الخامس والثلاثون

6.3K 643 61
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ثقل شديد شعرت وصال به يجذب جفونها التي بجهد تحاول رفعها من فوق عيونها لتستجيب لهذا النداء اللهيف بأسمها : وصال
لحظات وكانت تحرك جفونها وتنهيده ممزوجه بأنفاس متلاحقة كانت تتعالي من صدر هادي التي شعرت بيده تمسك بيدها ....أدارت رأسها وهي تفتح عيناها لتري هذا السقف الغريب فوقها وتلك الاصوات القلقه حولها والتي لم تميز منهم إلا صوته الذي يتحدث بقلق
تحشرج صوتها بينما تهمس بأسمه : هادي
مال هادي الذي مازالت يداه تمسك بيدها نحوها وعيناه القلقه تمسح وجهها بينما يقول بقلب لهيف : وصال
خرج صوتها بوهن وهي تتساءل أين هي بينما بنفس اللحظه شعرت بيدها الأخري توخزها من أثر تلك الحقنه المعلق بها المحلول المغذي : انا فين ؟!
قال هادي وهو يمسح علي خصلات شعرها : في المستشفي .....نظر إليها بقلق شديد وتابع : انتي كويسه ؟!
اومات له وهي تستجمع اخر ما تتذكره قبل أن تشعر بدوران العالم من حولها لتتذكر يومها الطويل برفقته بينما سافروا لإنهاء كل إجراءات إعادتها الي عملها وبعدها توجهوا الي المستشفي العام لتتسلم عملها وتسلم اوراق نقلها ...!
طرقات هادئه علي الباب تبعها دخول رجل مهيب يرتدي معطف ابيض توقف لدي الباب وتطلع الي الطبيبه التي وقفت تعاين وصال : ايه الاخبار يا دكتورة حنان
قالت الطبيبه الأربعينية بهدوء وهي تبتسم لوصال : الحمد لله يا دكتور مؤشراتها الحيويه كويسه ونتيجه التحاليل كمان كويسه
تنهد هادي وابتسم لوصال لحظه قبل أن يدير رأسه ناحيه الطبيب الذي قال بابتسامه هادئه وهو يلقي نظره ناحيه وصال :ايه يا دكتورة .... اول يوم ليكي في المستشفي تكوني مريضه مش دكتورة يا دكتورة وصال ؟!
هزت وصال كتفها بينما تتذكر شعورها بالغثيان والدوار الذي لاحقها منذ الصباح وتجاهلته كثيرا
لتقول الطبيبه اجابه علي تساؤلات هادي القلقه والتي لم يتوقف عن طرحها : اللي حصل طبيعي في اول الحمل وكمان مع المجهود الزايد...عادت لتنظر الي وصال بينما تتابع : طبعا انتي عارفه كل ده يا دكتورة واكيد هتاخدي بالك ....كويس ان زوجك كان جنبك ولحقك قبل ما تقعي علي الأرض
نظرت وصال بهلع الي بطنها
لتربت علي يدها وتقول سريعا  : اطمني البيبي بخير وانتي كمان بخير ....هكتب ليكي شويه فيتامينات ضرورية ونهتم بالتغذية وطبعا يشرفني انك تتابعي معايا كل اسبوعين او تلاته  علي الاقل عشان الحمل يعدي بخير
اومات وصال لتتابع الطبيبه : هكتبلك كل التعليمات وهكتبلك كمان رقم تليفوني عشان لو في اي حاجه تكلميني علي طول ...كلها ساعه وتقدري تروحي
ابتسمت لها وتابعت : اتشرفت بيكي ...قسم الاطفال هينور طبعا بوجودك
نظر الطبيب الي هادي الذي لاح الرفض علي ملامحه وفهمه الطبيب بفطنه : طبعا يا د حنان بس ده بعد إجازة اسبوعين تكون ارتاحت فيهم الدكتورة وصال
قالت وصال وهي تهز راسها : لا انا كويسه وهبدأ شغل في اقرب وقت يا دكتور طارق
هز الطبيب رأسه بإصرار : انا مصمم وخلاص مضيت الإجازة ...ابتسم وتابع : احنا عاوزين نشوفك دكتورة مش مريضه
مد يداه الي هادي وتابع بلياقه : اتشرفت بيك يا فندم واهلا بالدكتورة
اوما هادي واجاب بلياقه هو الآخر : الشرف ليا
خرج الاطباء من الغرفه ليتنهد هادي بعمق وهو يسرع ليجلس بجوارها : سلامتك يا شهد العسل
ابتسمت وصال له ليساعدها علي الجلوس ويريح ظهرها علي الوساده التي عدلها خلفها : تعبتك يا حبيبي
هز رأسه وقال بحنان وعيناه تلتهم ملامحها : تعبك راحه يا شهد العسل ...المهم انك كويسه
ابتسمت له قائله : كويسه الحمد لله...هزت كتفها وتابعت : عادي بيحصل كده مع الحمل
غمزت له وتابعت بشقاوة : اتعود عشان متقلقش اوي كده
هز رأسه وقال بحنان : لو مش هقلق عليكي هقلق علي مين ؟!
ابتسمت له ووضعت يدها فوق يده بينما تقول بحب : ربنا يخليك ليا يا حبيبي .
............
...
جرت فاطمه قدميها بثقل شديد بينما تغشي سحابه سوداء عيناها التي بالكاد تري الطريق امامها ....أستندت الي حائط المنزل وتمسكت سريعا به بينما خانتها قدميها وكادت تقع لتجثو علي تلك العتبه المرتفعه أمام باب المنزل وتجلس فوقها بينما شعرت بانفاسها تضيق عليها وتخرج بصعوبه من صدرها ...!!
: ستي ...ستي ...مالك يا ستي
اسرع الصبي الصغير الي جدته وترك الكره التي كان يلعب بها ما أن رأي جدته بتلك الحاله
امتلئت عيون فاطمه بالحزن وهي تنظر إلي عبد الله وتحاول ان تخفي دموعها بينما تقول بصوت متحشرج : انا كويسه يا قلب ستك
أمسكت بيدي الصغير وتابعت بوهن: تعالي اسندني لغايه جوه يا عبد الله
أسند الطفل جدته بجسده الصغير لتخونها دمعه حارقه تسقط علي وجنتيها التي ارادت أن تلطمها من القهر
تمددت فاطمه علي فراشها واسرع الصغير يضع الغطاء فوقها وهو يسألها مجددا : مالك يا ستي ؟!
قالت فاطمه بحزن : ماليش يا ضنايا ...روح شوف اخواتك
خرج الصغير الذي لم يكد يفهم ما أصاب جدته ليري وجه والدته الغارق بالدموع وبقلب لهيف يسرع ناحيتها ما أن دخلت من الباب : امه ...مالك يا امه
مسحت سمر دموعها بظهر يدها وهي تهز راسها : ماليش يا ضنايا ....ربتت علي وجهه بحنان وابتسمت له من بين دموعها : اخواتك فين ؟!
قال وهو يشير الي الغرفه : بيلعبوا جوه .....رفع رأسه إليها وتابع بعيون حزينه : مالك يا امه بتعيطي ليه ؟!
قالت سمر بحنان بينما غلبتها دموعها مجددا : ماليش يا ضنايا
قال الطفل بحزن وهو يمسك بيد والدته : هو عم ياسين زعلك زي ابويا
هزت راسها سريعا : لا يا حبيبي ...انا بس عيني دخل فيها تراب ...روح العب مع اخواتك
اسرع الصغير خطوتين ولكنه سرعان ما عاد إلي والدته قائلا : امه ...ستي كمان كانت بتعيط
اومات سمر واتجهت الي غرفه والدتها التي ظهر علي وجهها الكمد والقهر ولكن عن أي قهر تتحدث أن أخبرتها بما عرفته لتتجه إليها وتقول بشفاه مرتجفه من فرط دموعها التي انسابت علي وجهها : شوفتي يا امه اختي عملت فيا ايه ؟!
شكوتها وكلماتها ودموعها كانت تمزق نياط القلوب ليعتصر الالم قلب فاطمه وعيناها لا تفارق النظر إلي وجه ابنتها الذي للحظه تساءلت أن كان هناك وجه سواه تخفيه
: يرضيكي يا امه .....يرضي ربنا اختي اللي من دمي تعمل فيا كده ...ليه ...انا عملت ليها ايه .....بقي تشوه سمعتي ....طيب انا مصعبتش عليها ليه تخلي عيالي يعيشوا بعار امهم ...ليه ...ليه يا امه انا عملت فيها ايه عشان تعمل فيا كده
: اختك لا يمكن تعمل كده فيكي
اهتزت نظرات سمر ورفعت عيناها ببطء تجاه وجه والدتها وهذت بصوت متقطع : بقولك هي اللي ...قاطعتها فاطمه بانفعال دون إرادتها : وانا بقولك اختك ملهاش ذنب
نظرت سمر الي والدتها بعدم استيعاب لهذا الدفاع لتزم فاطمه شفتيها بقهر وتكور قبضتها بينما تقول بسخط : انا روحت للست وداد وعرفت منها كل حاجه
نظرت سمر الي والدتها بعدم فهم لتقول بصوت متقطع : كل حاجه ...؟!
اومات فاطمه ونظرت الي ابنتها بعتاب متساءله : مين شعبان ؟!
دق قلب سمر بقوة داخل صدرها وسرعان ما تباطأت أنفاسها حينما غزت تلك الذكري عقلها بقوة لتغمض عيناها بألم بينما تتذكر ذلك الرجل الذي كانت تعمل لديه بمصنع صغير للملابس ... بقوة داهمت نظراته الوقحه مخيلتها وتلك اللمسه القذره التي لمسها بها والتي لم تسكت عليها بل صرخت واستنجدت بالجميع واولهم زوجها لتدرك وقتها حقيقه أنها لاشيء أمام تلك الورقات الماليه التي أعطاها شعبان لزوجها ليخرسه وليته انخرس فقط عن حقها بل وقتها صب عليها قله رجولته وضربها واهانها واتهمها أنها من شجعت الرجل ...!!
فتحت سمر عيناها لتصطدم بنظرات الاتهام التي لم تصدق أن تراها يوما بعيون والدتها لتقول بشفاه مرتعشه بدفاع عن نفسها بينما ظنت أن أول من سيصدقها هي والدتها : انا مش كده يا امه ...انتي مربياني وعرفاني
هو اللي راجل قليل الربايه وعبد العزيز مكنش راجل ولا دافع عني ...انا اتظلمت زي ما اتظلمت كتير بس سكتت عشان اربي عيالي ...والله يا امه ما عملت حاجه ....!!
نظرت إلي والدتها وانهمرت الدموع من عيناها بينما لاح عدم التصديق في عيونها التي اشاحتها بعيدا عنها : امه انتي بتبعدي عينك عني ليه ....بقولك دنيا اللي سلطت عبد العزيز عليا انتي مش مصدقاني
قالت فاطمه بكمد : مش مهم اصدق ولا لا المهم أن وداد وغيرها صدقوا
قالت سمر بقهر : صدقوا الظالم ومسمعوش دفاع المظلوم
قالت فاطمه بكمد : محدش بقي عارف مين الظالم ومين المظلوم
انشطر قلب سمر من كلمات والدتها التي وجب أن تكون اول من يصدقها مهما افتروا عليها لتطفر الدموع الحارة من عيونها وتقول بشفاه مرتجفه وصوت متحشرج بالدموع التي غزت حلقها : انا مظلومه يا امه ....وحياه عيالي مظلومه .....انهمرت دموعها وتابعت بقهر : اتظلمت من راجل بالاسم عشان ماليش حد يقف له ودلوقتي بتظلم من اختي
مالت علي يد والدتها تقبلها وهي تتابع بتوسل : اقفي معايا يا امه وقولي ليهم ان انا مظلومه وان دنيا هي اللي اتفقت مع عبد العزيز وافترت عليا
هزت فاطمه راسها بقله حيله ممزوجه بالقهر : ومين هيصدق يا بنتي
نظرت فاطمه الي والدتها وهتفت بها : هيصدقوا يا امه ...جوزها لو عرف باللي هي مخبياه هيصدق أنها تعمل كده
هزت فاطمه راسها سريعا برفض وقالت باستنكار : عاوزاني أفتش سر اختك واخرب بيتها  ....هزت راسها مجددا وهتفت برفض :
لا ...ده دياب مش بعيد يطلقها وياخد منها عيالها

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن