( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تنهد الضابط ببطء بينما نظر إلي دياب الذي جلس أمامه يخفض رأسه الي الأرض بينما تهدل كتفيه وكأنما يحمل فوقهم ثقل جبل ليتمهل قليلا قبل أن يقول : سكوتك ده مش في مصلحتك يا معلم دياب
ماذا يقول وهو نفسه مازال لا يستوعب ما حدث وكيف كانت امرأه بهذا الجبروت تعيش تحت سقف بيته بل والادهي أنها والده أطفاله .... امرأه تحمل حقد وقلب اسود وغلظه لم يتوقعها ...انانيه بكل تبجح أخبرته أنها لا تهتم الا بنفسها ...ابتسامه حملت سخريه مريرة ارتسمت علي جانب شفتيه بينما سألها سؤال ساذج كهذا بعد أن رأها تهوي علي رأس اختها بكل تلك الضربات دون أن يهتز لها جفن وكأنها قصدت أن تقتلها ...!
لا يفارق هذا المشهد عيناه التي أدارها تجاه يديه بينما مازالت تحمل آثار دماء تلك المسكينه التي لا يدري لماذا أرادت اختها أن تمسحها من الوجود بتلك الطريقه البشعه ....!
مجددا نظر الضابط بنفاذ صبر الي صمت دياب ليقول بتمهل : يا معلم دياب انت مش مستوعب الموقف اللي انت فيه ....رفع ورقه من أمامه نظر بها وتابع: الست بين الحياه والموت وانت الوحيد المتهم في القضيه دي
رفع دياب رأسه الي الضابط ببطء بينما يتابع :اتكلم وخلينا نساعدك ونفهم انت عملت كده ليه ...؟!
خرجت الكلمات ببطء من بين شفاه دياب : انا معملتش حاجه يا بيه!
قال الضابط باستفهام : امال مين اللي عمل كده ؟!
مجددا صمت دياب ليقوم الضابط من فوق مقعده ويهز رأسه بصبر قائلا : طيب انا مقدر انك في حاله صدمه ....هسيبك تتكلم مع المحامي بتاعك شويه وهشوف اخر مستجدات حاله الضحيه
..........
....
اسرع هادي يمسك بذراع وصال التي تعثرت خطواتها بينما سبقته تلك الدرجات المؤديه الي قسم الشرطه
استندت وصال الي ذراعه وسرعان ما مسحت وجهها من الدموع التي حجبت رؤيتها وتنفست للحظه قبل أن تدير رأسها الي هادي وتسأله بضياع : ايه اللي حصل .....ازاي دياب يعمل كده ؟!
قال هادي برفق وهو يواكب خطواتها : دياب لا يمكن يعمل كده ....خلينا نفهم منه
اومات وصال بلهفه ليشير لها هادي : استني هكلمك الضابط
ذهب للحظات بينما استندت وصال الي الحائط خلفها تلتقف أنفاسها .....بخطوات لهيفه كان دياب الكبير يخطو تلك الدرجات وسرعان ما وقعت عيناه علي وصال التي استندت الي الحائط بانكسار ....جدي
أسرعت الي كتف جدها ترتمي عليه وتبكي : دياب يا جدي
ربت دياب الكبير علي كتفها برفق وتظاهر بالثبات وهو يقول : متخافيش يا بتي ....!
عاد هادي ليسأله دياب الكبير بلهفه : ايه اللي حصل يا هادي ؟
قال هادي وهو يهز كتفه : لسه مش عارف يا حاج ...الضابط قالي إن دياب مش عاوز يتكلم
بنفس اللحظه كان عبد الحميد محامي هادي يصل إليهم ليسرع هادي إليه وهو يقول لدياب الكبير : انا كلمت الاستاذ عبد الحميد يجي يشوف هنعمل ايه
اوما دياب الكبير وربت علي كتفه ليتابع هادي : انا استأذنت الضابط ندخل لدياب
سبقتهم خطوات وصال التي سرعان ما ارتمت بين ذراعي أخيها تبكي وتسأله بقلب ملتاع : ايه اللي حصل يا دياب ؟!
..........
......
أزاحت بهيه انهار دموعها التي تنهمر فوق خديها بحراره بينما بيدها المرتجفه حاولت تقريب كوب الماء من شفاه مهجه التي سقطت من طولها .....قالت بهيه بصوت باكي ملتاع : فوقي يا امه .....فوقي بالله عليكي
حمحم علوان الذي اسرع بخطواته الي المنزل ما أن عرف بما حدث ...بهيه ...مهجه
خرج صوت بهيه الباكي تناديه : تعالي يا ابويا
اسرع علوان يدها بينما تتبعه زوجته الجديده والتي أسرعت في أثره
سألها علوان بلهفه : ايه اللي حصل يا بتي ....جوزك عمل ايه ؟!
قالت بهيه بعويل : معرفش يا ابويا .....نظرت إلي مهجه التي بالكاد فتحت عيونها : امه مهجه وقعت من طولها
اوما علوان واسرع ناحيه أخته يشد اذرها : متخافيش يا اختي ...انا رايح القسم اشوف في ايه وان شاء الله هطمنك
قالت بهيه برجاء : خدني معاك يا ابويا
هز علوان رأيت قائلا : لا يا بتي خليكي مع عمتك وانا هطمنكم
اشار الي زوجته هاتفا : بت يا سناء بسرعه اعملي كوبايه ميه بسكر لخالتك بهيه وخليكي جنبهم
اومات الفتاه واسرعت تجاه المطبخ تحضر الكوب وتعود مسرعه تجاه بهيه التي جلست تحتضن مهجه وتبكي لتقول لها برفق وهي تضع وساده خلف ظهر مهجه وتساعدها علي الجلوس : عنك يا اختي
برفق ربتت علي وجه مهجه وأخذت تمرر حبات الماء علي شفاه مهجه وهي تقول : أن شاء الله الحاج علوان يطمننا ....ربتت علي كتفه بهيه وقالت برفق : اهدي يااختي ...اتعشمي في ربنا خير ..!
......
نظرت وداد الي أخيها وهزت راسها : لا يا اخويا ملناش صالح احنا لا شوفنا حاجه ولا عرفنا حاجه
نظر لها أخيها باستنكار : هو ايه اللي ملناش صالح ....بقولك انا وانتي شوفنا واحده طالعه من البيت بتجري واحنا لازم نروح للحكومه نقول اللي شوفناه
هزت وداد راسها بتوجس : ملناش صالح ....لا يا ياسين اوعي تقول حاجه زي دي وتدخل نفسك في سين وجيم
هتف ياسين باستنكار : يعني اسكت واسيب الراجل يلبسها ما جايز كلمتنا تنجد الراجل
هزت راسها وامسكت بيد أخيها تقول برجاء: ربنا ينجده إنما أنت مالكش صالح ....احنا مشوفناش الا الوليه اللي كانت بتجري ولا نعرف دي مين اصلا يبقي تقول ايه ....بلاش يااخويا
هز ياسين رأسه وقال بإصرار : مش بلاش يا وداد ...انا هروح للحكومه واقول اللي شوفته واخلص ضميري ....انا متاكد ان في أن في الموضوع ده
حك ذقنه وتابع : يكون طليقها سلط عليها حد وهو اللي عمل فيها كده يبقي لازم اقول للحكومه علي كل حاجه بما فيها كلام طليقها اللي قاله ليكي وانتي هتشهدي بكده
قالت وداد برجاء : ابوس ايدك يااخويا بلاش تدخلنا في سين وجيم ...نظرت له وتابعت : وبعدين كلام طليقها ده هيحطها لبانه في بوق الناس يبقي قلته احسن
نظر لها أخيها بضياع بينما يفكر في اخر ما نطقت به لتنظر له أخته تناجيه أن يفكر ولكنه تركها وتحرك بضع خطوات ...انت رايح فين ؟!
قال باقتضاب : بزياده كلام يا وداد وارجعي البيت
: وانت هتروح فين ؟!
تركها مكانها بلا قول شيء ليخرج من باب الوحده الصحيه وهو يفكر ماذا يفعل ...هل يقول ما حدث ام يصمت !
.........
ضربت حميده صدرها وأخذت تولول بينما أسرعت احدي النساء الي منزلها تخبرها بما حدث
: يا لهوي يا لهوي
أسرعت احسان تترك ما تفعله بالمطبخ وركضت نحو حميده تسألها بلهفه : في ايه يا امه ؟!
بقيت حميده تولول دون أن تقول شيء لتنظر احسان الي المراه تسألها : في ايه يا ام سعاد ....ايه اللي حصل ؟!
قالت المراه بتأثر : بيقولوا المعلم دياب قتل اخت مراته !
ضربت احسان علي صدرها بينما اتسعت عيناها من الصدمه وسالت بعدم استيعاب : قتلها ليه ؟!
قالت المراه وهي تهز راسها : محدش عارف واهي البلد مقلوبه فوقها تحتها !!
...........
.....
نظر هادي الي دياب الكبير الذي هتف بنفاذ صبر : ما تتكلم يا دياب وتفهمنا ايه اللي حصل يا ولدي
ظل دياب صامت ليزفر دياب الكبير بحنق حينما نظر دياب الي أخته وسألها بلسان ثقيل بينما مازالت صورة سمر الغارقه بدماءها لا تفارق عيناه : الدكاتره لحقتها ؟!.
قالت وصال ببطء : بيحاولوا ...أن شاء الله تقوم منها
نظرت إلي عيون أخيها وتساءلت عن سبب ذلك الانكسار الذي تراه بها : ايه اللي حصل يا دياب ....اتكلم عشان خاطري
تنهد بثقل وبقي صامت لينظر المحامي الي دياب الكبير قائلا: طيب معلش يا معلم ينفع تخرجوا وتسيبوني شويه اتكلم مع المعلم دياب
...........
.....
وضعت سناء الصغير الذي كان يبكي علي ذراعها بينما لم تترك جانب مهجه ولا بهيه للحظه طوال الساعه الفائته التي أخذت تطمأنهم بها ....قامت بهيه وقال بصوت متحشرج بالدموع : انا هروح اطمن علي دياب وأشوف ايه اللي حصل
قالت سناء برفق : يااختي ماهو الحاج قال هيطمننا
هزت بهيه راسها وقالت بإصرار بينما بالكاد تستطيع أن تبقي مكانها دون أن تعرف شيء : مش قادره اقعد اكتر من كده ؟!
......
..........
لم يطق دياب الكبير صبرا ليتحرك ذهابا وإيابا وهو يهتف بصبر نافذ : سكوته ده مش مطنني ..... مش عاوز ينطق ليه
قال هادي برفق : الصبر يا حاج ..منعرفش ايه اللي حصل ...دلوقتي المحامي يطلع ونشوفه عمل ايه
اوما علوان قائلا : ماهو لازمن نعرف حصل عليه عشان نعرف نتصرف ....نظر إلي أبيه وتابع : بدل وقفتنا كلنا هنا انا هروح الوحده الصحيه اشوف البت
نظر له دياب الكبير بسخط : بت ايه اللي انت سائل عنها ...احنا في ايه ولا ايه
زفر علوان بضيق من سخط أبيه الدائم لأي تصرف منه ليقول بضيق : ماهو يا أبا البت هي اللي في أيدها كل حاجه ولو ماتت دياب راح فيها
تدخل هادي يوافق علوان : الحاج علوان عنده حق يا معلم .... التفت الي علوان وتابع : روح يا حاجه وطمننا وشوف فيه ايه نقدر نعمله
تحركت وصال قائله : انا هروح مع خالي
نظر هادي إليها واقترب قائلا بصوت خافت : روحي ارتاحي احسن يا وصال
هزت راسها برفض : لا ...انا هروح اشوف حاله سمر
حكت راسها وتابعت وهي تتنفس ببطء : الوحده هنا مفيهاش إمكانيات ....هكلم الدكاتره عشان ننقلها مستشفي كبيرة
وافقها علوان قائلا : عين العقل يا دكتورة ...يلا بينا اهو كل واحد يشوف له صرفه من ناحيه
قبل أن يتحرك علوان كانت بهيه تخطو بخطوات ضائعه ليسرع ابيها ناحيتها : ايه يا بهيه اللي جابك هنا يا بتي
هتفت بهيه ببكاء : دياب يا ابويا ...طمنني دياب عامل ايه
قال ابيها بحنان : بخير يا بتي ...تعالي اروحك
هزت راسها وقالت برجاء : لا يا ابويا انا عاوزة اشوفه واطمن عليه
زمجر دياب الكبير بسخط : ايه اللي جابك هنا ....من أمتي الحريم بتدخل الاقسام
قالت وصال برفق : معلش يا جدي عاوزة تتطمن علي دياب ...نظرت إلي هادي وتابعت برجاء : خليها تدخله يا هادي لو سمحت
اوما لها قائلا : حاضر هستاذن الضابط ...
...........
....
نظر ذلك الرجل الأشيب الي زوجته الجالسه تحيك قطعه من الصوف بصمت لينظر تجاه باب أحدي الغرف الجانبيه قبل أن يستدير مجددا تجاه زوجته متسائلا : ما تدخلي يا عليه تقعدي مع نانسي شويه أو تخليها تطلع تقعد معانا بدل ماهي قافله علي نفسها باب اوضتها علي طول
نظرت عليه الي زوجها بكمد وقالت بينما تترك الخيوط من يدها : حاولت معاها يا مصطفي مرضتش وكل ما ادخل لها تقولي سيبيني لوحدي
تنهدت وتابعت بحسره : يا عيني عليها وعلي بختها
نظر لها الرجل وتحدث بعقلانيه : ماله بختها يا عليه ....اهو زيها زي اي بنت خطوبتها اتفسخت مش نهايه العالم يعني
نظرت عليه الي زوجها وقالت برفض : ازاي بقي ...دي قلبها اتكسر
زمت شفتيها وتابعت : منه لله ماجد ابن اختي علي اللي عمله فيها
نظر لها زوجها بعدم رضي هاتفا : متدعيش علي حد يا عليه .....تنهد وتابع : الولد اتكلم معانا بصراحه وأيا يكون موقفه عاجبنا أو لا نشكر ربنا أنه عمل كده قبل ما يكون في بينهم جواز ولا ولاد
نظرت له عليه بسخط : صراحه ايه .... هو فجاه كده عرف أنه مش قد الجواز وفتح البيت
قال الرجل بتفهم : وجهه نظره وظروفه منقدرش نلوم عليه
نظر إليها وتابع بضيق : بلاش تفضلي تقولي الكلام ده قدام البنت وكمان اختك ملهاش ذنب تقاطعيها عشان ابنها فسخ خطوبته من بنتك
هزت عليه راسها وهتفت بسخط : حد الله بيني وبينها هي وابنها أنهم كسروا قلب بنتي
زفر الرجل بضيق واعتدل واقفا : انا قولت اللي عندي عشان مشيلش ذنب وانتي حره
نظرت له بضيق : انت سايبني ورايح فين ...مش بتكلم معاك
قال الرجل وهو يتجه الي غرفه ابنته : خلاص قولنا كل الكلام. ....انا داخل اشوف نانسي ومش عاوزك تفتحي معاها السيرة دي تاني يا عليه ...خليها تنسي
تبرطمت عليه بسخط : تنسي .....وهي دي حاجه تتنسي !
وكانت الاجابه لدي ذلك الرجل الذي نظر إلي ابنته وقال بعقلانية مغلفه بالحنان : كل حاجه بتتنسي وبعد شويه بتبقي مجرد ذكريات يا نانسي ....ذكري حلوة أو مره المهم انها بتبقي ذكري
افلتت دمعه من عيون نانسي التي قالت بانكسار : انا معملتش حاجه يا بابا عشان ماجد يسيبني
اوما ابيها قائلا برفق : وليه شايفه أن فسخ الخطوبه عقاب ...جايز ده احسن ليكي ..ربنا مش بيعمل لينا اي حاجه وحشه وان شاء الله تقابلي واحد غيره وتنسيه
تهدج صوت نانسي بالدموع بينما تقول بقهر : مش احسن يا بابا ....انا مش متخيله حياتي مع حد غير ماجد
غابت باقي كلماتها وسط دموعها التي اختلجت صدرها بينما ضاق بتلك الذكري قبل شهر حينما تفاجئت بماجد يخبرها أنه يريد فسخ الخطبه وحينما سالت عن السبب
: انا بقالي سنين بحاول اجمع تمن الشقه وبالعافيه جبتها ولسه عليا اقساط ولسه الفرش وغيره وغيره ....لما فكرت وسالت نفسي ازاي افتح بيت وانا مش عارف حتي اسدد تمنه ...مرتبي في المستشفي مش كفايه وانا مش عاوز احس اني مقصر في يوم من الأيام ولا اني أقل من اني اكفي بيتي ولا ولادي لما ربنا يكرمنا .... خلع الدبله من يده وتابع بأسف : مقدرش اربطك معايا في مستقبل مش واضح معالمه ....انا هسافر ابني مستقبلي الاول وبعدين هفكر في الارتباط
انهمرت دموع نانسي التي حاولت أثناءه بكافه الطرق ولكنه أصر علي موقفه ولم تفلح جهود العائله في تغيير موقفه الذي أخذه عن اقتناع وهو يري عجله الحياه تدور بلا رحمه ....!
.......
.........
جففت مجيده يدها وجلست علي أحد المقاعد تقول لزوجها : قوم شوف ابنك هيتعشي ولا لا
قال مجدي وهو مازال يضع عيناه بالجريدة : ماجد نزل من بدري بيخلص ورق بتاع السفر ولسه مرجعش
زمت شفتيها بضيق هاتفه : ماهو كل الشباب علي ده الحال يتجوزا ويسافروا ...كان ايه بقي اللي عمله مع بنت اختي ولا كانت حجه عشان يفسخ الخطوبه
نظر لها مجدي بسخط هاتفا : تاني يا مجيده
هتفت بسخط : تاني وتالت وعاشر انا بقولك اهو مش مسمحاه
ترك مجدي الجريده والتفت الي زوجته هاتفا : يا مجيده كفايه بقي انتي بقالك شهر مخصماه
ما جايز لما يسافر شويه ويتظبط في شغله يرجع في كلامه ....سيبيه يعمل اللي هو عاوزة
هتفت مجيده بسخط : اهو كله من اخوك ال ايه مش عاوز يكرر تجربته
رفعت عيناها وتابعت بحنق : اخوك اللي راح اتجوز الفلاحه اللي اتنططت عليه..... هو كل الستات زيها ولا نانسي بنت اختي زيها
قال مجدي بضيق : بنت اختك زي اي بنت ليها طلبات وهو لقي نفسه مش قادر
صاحت مجيده بغضب : دافع عنه عشان بس هي بنت اختي كان ايه الحال لو كانت بنت اخوك
زم مجدي شفتيه وهتف بغضب : متجبيش سيرتها ولا تفكريني بيها اهو الشقه اللي استكترتها عليا مقفوله ....بدل ما كانت تبيعها وتديني نصيبي من شقه ابويا
لوت مجيده شفتيها هاتفه : مش ابوك قبل ما يموت كتبها لاخوك وقال إن ده العدل لانه جابلك شقه
قال مجدي بجحود : وماله برضه ليا حق فيها وهي ولا اخوها مش محتاجينها .... ماهي راحت اختارت الفلوس هتعمل بيها ايه الشقه
قالت مجيده بسخط : طماعه زي امها
قال مجدي بغيظ : طيب قفلي علي السيرة دي ويلا جهزي العشا انا كل ما بفتكر سيره وصال دي دمي بيتحرق !
............
.....
ارتمت بهيه بحضن دياب الذي عاتبها علي مجيئها : ايه اللي جابك هنا يا بهيه
قالت من بين دموعها : مقدرش اسيبك يا دياب
نظر إلي عيونها التي فاضت بالدموع وسرعان ما مد كفيه يمسحها وهو يكوب وجهها بين يديه: متبكيش يا بهيه .
قالت بصوت متحشرج بدموعها : مبكيش كيف وانا شايفاك كده
قال دياب بانكسار : اللي انا فيه ده ذنبك عشان اتجوزت عليكي
هزت راسها وقالت وهي تربت علي كتفه : متقولش كده يا دياب ...انت عملت شرع ربنا وانا مسامحه
هز رأسه وقال بمزيد من الاسي والندم : انا استاهل عشان كسرت قلبك ودخلت عليكي واحده زي دي وفضلت اقاوح في نفسي واعمل نفسي مش فاهم طبعها و اهو اخرتها هترمي في السجن بسببها
عقدت بهيه حاجبيها ليمسك دياب بيدها ويتابع برجاء : العيال يا بهيه .....العيال امانه عندك اياك تخليها تشوف طرفهم ولا تيجي جنبهم
انخلع قلبها لتقول سريعا : متقولش كده حسك في الدنيا والعيال هتربيهم انت و.....قاطعها دياب بسخط : متنطقيش اسمها
نظرت إليه ليتغضن صوته بالأسي وسرعان ما يفيض بكل ماحدث لبهيه التي تجمدت ملامحها من الصدمه
ورددت بلسان ثقيل لا تستوعب ما استمعت إليه : عملت كده في اختها ...؟!
اوما دياب وطأطأ رأسه لتمسك بهيه يده وتقول بتأكيد : يعني انت معملتش حاجه
قال دياب بأسي : انتي تصدقي اني ممكن اعمل كده ؟!
هزت راسها سريعا : لا انا ولا حد يصدق ...انت معملتش حاجه يا اخويا وهتطلع من هنا
قال دياب بيأس : اطلع ازاي يا بهيه واقول ايه ....
قالت بهيه بتشجيع : تقول كل حاجه حصلت ...انت ملكش ذنب ولو فعلا بتأنب نفسك انك طول الوقت اللي فات سكتت علي عمايلها مينفعش تسكت المره دي
.... قول اللي حصل وخليها تاخد جزاتها
قال دياب بيأس : هربت
قالت بهيه بيقين : هتروح فين ....البلد كلها شبرين و جدي هيقلب عليها الدنيا ويلاقيها أو حتي الحكومه أمسكت بيده وتابعت بينما وجدت بنفسها القوة لا تعرف كيف ولكنه بحاجه اليها وهو بتلك الحاله من الضعف : يااخويا هو كل اللي يقول حاجه تتصدق أن شاء الله سمر هتقوم بالسلامه وتحكي اللي حصل وكمان الحكومه بتعرف الحاجات دي ....هتعرف أن مالكش يد فيها
نظرت له وتابعت : هو كان حد معاكم ولا حد شاف اللي حصل ....تنبهت وتابعت : العيال حد منهم شاف حاجه
هز رأسه لتربت علي يده بتشجيع ربنا شاف كل حاجه وهو سبحانه متطلع.... ربك هيقف معاك
اوما دياب بأمل ونظر إليها قائلا : ربنا يعمل اللي فيه الخير ...بس حتي لو مطلعتش انا عاوزك تاخدي بالك من نفسك ومش محتاجه وصايه علي العيال ....وامي خلي بالك منها واجمدي كده
قالت بهيه وهي تطمأنه بينما تتحلي بالقوة لتشد من اذره : متقلقش يااخويا
نظرت إلي عيناه وتابعت برجاء : بس انت اوعدني انك تتكلم ....اتكلم يا دياب ....
قول يااخويا اللي حصل
قال بخزي : محدش هيصدقني
قالت بهيه بيقين : هيصدقوك ....سمر أن شاء الله هتقوم منها وتقول الحقيقه وتبرأك
تنهد وهو يتذكر وصيه سمر ليقول لبهيه برجاء :
ام عبد الله وصتني علي عيالها
نظرت إليه ليتابع : نفذب وصيتها مكاني لغايه ما ربك يفرجها
قالت وهي تطمأنه : متخافيش يا اخويا
خرجت بهيه لتمسح وجهها من دموعها وهي تتجه الي جدها الذي سرعان ما اندفع إليها : دياب قالك ايه ؟!
أخبرت جدها بكل شيء لتتغير ملامحه بينما تتعكر ملامح هادي الذي بقي لحظات يستوعب ما تقوله بهيه و
قبل أن يقول دياب شيء كان هادي يهتف : متقولش يا معلم ....انا هقلب عليها البلد لغايه ما الاقيها
ربت دياب الكبير علي كتفه قائلا : تسلم
التفت الي المحامي قائلا : شوف شغلك يا استاذ اهو انت عرفت اللي حصل
نظر هادي الي بهيه قائلا : تعالي يا ست بهيه اوصلك في سكتي
هزت راسها قائله : الله يسترك خدني الوحده الصحيه اطمن علي سمر واشوف عيالها
اوما لها قائلا : تعالي انا رايح عشان وصال هناك
......
لم يلتفت أحد الي هؤلاء الصغار الذين بقوا جالسين علي الأرض البارده في زاويه المستشفي تلك الساعات ولم يلتفت لهم أحد بينما وكزتهم أحدي الممرضات بغلظه أن يغادروا بعد مجيء الشرطه ولم تفكر بسؤالهم اين سيذهبون
ليخرج الصبي الذي كبر قبل أوانه يحمل أخيه الصغير علي ذراعه ويمسك بيده أخته التي التصقت به تحتمي به من الصقيع الذي غلف القلوب قبل الاجواء بينما جلس هؤلاء الصغار علي أحدي الاحجار الكبيرة بجوار باب الوحده الصحيه يضمهم أخيهم ايه وهو لا يدري ماذا يفعل بغياب والدته فقط لا يعرف شيء إلا أن يطمأن إخوته ويحنو عليهم .....
يبكون وهو يطمانهم لا يعرف كيف ولكنه يفعل بينما أن انهار فمن يطمأنهم ليمر الوقت والناس تتحرك هنا وهناك وكأنهم لا يروا هؤلاء الصغار !
..........
.......
