الثامن عشر

6.4K 582 60
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
لوت حميده شفتيها وتابعت بسخط :ايه مش مكفيها العشر فدانين اللي كتبتها لها ومن امتي بتكتب ارضك لحد
سرعان ما قالت وصال باندفاع : انا مش عاوزة ارض ولا حاجه ياطنط
نظرت إلي هادي بعتاب وحنق هاتفه : قولتلك مش عاوزة ارض ولا حاجه
نظر هادي الي والدته بحنق شديد وزمجر من بين أسنانه : امه وبعدين !
تجاهلت حميده تحذير هادي وواجهت وصال ببغض واضح واتهام لوصال :ولما انتي مش عاوزة الأرض.. امال عاوزة ايه ؟! رمقتها بنظره ساخطه وتابعت : راجعه بعد السنين دي وعاوزة ايه ...مش ده اللي رفضتيه وكان مش قد المقام ..! وافقتي عليه ليه ..؟!
ازدادت نظرات السخط بعيناها وهي تتابع بتهكم : ولا لما القطر فاتك رجعتي لقديمك
احتقن وجه وصال بالغضب ولم تسعفها الكلمات بينما فهمت مغزي حديث حميده لتدير راسها وسرعان ما تخطو مبتعده بينما هادي زمجر بغضب شديد في والدته : عاجبك كده ...انا مش حذرتك تزعليها ولا تيجي جنبها
هتفت حميده باندفاع دون ندم : تزعل ولا تتفلق ...كلمتين كانوا محشورين في زوري من سنين  وقولتهم لها ..ايه كفرت!!
سدد نظره ساخطه الي والدته واسرع خلف وصال يناديها بينما يسرع بخطواته : وصال ...وصال !!
لم تتوقف وصال بل تابعت خطواتها وهي تشعر بالغضب الشديد من جدها الذي وضعها بهذا الوضع وربما من نفسها لانها لم تسكت حميده لتعود تفكر بقليل من الانكسار بماذا كانت تجيب وتسكت المرأه فهي في عيونهم عانس مرت سنوات عمرها ولم تتزوج
قاطع تفكيرها وقوف هادي امامها يوقفها وينظر إليها برجاء الا تغضب : وصال حقك عليا ..امي
قاطعته وصال باعتراف : قالت حقيقه ...تنهدت وتابعت : انا في نظرهم كبرت وقطر الجواز فاتني وجدي طماع بيبعيني بالارض ...هزت راسها وتابعت : هي مقالتش حاجه غلط
قال هادي برفض لما قالته : ايه اللي بتقوليه ده يا وصال ...قطر ايه وطماع ايه ..يابت الناس قولتلك الف مره انا اشتريكي بروحي و العمر اللي امي بتتكلم عنه في نظري ولا حاجه ده بعدك عني السنين دي زود غلاوتك
امسك ذراعها ونظر لها برفق شديد متابعا : متفكريش في كلامها وانا هجيب حقك وهخليها تراضيكي زي ما زعلتك
هزت وصال راسها وقالت بسماحه: مش زعلانه منها ياهادي خلاص
أبعدت يداه برفق و دفعت بخصلات شعرها للخلف بانفعال وتابعت : انا مش عاوزة الأرض دي ...لو ليا غلاوه عندك خدها
هز راسه وقال بنبره قاطعه : انا اللي لو ليا غلاوة عندك متجبيش سيرة الأرض تاني
سحب نفس عميق وزفره ببطء يعكس مدي صدق رجاءه وهو يتابع : كفايه شد يا وصال وخلينا نفرح ...انا محتاج افرح بعد ما استنيت الايام دي بفارغ الصبر
.......
....
جلست حميده بكمد تهز ساقها : ابني اللي بيمشي كلامه علي رجاله بشنبات جت البت دي ولحست عقله ...واقف قدامي يناطح فيا عشان قولت ليها كلمتين
قالت نشوي بحنق وهي تشيح وجهها : وهو ده كلام يتقال يا امه
التفتت حميده الي ابنتها بسخط : انا اقول اللي يعجبني وانا مقولتش حاجه غلط ....مش حصل وقالت هي وأبوها لا عاليه زمان ...دلوقتي رجعت وافقت تاني ليه ..مش عشان عنست وملقتش اللي يتجوزها
هزت نشوي راسها بدفاع عن وصال يأست من أن تفهمه والدتها : لا رجعت وافقت عشان ابوها مات وهو اللي مكانش موافق وانتي عارفه كده بس بتقاوحي عشان بس تطلعيها وحشه وتكرهيها
ازدادت نبرتها حده وهي تتابع : وبعدين اشمعني بتقولي علي وصال طماعه وإحسان بعد كل اللي علمته مقولتيش عليها كده
قالت حميده بما أقنعت نفسها به : احسان آخرها شويه فلوس وحته دهب هي والي قبلها إنما ارض ولا واحده منهم اخدت شبر...مفيش غيرها بنت مهجه اللي فرط في ارض عشانها
هتفت نشوي بسخط : هو حر ..أرضه وهو حر فيها
قامت من جوار والدتها وتابعت بعدم رضي واضح : انا نفسي بس افهم انتي بتكرهيها اوي كده ليه مع انها احسن واحده في اللي اتجوزهم وكمان كفايه أنها الوحيده اللي هو مبسوط معاها
تبرطمت حميده بداخلها : عشان ابني قدامها ضعيف !!
.......
......
نظر هادي الي وصال بابتسامه بينما يعود من وسط تلك الأرض الزراعيه التي شق طريقه عبرها ممسك بتلك الفاكهه التي فتحها لها قائلا : القشطه للقشطه
ضحكت وصال وتناولتها من يده لتأكلها بهناء قائله : تسلم ايدك يا بياع الكلام
ضحك هادي وشاكسها : افهم من ضحكتك انك خلاص مش زعلانه
هزت راسها وقالت بينما تأكل المزيد : انا قولتلك من الاول مش زعلانه وانت اللي صممت تجيب القشطه
اوما هادي قائلا : لازم أتأكد انك مش زعلانه وعارف انك بتحبي القشطه
اومات وصال بابتسامه لتتنهد وتقول بصدق : انا معاك بحس انك عارفني اكتر من نفسي .... بحس اننا قريبين لبعض ...نظرت له وتابعت : اينعم دماغنا وتفكيرنا مش واحد بس بتعرف تخلينا نتفاهم وانت الوحيد اللي بحسه فاهمني حتي من غير ما اتكلم
غزت ملامح الرضي وجهه ولكن سرعان ما توجست نظراته حينما تغيرت ملامح وصال فجاه وضيقت عيناها قائله وهي ترفع اصبعها أمام وجهه : هادي اوعي تكون بتاخدني علي قد عقلي وخلاص
تمهل هادي قبل أن يلمع المكر في نظراته وهو يقول بصدق مماثل : انتي لسه قايله من شويه اننا فاهمين بعض
اتسعت عيون وصال ووكزته في كتفه : يعني انت بجد بتاخدني علي قد عقلي
ضحك هادي قائلا بمشاكسه : ساعات !
زمت وصال شفتيها بغضب طفولي : نعم
اوما هادي وقال بتبرير محبب : زعلانه ليه ...احنا بنتكلم بصراحه وزي ما قولتي احنا فاهمين بعض وانا فاهم انك ساعات بخلقك الاضيق من خرم الابره ده مينفعش اقاوح معاكي فبسايسك
قبل أن تزداد عقده جبينها كان يتحرك خطوه ويجعلها تساير خطواته وهو يتابع برفق : ده من حبي فيكي يا وصال .... عمري ما فكرت اسايس ولا اراضي حد غيرك ولما حد يعمل حاجه عمره ما عملها عشان اللي قدامه يبقي في دليل اكتر من كده أن بيحبه ويتمني له الرضي
بالفعل هو كذلك ربما لب الموضوع صحيح بأن كل منهم يفهم الاخر وهي تدرك أنه يتجاوز لأجلها كل هذا مشاعر صادقه لا يستطيع تزييفها ويبقي السر او الأسرار التي يحمل ثقلها علي عاتقه ليتوقف مكانه بعد أن اوصلها ويرمقها بينما اولته ظهرها ودخلت من بوابه منزل جدها باعتذار شديد وهو يهمس : حقك عليا يا وصال بس من حبي فيكي مقدرش اقولك كل اللي مخبيه عنك بس ربنا شاهد أنه من حبي فيكي واني عمري ما حبيت حد زي ما حبيتك !!
.......
....
رفعت بهيه عيناها التي تورمت من البكاء حينما دخل دياب الي الغرفه ليلتاع لرؤيه ملامحها الباكيه وسرعان ما يتوجه إليها بعتاب : بقي كده يا بهيه ..بتبكي وكأني اتجنيت عليكي
اتجه ليقف امامها ويباغتها اولا بعتابه برفض أن يكون هو الجاني أو الظالم ليبرر موقفه : انتي يا بهيه تعملي كده ...من أمتي بتقولي قالو وعادوا ولا حصل ايه ...افرضي جدي عرف كان هيعمل ايه

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن