الواحد و الثلاثون

6.7K 623 49
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
اسدلت دنيا جفونها بينما تقول متنهده بزيف وهي تتطلع الي تلك المرأه التي جلست امامها تستمع إليها وفي عيناها الف سؤال عن سبب زياره دنيا المفاجاه لها : وهو انا ولا دياب كنا قصرنا معاها في حاجه ...اهو الواحد مش لازم يقول بيعمل ايه معاها ولا مع عيالها
رفعت عيناها تجاه سعديه والده عبد العزيز ذات الوجه خشن الملامح بينما تتابع : وهما عيالها وعيالي ايه مش واحد وانتي عارفه يا ام عبد العزيز مصاريف العيال ومع ذلك دياب قالي رقبتي سداده بس نقول ايه بقي !!
لم تتلقي اي استجابه من ملامح سعديه لتدير راسها تجاه عبد العزيز زوج اختها السابق والذي لم يكن متمهل مثل والدته ليسمع ويعرف سبب زياره دنيا والتي سرعان ما ترجمها ليهتف بامتعاض واضح : لو جايه تقولي ليا ارجعها ....انفلتت ضحكه ساخره من شفاه دنيا بينما استدارت تجاه عبد العزيز وقالت متهكمه : ترجعها .... ومين قالك أنها عاوزة ترجع ولا مستنيه اصلا ترجع
هتفت سعديه باحتدام : ولما هو كده امال انتي جايه ليه ؟!
قالت دنيا بحزن زائف : جيت اعرفكم
رفع عبد العزيز حاجبه وهتف بصوت خشن : تعرفينا ايه ؟!
قالت دنيا وهي تهز كتفها بينما تخفي نظرات الحقد في عيونها ونبرتها : اللي عرفته لما فضلت سمر مصممه تنزل السوق مع أني قولتها بلاش قله قيمه قامت قالت عاوزة اصرف علي عيالي ودياب مقصرش وأداها مصروف عيالها
تنهدت وتابعت : بس هي صممت علي نزله السوق واهو في الاخر فهمت كانت عاوزة تنزل السوق ليه ؟!
نظرت سعديه لها بفضول لتلقي دنيا كلماتها ساخره :
كلها يوم والتاني وجابت الراجل اللي بقاله سنين قاعد علي عياله يربيهم وفجاه لا قالت عيالي ولا غيره وقالت يا جواز !!
احتدمت نظرات عبد العزيز بينما لمعت عيون دنيا بالمكر الذي قرأته سعديه بنظراتها بينما همت واقفه وهي تتابع : هترمي العيال خدامين للمعلم ياسين وهي تتجوز وتتستت وده اللي جابني ...خوفت علي العيال اهم في الاخر عيال اختي !
.........
.....
بهمه وعزيمه تحركت وصال هنا وهناك تستعد لتلك العزومه التي فرضتها حماتها عليها ولكنها لم تأخذها علي هذا المحمل بل اخذتها ببساطه جعلت الابتسامه تغزو ملامح هادي وهي ترحب وتخبره الا يقلق وأنها ستتولي كل شيء ليذهب الي عمله مطمأن وماذا بها هل هو اختبار فقد تخطت اختبارات كثيره اينعم لم يكن من بينهم اختبار بمهارات الطبخ ولكنها ستتجاوزه ولن تخذل حبيبها ...إذن فليكن !!
......
........
ابتسم دياب الي بهيه التي جاهدت أن تخفي خوفها وتوترها عنه كما اعتادت دوما اخفاء مشاعرها عنه وفقط إبداء السعاده أمامه ولكن من قال إنها مهما تخفي أنه لن يشعر ...امسك دياب بيدها بين يديه الحنونه ونظر لها قائلا : خايفه يا حبه قلبي
هزت بهيه راسها بابتسامه : خايفه تتعشم علي الفاضي
قال دياب بعتاب هاديء : مش قولنا عشمنا في كرم ربنا
اومات له ليقول بتشجيع : بأمر الله هتحملي يا بهيه ومش بس هتجيبي ليا عيل واحد لا هتجيبي خمسه سته
ابتسمت له بهيه وتنهدت بأمل : يارب يا دياب ...انا راضيه بواحد
مال علي جبينها يقبله قائلا بحنان : وانا راضي بكل حاجه منك
دخلت الطبيبه لتبتسم لهم قائله بود : جاهزه يا مدام بهيه
اومات لها بهيه لتشير الطبيبه لدياب أن يخرج حتي يجهزوا بهيه لتلك العمليه .....نظرت بهيه الي الطبيبه التي تقيس نبضها وسألتها بأمل : متخبيش عليا يا دكتورة ....في امل اني اخلف
اومات الطبيبه قائله : طول ما احنا عايشين املنا في عطايا ربنا مش المفروض يتقطع
نظرت إلي بهيه وتابعت : احنا بنعمل اللي علينا والباقي في ايد ربنا
قالت بهيه متنهده پأمل : يارب يا دكتورة
........
.....
جلست حميده بوسط الاريكه بينما اخذت وصال ترحب بعمات هادي وخالاته الذين استقبلوا ترحيبها بود كبير
تلفتت حميده حولها في أرجاء البهو وقالت  : هو انتي لساتك نايمه ولا ايه يا مرات ابني ...لوت شفتيها وتابعت : ولا احنا اللي جينا بدري
هزت وصال راسها سريعا قائله : لا طبعا يا طنط تنورا في أي وقت ده بيتكم ...نظرت إلي حماتها باستفهام لتقول حميده بنقد لاذع غير مبرر: امال مقفله الشبابيك ليه ومش مدخله الشمس
قالت وصال ببساطه وهي تتقبل النقد دون غضاضه : ابدا يا طنط انا بس مكنتش قاعده في الريسبشن بس جوه في اوضتي فاتحه الشبابيك
اتجهت لتفتح الشبابيك الكبيرة وقبل أن تنتهي كانت حميده تقول بنبره أمره : يلا تعالي ضايفي عماتك
اومات وصال واتجهت إليهم بلياقه تسألهم : تشربوا ايه ؟!
زفرت حميده وقامت من مكانها وأخذت بذراع وصال تجاه الخارج لتنظر إليها وصال باستفهام بينما زجرتها حميده متبرطمه : احنا في مصر هنا تشربوا ايه 
هاتي الحلو كله 
اومات وصال قائله : طبعا ياطنط انا بس بسأل لو يحبوا يشربوا حاجه معينه
زفرت حميده هاتفه : هاتي اللي عندك يا مرات ابني
اومات وصال واتجهت الي المطبخ بينما تقبلت ما تفعله حميده دون أن تشعر بأي غضاضه فهي توجهها لا اكثر
دخلت حميده خلفها المطبخ الذي كان علي قدم وساق بينما تستعد وصال لتلك العزومه ....أسرعت وصال تغلق الفرن وتفتحه لتري أن كان ما بداخله نضج ام لا تحت أنظار حميده التي دارت بانحاء المطبخ بتقييم
انتهت وصال لتضع الماء بالغلايه وتتجه لتضع الحلوي بالاطباق ثم تتجه الي ماكينه صنع القهوة تفكر هل تقدم قهوة ام شاي بجوار الحلوي
نظرت إلي حميده التي سألتها  : ايه ده اللي واقفه قدامه بقالك ساعه
قالت وصال بابتسامه هادئه : ماكينه اسبرسو ولسه بفكر اعمل شاي ولا اسبرسو
رفعت حميده حاجبها ساخره : ايه يااختي ؟!
قالت وصال ببساطه :  قهوه يا طنط 
لوت حميده شفتيها متبرطمه : عشنا وشوفنا القهوة بقالها ماكينه ....ايه يا مرات ابني تكونيش فتحتي قهوة في البيت ولا الكنكه قصرت معاكي في حاجه
قالت وصال وهي تهز كتفها : لا طبعا عادي بس انا بحب القهوة كده
ربتت حميده علي كتفها متهكمه : لا يااختي النسوان عندنا متشربس قهوه .....ابقي اشربي ليكي كوبايه يانسون ولا حلبه تنفعك 
اومات وصال دون الدخول في جدال بينما مازال امامها الكثير لتفعله
وضعت وصال الضيافه أمام النساء الذين قالوا بابتسامه وامتنان : تسلم ايدك يا عروسه تعبناكي
قالت وصال بابتسامه مرحبه: ابدا مفيش ....قبل أن تكمل جملتها كانت حميده تقاطعها متهكمه : تعبتوها في ايه يا فوزيه لهو قامت دبحت خروفين ...ده شويه شاي
نظرت لها اختها بطرف عيناها بينما عادت تنظر إلي وصال بابتسامه : لا ازاي ده كفايه وقفتها
اومات وصال وقالت بتهذيب : بعد اذنكم ثواني اشوف باقي الاكل
اتجهت الي المطبخ ولكن سرعان ما كانت حميده تناديها وهي تحرك كتفها يمينا ويسارا وتبدي عدم الراحه : هاتي ليا مخده احطها ورا ظهري ....أمسكت أحدي وسادات الاريكه وابعدتها متبرطمه : ده ايه يااختي المخده الناشفه دي ...هاتي مخده طريه يا مرات ابني احسن ضهري واجعني
رفعت عمه هادي حاجبها وزجرت حميده بنظراتها بينما اومات وصال وقد بدأ ينفذ صبرها وهي تقول من بين أسنانها : سلامتك يا طنط ...حاضر
دخلت الي الغرفه تحضر وساده أخري لتزجر فوزيه اختها هاتفه : ايه يا حميده ما براحه علي البنيه
نظرت لها حميده بحاجب مرفوع : وانا عملت ليها ايه
عادت وصال لتعطي حميده الوساده ولكن حميده تزحزت لتجعل وصال تضعها خلف ظهرها وقد فعلت وهي تحاول التمسك بهدوء أعصابها الذي كادت تتلف ما أن دخلت الي المطبخ ووجدت أن الطعام كاد يحترق لتسرع ترفعه من علي الموقد ثم تتجه الي هاتفها وتعيد تشغيل أحدي فيديوهات الطبخ وتكمل ما تفعله ولكن ما هي إلا لحظات وكان صوت حميده يتعالي بالنداء عليها
اتجهت لتقول حميده : يوه انتي جايه فاضيه ليه ...شيلي الحلو وهاني فاكهه
تدخلت عمه هادي هاتفه وهي تزجر حميده بنظراتها كما حال الباقيين : فاكهه ايه يا حميده ....سيبي البنيه تكمل اللي وراها
قامت إحداهم قائله بود : تعالي يا عروسه اساعدك
هزت وصال راسها وقالت بلياقه : لا يا طنط شكرا ...انا اصلا قربت اخلص
صممت وصال بتهذيب علي رفض المساعده وذهبت وعادت تحمل الفاكهه وتضعها أمامهم واستأذنت مجددا لتعود الي المطبخ
التفتت عمه هادي وخالته الي حميده يقولون بتوبيخ : وبعدها لك يا حميده مالك بالبنيه
هتفت حميده مستنكره : يوه يا فوزيه وهو انا عملت ايه ؟!
رفعت فوزيه حاجبها هاتفه : كل ده ومعملتيش ...انتي من ساعه ما دخلنا وهات يا طلبات
تدخلت صافيه عمه هادي هاتفه : البت هلكت يا حميده ما بين المطبخ وبيننا  
تبرطمت حميده بسخط : هلكت !!  ليه كانت قامت عجنت ولا خبزت 
تدخلت عمته عزيزه هاتفه : برضه يا حميده البت مش متعوده علي كده .....خفي عليها 
هتفت حميده بسخط : بقولك ايه يا عزيزه يااختي نقطيتي بسكاتك وبلاش دلع ....اهو كل النسوان بتخدم في بيوتها لا هي أول ولا آخر واحده
رفعت فوزيه حاجبها والتفتت الي حميده هاتفه : الا قوليلي  يا حميده البسكوت اللي اكلناه عند نشوي كانت عملاه ازاي احسن عجبني اوي  
نظرت إلي حميده بخبث وتابعت : لازمن قعدت قدام الفرن اليوم كله 
رفعت حميده حاجبها وقالت باستنكار : فرن ايه اللي نشوي تقعد قدامه ده حسن مش بيفارق أيدها وحماتها اللي متوليه كافه شيء 
ارتسمت ابتسامه منتصره علي شفاه فوزيه وهي تردد : قولتي حماتها 
عقدت حميده حاجبها هاتفه : قصدك ايه يا فوزيه ؟!
قالت فوزيه بدفاع عن وصال : قصدي يااختي اللي تحبيه لبنتك حبيه لمرات ابنك .... زي ما حماه بنتك بتساعدها انتي كمان مش لازم تخلي البت تخدمك بداعي ومن غير داعي
احتقن وجه حميده هاتفه بسخط : وانا عملت ايه دي في دار لوحدها.... قولتها اخدميني 
تدخلت عزيزه هاتفه : أيوة يا حميده خفي علي البت ....
البت عروسه وجايز تطلع حبلي !
هتفت حميده بسخط : حبلي منين دي فاتها القطر 
زمت صافيه شفتيها بضيق واضح وهتفت في حميده بتوبيخ : اخص عليكي يا حميده ليه بتقولي كده
قالت حميده بجمود : بقول الحقيقه ...دي عدت التلاتين تخلف ازاي
نظرت لها فوزيه بسخط وهتفت بتوبيخ : بأمر ربنا يا اختي مش بالسن وبعدين البت بدر منور
اومات وتابعت متبرطمه : وبعدين يااختي ماهو هادي اخد الصبيه ومحملتش 
نظرت حميده الي اختها بشماته وسرعان ما كادت تخبرهم يحمل احسان : كلام في سرك 
قبل أن تقول شيء كانت وصال تتجه إليهم لتصمت حميده
قالت وصال بابتسامه بينما اخيرا انتهت من تجهيز كل شيء : الغدا جاهز وهادي كلمته قالي علي وصول 

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن