هم هادي بالرحيل بينما يملي عيناه بنظره طويله الي وصال التي اخذتها والدتها بحضنها ليوقفه دياب الكبير قائلا : استني يا هادي عاوزك في كلمتين
اوما هادي دون جدال : أوامرك يا حاج
اشار له دياب الكبير قائلا : يلا بينا علي الوكاله نتكلم هناك ونشوف هنعمل ايه في اللي حصل لتلاجات الجهه الشرقيه
هز هادي رأسه وقال ببساطه : بلغني يا حاج اللي حصل ولو علي الخساره انا متحملها كلها
رفع دياب الكبير حاجبيه حينما عقد دياب حاجبيه وهو يقول : و ده ليه .. الخساره خسارتنا كلنا وتتقسم علينا
قال هادي بهدوء وبساطه : عليا المره دي يا دياب ...واحد يا بوي مش هتفرق
التفت إلي دياب الكبير وتابع : متشغلش بالك بأي خساره يا حاج ...ادار نظره الي وصال وتابع بابتسامه : احنا النهارده عاوزين نفرح بخبر رجوع الدكتورة
أدارت وصال عيناها بعيدا عن نظراته التي سرعان ما سيطر عليها أمام نظرات دياب الغاضبه والذي هتف باحتدام : مش نقطه فرح هي يا هادي ....ده شغل والشغل شغل والخساره والمكسب بالنص ده الاتفاق
نظر دياب الكبير بحنق الي حفيده ليقول هادي وهو ينهي الجدل : وانا قولت هتحمل الخساره يا دياب
التفت إلي دياب الكبير الذي كان الحديث علي هواه ليقول : ماشي يا هادي تعالي الوكاله نتكلم هناك
ابتسم هادي له قائلا : حاضر يا حاج ...بس ارجع البيت اغير هدومي وااكل لقمه واحصلك ..تابع بعفويه وهو ينظر مجددا الي وصال : انا بقالي كام يوم مدخلتش البيت
ازدادت عقده جبين دياب وهو يهتف بتأهب بينما لعبت به الظنون عن كون هادي كل تلك الأيام يتبع أخته
: وكنت فين الايام دي ؟!
ابتلع هادي ببطء لينقذه تدخل الجد الذي هتف بحفيده : صالحنا ايه كان فين يا دياب ....سيب الراجل يشوف مصالحه ويلا خد اختك وادخلوا جوه
زفر دياب ورمق هادي بنظره تحذيريه تفادتها وصال وهي تدخل برفقه والدتها التي تحيطها بذراعها ...!
..........
....
سبقتهم بهيه قبل قليل لتصعد وهي تحمل حقيبه وصال وتتجه الي غرفه الصغار تفتح الباب وتضع الحقيبه ارضا وتهم بالاتجاه للنوافذ لتفتحهم بينما دوما ما تترك دنيا كل النوافذ مغلقه فلا يدخل الضوء ولا الهواء ...!
غلت المراجل برأس دنيا التي تجاهلها الجميع
وهم يرحبون بتلك الفتاه التي لاتعرف اي رياح ألقتها عليهم
لتعض علي شفتيها بغيظها من تلك الاخت التي رحب بها الجميع لتهتف بغل شديد ( هو انا كنت قادره علي مهجه و بهيه لما تيجي واحده تانيه تعمل فيها ست البيت )
أدارت راسها حيث صعدت بهيه لتتبعها الي الاعلي باندفاع متأصل لتري ماذا ستفعل ... لتتفاجيء بها داخل غرفه أطفالها ... اندفعت دنيا من باب الغرفه وبدون مقدمات كانت تهتف بسخط : بتعملي ايه هنا ؟!
قالت بهيه ببساطه : بهوي الاوضه عشان الدكتورة تطلع ترتاح فيها
رفعت دنيا حاجبها الرفيع باستنكار : من اولها هتاخد اوضه عيالي ...!
اسرعت بهيه تجاه دنيا توكزها وهي تهمس من بين اسنانها : عيب يا دنيا ايه اللي بتقوليه ده
تجرأت دنيا لتدفع يد بهيه بعيدا عنها وتضع يدها بخصرها وهي تهتف بعنفوان : ايه اللي بقوله عيب ...نظرت إلي مهجه وتابعت باتهام : دون عن كل الاوض اخدتوا اوضه عيالي ....حسهم في الدنيا يا اختي ولا ايه
قالت بهيه برفق وهي تبتلع قله لياقه دنيا خشيه من أن تسمعهم وصال وتشعر بالحرج : طبعا حسهم في الدنيا ....النهارده بس الدكتورة هتقعد هنا وبكره أن شاء الله اكون جهزت ليها اوضه تانيه
هزت دنيا راسها وهتفت بقله تهذيب : دكتورة علي نفسها يا اختي مش عليا ...تشوف ليها حته تانيه
نظرت لها بهيه بغضب مكتوم : وطي حسك واتكلمي معايا عدل ..أنا ساكته بس عشان الدكتورة متسمعش
نظرت لها دنيا بجرأه هاتفه : ما تسمع هو انا هخاف .....
اوضه عيالي محدش هياخدها
هتفت بها بهيه بحنق من بين اسنانها : وهو احنا هناخدها نعمل بيها ايه وهما اصلا العيال بيناموا فيها !
صاحت دنيا بصوت غاضب : ميخصكيش ....دي اوضتهم وبيت ابوهم
زجرتها بهيه بغضب : عيب اختشي ابوهم لو سمع مش هيسكت وأمه مهجه اللي قالت اطلع الشنطه هنا ....متنسيش أن الدكتورة صاحبه البيت واحنا ضيوف
التفتت لها دنيا وهي تلاعب حاجبيها بجرأه وتهتف بها ساخره : اتكلمي عن نفسك يا ابله بهيه ...انا هنا ام العيال و صاحبه بيت جوزي يعني مش ضيفه عند حد
يلا بقي خدي الشنطه دي واطلعي برا
زمت بهيه شفتيها بينما أخفت انكسار خاطرها والاخري تعايرها بأطفالها ونظرت الي دنيا بضع مرات تفكر بأنها لن تمرر لها قله تهذيبها وتطاولها عليها قبل أن تزفر بضع مرات وهي تبحث عن ثبات انفعالها وتفكر أن الوقت غير مناسب لشجار بينما عادت وصال للتو لذا قصرت طريق الشر وحملت الحقيبه واتجهت الي غرفتها وهي تهتف لدنيا بينما تمر بجوارها : انا هسكت بس عشان خاطر رجعه الدكتورة بس كل كلمه قولتيها انا مش هعديها وهقول لأمه مهجه و هتحاسبك عليها
ضحكت دنيا بجرأه ساخره بالرغم من استغرابها لبهيه التي هددتها لأول مره : يا امه ..خوفت !!
التقت نظرات كلاهما لتري دنيا أن بهيه تلك المره لن تصمت لذا فكرت بأن عليها أن تسبقها لذا ما أن اتجهت بهيه الي غرفتها وأخذت تهيئها لتبقي بها وصال حتي أسرعت الي الأسفل لتشكو لدياب قبلها !
........
....
هتف الجد باحتدام : هو اللي قال !
هز دياب رأسه بحنق : يقول اللي هو عاوزة .... ايه يا جدي هو من أمتي حد بيمشي كلمته علينا
نظر له دياب الكبير بسخط : متزودهاش يا دياب .... الراجل قال متحمل الخساره فين أنه مشي كلمته علينا
نظر إليه باستنكار وتابع : لهو اخد مني حاجه غصب عني
اشاح بيده وتابع : عاوز يتحمل الخساره يتحملها ملناش صالح
افلتت الكلمات الغاضبه من شفاه دياب الذي فسر موقف هادي جيدا : ويبقي له فضل علينا يا حاج وكاسر عنينا
انتفخ وجه دياب الكبير بالغضب من تلميح حفيده ليضرب المكتب بقبضته : بزياده كلام ماسخ يا دياب ....نظر إليه بانفعال وتابع : التلاجات بتاعته وهو اللي يتابعها والمحصول بتاعنا اللي راح يتحمله ده اخر قولي ومش عاوز كلمه كمان
انتفخ وجه دياب بالغضب وحذرته نظرات جده من قول شيء آخر ليسحب عباءته من فوق ظهر المقعد ويلقيها علي كتفه ويندفع خارج الباب ليوقفه جده : رايح علي فين يا دياب
هتف دياب بسخط : رايح الوكاله !