر والدته وصفي قلبه ناحيتها ستبلتع وصال مبرراته ويصفو قلبها له وكأن طريقه يرتسم أمامه ليعرف أن كلما نطق مبرر كلما زاد النفور كما يستمع الان الي والدته ويزداد النفور ويتعاظم احساس الخديعه من اقرب الناس إليه كما حدث معها !
..........
.....

بساط السعادهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن