( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
لمح دياب جلوس جده بالبهو وهو يخطو الي المنزل ليقول باقتضاب وهو يتابع طريقه للاعلي: السلام عليكم
التفت دياب الكبير تجاه حفيده باستنكار بينما فقط القي كلمتين باقتضاب ثم تابع طريقه .....وهذا الجفاء بينه وبين حفيده لم يعد يحتمل الصمت عنه ليقوم من مكانه ويوجه حديثه بنبره توبيخ لحفيده : ايه يا دياب هتفضل زي العيل الصغير مقموص من جدك وبس بترمي عليه السلام زي الاغراب
توقف دياب مكانه والتفت الي جده الذي تابع مستنكرا : لا عاد بتقعد تتكلم معايا ولا بنتلم علي لقمه واحده
خطي دياب خطوتين تجاه جده وامتلئت نبرته بالعتاب بينما يشير إلي البهو الخالي : لمه ايه اللي بتتكلم عنها يا جدي ....اي لمه وامي مش فيها عاوزنا نتلمها ؟!
عقد دياب الكبير حاجبيه باستنكار وسرعان ما هتف بسخط : وانا عملت ايه لامك...؟!
هي اللي بقالها ايام قافله علي نفسها ومش راضيه تقعد معانا وحتي انا بترد عليا الكلمه بالعافيه ....بتقولي انا فين اللمه ده بدل ما تروح تتكلم مع امك وتقولها ازاي تقاطعي جدي ولا جدي عمل ايه .... قاطعه دياب بحنق بينما لم يعد يحتمل إلقاء اي لوم علي والدته : ازاي ....امي اللي تتسأل ؟!
هز كتفه وتابع بمزيد من الحنق : اسأل امي عن ايه ..ده بدل ما نسأل عن حالها
قال دياب الكبير باستنكار : وانا كنت عملت ايه لحالها ؟!
نظر له دياب باستهجان : كل ده ومعملتش حاجه يا جدي
تغضنت نبرته بمزيد من العتاب بينما لأول مره ينطق بتلك الكلمات أمام جده : هو مين السبب في اللي هي فيه ... مين خرب بيتها وفرقنا من سنين
اتسعت عيون دياب الكبير وهتف باستهجان شديد : انا خربت بيت امك وفرقتكوا
ولا ابوك
قال دياب بحنق : انتوا الاتنين واللي دفعت التمن أمي واتحرمت من بنتها ودلوقتي كمان اتحرمت منها
قال دياب الكبير بدفاع عن نفسه : امك اللي اختارت وانا وقفت قدام ابوك وخليتكم في حضنها بس اختك اللي براويه وسابت حضن امها .....
دي كمان هتحاسبني عليها بدل ما تحاسب اختك
هتف دياب بمزيد من الحنق : اختي رجعت يا جدي وانت برضه اللي كنت السبب في فرقتنا لما طاوعت هادي في كذبه عليها من البدايه
هتف دياب الكبير بامتعاض : تاني هتعيد في الكلام ده ... كنت اعمل ايه ....؟!.
ما انت كنت معايا يومها
اوما دياب بسخط : ومكنتش راضي
نظر له دياب باستنكار : هتطلع نفسك منها وترميها علي جدك
هز دياب رأسه وهتف بعتاب : انا سكتت وطاوعتك يعني مشاركك في الذنب
التفت الي جده وتابع بمزيد من الاتهام : طيب ويومها مكنش قدامك حل ....الأرض والتلاجات وغيره وغيره اللي كنت بتضغط علي هادي عشان سكوتك كمان مكنش قدامك حل
احتقن وجه دياب بالغضب وهتف باحتدام : كنت بضمن صباعه يبقي تحت ضرسي عشان ميجيش عليها في يوم من الايام
هز دياب رأسه وهتف باتهام : وعشان يبقي تحت سطوتك ياجدي زيي بالضبط
اوما دياب الكبير وهتف باقتناع : ادي انت قولت ...زيك بالضبط يعني أنا الكبير وانا اللي كلمتي تمشي علي الكل ...رفع حاجبه وتابع باتهام :
وبعدين ماهو انت وهو طاوعتوا اختك في اللي هي عايزاه كان حصل ايه لا هي رجعت لجوزها ولا رجعت وسطنا .....وقفت قدامي انت وهادي واخرتها كان ايه اللي حصل .....رفع إصبعه أمام وجه حفيده وتابع :
شوف انا لما حكمت حصل ايه وشوف انتوا لما حكمتوا حصل ايه .....بكلمتي جت وسطنا واتجوزت وفتحت بيت بس انتوا خربتوا البيت
ضرب الأرض بطرف عصاه وتابع : واقف قدامي و بتحملني خراب بيت امك اهو انا معملتش كده مع اختك وبأيدي وسناني وقفت أمنع خراب البيت بس انتوا مشيتوا بشورتها واخرتها ايه ....مشيت !!
نظر إلي دياب بحنق وتابع بحسره وغضب : اهو اللي حصل معاك انت وهي زمان هيحصل في عيلها واتفرق عن ابوة ومسيره يفترق عنها لما هادي يقول عاوز ابني
اشاح بوجهه وتابع بسخط :
وانا معدتش اتصدر ليها ولا هقف قدام هادي لو طلب حقه في ضناه ......التفت الي حفيده وتابع بضيق شديد : ويكون في علمك هادي كلامه اخر مره معايا كان أنه معادتش باقي عليها
ضرب مجددا الأرض بعصاه وتابع بغضب : ارتاحت دلوقتي ....اهي بأيديها خربت بيتها
اختنق دياب من حصار جده له بتلك الحقائق التي قد لا يكون جده كليا مخطيء بها ليشيح بوجهه هاتفا : اختارت وهتحاسب علي اختيارها إنما امي عمرها ما اختارت واحنا كمان بنحاسبها ....امي عاشت طول عمرها تقول حاضر ونعم وكل واحد فينا بيحاسبها علي اللي ملهاش فيه يد
ابتلع دياب الكبير غصه حلقه بينما لا يتوقف عنه تأنيب ضميره ليقول بدفاع عن نفسه : امك يا ولدي معملتش حاجه غلط هي اللي كرهت ابوك
تغضنت نبرته بالاسي وتابع : فكرك كان ساهل عليا قاعدتها بقهرتها السنين دي .....فكرك كنت راضي ..امك جالها بدل العريس الف وهي الي مرضتش
وقالت اربي عيالي
واهو اللي مدوقها المر عيالها مش انا
هز دياب رأسه برفض هاتفا : كلنا يا جدي وانت اولنا
اتسعت عيون دياب الكبير باستنكار : انا يا دياب
اوما دياب هاتفا : أيوة ولا فكرك مكنش مر عليها انك بتلوي دراعها بيا ..... خيرتها بيني وبين وصال واتغلبت علي أمرها واهي وصال حملتها ذنب ملهاش يد فيه
احتقنت نبرته بالاسي بينما يتابع : وصال بتحاسبها ومين السبب ...انت ياجدي
زم دياب شفتيه وهتف باحتدام : عملت كده عشان صالح اختك ....عشان ترجع وسطنا لما تلاقي نفسها وحدها ... افهم بقي
هز دياب رأسه برفض : مش عاوز افهم حاجه ....انا عاوز امي تطلع من اللي هي فيه .....عاوز اختي ترجع وسطنا
نظر إلي جده بعتاب شديد وتابع : لو تعرف تعمل كده هرجع انا كمان زي ما كنت ....اشاح بوجهه وتابع : غير كده يحرم عليا اللمه والفرح
ترك جده وصعد للاعلي ليقف دياب الكبير مكانه صدره يعلو ويهبط بانفعال بينما يتلقي لوم يلو الاخر ....نضج ذلك الصغير الذي رباه علي يده ووقف يحاسبه بحساب هو نفسه لم يتواني عن محاسبته لنفسه !!
..........
....
لاح الاسي علي ملامح بهيه التي استمعت للحديث الذي دار بين جدها و زوجها ....ضاق صدرها بالحزن الذي خيم علي المنزل بين ليله وضحاها ولا تنكر أنها سألت نفسها الف مره لماذا لم تصفح وصال أو بالاحري لماذا لم تكن مثلها والاجابه كانت بوسط السؤال لأنها ليست مثلها ولا يوجد أحد مثل الاخر لذا لا يمكنها أن تطرح مثل هذا السؤال ....سامحت زوجها وستظل تسامحه لانها ببساطه تشعر بأنها تريد السماح ...نسيت وتجاوزت لأنها تسطيع بينما وصال وقفت بالمنتصف لا تستطيع أن تفعل
لم تعاتب ابيها يوما ولم تفعل بينما وصال ليست مثلها فألقت باللوم والعتاب علي والدتها وعلي الجميع
الاجابه بالسؤال ...ليس أحد مننا مثل الاخر !!
أشفقت علي جدها الذي تراه بتلك الحاله ...تعرف أنه يحب دياب أكثر من نفسه حتي وان قسي عليه لذلك تري ملامحه المنكسره لجفاء دياب معه ....تري أنه ليس ذلك الكبير الجبار بل هو رجل بحاجه لحفيده الذي يتنفس حبه ويسند ظهره وجوده ...!
: جدي
رفع دياب وجهه المكفهر تجاه بهيه التي اقتربت منه ليقول برفق : نعم يا بهيه
قالت بهيه بحنان : ابدا يا جدي قولت اسألك عامل ايه ؟!
هز دياب الكبير كتفه وقال بتخلي بينما يسحب نفس عميق : هكون عامل ايه .... هكون عامل ايه وانا شايف اني سودت حياتكم كلها ...ربنا ياخدني عشان ترتاحوا مني
هزت بهيه راسها بشده وقالت برفق بينما تجلس بجوار جدها : لا ياجدي بعد الشر عنك .....وضعت يدها فوق يده ليسري حنانها تجاه قلب جدها المغلف بقشره صلبه : ياجدي انت الكبير ...كبيرنا اللي ملناش غيره
سحبت نفس عميق وتجرأت بينما تتابع : انت اللي في ايدك كل حاجه ....انت اللي بأيدك تجمعنا تاني
نظر دياب لها لتبتسم له برجاء : كلمها يا جدي
عقد حاجبيه بعدم فهم لتوضح بهيه بجرأه : كلم وصال وفهمها انت عملت كده ليه ....عاتبها وخليها تعاتبك يا جدي وانا متاكده أنها هترضي
غص حلقها بينما تتابع باعتراف : كلنا غلطنا في حقها وهي كانت جايه قلبها اخضر بس اتعكر لما عرفت اننا كلنا كنا عارفين وسكتنا.....خفضت عيناها بخجل وتابعت : وقفت جنبي وكانت اكتر من اختي وانا اخرتها ....تهدج صوتها وهي تهز راسها بينما تتذكر صدمه وصال بها حينما عرفت انها كانت تعرف واخفت عنها لتقول بصوت متحشرج بالاسي : ليها عندي حق ولازمن اعتذر لها واطلب منها تسامحني وعذري الوحيد اني كنت خايفه عليها واني فكرتها زيي هترضي وتسامح
رفعت عيناها تجاه جدها وتابعت : هي متوجعتش من اللي حصل زي ما اتوجعت اننا كلنا كنا عارفين
تنهدت وتابعت : دياب وهادي معملوش حاجه غلط هما غلطوا وبيحاولوا يصلحوا غلطهم فبلاش تلومهم
هزت كتفها وتابعت بينما تبعد عيناها عن عين جدها : فاضل انا وانت يا جدي ....لازمن نعترف بغلطنا في حقها ونراضيها
أمسكت بيد جدها وتابعت برجاء : لو ليا خاطر عندك ...هزت راسها وتابعت : بلاش انا ..عشان خاطر امه مهجه وقهرتها وعشان خاطر دياب ....روح لوصال ياجدي وراضيها
.............
.....
وضع ياسين كوب الشاي الذي انهاه من يده ثم اعتدل واقفا من أمام طاوله الأفكار بينما يقول وهو ينظر إلي سمر : الحمد لله ..انا رايح الوكاله
التفت تجاه الصغير الذي قال بحماس : استناني يا عم ياسين انا هلبس وجاي معاك
نظر إلي الصغير باستفهام : جاي معايا فين يا عبد الله
قال الصغير بحماس : الوكاله يا عمي
اسرع الصغير تجاه غرفته لتعتدل سمر واقفه وتنظر الي ياسين بابتسامه هادئه قائله : هو اللي قالي اروح مع عمي ياسين ....وقالي نفسي اكبر وابقي زي عمي ياسين وقالي هو عارف مصلحتي وانا طول عمري هسمع كلامه
هزت كتفها وتابعت بخجل : حقك عليا يا ياسين ....ارتسمت الاسي علي ملامحها بينما تابعت : متزعلش مني ....غصب عني اللي شوفته خلاني اخاف علي عيالي اللي ماليش غيرهم في الدنيا
مال ياسين برأسه يتطلع الي وجهها الهادئ وقال بعتاب : وانا روحت فين يا ست الستات
ابتسمت سمر وقالت بخجل دون أن ترفع إليه عيناها : انت دنيتي كلها يا معلم ياسين
ابتسم ياسين بسعه وربت علي كتفها بحنان : وانتي ربنا يعلم غلاوتك في قلبي اد ايه
رفع يدها تجاه شفتيه وقبلها بحنان : انتي هديه من ربنا
ارتجفت يد سمر وتمسكت بيده ورفعت عيناها تجاه عيناه وقالت بمشاعر حاره: انت اللي ربنا عوضني بيك ...ربنا يخليك ليا
مجددا قبل يدها بحراره بينما يهمس : ويخليكي ليا يا ست الستات
تلاقت عيونهم لتطوف عيناه بوجهها الذي سرت به حمره جميله بينما تقول بتدليل : تحب اطبخلك ايه علي الغدا
قال ياسين بحب: كل حاجه من ايدك زي الشهد
ابتسمت له ليميل عليها يقبل وجنتها وقبل أن تزحف شفتاه تجاه شفتيها تراجع سريعا حينما انفتح باب الغرفه وخرج الصبي ركضا : يلا يا عمي انا جاهز
وضع ياسين ذراعه حول كتف الصبي الصغير وقال بحنان : يلا يا معلم عبد الله
تنهدت سمر وقالت بدعاء : يارب اشوفه زيك
ابتسم لها ياسين ولوح لها لتقف لدي الباب تودعهم وتودع كل هم كان بقلبها وترحب بسعاده طرقت بابها من حيث لا تدري !!
.........
....
دخل دياب الي غرفه مهجه حيث جلست بهيه بجوارها تطعمها وتجتذب معها الحديث بينما يركض الصغيران بجوارهما
: عامله ايه يا امه
قالت مهجه بابتسامه باهته : الحمد لله ياابني
قال دياب بمرح وهو يجلس بجوارها و وينظر الي الطعام الذي لم تقربه : شكل اكل بهيه مبقاش حلو زي الاول ....
هزت مهجه راسها وربتت علي يد بهيه بحنان : تسلم أيدها هو انا بعرف اكل لقمه الا من أيدها
رفع دياب حاجبه قائلا : امال ماكلتيش ليه
قالت مهجه مجددا وهي تزيف ابتسامتها :ماليش نفس يا حبيبي ...لما اجوع هأكل
قال دياب بحنان : طيب ايه رايك تيجي معانا ...انا هاخد بهيه للدكتورة ....تعالي وناخد معانا مصطفي وعلي واخدكم البلد تأكلوا في مطعم واهو نتفسح
هزت مهجه راسها وقالت بحنان : لا يا حبيبي ...روحوا انتوا واتبسطوا ...
نظر لها دياب برفق وقال بينما يمنع غصه حلقه : طيب تحبي اخدك لوصال
هزت مهجه راسها وقالت بسماحه: سيبها براحتها ياابني كفايه اني بطمن عليها منك
نظرت بهيه الي دياب برفق بينما تمنت لو جدها يستمع لرجاءها ....ليت بيدها شيء آخر لتفعله الا التهوين علي مهجه وليت بيدها أن تعرف كيف تذهب لوصال لتترجاها ولكنها بداخلها تدرك أن الوحيد الذي بيده الامر هو جدها هو فقط من يستطيع أن يصلح كل شيء
...............
....
