( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
صاح مجدي بحنق في ابنه بعد أن تمسكت نانسي بكافه حقوقها : كله من قراراتك المتسرعه .... كان لازم يفلت لسانك بكلمه طلاق
أشاح ماجد بوجهه هاتفا : هي طلبت وانا مش همسك فيها
هتف مجدي بسخط : وهي كل واحده تطلب الطلاق جوزها يوافق .... ده بيحصل لما تكون بايعها
قال ماجد بشتات فكر وليس به شيء من المشاعر : ولا بايع ولا شاري
عقد مجدي حاجبيه باستفهام : يعني ايه؟!
قال ماجد بإقرار بعد أن راجع بعقله قراره أو بالأحرى قرارها الذي وافق عليه : يعني أنا طول عمري بعتبر نانسي بنت خالتي خطبتها واتجوزتها وانا حاسس انها عادي بالنسبه ليا ...هز كتفه وتابع : يعني مفتكرش أن حياتي هتتاثر بغيابها وعشان كده الطلاق احسن لينا عقلي كله حاليا في مستقبلي وشغلي مش فيها
.......
.....
حاولت عليه أن تثني ابنتها عن قرارها لتهتف نانسي بإصرار : ماما لو سمحتي ده حقي
التفتت إلي ابيها وتابعت : ولا ايه يابابا
قال مصطفي بتخلي : يابنتي يروح لحاله مش عاوزين منه حاجه وكفايه خروجك من جوازتك الفاشله دي مع اني حذرتك كتير وانتي صممتي
قالت نانسي وهي تتجلد بقوتها : عادي يابابا ....تجربه وعدت ....احتدمت نبرتها وتابعت : بس انا مش مجبره اخسر كل حاجه
قال ابيها بعقلانية : هي مش حرب يا بنتي .... استعوضي ربنا
اومات قائله : اكيد ربنا هيعوضني بس انا مش مثاليه ده حقي وانا مصممه اخده
نظرت إلي ابيها ولانت نبرتها وهي تتابع برجاء :
عشان خاطري يابابا اقف جنبي وهات ليا حقوقي ....
حتي عشان احس اني اخدت حقي .....غص حلقها بينما تتابع : حق ايامي اللي ضاعت معاه وحق قلبي اللي اتكسر
تعكرت ملامح ابيها الذي هز رأسه وقال برفق وهو يمد لها ذراعه لتأتي الي حضنه : حاضر يا حبيتي ....
مع أن الفلوس مش تمن بس ده لو هيريحك حاضر هعمله
..........
...
قالت مجيده بعشم زائد : احنا اهل يا عليه مهما حصل
قالت عليه باحتدام : كنتي قولتي الكلام ده لابنك
اللي كسر قلب بنتي .....هي كانت عملت ايه إلا أنها حبته ووقفت جنيه
قالت مجيده بأمل زائف :
هيرجعوا بس خلي الباب موارب بيننا انما المحاكم ايه لازمتها
قالت عليه متنهده : ملهاش لازمه وعشان كده يطلقوا بالمعروف وابنك يدي بنتي حقوقها وكل واحد يروح لحال سبيله
وبالفعل تم الطلاق الذي حضرته نانسي دون أن تبدي شيء من انكسار قلبها وخاطرها ...مجرد لحظات جلست بها أمام المأذون مر أمامها شريط ذكرياتها لتري كم كانت تعطي بلا حساب وكم كانت حمقاء حينما ظنت أن حبها له كافي لكلاهما!
...........
وقفت تلك السجينات كل منهما خلف الأخري يمرون في الطابور لتأخذ كل منهما وجبه الغداء ..... تحركت تلك المرأه التي لا تبارح العروسه اللعبه الصغيره يدها بدفع من السجينات خلفها دون أن تعي ما حولها وكأنها تتحرك كالاله .... ارتجفت يدها وهي تأخذ الطبق لتجد يد من خلفها تدفع بها بينما تعالي صوتها يزجرها : ما تخلصي يااختي ولا هتقفي النهار كله مكانك
وصل صوت قدورة المتذمر لأذن تلك المراه المدعوه رحمه أو بالأحرى ام رحمه ولكنه وصل إليها بتشوش كما حال كل شيء حولها فقط تري تشوش لا اكثر
ارتجفت يدها مره اخري بينما دفعتها قدورة بقوة أكبر وهي تهتف بصوت حانق: انا مش قولتلك اتحركي يا ست انتي
تلك المره تعالي صوت أكثر في خلفيه شتات افكار ام رحمه وكان صوت ارتطام الطبق الذي وقع من يدها علي الارضيه الصلبه وانسكب ما بداخله
تسلطت انظارها تجاه الطعام المسكوب أرضا و سرعان ما فاض عقلها بذكريات مريرة لكل مره انسكب الطعام أرضا من يد ابنتها التي كانت تتلوي من الالم ما أن تضع لقمه بفمها ..... تعالت الأصوات حول المرأه وكان أحدهما اعلي من الاخر بينما شعرت بيد تمسك بها برفق وتوقفها خلف ظهرها بدفاع بينما تقف أمام قدورة مزمجره : ما براحه يا وليه انتي انتي مفيش في قلبك رحمه
زمجرت قدورة بغضب : وانتي مالك يا ساميه لهو عينتك المحاميه بتاعتها وانا مش عارفه
رفعت ساميه حاجبها وتعالي صوتها الغاضب بينما تولت الدفاع عن تلك المراه المسكينه : انا المحاميه بتاعتها ولمي لسانك يا قدورة وحالا تدي طبقك ليها بدل اللي دلقتيه علي الارض
وضعت قدورة يدها بوسطها ساخره : لا والله وده كلام مين ؟!
قالت ساميه بوعيد وهي تشمر اكمامها : كلامي وهتنفذيه يا قدورة احسنلك
زمجرت قدورة من بين أسنانها بينما بدأت بعض السجينات تبدي موقفهم بالوقوف مع ساميه التي حظيت بحبهم عكس قدورة : بقولك ايه يا ساميه انا مجتش ناحيتك ..اقصري الشر وابعدي عني ولو قلبك حنين اوي اديها يااختي من اكلك انتي
لم تتمهل ساميه لحظه بينما بعنف مدت يدها تجاه قدورة تنزع الطبق من بين يدها ولكن قدورة تمسكت به وكادت تدور مشاجره لولا تعالي صافره الشاويش التي تدخلت هي والسجانات تهتف بهم بتوبيخ : في ايه منك ليها ؟!
قالت قدورة سريعا : شوفي يا ست السجانه ساميه بتمد أيدها عليا وعاوزة تاخد اكلي
هتفت ساميه بحنق : محصلش ...دي دلقت اكل الست ام رحمه
كل تلك المشاجرة تدور حول ام رحمه التي يدور عقلها بفلك اخر بينما وقفت بينهم جسد بلا روح أو عقل غاب بذكريات اليمه ولم ينتبه الا حينما نطقت ساميه بتلك الكلمات : مش كفايه الغلب اللي هي فيه وأن بنتها راحت منها بسبب امثالك يا بتاعه السحر والاعمال
اتسعت عيون ام رحمه وتسلطت علي قدورة التي حاولت أن تدافع عن نفسها أمام السجانه التي أصدرت أمرها : انتوا الاتنين محرومين من الاكل ...يلا كل واحده منكم ترجع مكانها والا هتدخلوا الانفرادي
ضحكت ساميه بشماته بينما أشارت السجانه تجاه ام رحمه لتأخذ طعام اخر لم تتذوق منه لقمه بينما كل انش بجسدها كان ينتفض وهي تتطلع تجاه قدورة بنظرات مليئه بالغل والحقد
..........
.....
تأثرت ملامح وصال بينما تخبرها نانسي بما حدث : انا مش زعلانه يا وصال ....ابتسمت باستهزاء مرير : بالعكس أنا مبسوطه اني اخذت القرار ونفذته مع اني اتاخرت ...مبسوطه اني اخذت حقوقي منه
تنهدت بثقل وتابعت ؛
انا عمري ما تخيلت اعيش مع بني ادم بخيل..... بخيل في كل حاجه ...بخيل في وقته وبخير في مشاعره وبخيل في وقوفه جنبي ...بخيل في كل حاجه
مجددا عادت لعقد المقارنات بعفويه : انتي مش حاسه بيا عشان هادي مش زي ماجد
قالت وصال برفض لتلك المقارنات التي لا تتوقف نانسي عنها : ومفيش حد زي حد يا نانسي ليه نقارن اصلا
انتي حبيتي واتجوزتي ماجد بكل طباعه جايز مكنتيش شايفه جزء منها أو شايفه وعملتي نفسك مش شايفه ولكن المقارنه في حق اي حد مش صح
.....تنهدت وتابعت : انا وانتي مش زي بعض واللي انتي شايفاه في هادي مميزات جايز انا شايفاه عيوب
....انتي مثلا شايفه دياب ملاك بس هل لو كنتي مكان بهيه كنتي هتقبلي تعيشي مع ضره في نفس البيت
قالت نانسي بتبرير بينما رأت صورة كامله ترفض أن تشوشها أو تري شرير بالحكايه الا ماجد : ماهي كانت هتعمل ايه..... بتحبه وهو بيحبها وجوازه من واحده تانيه وضع اتفرض عليهم
هزت وصال راسها وقالت برفض : لا يا نانسي دي مبررات انتي بتقنعي نفسك بيها عشان انتي عاجبك دياب .....تابعت سريعا باستدراك : مش اعجاب بالمعني الحرفي بس قصدي انك شايفه اي راجل غير ماجد مثالي واحسن منه ولكن الحقيقه ان كل واحد منهم عنده عيوبه
عقدت نانسي بعد حديث طويل دار بينها وبين وصال : انتي حكيمه اوي يا وصال في كل حاجه الا مشاكلك ....يعني هل انتي بتقارني فعلا وتشوفي المميزات والعيوب طيب ليه مش شايفه كده في مشكلتك جايز تاخدي قرار
قالت وصال وهي ترفض أن تسبح بتيارات المقارنه لتأخذ قرار الا قرار عقلها : جايز عشان انا وسط المشكله ومش شايفاها من برا زيك .....انا عيشت الحكايه اللي مش هتتلخص بموقفين حلوين قصاد موقف وحش باختلاف العدد ....ولو علي قراري انا واخداه فعلا وبنفذه
تدور بطاحونه افكار لا تنتهي إلا بسؤال واحد ...هل هي مقتنعه بقرارها ...نعم بكل عقلها !
..........
....
فتحت احسان عيناها ونظرت تجاه قدورة وهي تلوي شفتيها : عاوزة ايه يا قدورة ؟!
هتفت قدورة بغل من بين أسنانها : شوفتي اللي اسمها ساميه عملت ايه ....احنا لازم نبقي ايد واحده ونقف قصادها هي واللي معاها والا هياكلونا
قالت احسان بملل : ميخصنيش وسيبيني في حالي يا قدورة انا مش ناقصه مشاكل
نظرت لها قدورة بغيظ : ماشي يا احسان وانا اللي فاكره انك هتبقي معايا وناخد حقنا منها
قالت احسان ببرود : كنت اخدت حقي منك الاول ...يلا بقي ابعدي عني وسيبني انام
قالت قدورة وهي تزفر: طيب شوفي ليا معاكي حاجه اكلها انا علي لحم بطني
أشارت لها احسان تجاه طنجره الطعام الالومنيوم : اهو عندك باقي اكل الزياره اللي امي جابته ليا اطفحيه
نظرت لها قدورة بغيظ بينما تتجه الي تلك الطنجره تفتحها لتسخر هاتفه : ده الاكل اللي امك جابته ؟!
قالت احسان ببرود : مش عاجبك سبييه
تبرطمت قدورة : فين ايام المحمر والمشمر؟!
تنهدت احسان ولوت شفتيها : منين يااختي ...كويس أن أمي عارفه تجيب ليا لقمه
قالت قدورة بمكر وهي تتطلع تجاه دنيا : و المعدوله دي مش عارفه تخلي دياب يبعت لها مليم
نظرت لها احسان بسخط : لا والله وده باماره ايه يصرف عليها ؟!
قالت قدورة بخبث : تقوله أنها هتسيب له العيال وتاخد منه فلوس
زفرت احسان هاتفه : بقولك ايه انتي دماغك لسعت من الجوع ...وهو دياب ولا هادي حد منهم هيبص في وشنا اتنيلي بقي وخلينا في الهم اللي احنا فيه واطفحي وروحي سريرك اتخمدي
مدت قدورة يدها داخل الطنجره تتناول الطعام غافله عن تلك العيون التي حملت شرور العالم أجمع وهي تنظر إليها
لقمه تلو الأخري كانت تلوكها بفمها وخطوة تلو الأخري كانت تتقدمها ام رحمه ....رفعت قدورة عيناها تجاه تلك المراه التي توقفت أمامها لتهتف بسخط : عاوز ايه يا وليه ؟!
قبل أن تنطق بكلمه اخري انبثقت صرخه من فمها بينما بسرعه البرق اختطفت ام رحمه غطاء الطنجره وانهالت به بضربه قويه علي رأس قدرة التي صرخت متألمه
صرخه جعلت الجميع ينتفض من نومه وسرعان ما تعالت الصرخات كما توالت الضربات من يد ام رحمه بغطاء الطنجره علي رأس قدورة التي حاولت التراجع لتمسك بيد احسان تستغيث بها بينما سالت دماءها الغزيره علي وجهها ...صرخت احسان وحاولت ابعاد يد قدورة التي تتمسك بها عنها بينما بيد غاشمه كانت ام رحمه تهوي علي رأس قدورة مجددا وقد اعمت بصيرتها رغبتها بالانتقام منها ومن أمثالها الذين أخذوا منها حياه ابنتها لينال احسان ما نالته ....ااااه صرخت احسان بينما باستماته حاولت ابعاد يد قدورة التي لا تترك يد احسان وكأنها اخر امل لها بالحياه التي بدأت تنسحب من جسدها الذي غطته الدماء .....غطت دنيا وجهها بيدها بينما تصرخ بقوة ونهر من الدماء جري علي الارض الحجريه التي سقطت عليها قدورة ....
أسرعت السجانات عن تلك الصرخات ليحاولوا بصعوبه ابعاد ام رحمه ولكن كان بعد فوات الاوان لتلفظ قدورة اخر أنفاسها وعيناها مفتوحه مسلطه علي احسان الواقعه بجوارها
...............
.....
أجاب هادي على هاتفه بسرعه حينما وجد رقم المحامي يتصل : خير يا عبد الحميد
قال الرجل بتمهل : في حاجه حصلت في السجن ولازم تعرفها
عقد هادي حاجبيه وسرعان ما شعر بصدره يضيق علي أنفاسه بينما بدأ عبد الحميد باخباره ولكن سريعا هتف هادي بانفعال يوقفه عن المتابعه :
مش عاوز اعرف حاجه يا عبد الحميد
استجاب الرجل لرغبه هادي قائلا : زي ما تحب يا معلم
انا بس حبيت اقولك أن ربنا جابلك حقك وزياده من الكل
قال هادي بامتنان : الحمد لله
تمهل عبد الحميد لحظه ثم قال : طيب يا معلم في حاجه تانيه عاوز اكلمك فيها ....استمع هادي ليتابع عبد الحميد : بالنسبه لعوايد الأرض والضرايب
..... تحب أوثق التنازل عن الارض والتلاجات وترجع تاني ملكك
هز هادي رأسه قائلا : لا متعملش حاجه .... ادفع اللي علينا وخلي كل حاجه زي ماهي بإسم وصال
قال عبد الحميد باستفهام : بس يا معلم... ليه ؟!
قال هادي باقتضاب : انا عاوز كده ...كل حاجه كتبتها ليها تفضل زي ما هي والتنازل اعتبره مكانش
: وبالنسبه للعياده ....عليها ضرائب اكيد
قال هادي وهو يهز رأسه : شوف شغلك مع المحاسب وادفع كل اللي علينا
اوما عبد الحميد قائلا : طيب كده هبقي محتاج حسابات السنه أو الكام شهر اللي اتفتحت فيهم العياده عشان اقعد مع المحاسب
: حاضر
........
.....
وقفت بهيه أمام المرأه تدور يمينا ويسارا وعلي وجهها فرحه لا تصفها كلمات بينما امتدت بطنها أمامها لتضع يدها برفق تمررها فوق بطنها وهي تهمس بامتنان : الف حمد وشكر ليك يارب
حملها معجزة تحققت من الله رب المعجزات
دخل دياب الي الغرفه ليقف خلف بهيه وتشع ملامحه هو الآخر بالسعاده
التفتت بهيه إليه قائله : تصدق يا دياب اني كل يوم اقف قدام المرايه اشوف نفسي وكأني لسه مش مصدقه اني حامل
قال دياب بحنان وهو يمد لها يداه لتقترب : لا صدقي وصدقي يا بهيه ده خلاص ابننا قرب يتولد
تنهدت بهيه بتمني ونظرت إلي دياب قائله : ياااه يا دياب طول عمري نفسي اسمع كلمه ابننا دي
ابتسم دياب لها وقال بحنان : واهو الحلم اتحقق وكلها كام اسبوع وتلاقي ابننا في حضنك
اومات بهيه له وتلاشت ابتسامتها بينما تقول بتنهيده : علي قد ما انا مستنيه اللحظه دي علي قد ما انا خايفه منها
عقد دياب حاجبيه باستفهام : خايفه من ايه ؟!
قالت بهيه بخوف : من الولاده خصوصا لما الدكتوره قالت يمكن يفتحوا بطني
ابتسم دياب لها وقال بحنان : متخافيش من حاجه دي قالت احتمال ....أن شاء الله تبقي الولاده سهله
قالت بهيه بتمني : يارب يا دياب
داعب شعرها بحنان قائلا : احنا نسمع كلام الدكتورة وتتمشي كل يوم زي ما قالت
اومات بهيه قائله : بمشي كل يوم في الجنينه
قال دياب بابتسامه : وبرا الجنينه كمان ...ايه رايك اخدك افسحك شويه النهارده
قالت بهيه بحماس : بجد يا دياب
اوما لها قائلا : بجد يا عيون دياب ....اجهزي انتي وانا هنزل اقول لأمي عشان تاخد بالها من علي و مصطفي علي ما نرجع
هزت بهيه راسها قائله : لا ناخدهم معانا
نظر لها دياب لتتابع : وناخد وصال كمان دي من وقت ما ولدت وهي في البيت وهي مش متعوده عليه كده خليها تغير جو معانا وتتفسح هي وملك
ابتسم دياب قائلا : هو انا بحبك من شويه .....كان علي لساني اقولك بس خوفا تتضايقي وتقولي جايب اختك وعيالك
نظرت له بهيه بعتاب : كده برضه يا دياب وهي وصال ايه ماهي اختي أنا كمان ومش هرد علي كلمه عيالك عشان انت عارف ان علي ومصطفى عيالي
قال دياب بابتسامه واسعه : معلوم يا حبيتي
............
...
تركت ثناء ما بيدها واسرعت تجاه صوت علوان الذي ناداها ما أن دخل الي المنزل : نعم يا حاج
حمحم علوان الذي تعالي صوته مع بضع اصوات اخري تفاجأت ثناء بوالدتها وبعض من نساء عائلتها
: امه !!
لاح الاستفهام علي ملامحها حينما أطلقت والدتها زغروده عاليه وهتفت وهي تفتح لها ذراعيها : الف مبروك يا ثناء
نظرت إلي علوان وباركت له مجددا : الف مبروك يا حاج يتربي في عزك أن شاء الله
نظرت ثناء تجاه علوان الواقف يتطلع الي ارتباكها الذي تحول الي سعاده بينما تبادلت معها عائلتها التهاني
....لا تفهم شيء وهاهو علوان يدخل خلفها الي المطبخ
لتساله بتوتر : هو ...هو انت يا حاج عرفت !
قال علوان بعتاب : مقولتيش ليا ليه ؟
قالت ثناء وهي تخفض عيناها للأرض : خوفت تتضايق
قال علوان برفق لم تتوقعه : انا عمري ما اتضايق منك ابدا
رفعت عيناها ببطء وتطلعت إليه : بجد يا حاج
اوما لها بابتسامه وقال مشاكسا : اهو زي ما انتي مقولتيش ليا انا مقولتش ليكي وقولت افاجئك لما اقول الخبر لأهلك
قالت ثناء متنهده بسعاده : ربنا يخليك ليا يا حاج وتفرحني كمان وكمان
رفع حاجبه قائلا بينما يمد يداه الي جيب جلبابه : حيث كده غمضي عينك ومدي ايدك
أغمضت ثناء عيناها ومدت يدها لتشعر بعد لحظات بهذا الثقل يحيط بيدها ...فتحت عيناها لتقع علي تلك الاساور المزينه بالفصوص التي تراصت فوق يدها لتتسع ابتسامها وتهتف بعدم تصديق : كل ده ليا يا حاج
قال علوان بمشاكسه : طبعا ليكي امال ليا عاد
حرمت يدها لتصدر اصوات تطرب الاذان من تخبط الاساور ببعضهم لتزداد ابتسامتها وسرعان ما تلقي بنفسها بين ذراعي علوان الذي احتضنها لحظات قبل أن يهمس بجوار أذنها : لما أهلك يمشوا هستناكي تيجي في حضني زي ما عملتي دلوقتي
تراجعت ثناء وعضت علي شفتيها بخجل وهي تهز راسها
ادار علوان عيناه حوله متسائلا : البنات فين ؟!
قالت ثناء : بهيه ودياب اخدوهم يتفسحوا معاهم
...........
....
كانت سعاده الجميع مرتسمه علي وجوههم بينما أخذهم دياب الي تلك النزهه لتميل عليه بهيه هامسه بامتنان بينما لم ينسي إخوتها : ربنا يخليك ليا
قال دياب بحنان وهو يربت علي يدها المتعلقه بذراعه : ويخليكي ليا يا بهيه
التفت إلي وصال وقال بحنان : لو عاوزة تشتري اي حاجه قولي يا وصال
ابتسمت وصال له قائله : شكرا يا حبيبي
عادوا الي السياره لتتسابق فتحيه وبسمه الجالسين علي جانبي وصال علي من منهم تحمل ملك وتجلسها علي ساقها : انا اشيلها يا ابله وصال
وضعتها وصال بين حضن كل منهما قليلا ثم للاخري ليمضي الطريق بين ضحكهم وكلامهم
..........
....
عقد هادي حاجبيه وانزل ما يحمله من بين يديه وعاد يضرب الجرس من جديد لتتردد اصداءه بين جنبات المنزل وترتد إليه ......بدأت دقات قلبه تتزايد بينما يرفع يداه ويطرق الباب وهو ينادي : وصال ....وصااال
لم يأتي إليه إلا صدي نداءه ليطرق ويضرب الجرس بينما بدأت دقات قلبه تتشارك في القرع بقوة خشيه ان يكون مكروه أصابهم ...... وكأنه نسي ابجديات التصرف بأن يمد يداه الي جيبه ويخرج مفاتيحه أو حتي يتصل بها او يظن بأنها عند عائلتها بينما القلق جعل تصرفه الاهوج هو ما يتصرف ليضرب الباب بقوة بكتفه ومازال ينادي باسمها بقلب لهيف ......انفتح الباب علي مصراعيه وبخطوات مشتته اسرع هادي الي الداخل يناديها وعيناه تكاد تخرج من موضعها حينما وجد المنزل خاوي
اكل القلق قلبه وتفتت أعصابه وخرج بخطوات ضائعه من المنزل لتتجمد خطواته حينما توقفت سياره دياب ونزل منها يفتح الباب لوصال التي عقدت حاجبيها وهي تراه واقف مكانه متسمر وخلفه الباب المكسور
لحظه استوعب فيها ضراوه القلق الذي انتابه بلا داعي ولكن ماذا يفعل فما حدث
: كنتي فين ؟
خرجت نبرته حاده كما حال نظراته التي استنكرتها وصال وهي تجيب ببساطه : خرجنا شويه مع دياب
نقل هادي نظراته بين وصال ودياب الذي غفل أن يسألها أن كانت أخبرت هادي كما غفلت هي
ليهتف هادي باستنكار حاد : من غير ما تقولي ليا
اندفعت الكلمات من فمها دون حساب ؛ واقولك ليه ؟!.
استشاطت نظراته غضبا ليتدخل دياب بهدوء : حقك عليا انا يا هادي غاب عني اقولك
تجاهل هادي تبرير دياب بينما تركزت نظراته الغاضبه علي وصال بينما يهتف بعصبيه : تقولي ليا باعتبار اني جوزك مش جوز شراب ميعرفش انتي رايحه فين ولا جايه منين
ربنا معه شيء من الحق ولكن عصبيه حديثه جعلت من الصعب علي وصال أن تعطيه اي حق لتهتف به بعصبيه مماثله : صحح كلامك ...انت ابو بنتي وبس ومش من حقك تزعق ليا ...انا كنت مع اخويا و ....تدخل دياب بينما لا ينكر أن حديث أخته لم يقبله : حقه يا وصال...الراجل مغلطش أنه قلق عليكي وعلي بنته ...نظر إلي هادي وتابع في محاوله منه لاحتواء الوضع : قولتلك حقك عليا انا يا هادي
نظر لها هادي بعتاب شديد بعد ما قالته لتخفض وصال عيناها ...وكأن ما بينهما بحاجه لمزيد من الجدران فهاهي تخبره أن لا مكان لوجوده بحياتها ولا تترفق بوقع كلماتها القاسيه
لم تعقب وصال أو تقل شيء بل حملت ابنتها
واتجهت بها الي الداخل ليزفر دياب بينما كانت نيته خير وهاهو اليوم انتهي بجفاء لا تحتاجه أخته
اقترب خطوة من هادي وقال برفق : متزعلش منها يا هادي انت عارف وصال متقصدش هي بس اكمنك زعقت لها
صمت هادي واكتفي بهز رأسه ليقول دياب : انا هوصل بهيه واجيب نجار يصلح الباب روح انت شوف حالك
هز هادي رأسه قائلا : مفيش داعي يا ابو مصطفي انا هتصرف
....
بقيت وصال بغرفتها بينما تستمع الي صوت تصليح الباب لتمر بعدها لحظات من الصمت توقعت أن يكون قد غادر ولكن بداخلها كان هناك صوت يريده أن يبقي ويفتح الحديث مجددا ولكن الإحباط أصابها حينما خرجت من الغرفه ووجدته قد غادر ...!
.........
....
