الفصل السبعون والاخير جزء اول

13.3K 847 88
                                        

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
خرجت همسه رقيقه تنادي اسمه من بين همساته التي اخترقت قلبها وتسربت بكيانها محلقه تجاه عقلها تناجيه وتجيب علي تساؤلات لم يطرحها ولكنها توطنت به وجعلت الشقاق لا يتوقف بينه وبين قلبها الذي استماله بهمساته
: هادي ....هادي
تباطأت شفتاه وتراجع خطوة واحده وهو يرفع عيناه ببطء تجاه عيناها بانتظار لا يتمني أن يعرف نهايته بينما هو من أراد قرارها ..... بضع لحظات اخذتها وصال لتنطلق بقرارها ولكن تلك اللحظات مرت علي هادي كدهر طويل وبالرغم من طوله إلا أنه لم يرد له النهايه التي ربما ستكون نهايه كل شيء .....شعر بساقيه تخونه كما حال لسانه الذي شعر به لا يتحرك ليسالها ماذا بعد نطق اسمه ....هادي !
هل ستحطمه كما فعلت سابقا ....هل ستنطق بقرار البعد
اسئله كثيرا لم يرد أن يعرف اجابتها ولاح انعكاس خوفه في عيناه التي تمسكت بالنظر الي عيناها بتلك اللحظات التي اخذتها وصال تستشعر لأول مره الوفاق بين عقلها وقلبها .....قلبها الذي اختاره منذ زمن وعقلها الذي أخذ قراره واخيرا وارادتها تعالت بالاختيار ...ستختار سعادتها التي لم تجدها الا معه بالرغم من تلك الاوجاع التي تخللتها ....إرادتها التي قررت بأنها لا تريد  لذكرياتها معه أن تقف عند تلك الكلمات حب كبير ووجع اكبر ...تريد أن تمحو كل الذكريات السيئه وتستبدلها باخري سعيده سعاده يعدها به وتعرف أنه تلك المره سيقف خلف وعوده ..... اخيرا تصالح عقلها مع قلبها مع ما تريد
فهي تريد لهذا الحب أن يعبر من تلك المحن وينجو وان تكتب له النجاه بيدها وتترك الباقي له ....ستوقع عقد الصلح بين عقلها وقلبها وتترك الباقي له وحده
مجددا نطقت بأسمه : هادي
بالرغم أن عيناه كانت بعيناها إلا أنه كان غائب ...غارق ببحر خوفه من القادم من موجاتها ولا يعرف اين سيرسو  هل بيابس ام يغرق بالقاع
فصلت عيناها عن عيناه وهي تكمل جملتها : هي طنط تتضايق لو سبنا ليها ملك شويه علي ما ناخد هدومك نرجعها البيت ؟!
وصلت كل كلمه نطقت بها لمسامعه ولكن عقله لم يستوعب لتنفرج شفتاه قليلا وتبقي عيناه معلقه بها بضياع وكأنه لا يفهم ابجديات الكلمات ليفك رموز الكلمات التي نطقت بها والتي عادتها
: هادي
تمتم بينما مازالت شفتاه منفرجه : ها
أعادت كلماتها وهي ترفع عيناها إليه بينما تلك الابتسامه الهادئه تتسلل الي طرف شفتيها من رؤيتها لملامحه المصدومه: بقولك هي طنط تتضايق لو سبنا ليها ملك شويه علي ما ناخد هدومك نرجعها البيت ؟!
هز رأسه تاره بنعم وتاره ب لا لتتسع ابتسامه وصال المشاكسه : وده اه ولا لا
قال هادي بشتات بينما ابتسامتها اطربت قلبه و جعلته يبدأ يستوعب ويصدق : هو ايه
أفلتت ضحكتها التي جعلت دقات قلبه تتراقص بين جنبات صدره : هو ايه اللي ايه ...بسألك هي طنط تتضايق لو سبنا ليها ملك شويه علي ما ناخد هدومك نرجعها البيت ؟!
أعادت السؤال ثلاث مرات وكل مره تنصدم ملامحه وكأنه يسمعها لأول مره لتتحرك وصال من أمامه وتنظر الي جانب الغرفه وتسرع إليها تمسك بتلك الحقيبه الكبيرة الموضوعه جانبا تحملها وتضعها فوق الفراش ثم تتجه الي الخزانه تفتحها وهي تعيد كلماتها : بسألك يا هادي هي طنط .....شهقت واستدارت الي الجهه الأخري بفعل ذراعيه التي جذبتها تجاهه وجعلتها بين ذراعيه بينما اخيرا تحرك لسانه هاتفا بفرحه الاصم الذي يسمع لأول مره : سمعت بس بستوعب
ضحكت وصال بينما تطبق ذراعيه عليها بينما تقول بدلال: بتستوعب ايه ؟!
اراحت راسها علي صدره وتابعت بهمس حار : ايوة يا هادي موافقه نرجع لبعض .....رفعت عيناها ذات النظرات الحلوة والتي محت كل ما بداخلها من مراره الفراق : موافقه لو انت هتوفي بكل وعودك ليا وتسعدني وتعوضني عن كل اللي فات
هزت راسها وتابعت بأمل متنهده : موافقه تبدل كل ذكري حزينه عشتها معاك لذكري سعيده ....هزت راسها وتابعت : مش ذكري واحده بس لا يا هادي عاوزة ذكريات كتير حلوة تخليني عمري ما افكر في أي ذكري حزينه ......انسدلت اهدابها علي جفونها بينما تناجيه نظراتها : توعدني بكده
هز رأسه دون لحظه تفكير : وربنا اللي ذرع حبك في قلبي سنين هعيش عمري باذن الله اعوضك واكفر عن كل غلطاتي في حقك وفي حق الحب اللي جمعنا
تنهد وتابع بينما قطرت نبرته صدق : قدر ما ربنا يقدرني هسعدك انتي وبنتنا لغايه ما يجي يوم تسألي نفسك إذا كان فيه حزن يوم سببته ليكي
ختم كلماته التي طبطبت علي قلبها بقبله حنونه طبعها علي جبينها بينما خرجت تنهيده عميقه من داخل صدره بامتنان .....اخيرا نولت الوصال يا وصال !!
.............
.....
حمل هادي تلك الحقيبه باحدي ذراعيه بينما يده الأخري امسكت بيدها وهو يغادر تلك الغرفه والسعاده تفترش الطريق أمامهم .....سحبت وصال يدها من يده وتراجعت خطوه حينما قاربوا علي نهايه الدرج ليلتفت إليها هادي باستفهام ....مالك يا وصال ؟!
قالت وصال بخجل محبب : هنقول ايه لطنط
رفع هادي حاجبه وقال بابتسامه واسعه : هنقول اني اخيرا نولت المراد
ضحكت وصال برقه وهزت رأسها : لا اتحرج .....انا هسبقك علي العربيه وانت قولها وتعالي بسرعه
لم يجادل بل هز رأسه وقلبه يسبقه خلفها
التفتت حميده التي كانت تحمل ملك باحدي ذراعيها بينما بيدها الأخري تقلب الطعام الذي فاحت رائحته وعبقت المطبخ الكبير ...نقلت حميده نظرها بين هادي وبين تلك الحقيبه التي يحملها لتسرع إليه : في ايه يا قلب امك
نظر هادي تجاه الحقيبه وهز كتفه قائلا بابتسامه : هرجع بيتي
زغرودة عاليه خرجت من بين شفاه حميده وصلت لمسامع وصال التي تدفقت الحمره الي وجهها واتسعت ابتسامتها بينما انشرح قلبها كما حال قلب حميده التي قالت سريعا : يا الف نهار ابيض ...يا الف نهار مبروك
مجددا زغردت لتسرع فله هي الأخري تطلق زغرودة لا تعرف سببها بينما كانت بالخارج تجهز الطاوله ولكنها شاركت حميده بلا تفكير
قال هادي بخفوت : هسيبلك ملك قيمه ساعه كده علي ما اخد الشنطه البيت انا ووصال
قالت حميده بينما يقفز قلبها بالسعاده لرؤيه تلك السعاده تتراقص بعيون ابنها : ساعه ساعتين عشره ....سيبها اليوم كله يا حبيبي ...روح يا ضنايا
خرج هادي لتسرع فله تقف خلف حميده والفضول يقتلها ....تمتمت حميده بقلب لهيف: ربنا يسعدك يا اابني ويهديكي يا وصال يابت مهجه ويسعد قلبك ويهدي سرك
تابعت سيل دعواتها للحظه قبل أن تستدير تجاه فله التي اتسعت عيناها وتمتمت بدهشه محببه : لا ده كده العمره ليها مفعول السحر
التفتت لها حميده ورفعت حاجبها : بتقولي ايه يا مضروبه
قالت فله بحاجب مرفوع : بقول اني مش مصدقه نفسي ....بقي جه اليوم اللي اسمعك فيه تدعي للدكتورة ولا كأنك امها
اتسعت عيون حميده ووكزت فله بغيظ : لهو انا كنت بدعي عليها يا اللي تتشكي
قالت فله وهي تهز راسها : الصراحه لا بس كنتي حماتها ...مصمصت شفتيها وتابعت بينما تتذكر كيف كانت حميده وكيف اصبحت : ومش اي حماه ...إنما دلوقتي بقيتي زي أمها
قرصتها حميده بغيظ : ماشي يا ام لسان طويل ....خدي ملك من علي دراعي عقبال ما اشوح اللحمه واياك تخليها تعيط
احتضنت فله ملك بحنان فطري وهزت رأسها بينما تقول بغرور محبب : تعيط ليه لهو انا معرفش اسكتها...ده الواد ابن اخويا مكانش يسكت الا معايا
...........
....
تباطأت اقدام هادي وكأنه يدخل المنزل لاول مره وانتفخ صدره بسعاده منتصر عاد لموطنه بعد فراق طويل لتسبقه وصال الي غرفتها وتسبقها سعادتها التي تتراقص بعيونها .....التفتت إليه حينما وضع الحقيبه جانبا وأشارت له أن يرفعها علي الفراش لتبدأ بإخراج الملابس منها وإعادتها للخزانه: لا هاتها هنا عشان افضيها
اقترب هادي منها وتوقف أمامها وأمسك بيدها قائلا بهيام : وهو احنا جايين نفضي الشنطه
عضت وصال علي شفتيها بخجل اخفته وهي تتظاهر بالبراءه: امال جايين ليه ؟!
مال هادي تجاه وجهها وهمس أمام شفتيها : ليه دي متتقالش ....انتهت كلماته بين شفتيها التي أخذها بين شفتيه بقبله حملت اشتياق جارف ....أحاطت ذراعيه بها وتركت وصال جسدها يكتنفه بين صدره الذي استمعت بداخله لدقات قلبه المتسارعة بينما شفتاه لا تتوقف عن الارتواء من شفتيها بينما أخذها في قبله حاره طويله لا تكفي للتعبير عن اشتياقه لها ...... أغمضت وصال عيناها بينما شفتيها ترتجف بفعل أنفاسها المتلاحقة ليضع هادي جبينه فوق جبينها وانفاسه الحاره تداعب ملامحها التي اكتسبت حمره محببه ......رفعت عيناها ببطء ناحيته حينما قاربت شفتاه علي نيل شفتيها مجددا لتهمس برقه : هنتأخر علي مامتك
هز هادي رأسه غير مبالي لتضع يدها برفق فوق صدره وتقول بتمنع ودلال : يلا عشان عاوزة اكل الفته
ضحك هادي وداعب طرف أنفها مشاكسا : وهي الفته هتطير يعني .....
قالت بخجل : وهو يعني اللي بتعمله هيطير
لمعت عيناه بالاشتياق ومال تجاه شفتيها هامسا: عقلي انا اللي هيطير لو معملتش كده
غاب اي اعتراض لها بين شفتيه التي أخذت شفتيها برحله محلقين الي السماء السابعه
..........
....
ارتجف جسد دنيا الذي تصبب فوقه العرق بغزاره وهي تهز راسها يمينا ويسارا بينما تقبض علي جفونها المغلقه أكثر واكتر تعتصرها وهي تقاوم ذلك الكابوس المرعب الذي جعلها تهب من نومها وصرخه قويه تنفلت من بين شفتيها بينما عيون ام رحمه ذات النظرات  المرعبه لم تتركها لحظه ....هبت السجينات من نومهم علي صراخ دنيا الذين ملوا من تكراره كل ليله ليتطلعوا ساخرين ناحيتها بينما ارتجف كل جسدها أكثر ما أن فتحت عيونها ووقعت نظراتها علي الارضيه الحجريه التي مازالت تري عليها احسان وقدورة غارقين بدمائهم ولا يتوقف عقلها عن اخبارها أنها التاليه !!!
........
............
استندت وصال الذي صدر هادي الذي يعلو ويهبط بقوة بينما تتعالي بداخله دقات قلبه الذي استكانت راسها فوقه واغمضت عيناها وابتسامه حالمه مرتسمه فوق شفتيها كحال هادي الذي اغمض عيناه وترك أنامله تتحرك برقه بين خصلات شعرها
مرت لحظات قبل أن ترفع وصال عيناها إليه قائله : احنا اتأخرنا اوي علي طنط ...هنقولها ايه
قال هادي بابتسامه هادئه وهو مازال يمرر أنامله بين خصلات شعرها الحريري : متشغليش بالك ولا تفكري في اي حاجه الا أننا مع بعض
مال يقبل راسها وتابع متنهدا بأمل : وان شاء الله مش هنفترق تاني ابدا
رفعت وصال جسدها قليلا لتستند بذراعيها فوق صدره وتتطلع إليه قائله بدلال : إن شاء الله مش هنفترق الا لو انت ....وضع هادي أنامله علي شفتيها وهز رأسه : متكمليهاش ....إن شاء الله مش هنفترق وانا إن شاء الله عمري ما هزعلك
ابتسمت له وصال بصفاء قائله : طيب احلف يا هادي
نظر لها وهز رأسه : حاضر هحلف واعمل كل اللي انتي عايزاه
ابتسمت له ومالت تجاه وجنته تقبلها لتتسع ابتسامه ويضع يداه خلف راسها ويقربها إليه ولكنها سرعان ما وضعت قبله علي جانب شفتيه واسرعت تقوم من جواره وهي تحيط جسدها بالغطاء قائله بتحذير : لا لا ...احنا لازم نروح لمامتك...خفضت عيناها بخجل وتابعت : الست تقول عننا ايه دلوقتي ..بنعمل ايه كل ده ؟!
غمز لها بشقاوة وهو يستند بذراعه الي الفراش : مش هتقول ايه حاجه ...هتفهم
ضحكت وصال بخجل : بطل غلاسه وفكر في حجه نقولها لها ويلا بسرعه قوم خد شاور والبس
.........

بساط السعادهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن