( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تغيرت كل ملامح وصال وهبت من مكانها واقفه تزمجر بجبين مقطب بقوة : ايه اللي بتقوليه ده يا بهيه ؟
ابتلعت بهيه بثقل وتراجعت خطوة للخلف بينما للحظه لم تفهم سبب غضب وصال بتلك الطريقه لتقول بتعلثم : انا ...انا قولت هتفرحي لما تعرفي هو شاريكي اد ايه
صاحت وصال بانفعال شديد تقاطع بهيه : افرح ...افرح بأيه بالابتزاز
ازداد تعلثم بهيه وهي تنظر إلي وصال بعدم فهم لتلك الكلمه : قصدك ايه يااختي انا زي ما قولتلك فكرتك هتفرحي أنه شاري ووافق جدك
صاحت وصال بعصبيه شديدة : وافقه أنه يبتزه ويبيعني بحته ارض انتي متخلفه يابهيه
غص حلق بهيه لتنظر لها وصال بأسف شديد وتقول باستدراك معتذره : مش قصدي يابهيه ...انا اسفه
دارت حول نفسها وهي تدفع خصلات شعرها بعصبيه للخلف صارخه : انا بس متغاظه ازاي جدي يعمل كده وبأي حق والتاني كمان ازاي يوافق علي حاجه زي دي
هزت راسها بقوة وهي تسرع تجاه حقيبتها تلتقطها من فوق المقعد الموضوع بأحد جوانب الغرفه وتسرع إلي الخارج هاتفه بوعيد : انا مش هسكت ولازم جدي يعرف أنه غلط لما اتصرف من دماغه...انا مش بيعه فاكهه وقف يفاصل فيها
اسرعت بهيه خلفها تترجاها : استني ياوصال ....ياوصال انتي رايحه فين ؟!.
استدارت لها وصال وهتفت بغل : رايحه لجدي
اتسعت عيون بهيه بهلع واسرعت خلفها تحاول إيقافها لتخرج مهجه من المطبخ مسرعه علي تلك الأصوات كما خرجت دنيا من غرفتها لتقف تستمع لما يدور خلسه
: في ايه يا وصال....في ايه يابهيه
لم تلتفت وصال الي والدتها وتابعت خطواتها الغاضبه وكذلك أسرعت بهيه خلفها تترجاها : ياوصال كده جدي ودياب هيعرفوا اني اللي سمعتهم وقولتلك
تحب بهيه ولا تريد لها الاذي ولكنها لن تتوقف بعد أن علمت بما فعل جدها لتقول وهي مازال تسرع بخطواتها للخارج : متخافيش يا بهيه مش هقول اني عرفت منك
هتفت مهجه بحنق من عدم فهمها لما يدور : في ايه يا بت فهميني
قالت بهيه وهي تنوح : وصال ياامه عرفت أن جدي صمم ياخد من هادي جنينه الموالح وركبها ميه عفريت ورأسها والف سيف تروح لجدي
اتسعت عيون مهجه وهتفت ببهيه بتأنيب : وهي عرفت منين
قالت بهيه وهي تهز راسها بندم : عرفت مني يا أمه ...فكرتها هتفرح لما تعرف أن هادي اشتري خاطرها
زمت مهجه شفتيها بضيق هاتفه : انا مش قولتلك متتدخليش يا بهيه ...اهو أنا عارفه دماغ وصال الناشفه واهي هتروح لأبويا وتقف قصاده ...استر يارب
قالت بهيه بهلع : طيب اقول لدياب يمكن يعرف يتصرف
هتفت بها مهجه بتوبيخ : يتصرف في ايه ....لو تعرف هيتصرف هيكون معاكي انتي ...اسكتي بقي يا بهيه واكفي علي الخبر ماجور بدل ما يعرف انك اللي قولتي وبدل عركه وصال مع جدها تبقي عركه معاكي انتي وجدك ودياب
قالت بهيه تؤنب نفسها : وهي يعني وصال هتكون عرفت منين
قالت مهجه تطمأن نفسها : هتتصرف ومش هتقول أنها عرفت منك
........
...
كل خطوة تخطوها وصال يزيد غضبها وحنقها أكثر من جدها الذي لا تتخيل فعلته ...يقايضها مقابل ارض
بل ويضغط عليه في ارض لايريد أن يعطيها ...!!
ازداد الزحام حولها بينما بدأت تشق طريقها عبر الناس التي تراصت ببدايه الطريق الي الوكاله لتتمهل خطواتها وهي تمر من بين الناس ولكن فات الاوان وقد اصطدمت دون قصد بأحد الصبيه كان يحمل قفص صغير من الفاكهه ليقع من يده وتتبعثر محتوياته ...ازداد غضب وصال بضيق شديد وهي تنحني تجاه الصبي تعتذر له وتحاول مساعدته ليعقد هادي حاجبيه ويترك ذلك الرجل الذي وقف يتحدث إليه ويسرع تجاهها
هتف الرجل باستفهام : علي فين يا معلم لسه متفقناش
هتف هادي وهو يسرع بخطواته وعيناه مثبته علي وصلل التي يتساءل عن سبب قدومها الي الوكاله : بعدين يا معلم
هز الرجل كتفه بقله حيله ليغادر بينما يسرع هادي تجاه وصال وهو يقطب جبينه ...
امسك ذراعها يوقفها باستفهام : بتعملي ايه هنا ؟!
هتفت وصال بغضب أعماها : هكون بعمل ايه ...بلم اللي وقعته
فهم بالطبع أن هناك ما يغضبها ليشير الي أحد الصبيه : تعالي ياواد لم اللي وقع مع الولا وراضيه
اخذها خطوه للخلف وهو يسألها مجددا : ايه اللي جابك هنا يا وصال ؟!
أبعدت وصال ذراعها عن مسكته وهتفت به بانفعال : يعني مش عارف !!
اهتزت نظرات هادي للحظه بينما ظنها كشفت المستور ليقول برفق وهو يلمس طرف ذراعها : طيب تعالي نقف علي جنب وعرفيني في ايه !
بالطبع لم تتمهل في حديثها لتهتف ويداه تقودها بعيدا عن جموع الناس : انت ازاي توافق جدي علي حاجه زي دي ؟!
عقد حاجبيه باستفهام : حاجه ايه يابنت الناس
صاحت وصال بغضب : انت هتفضل تلف وتدور وتسأل ....!
اشتعل الغضب سريعا بعيون هادي الذي لم يجرؤ أحد علي التحدث إليه لا بتلك النبره ولا بعلو الصوت ليقول بتحذير : وبعدهالك يا وصال ...اتكملي معايا باحترام ..مش كده امال ولا عشان أنا بسكت لك تعلي صوتك عليا
كورت وصال قبضتها بغضب تدرك جيدا أنه يتحكم بها فلا تميز أفعالها لذا هتفت من بين أسنانها : انا بحترمك يا هادي وانت عارف
هز كتفه وصاح بعصبيه : انا مش عارف حاجه وبقالي ساعه بكلمك براحه واسال في ايه وانتي صوتك عالي !!
سحبت وصال نفس عميق تكظم به غضبها الذي كان يجب أن يكون من نصيب جدها ولهادي نصيب منه أيضا ولكن ليس مثل نصيب جدها لتزفر النفس بحنق وتهتف من بين اسنانها : يبقي ترد عليا وتقولي انت ازاي توافق أن جدي يبيعني عشان ارض
التقف هادي أنفاسه حينما فهم سبب غضبها ليقول بتمهل ممزوج ببساطه سببها أنه نفد من كشفها لما يخفيه عنها : يبيعك ايه يا وصال متكبريش الموضوع وتقولي كلام كبير
نظرت له باستنكار : امال اللي حصل ده تسميه ايه لو مش بيع وشرا
قال هادي ببساطه : مهرك يا بت الناس
هتفت وصال بحنق تقاطعه: وانا مطلبتوش
هز هادي رأسه قائلا برفق : ومش لازم تطلبي ده مهرك وحقك
زمت وصال شفتيها وهتفت بحنق شديد : قولتلك مطلبتوش وجدي اللي طلب وانت مكانش ليك حق توافقه أنه يلوي دراعك أن جوزانا مقابل الأرض
هز هادي رأسه وقال بحنان مشفق عليها من غضبها : مفيش لوي دراع ولا حاجه يابنت الناس ....انا عطيت الأرض بطيب خاطر لأجل خاطرك
تنفست وصال بغضب : وانا مش عاوزاها يا هادي ...انت ليه مش فاهم أن المبدأ نفسه مرفوض وانت كان لازم ترفض ..هي مش بيعه وشروه
تنهد هادي وقال برفق : يا قلب هادي افهميني انتي واستهدي بالله ...متسميهاش بيعه وشروه
قالت بغضب شديد : امال اسمها ايه ؟!
نظر إليها بحب شديد امتزج بدماءه منذ سنوات : ملهاش اسم من اللي في دماغك ...ولو يا ستي كده انا عاوزك تعرفي اني انا اشتريكي بروحي يا وصال مش بحته ارض
غص حلق وصال من رفقه بها وتقبله غضبها ومحاولته الدائمه لارضاءها لتشعر بالخزي والخجل من فعله جدها الذي ضغط عليه بها لتخفض عيناها الي الأرض بينما تحول غضبها الي خجل من نفسها وعائلتها لتقول بصوت متهدج : مكانش ينفع ابدا يعمل كده ولا كان ينفع انك
توافق
قال هادي بحب وهو يمد أنامله ليرفع ذقنها ويجعلها تنظر إليه : عشانك اعمل اي حاجه ؟!
تدفقت الدماء الي وجنتيها لتبعد يداه عن ذقنها وتقول بخجل : بطل بقي يا هادي كلامك ده ....فجاه تجولت نظراتها الوديعه الي الغضب وهي تتابع : كلامك ده بيعصبني اكتر
قال برقه وهو يبتسم لها : ليه بس يا بنت الناس ده انا براضيكي
هتفت وصال بغيظ : ماهو عشان كده متغاظه .... جدي لازم يفهم أن دي حياتي وان سعادتي مش بالأرض ولا المهر
تحركت خطوه هاتفه بعزم : انا لازم أفهمه كده عشان بعد كده ميتدخلش في حياتي
اتسعت عيون هادي بهلع واسرع يتوقف امامها : استني بس رايحه فين وتفهمي مين ....انتي عاوزة تقولي لجدك الكلام ده
اومات وصال وهتفت بانفعال : امال انا جايه ليه ...طبعا انا جيت عشان أقوله الكلام ده في وشه واجبره يرجعلك الأرض
قال هادي مزمجرا برفض متبرطما بينه وبين نفسه بينما لا يتحمل أن تحدث مشكله مع جدها تؤخر زواجهم : يحرق الأرض ....نظر لها وتابع برفض : لا تقولي ولا تعيدي ....خلاص يا وصال قولتلك انا راضي
هزت راسها بعناد : وانا مش راضيه
قال هادي وهو يمسك ذراعها ويأخذها بضع خطوات مبتعدا : تعالي بس واهدي كده ....توقف مكانها وثبتت قدمها بالأرض : انا مش ههدي الا لما اقول لجدي اللي جيت عشانه
قال هادي بصبر نافذ : حتي لو انا قولتلك لا يا وصال
نظرت له بعصبيه : ليه لا ..اسكت زي ما انت سكتت
تنهد هادي بحنق: قولتلك انت سكتت عشان راضي ...كفايه بقي يا وصال ولا فاكره جدك هيسكت لما تقفي قصاده وبعدين الراجل مغلطتش ..مهرك زي اي بنت
احتقن وجهها بالغضب لتصيح به بعصبيه : انت كمان بتدافع عنه ...هو مين عشان يتحكم فيك
زفر هادي بضيق يحاول مراضاتها بأي طريقه : هو الكبير وحكم وحكمه نافذ
هزت راسها بعناد ورأس يابس أشد من الصخره : حكمه مش عليا
انفلتت نبره هادي الغاضبه : علي الكل يا وصال ولا ناسيه أنه جدك والكبير
نظرت له باستنكار لعصبيته ولكن قبل أن تنفعل كان ينظر إليها وتعود نبرته الي هدوءها وهو يتابع : بلاش الحمقيه بتاعتك دي يا وصال ده مهما كان جدك ولازمن تحترميه
قالت وصال بدفاع عن نفسها : انا بحترمه ومش معني اعتراضي علي تصرفاته اني مش بحترمه
اوما هادي يجاريها : معاكي يبقي كملي بقي احترامك له واحترمي كلمته
لاح الرفض الشديد في عيونها وعلي ملامحها الثائرة لتتفاجيء به يقول بلين شديد وهو يتطلع الي عيونها : عشان خاطري يا وصال
اشتبكت عيناها بعيناه التي تري بها الرجاء لأول مره ليتابع : اول مره اقولك عشان خاطري ولا ماليش خاطر عندك
كورت وصال قبضه يدها وفركتها بيدها الأخري بينما وضعها بهذا الموقف لتسحب نفس عميق وتقول بعدم رضي لاح علي ملامحها وعاكس ما نطق به لسانها : ليك عندي خاطر
ابتسم هادي برضي شديد وابتهجت ملامحه ليقول متنهدا : تسلمي يا غاليه ....انحني لينظر إليها بينما يتابع بمشاكسه : طيب ما تيجي نقعد في مكاننا بتاع زمان ... عندي كلام كتير عاوز أقوله ليكي
قالت وصال بتردد وهي تنظر تجاه الوكاله يغالب عقلها قلبها : بس انا مش راضيه اني اسكت
اوما هادي وقال بتفهم : عارف وعارف انك هتسكتي عشاني ... تنهد وتابع : متنكديش علي نفسك وخلينا نفرح
نظرت له ليهز رأسه بابتسامه : ها هتيجي نتكلم شويه
قالت وصال وهي تهز راسها بفضول : طيب ما تقول هنا اللي عاوز تقوله
هز راسه قائلا وهو يدير عيناه حوله : مش هينفع هنا
قالت بخجل وهي تخفض عيناها ؛ ليه ..انت هتقول سر ..؟!
قال بمكر : هقول حاجه تانيه هتعصبك .... مال عليها وتابع بنفس المكر مشاكسا حينما لمح الفضول بعيناها : كنا هنقعد نتكلم واخليكي تختاري فرش البيت
خفضت نبرته بينما يتابع بنفس المشاكسه : جدك عاوز الفرش مدهب من دمياط وانا من دلوقتي بقولك عشان مترجعيش تتعصبي
تغيرت ملامح وصال وهتفت بغيظ : هي دي كمان هيتحكم فيها ...لا بقي انا مش هسكت للراجل ده تاني ..مدهب ده اللي هو ازاي يعني
ضحك هادي قائلا وهو يهز رأسه : المدهب اللي في دماغك
اتسعت عيون وصال : انت موافق علي الكلام ده
قال هادي بقله حيله مزيفه : ماهو انا بقولك عشان تختاري اللي يعجبك واشتريه بدل ما جدك يشتري علي ذوقه
اومات وصال وقالت سريعا : كويس انك قولتي لا ياهادي انا مش عاوزة المدهب ده ...انا عاوزة فرش بسيط ...حاجه كده ...طرقت بأصابعها تفكر
ليضحك هادي برضي أنه راضاها قائلا : اللي يعجبك كله هجيبه ليكي ولو نجمه من السما
خفضت وصال عيناها بخجل : هادي أنت بتحبني اوي كده
قال هادي متنهدا بلوعه : واكتر من كده ..!
.........
......
عقد دياب حاجبيه وازدادت قبضته علي الهاتف بينما يأتيه صوت دنيا : انا من خوفي تحصل مشكله بين جدك واختك قولت اقولك يا دياب وبلاش اخبي عليك عمله بهيه عشان تعرف تتصرف !
هتف دياب بحنق : ووصال فين ؟!
قالت دنيا بينما تتراقص نظرات الشماته في عيونها : اخدت في وشها وقالت رايحه لجدك الوكاله
هتف دياب بحنق وهو يقوم من مكانه : طيب اقفلي انتي وانا هتصرف !
.......
..........
رفع دياب الكبير وجهه تجاه دياب الذي دخل باندفاع الي الوكاله ليسأله : في ايه يا دياب ...لحقت تخلص مع ولاد ابو اسماعيل
هز دياب رأسه بينما عاد من منتصف الطريق بعد اتصال دنيا التي لم تتواني عن استغلال ما سمعته لتوقع بينه وبين بهيه
: لا ياجدي ....انا بس نسيت اخد فلوس من الخزنه ورجعت اخدهم
اشار دياب الكبير الي الخزانه الحديديه الموضوعه خلفه : خد اللي انت عاوزه بس المهم تخلص في العربيات الليله مع ولاد ابو اسماعيل
زفر دياب بحنق ونظر الي جده بعقل مشتت بينما يبدو جده هاديء للغايه ولا يبدو أن هناك شيء حدث بينه وبين أخته التي لا يلمح لها أثر
أخذ بضع رزم ماليه من الخزانه واغلقها وخرج من الوكاله ليتوقف قليلا في مدخلها يتلفت هنا وهناك بانتظار وصول أخته المرتقب .....!
...........
.....
بملامح غاضبه دخل دياب الي المنزل لينظر شزرا تجاه بهيه الجالسه بجوار والدته وبلا مقدمات سرعان ما كان يصيح بها بعصبية : انتي بتتنصتي عليا يا بهيه !
اتسعت عيون بهيه بخوف بينما تدخلت مهجه سريعا تدافع عنها : مكنش قصدها يا ولدي
قال دياب بغضب شديد وهو يجذب بهيه من ذراعها بعنف : يعني حصل وسمعت كلامنا مع هادي ونقلته لوصال
وقفت مهجه تنظر إلي دياب بعدم فهم أن كان غير متأكد إذن ماذا حدث لتدخل وصال بتلك اللحظه وتتفاجيء باخيها يمسك بهيه بتلك الطريقه يعنفها بينما تدافع عن نفسها : مكنتش اقصد يا دياب والله
اسرعت وصال تلقي حقيبتها من علي كتفها وتسرع تخلص بهيه من يد اخيها توبخه : في ايه يا دياب مالك ماسكها كده ليه ؟!
قال دياب بغضب وهو يلتفت إليها : كنتي فين انتي كمان ؟!
اتسعت عيون وصال لتقول باستنكار : في ليه يا دياب بتكلمنا كده ليه ...في ايه اصلا انت شايط كده ليه
صاح دياب في بهيه بتوبيخ : في عملتها السودا ...بقي بتتصنت علي كلام الرجاله وكمان تنقله !!
بفطنه اسرع من الجميع فهمت وصال لترفع عيناها الي اعلي الدرج حيث وقفت دنيا تشاهد ما يحدث
لتنظر الي غضب أخيها وتدافع عن بهيه : وانت عرفت منين ؟!....ماهو مراتك التانيه هي كمان اتصنت علينا وجريت تقولك اللي حصل !
تغلغلت الدموع بعيون بهيه ونظرت الي دياب بخزلان بينما للمره الثانيه يفتح الباب لدنيا للوقيعه بينهم
رفض دياب أن يكون الملام ليهتف بغضب شديد : انا راجل البيت ولازم اعرف كل حاجه بتدور فيه
واجهته وصال بغضب هي الأخري : وبهيه معملتش حاجه غلط لما جت تقولي حاجه تخصني
لا تريد أن يدافع أحد عنها بينما لاول مره تضيق بدور الضحيه لذا أسرعت من بينهم الي غرفتها بينما توقفت مهجه بين أبناءها برجاء : وبعدين يا وصال قولتلك بلاش تقفي قصاد اخوكي ..بهيه غلطت وهو بيعاتبها
نظرت وصال الي والدتها باستنكار شديد مغلف باليأس من أن حديثها أو استنكارها سيغير شيء لتأخذ معها غضبها ورفضها لهذا الخضوع والتبرير الذكوري من والدتها لأخيها علي حساب بهيه لتقول بتخلي وهي تغادر الي غرفتها هي الأخري : مفيش فايده ...هتفضلوا تيجوا عليها لغايه امتي ؟!
احتقن وجه دياب من كلمات أخته ولكنه مازال يكابر ليهتف بها بغضب : بتقولي ايه يا وصال
التفتت له وصال التي كانت قد وصلت إلي منتصف الدرج وواجهته بجرأه ساخره : بقول روح عاتب مراتك التانيه زي ما كنت بتعاتب بهيه كده عشان متبقاش تنقل الكلام هي كمان !!
.........
.....
اتجهت وصال الي غرفه بهيه لتطرق الباب وتفتحه ولكنها وجدت الباب موصد من الداخل ...بهيه ...بهيه افتحي لو سمحتي عاوزة اطمن عليكي
جاءها صوت بهيه الباكي من خلف الباب : انا كويسه يا وصال
قالت وصال برجاء : طيب افتحي
قالت بهيه برجاء مماثل : معلش يا وصال خليني شويه لوحدي
نعم جلسه طويله مع نفسها تريد أن تجلسها وتبكي ...فقط تبكي ....! لا تعرف لماذا شعرت بتلك الرغبه الملحه بالبكاء الشديد وهي تعترف بينها وبين نفسها انها أخطأت وليس غضبه عليها سبب بكاءها بل تلك الغيره التي اخيرا تركتها لتنهش بقلبها من ضرتها ....
لا تطيق عليه الهواء بينما هو يجعلها تخترق بنار الغيره .... حديث دنيا الواضح وضوح الشمس سببه وأنها تريد أن توقع بينهم ومع ذلك أخذ حديثها وثار عليها ووقعت تشاهد بانتصار ماحدث ...لماذا لم يراعي طيبتها التي يتغني بها وأنها يوما لا تقصد لأحد شر واتهمها أنها نقلت الحديث عن قصد بسوء نيه ...أن كانت تبكي علي شيء فهي تبكي طيبتها التي يستغلها الجميع ولا يقدرونها ...!
...........
.....
تراجعت دنيا للخلف وهي تحجل علي ساق واحده بينما دخل دياب الي الغرفه لتقول سريعا بخوف من غضبه الذي نجحت وصال باشعاله : والله ماكنت اقصد حاجه يا دياب الا اني خوفت تحصل مشكله بين جدك وبين أختك ...انا اصلا عارفه انك عمرك ما هتزعل بهيه وعشان كده قولتلك هو انا يعني هوقع بينكم مع اني عارفه انك دايما بتنصرها عليا ...
كور دياب قبضته ووقف مكانه بينما حتي وان كان ضعفها وخوفها منه زيف إلا أنها قالت أيضا حقيقه أخري مثل وصال ومثل نظرات بهيه والتي تشير جميعها أنه غير عادل .... !!
نعم لأول مره ربما يري نفسه هكذا ....دوما ما ينصر بهيه علي زوجته الأخري ولكن ما دام النصر علي اهواءه بينما يدرك أنه أن ترك العنان لزوجته الثانيه لن تتواني في إهدار حقوق بهيه لذا كان يتولي هو تلك المهمه دفاعا عن بهيه واسفلها حزم لزمام زوجته الثانيه وحينما احتدمت الأمور اوقف بهيه عن الدفاع عن نفسها مادام دفاعها عن نفسها سيأتي عليه بوجع الرأس والان بالفعل ركض خلف حديث زوجته لانه خشي من غضب جده واتهامه له أنه لا يستطيع السيطره علي زوجته الأولي اذان في الاول والاخر هو يتصرف فقط من أجل نفسه ..فقط لإبقاء هييبته وشخصيته أمام زوجاته والان هل يوبخ دنيا أو يفرغ بها غضبه لأن أخته افحمته ام يذهب ليراضي بهيه التي احتار لها الاحتراق بنار غضبه هو بدلا من نار غضب جدها أن نقلت له دنيا نفس الحديث ....استغربت دنيا وقوفه وصمته ولكنها لم تأمن جانبه لذا تراجعت للخلف مجددا ما أن رفع عيناه إليها لتكرر كلماتها بخوف : انا غلطانه يا دياب اني قولت حاجه بس خوفت زي ما قولتلك ...قاطعها دياب بنبره محذره بينما تراجع عن تانيبها حينما وقعت عيناه علي اطفاله يلهون بجانب الغرفه لذا ابتلع صوته العالي وهتف من بين أسنانه : لو فتحتي بوقك بكلمه قدام جدي هقطع لسانك
اومات دنيا سريعا بينما لا تستوعب أن وعيده وتحذيره هو فقط عقابها الذي لم تعتاده منه !
وجدته يتجه الي جانب الغرفه ويرفع طرف جلبابه ويجلس أرضا بجوار اطفاله وياخذهم يجلسهم علي ساقه وكأنهم سيطبطبون عليه من وجع وتأنيب ضميره !!
.........
....
طوت وصال تلك الورقه التي أنهت كتابتها ووضعتها في حقيبتها واتجهت الي الأسفل لتجد والدتها جالسه تضع يدها علي خدها .... رفعت مهجه عيناها الي ابنتها التي وجدتها تتجه الي الباب : رايحه فين يا وصال ؟!
لم ترد وصال أن تفرغ غضبها في والدتها التي سأمت خضوعها لتقول وهي تتحكم بنبرتها : بعد اذنك يا ماما انا مش عاوزة اتكلم مع حد دلوقتي
اوقفتها مهجه باستنكار : وهو انا حد يا وصال ....انا امك !!
اومات وصال وهتفت بغيظ : ماهو عشان انتي امي انا مش عاوزة اتكلم عشان كلامي مش هيعجبك زي ما تصرفاتك مش عجباني ...ليه مش بتوقفيه عند حده ولا عشان هو ابنك الولد تنصريه في الغلط وليه موقفتيش لجدي وقولتي بتي مش بيعه وشروه .....زفرت وصال بغضب شديد وتابعت : انتي اتعودتي تسكتي بس انا لا وبعيه كمان المفروض متسكتش عشان متبقاش نسخه منك تسيب غيرها يتحكم في حياتها
قالت مهجه بحزن : بقي كده يا وصال
اشاحت وصال بوجهها وانبت نفسها بقوة لتقول باعتذار : انا اسفه يا ماما بس انا علي أخري من كل اللي بيحصل وبشوفه وانتوا ساكتين عليه
تنهدت مهجه وقالت بسماحه كما اعتادت امتصاص غصب كل من حولها : اهو اتعودنا يا بنتي وانتي بكره تتعودي
نظرت لها وصال برفض ولكنها اكتفت من الحديث حتي لا تجرح والدتها لتتجه إلي الخارج بصمت خارجي ولكن داخلها صوت ابدا لن يصمت أو يخضع لأي شيء ترفضه !!
............
.....
اومات نشوي دون سؤال حينما قال هادي لها : قاصدك في خدمه يا نشوي
: طبعا أامرني يا اخويا
قال هادي لأخته : عاوزك تجيبي ليا تلت اربع نسوان شداد ينضفوا بيت كده بس عاوز قبل اخر الليل يكون البيت علي سنجه عشره
قالت أخته وقد غلبها الفضول : ليه يا اخويا ماهو البيت زي الفل ؟! وانا لو علي فرش العروسه حالا اقوم اقلب الدور اللي فوق واخليه زي الفل
قال هادي وهو يخفض نبرته قليلا مستنكرا حديث أخته : وهو يعني يا نشوي انا هجيب العروسه هنا
نظرت له أخته بعدم فهم : امال
قال هادي بصوت خافت : انا اخدت بيت عمي القديم وعاوز النسوان تنضفه عشان لما يوصل الفرش
اتسعت عيون نشوي وهتفت بهلع : يالهوي يا هادي ...عاوز تسيب امك
زجرها هادي بحنق : وطي صوتك ..انا مش عاوز امي تعرف حاجه دلوقتى
نظرت له أخته برفض ليقول هادي بإقناع : يابنت الحلال هو بأي عقل اجيب وصال تعيش هنا والمصيبه اللي حلت علي دماغي قاعده
اقتنعت نشوي لتقول بتردد : هو عندك حق بس يعني هو انت يااخويا مش ناوي تقولها
قال هادي بتسويف متنهدا : عقولها يا نشوي بس مش دلوقتي ...مينفعش اقولها كده دلوقتي وانكد عليها
قالت أخته بتردد بينما لا تستطيع قبول موقفه وايضا لا تستطيع الرفض : معاك حق بس برضه مفيش حاجه بتستخبي
قال هادي وهو يزفر بضيق : خلاص بقي يانشوي انا عارف كل اللي هتقوليه ..المهم دلوقتي تاخدي النسوان وتطلعي علي بيت عمي عشان ينضفوه فاهمه !!
اومات أخته قائله : ماشي يا اخويا بس خلينا بكره الصبح عشان امك متاخدش بالها
...........
...ضيقت حميده عيناها بينما تحاول سماع شيء من خلف الباب ولكنها لم تسمع وكادت تصطدم بهادي الذي خرج من الغرفه لتدخل إليها سريعا تسأل ابنتها : في ايه يا بت ...بقالك ساعه بتتوشوشي مع اخوكي
قالت نشوي وهي تهز كتفها : مفيش يا امه ...كنت بوضب له الأوضه
قالت حميده بحنق : ماهي مراته توضبها له
زمت نشوي شفتيها بحنق : انا مش عارفه يا امه انتي ليه بتنكشي علي النكد هو مش قال مش عاوز يشوفها يبقي نفذي بقي رغبته
لوت حميده شفتيها هاتفه : طاوعيه يا اختي ...يلا ومسيري اعرف مخبين ايه عني !!
قالت نشوي وهي تنظر إلي والدتها بقله حيله : يا امي وهنخبي عليكي ايه ....
قالت حميده بمكر : البت بت مهجه عرفت ولا لسه
هزت نشوي راسها لتقول حميده بشماته : مسيرها تعرف
قبل أن تنطق نشوي بتحذير كانت حميده تقول بمكر : تعرف مكان ما تعرف هو لازم مني
انهت حديثها ودخلت الي أحسان قائله : ايه يا معدله هتفضلي نايمه وسايبه جوزك يتجوز عليكي
قالت احسان بضعف وقله حيله مزيفه ؛ في أيدي ايه بس يا امه اعمله
وضعت يدها على بطنها وتابعت بخضوع : انا كل اللي عاوزه اربي العيل اللي جاي
خرجت حميده وصفقت الباب خلفها بعنف لتبتسم احسان ساخره : بقي عاوزه تلعبي بيا يا وليه عشان تبوظي الجوازه اللي لو كانت علي هواكي كنتي شجعتيه عليها
تنهدت وتابعت : انا ماليش الا مصلحتي ومصلحتي مش معاكي يا حميده ..!
..........
....
التفت هادي الي ذلك النداء ليستغرب ويسرع يقوم من مقعده بالحديقة ويتجه الي البوابه الحديديه التي وقفت وصال امامها : وصال !!
اتسعت عيناه بمفاجاه وسرعان ما سألها : في ايه يا وصال ؟!
قالت وصال باعتذار : اسفه اني جيت كده بيتكم بس كنت عاوزه اقولك حاجه
مالت تجاه حقيبتها وأخرجت منها تلك الورقه وهي تتبع باستدراك : أو عاوزة اديك حاجه
اوما هادي بدهشه لتعطيه تلك الورقه التي استغرب وعقد حاجبيه لرؤيتها : ايه ده ؟!
قالت وصال متنهده بارتياح : ده تنازل مني عن الأرض !!
زم هادي شفتيه وقال برفض : تاني موضوع الأرض يا وصال
اومات وصال بانفعال وهي تهز كتفها : أيوة يا هادي ...انا مش مرتاحه وعشان كده مش هاخد الأرض دي
قال هادي برفض وهو يمزق الورقه : بس أنا مرتاح وراضي يا بت الناس ....خديها بطيب خاطر ....خدي الأرض كلها !
اتسعت عيون حميده وهددت بالشر وهي تظهر من خلف ابنها : ارض ايه اللي تاخدها يا سيد الرجاله !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم