ادارت ماس راسها تجاه جاسر النائم بجوارها لتتطلع الي ملامحه وتتساءل هل لشكها محل ...؟!
تشعر ولا تملك دليل ...تشعر وترفض أن تفكر
تشعر وشعور المرأه او ما يسمي بالحاسه السادسه دوما ما تكون صحيحه ...تنهدت ووضعت يدها اسفل خدها وبقيت تنظر إليه لتعترف بأن بالرغم من أنه بينهما بضع سنتيمترات ولكنها تشعر بأن هناك مسافات بعيده أصبحت بينهما وتزداد يوما بعد يوم ...اعترفت نعم ولكن سبب تلك المسافات والذي لم يكن سبب واحد وانما بضع اسباب انهكها الإرهاق قبل أن تعددها لذا اختصرتها بتلك المسؤوليات والأعباء التي فرضتها عليهم الحياه فأصبحت تقضي علي اي وقت يأخذه اي منهم ليراجع تصرفاته أو يحللها لتتراكم وتزداد الأسباب والمسافات تصبح شيء طبيعي بعدها !
.....
مدت فيروز يدها تجاه مهران بعباءته التي أخذها منها ووضعها علي كتفه وهو ينظر ناحيتها من خلال المرأه
وهي تتحرك بتوتر وقد صدق حدثه حينما وجدها تفرك كلتا يديها وهي تقول بتردد : مهران !
نظر إليها قائلا بفطنه وقد حفظ طباعها عن ظهر قلب بعد تلك السنوات ليقول بتدليل جعل لسانه يعتاد عليه فأصبح ما بينهما مهما عظم لطيف بدء من لطف اللسان : مالك يا ست البنات ....عاوزة تقولي ايه ؟!
نظرت له بتردد قائله : هو انا لو قولت ليك حاجه يبقي انا كده فتانه
التفت مهران لها بأستفهام : حاجه ايه ؟!
قالت فيروز بتراجع : لا خلاص
هز مهران رأسه ومد يداه إليها قائلا : خلاص ايه ...تعالي يا ست البنات
أمسكت بيده ليجذبها ناحيته ويحيط خصرها بذراعه قائلا : قولي ..نظر إلي عيونها وتابع بتشجيع : واحنا من أمتي بنخبي علي بعض
قالت فيروز بحيره : ماهو مش حاجه تخصنا ...دي ماس
عقد مهران حاجبيه باستفهام : مالها ماس ؟!
زمت فيروز شفتيها وقالت بغيظ : بتشك في جاسر
انتبه مهران وسألها بتشجيع : بتشك فيه ازاي ..قولي يافيروز
اتسعت عيون مهران وهتف بهلع بعد أن أخبرته فيروز بما دار بينها وبين ماس : من أمتي وانتي تعرفي الكلام ده يافيروز ....اسرع يدير رأسه ويبحث عن هاتفه وهو يتابع : يعني هي بتراقبه دلوقتي ؟
اومات فيروز وقالت بحيره حينما وجدته يمسك هاتفه : انا كده غلطانه اني قولتلك عشان هتحذره بس برضه خايفه يكون فعلا بيخونها وتكشفه ويحصل بينهم مشكله وبرضه ماليش حق اساعدك تداري عليه ..زفرت وتابعت : انا بقي مش عارفه اللي عملته صح ولا غلط لما قولتلك
قال مهران وهو يجذب مفاتيح سيارته ويتجه للباب بسرعه : عملتي الصح يا ست البنات .....أسرعت فيروز خلفه توقفه : انت رايح فين ؟
قال مهران سريعا : رايح اشوف ابن اللواء بيعمل ايه ؟
نظرت له فيروز قائله : لو بيخون ماس ...قال مهران مقاطعا بتأكيد : هتصرف معاه بس المهم البيت ميتخربش وبلاش صاحبتك تعرف انك قولتي ليا حاجه
تعكرت ملامح فيروز وشعرت بالضيق أنها افشت سر صديقتها ولكن نيتها كانت خيرا حتي لا يحدث مكروه بينهما بسبب تلك الشكوك لتطمأن نفسها أن مهران سيحسن التصرف
............
....
نظرت ريم الي ماس التي علقت حقيبتها علي كتفها وهمت بالخروج لتقول ريم برجاء : ما بلاش المشوار ده يا ماس
التفتت ماس الي ريم متساءله بجديه : ليه يا ريم ؟
قالت ريم بتعلثم : ابدا ...انا يعني قصدي أن الموضوع جايز ميكونش زي ما انتي شاكه
قاطعتها ماس بجديه : ولما هو كده يبقي ليه متأكدش بنفسي
لاحت علي ملامح ريم حيرتها وشكوكها التي وصلت الي ماس بينما حاولت مثل ريم تجاهل الامر والتأكيد لنفسها أنه مستحيل أن يفعلها ولكن تلك المره لم يوافقها داخلها لتنظر الي ريم وتبتلع رمقها ببطء بينما تقول بقوة مزيفه : لو كان بيخوني حقي اعرف ولو مكانش حقي اطمن
قالت ريم برفق : جاسر مستحيل يخونك ...ليه يا ماس تفتحي علي نفسك باب زي ده ؟
نظرت ماس الي عيون صديقتها وقالت بصراحه ويقين وصل لداخلها: عشان مبقتش قادره اقول مستحيل بالثقة اللي كنت بقولها لنفسي زمان ....عشان قلقك له سبب يا ريم وانا كنت بضحك علي نفسي واعمل اني مش واخده بالي بس قلقك في محله ...علاقتي انا و جاسر مبقتش زي الاول وسرعان كده لسانك بيقول مستحيل بس عينيكي بتقول جايز وانتي خايفه عليا من الصدمه
خفضت ريم عيناها عن عيون صديقتها التي تنهدت بثقل والتفت لتغادر ولكن ريم أمسكت بيدها برجاء اخير : بلاش يا ماس
هزت ماس راسها بإصرار لتتنهد ريم قائله : طيب ووقتها هتعملي ايه ؟
هي نفسها لا تعرف ماذا ستفعل بموقف كهذا وبالرغم من كل عزمها إلا أن داخلها منهار ويقدم قدم ويؤخر الأخري فهي كمن يسير الي هاويه لا تعرف ماهيه شعورها الا حينما ستكون علي حافتها....حاولت أن تتراجع ولكن داخلها رفض أن تبقي في هذا الشك ....نعم أصبحت علاقتهم تتسم بالبرود حتي وان لم يكن مقصود ولكنه موجود ...يختلفون علي الكثير وهي تمرر الكثير لتجنب الخلافات ومع كل ما تمرره أصبحت تمرر وجوده في يومها ليبقي مجرد ضيف خفيف بضع كلمات تسد فراغ تلك الساعات القليله التي يبقي بها بالمنزل وتبقي هي تفاصيل يومها لنفسها لتجنب الخلافات وشيئا فشيئا زادت المسافه بينهم فأصبحت تستمع الي تفاصيل يومه ربما بقليل من الحسره والافتقاد لاهتمامه أن يعرف تفاصيل يومها ....اناني وهي متغافله عن حقوقها ...!!
........
....
وضعت غرام اخر طبق علي الطاوله التي جلس ايهم إليها متظاهرا بالانشغال بالنظر الي هاتفه بينما لم يخفي علي غرام أنه بين الحين والآخر يلتفت تجاه باب غرفه ابنته المغلق .... جاءت هنا وسحبت المقعد وجلست لتهز كتفها وتنظر الي غرام قائله بقله حيله : حلا بتقول مش عاوزة تأكل !
التقت نظرات غرام بنظرات ايهم التي لاح بها الضيق بينما أعلنت حلا تحديها له وهاهي منذ الأمس تمتنع عن تناول الطعام لتقول غرام بصبر : طيب يلا افطري انتي ياهنون وانا هدخل اناديها
لاعبت هنا اختها الصغيرة يارا وبدأت تتناول الطعام الذي لم يقترب منه ايهم واكتفي بارتشاف قهوته متظاهرا بعدم الاهتمام حينما لمح غرام تأتي ناحيتهم وعلي ملامحها نفس نظره هنا من قله الحيله وإصرار حلا علي موقفها
الذي تظاهر ايهم بأنه لا يهتم به ولكن نظراته عكست العكس لتقول هنا : انا هقوم اتحايل عليها ...أوقفها ايهم برفض : اقعدي كملي فطارك وهي لما تجوع تبقي تقوم تأكل
نظرت هنا الي غرام التي هزت راسها ونظرت لها برجاء أن لا تعترض
اخذت غرام ابنتها الصغيرة لتطعمها
ثم اخذتها لتغسل لها يديها وتعطيها لأختها التي ستأخذها الي حافله المدرسه
مال ايهم تجاه الصغيرة التي ركضت الي حضنه وهي تودعه : باي يا بابي
داعب شعرها قائلا : باي يا روح بابي
نظر إلي هنا قائلا : خدي بالك منها يا هنون
اومات هنا وأشارت لأبيها وهي تقبل وجنته : باي يا بابي
افلتت تنهيده من صدر غرام وهي تجمع طاوله الافطار بينما جلس ايهم بصمت يكمل قهوته
مجددا تنهدت غرام ولم تجد بد من أخذ المبارده
: ايهم
نظر إليها بصمت لتقول برجاء : ليه بس يا ايهم واخد الموقف ده. ...يعني رافض من غير جدال ماهو حقها تزعل برضه
قال ايهم باحتدام : انا حر وانا شايف كده
اومات غرام وقالت برفق وهي تجلس بجواره : وهي برضه المفروض يكون ليها حريه اختيار
رفع ايهم حاجبه بسخط : حريه !!
لتقول غرام باستدراك : قصدي يعني دي حياتها والمفروض انت وهي تتكلموا مع بعض وتحاول تفهمها وجهه نظرك اللي انا نفسي مش فهماها
هتف أيهم بانفعال : ايه اللي مش مفهوم في اني رافض بنتي ترتبط الا بعد ما تكمل دراستها
حكت غرام عنقها بقله حيله بينما عجزت أن تصل مع أي منهم الي حل وسط لتنظر الي ايهم وتقول برجاء : حقك طبعا تخاف عليها وتنصحها بس انت مش بتتكلم معاها وهي حاسه انك بتجبرها علي اختيار حاجه هي مش عاوزاها وطبيعي تتمرد
زفر ايهم بضيق لتتابع غرام : الشاب كويس واختيارها ودخل من الباب ....خفضت عيناها وتابعت دون مراوغه : يعني يرتبطوا قدام الناس وفي النور ولا من وراك ...!
اتسعت عيون ايهم لتهب غرام من مكانها بينما هتف أيهم بانفعال : ده انا كنت اكسر دماغه واقطم رقبتها ..زفر وتابع بوعيد : طيب تبقي تعملها وتشوف انا هعمل ايه !
افلت الاعتراض من شفاه غرام التي تراجعت للخلف : ماهو الواد دخل من الباب وانت رافض
هتف ايهم باحتدام : غررااام وبعدين بقي ...مش هنخلص
هزت غرام راسها وقالت بعناد : لا مش هنخلص عشان ....تراجعت للخلف بينما بخطوه واحده توقف امامها لتجد نفسها في مواجهه عضلات صدره بينما يهتف بها بغيظ : عشان انتي زنانه وعنديه
كتمت غرام ابتسامتها بينما تهز راسها وتقول بخفوت : وهفضل ازن عليك !
زم ايهم شفتيه بغيظ وأقترب خطوه أخري لتلامس عضلات صدره جسدها بينما يضع كلتا يديه علي الحائط بجوارها يحاصرها ويميل ناحيتها هامسا: لو مسكتيش وبطلتي زن ....عضت غرام علي شفتيها وقالت بمشاكسه وهي تخفض عيناها بخجل : هتعمل ايه ؟!
سرعان ما التقط شفتيها بين شفتيه وهو يهمس بحراره : هعمل كده
عض علي شفتيها بقليل من القوة وهو ينهي قبلته الحاره التي اذابت غرام وظنها نهايه حديثها ولكن هاهي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتحيط عنقه بذراعيها وتقول بدلال : طيب عشان خاطري فكر !.
نظر لها ايهم بغيظ تقبلته بابتسامه شقيه بينما تطبع قبله علي وجنته قائله : هتفكر صح !
زفر وهز رأسه باستسلام : هشوف .... اتسعت ابتسامه غرام التي قالت بحماس : هروح أجهزلك هدومك
اوما لها وهو يحك ذقنه ويفكر للحظه في حديث غرام التي سرعان ما أوقفها : غرام
التفتت له ليقول بصوت خافت : لما انزل حاولي تخليها تأكل اي حاجه
اومات له بابتسامه وعادت لتتجه الي الغرفه ليوقفها ايهم مجددا وهو يرفع إصبعه محذرا : واياك تقولي لها اني غيرت موقفي لغايه ما افكر !
.......
....
قالت غرام بود لحلا
: يا لولو بابي خايف عليكي
هتفت حلا بتمرد: خايف عليا من ايه ....دي حياتي وده اختياري
اومات غرام قائله : وهو ابوكي برضه
زفرت حلا بضيق ونظرت الي هاتفها ثم اشاحت بوجهها وهي تقول بأسي : زعلان مني ومش بيكلمني ...بيقول اني مش بحبه زي ما بيحبني
: وانتي ذنبك ايه ؟
: عشان مش عارفه اقنع بابي
قالت غرام بحيره : طيب وهيحصل ايه لو استني شويه اهو تكوني خلصتي امتحانات وجايز ابوكي يغير رأيه
بلاش توتري نفسك في وقت امتحاناتك
: طاهر مصمم يا غرام ....أما اقنع بابي بالخطوبه أو نسيب بعض
اتسعت عيون غرام وهتفت بامتعاض : للدرجه دي
اومات حلا بأسي لتربت غرام علي كتفها قائله : طيب متزعليش نفسك وانا هحاول معاه
.......
ازدادت وتيره حركه وسيله التي تتحرك ذهابا وإيابا بطفلها وهي تهتف من بين اسنانها : انت بتتلكك عشان نتخانق وخلاص ياعمر ....هو انا عمري اتدخلت في صحابك
نظر لها عمر بغيظ بينما مال ليربط رباط حذاءه : وانا مرفضتش تتدخلي وكمان انا مش بتدخل من فراغ
اعتدل واقفا وهتف بضيق : انا بس مستغرب وكمان هتجنن واعرف ايه السبب
نظرت له وسيله بحنق : سبب ايه ؟!فيها ايه ؟
زم عمر شفتيه حتي لا ينفجر غاضبا ولكنه لم يستطيع لذا هتف بغضب شديد : فيها أني كنت مصاحبها في يوم من الايام ..فيها اني كنت علي علاقه بيها فيها أنه مش طبيعي تقربي واحده كانت علي علاقه بجوزك وتدخليها حياتنا ومش عاوزاني اعترض ...اييييه يا وسيله بتختبريني ؟!.
تحول وجه وسيله لجمره ملتهبه غيره من ما نطق به لتنفلت أعصابها وتهتف به بتحدي اهوج : اه يا عمر بختبرك عشان الطبيعي لو خلاص نسيت كل زمان يبقي المفروض مشوفش في عينك القلق ده
فرك عمر وجه بقوة بينما لا تدري شيء عن كم لجام يلجم به اعصابه امامها بينما يقول من بين أسنانه : لاخر مره بقولك قلقان علي حياتنا اللي كانت زي الفل قبل ما الشيطان يلعب بيكي في الكلام الفارغ ده ....ريم مش صاحبتك ولا هتكون ريم دي ماضي ولازم تفضل كده والا
تأهبت ملامح وسيله لتنظر له وتهتف بعنفوان: والا ايه ؟!
كور قبضته بضع مرات يلجم لسانه وقد نجح وهو يتجاوز عن تهديده ويخرج صافقا الباب خلفه بعنف جعل وسيله تهتز مكانها كما اهتزت من كلماته ....نعم ربما اخذت الموضوع بقليل من الاستهتار ولكن عدم تقبله للأمر جعله يكون تحدي لها وهو محق بأن ليست كل التحديات مرحب بها فأحيانا هناك تحديات تزعزع الحياه !
