السابع والعشرون

8.5K 645 55
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
رمشت وصال باهدابها ثم فتحتها لتقابل عيناها سقف الغرفه التي مازالت اجواءها محمله بتلك السحابه الورديه كما حال تلك الستائر الحريريه التي كانت ترفرف بهدوء من أمام نافذه الشرفه الواسعه التي أطلت علي منظر البحر الخلاب ....ابتسامه حالمه تسللت الي شفتيها بينما مازال الخدر اللذيذ الذي دغدغ أوصالها يسري بعروقها وهي تشعر بأنفاس هادي الذي مازال نائم تداعب وجهها وتتخلل رائحته الرجوليه أنفها ويداه تحيط بخصرها لتنتابها حاله من السكون المحمل بسعاده ملئت قلبها لتبقي عيناها معلقه بالسقف وتلك الابتسامه الحالمه مرتسمه علي جانب شفتيها لحظات طويله وكل احداث ليله الامس الرومانسيه تمر امامها وتزيد من خفقات قلبها ....تحرك هادي بنومه لتشعر بذراعه تقربها الي حضنه أكثر ويزداد قرب أنفاسه التي تحركت علي جانب عنقها الذي وضع رأسه به .... التفتت اليه حينما همس بصوته الناعس: سرحانه في ايه ؟!
ابتسمت له بخجل بينما رفعت عيناها الي عيناه التي كانت تلمع ببريق سعاده ورضي لم يمر في صباحات أيامه من قبل : بستوعب كل اللي انا حاساه
ابتسم لها ورفع نفسه قليلا ليميل فوقها وتتلاقي أعينهم التي تتحدث دون كلمات بتلك المشاعر التي يحملها كل منهم للآخر
داعب أنفها بأنفه وعاد يتطلع الي عيونها وهو يقول بمشاعر : انا كمان مش مصدق انك بقيتي ليا بعد كل السنين دي
ازدادت ابتسامتها اتساعا بينما يتابع هادي بمشاعر حاره : لو قولت لك اني عمري ما حسيت اني عايش ومبسوط زي النهارده هتصدقيني
اومات له ليتابع متنهدا : يااااه يا وصال .... لو سنين حرماني من السعاده دي كلها كانت تمن سعادتي النهارده وانتي جنبي وفي حضني انا راضي !
توهجت وجنتيها بالحمره وهي تبتسم له بخجل : بجد يا هادي مبسوط اوي كده
اوما لها وعيناه تتحرك ببطء تجاه شفتيها التي استجابت لاقتراب شفتيه بينما يعبر لها بقبله عميقه عن ما يريد قوله !
استند بجبهته الي جبهتها وعيناه لا تترك النظر إلي عيونها التي سحرها بنظراته العاشقه لتتدفق حراره مشاعره في عروقه وسرعان ما يميل مجددا تجاه شفتيها ويداه تحيط بخصرها يقرب جسدها الي جسده أكثر وياخذها بنوبه عشق من نوع اخر ...فكان حبه متمهل متوهج اغرقها أكثر واكثر بدوامات عشقه .
.........
...
فتحت احسان عيناها بانزعاج حينما شعرت بتلك اليد توكزها بكتفها لتري ملامح ابيها امامها بينما يهدر بصوته الخشن : قومي يا بت وبكفايه نوم
قطبت احسان جبينها بانزعاج تتساءل لماذا يوقظها وقد استطاعت اخيرا أن تنام بعد ان سكنت الالامها واخيرا بعد تلك الادويه والحقن التي أعطتها لها ساميه
: في ايه يا أبا بتصحيني ليه ...انا ما صدقت نمت
هتف بها عليوة بغلظه : مش وقت نوم يا بت ...قومي عشان نشوف هنعمل ايه
جلست احسان في الفراش المهتريء ونظرت الي ابيها باستنكار : نعمل ايه في ايه ....انت مش خلاص اخدت اللي انت عاوزة
اوما عليوة بخبث : وانتي كمان باين اخدتي اللي انتي عايزاه واللي انا مش فاهمه ....ليه يا بت جبتي الحكميه ومقولتيش قدام حماتك انك بعافيه اهو كنا طلعنا منها بقرشين حق العلاج اللي لهفته الوليه اللي جبتيها بليل
لم تعد أحيان بموقف ضعف أمام ابيها الذي مصلحته الان بيدها لتزيح من فوقها الغطاء وتغادر الفراش وتقف أمام ابيها وتهتف بجرأه : ميخصكش يا أبا تسأل ...يخصك تجر فلوس تاني علي حسي إنما بقي تفتح ليا سين وجيم لا
نظر لها عليوة بغل : يعني ايه يا بت انتي ...ماليش حكم عليكي
هتفت احسان بغل مماثل : لا ...خلصنا يا أبا وانا وانت عارفين كل اللي يهمك الفلوس يبقي مالكش بقي دعوه اجيبهالك ازاي واهو انت شوفت بس في سواد الليل دخل جيبك كام والبيت اللي مكانش فيه لقمه اتملي تاني
صك عليوة أسنانه لتجذب احسان طرحتها وتتجه الي باب الغرفه هاتفه بنبره أمره : انا هروح عشان حميده تفضل راضيه عني وعنكم بس انت اياك تطلع برا البيت وتفضل قاعد في الفرشه واول ما الباب يخبط ترجع تمثل انك عيان فاهم يا أبا
اوما عليوة بسخط لتتابع احسان بتحذير : واياك يا ابا حد يعرف بموضوع الست ساميه
زفر عليوة لتتجه اجسام إلي الخارج حيث جلست والدتها لتقول بلهفه : قومتي ليه من فرشتك يا احسان ...الحكيمه قالت لازم تريحي
اومات احسان قائله : هريح في بيتي
نظرت احسان شزرا الي أخيها وهتفت به : وانت يا محمود من هنا ورايح اللي أقوله تسمعه ولا تحب تنزل تاني تشتغل شيال
قال محمود وهو يهز رأسه : اللي تشوفيه يا اختي
خرجت احسان وعلي شفتيها ابتسامه منتصره وهي تمني نفسها بالمزيد وبعوده كل ما كان لها قريبا ...وضعت يدها علي بطنها وهتفت بسرها ( كل حاجه هترجع زي ما كانت بس انت تفضل في بطني وانا ماسكه فيك بأيدي وسناني ) .
.........
.....
نظرت وصال الي هاتف هادي الذي تعالي رنينه لتلمح الاسم المكتوب بجواره كلمه ( حمايا) لتدير عيناها تجاه هادي الذي خرج من الحمام يسألها : مين ياشهد العسل
قالت وصال بكذب وهي تهز كتفها : مش عارفه يا حبيبي
توترت ملامح هادي قليلا حينما رأي هويه المتصل ليختطف نظره الي وصال قبل أن يجيب وهو يحمحم : حاج عبد الباسط !
اجاب هادي لتتغير ملامحه التي لم تخفي علي وصال بينما كانت رزينه ولم تجعله يعرف مع من يتحدث !
احتقن وجه هادي ودار حول نفسه وهو يستمع إلي صوت عبد الباسط.....اتجه الي الشرفه بخطوات عصبيه
: انا هعمل كده يا حاج عبد الباسط
هتف عبد الباسط بعتاب : لغايه دلوقت مش مصدق انك يكون ليك يد فيها يا هادي بس كل التجار أكدت أن السعر اتضرب بسبب محصول الجنينيه اللي انا وانت متفقين علي سعره ...مره واحده الحاج دياب يرفع السعر الطاق تلاته ويخليني مرفعش عيني في عين تاجر
احتدت ملامح هادي وسخنت الدماء بعروقه لتتعالي نبرته الغاضبه دون إرادته ولكنه عاد ليخفض صوته ويتابع مكالمته التي لم يستطيع هواء الشرفه التي وقف بها تهديء من النيران التي تصاعدت برأسه بعد أن عرف بتصرفات دياب الكبير !!
..........
.....
عاد هادي الي الغرفه لتري وصال كم يجاهد ليرسم الهدوء علي ملامحه وهو يميل عليها يقبل كتفها قائلا : مالك يا شهد العسل ملبستيش ليه مش قولتي عاوزة ننزل نفطر سوا علي البحر
اومات له بابتسامه هادئه وهي تقول برفق بينما تري في عيناه انعكاس تشتت أفكاره وواضح أن هناك مشكله ما لا يريد أن يجعلها تشعر بها : اه بس عادي يا حبيبي ممكن نفطر هنا ونبقي نخرج بعدين
هز هادي رأسه ومرر يداه بحنان علي كتفها : وبعدين ليه ...انتي قولتي وكلامك أوامر ...يلا قومي البسي وانا هتكلم في التليفون خمسه وارجع البس وننزل
وقفت وصال امال حقيبتها تنتقي منها ما سترتديه وهي تتلفت تجاه الشرفه حيث خرج هادي يتحدث مجددا
: واد يا عشري ....طيران علي النوباريه
تابع هادي تعليماته الي عشري والتي كانت بعد عده اتفاقات مع كبار تجار الموالح هناك بينما عمل عقله سريعا لرد الصفعه ورفع يد اذي دياب وغدره عن التجار
..........
...
تطايرت خصلات شعر وصال حول وجهها لينظر هادي إليها بابتسامه ويضع احدي يداه فوق يدها بينما يطعمها بيده الأخري لتبتسم وصال له متنهده ودون أن تقصد خرجت الكلمات من شفتيها والتي جعلت نظراته تتوجس : هو بعد كل السعاده اللي انت معيشني فيهم ممكن تزعلني
اهتزت نظراته للحظه وهو يسألها بتوجس : ازعلك !!
اومات وصال وقالت بعفويه لامست اوتار كذبته : يعني جوايا حاجه مخوفاني من كل السعاده دي وحاسه أنها مش هتكمل
عقد هادي حاجبيه بانزعاج وهتف بها برفض : ليه بتقولي كده يا شهد العسل ...هتكمل وهفضل عمري كله اسعدك
قالت وصال وهي تزيح ذلك الاحساس الغريب جانبا : عارفه ومتاكده عشان كده مستغربه الاحساس ده
ضحكت وتابعت : يعني كده زي ما تقعد تضحك كتير وتقول خير اللهم اجعله خير ....شكلي اتعودت علي الحزن عشان كده مستكتره علي نفسي اني ابقي مبسوطه اوي كده
ضم يدها بين يداه وقال بحنان : مفيش حاجه كتيره عليكي يا صولا
ابتسمت بسعه وقالت بانبهار : اول مره تقولي صولا ...حلو اوي الدلع ده
داعب أناملها بيداه ورفعها الي شفتيه وقبلها قائلا :
انتي احلي حاجه في دنيتي ..! من غيرك مفيش حاجه ليها طعم ومعاكي كل حاجه بقت حلوة زي الشهد
هزت وصال كتفها بدلال قائله : عشان كده بتقولي شهد العسل
اوما لها لتتلاقي عيونهم مجددا لتتوهج مشاعر هادي الذي قال بنبره لعوب هامسا بجوار أذنها : طيب انا جوعت وعاوز ادوق الشهد تاني
كتمت وصال ضحكتها الخجوله بينما احتضنت يداه يدها وهو يأخذها مجددا للاعلي حيث غرفتهم !
................
.....
وضع هادي قبله علي جبين وصال التي ضمها إليه لتضع راسها علي صدره العاري بينما عم الغرفه السكون ماعدا من صوت أنفاسهم المتلاحقة للحظات قبل أن يقطعها رنين هاتفه الذي احاب عليه هادي سريعا لتري وصال ملامح السعاده والانتصار مرتسمه علي ملامحه وهو يستمع إلي عشري
انهي المكالمه والتفت الي وصال يغرق وجهها وعنقها فجاه بالقبلات ؛ وش السعد عليا
ضحكت وصال بينما تدغدغها أنفاسه : هادي فهمني في ايه ....مالت بعنقها بعيدا عن شفتاه تهتف به ضاحكه : هادي بغيرر
ضحك هادي الذي انعدل مزاجه بعد تلك المكالمه ليمد يداه بخبث من أسفل الغطاء الحريري يمررها بجراه علي جسدها ؛ بتغيررري
ضحك كلاهما ليبتلع هادي ضحكتها بين شفتيها ما أن حاولت أن تزحف بجسدها بعيدا عن لمساته الجريئه ليجذبها إليه فتسقط وتتطاير خصلات شعرها حول وجهها وتخطف قلبه أكثر بفتنتها ....انغمس أكثر واكثر بقبلاته ولكن هناك تلك المكالمه التي عليه إجراءها ليميل عليها ويتمهل بقبلاته وهو يهمس لها بينما يحيط خصره بالغطاء ويقوم من جوارها : ثواني وراجعلك يا شهد العسل ...مكالمه خمس دقائق وجاي

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن