السادس والخمسون

13.4K 943 133
                                        

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

وضعت حميده يدها علي ساق وصال وقالت برفق : متسمعيش منها يابتي دي كذابه وجايه تري بلاها ....تنهدت حميده وتابعت : اه لو تعرفي عملت ايه ...دي ناكره الجميل ولا شافت عز الا في بيتنا وفي الاخر جايه تقول ظلمناها ....لوت شفتيها بسخط وتابعت : تغفله ومش عاوزة تخلف منه ...كانت مستنيه يعمل ايه ....زفرت وتابعت : وبت عليوة ماهي اللي دخلتها بيتنا ومكانتش بتفارقها وانا كنت ساكته واقول بيتها حقها تقابل فيه اللي يعجبها
ضغطت وصال بقوة علي اسنانها خلف شفتيها التي اطبقتها علي بعضها وهي تستمع الي حديث حميده الذي أرادت أن تتوقف عنه وتصرخ بها أنها لا تريد سماع تلك التفاصيل ...لا تريد معرفه شيء منها ولكنها تحكمت في أعصابها حتي لا تتجاوز في حق تلك المراه الكبيره التي تحاول شراء رضاءها بصورة واضحه وهي تبرر ما حدث
خفت صوت حميده بينما تتابع : هي اللي بايدها دخلتها بيتنا وفي الاخر جايه تقول ظلمناها ....تابعت باستنكار شديد : ظلمها عشان طلقها لما عرف أنها بتغفله ومش عاوزة تخلف منه ....دي اخدت كل حقوقها وطلعت بعد عملتها ...زمت شفتيها بحنق بينما تتابعت تلك الذكريات الي عقلها : وقفت تهدده أنها تفضحه وتخوض في سيرته مع صاحبتها ..كان يعمل ايه يعني !!
بالفعل ماذا كان يفعل وكل هذا كان بسبب غلطه صغيرة !!
غلطه صغيره جرت خلفها كوارث فكما يقولون المسمار أضاع الفارس ...مسمار فقط تسبب في ضياع الفارس بعد أن أضاع الحدوة ثم أضاع الفرس ومن بعدها الفارس ...!
نفس القول ينطبق عليه ...غلطه صغيره بدأت حينما بطيش ورعونه فزع لكرامته وركض ليتزوج !!
كور هادي قبضته ووضعها بين شفتيه يعض عليها بحنق ممزوج بالقهر ...ماذا كان يفعل ؟!
تدفقت الذكريات الي عقله واوجعت قلبه .... ماذا كان يفعل بعد نبذ ابيها له  ... فزع لكرامته لا ينكر وبدأت سلسله قهر عاشها يوميا مع أخري غيرها يكتوي بنار فراقها ...فزع لكرامته مره ولم يعيدها بينما بقدر ما تعذب تلك السنوات قرر أن ينحي كرامته بينهم فتقبل منها ما لا يقبله رجل آخر ...!
من اين كان يعرف أن القدر سيجمعهم بعد هذا الفراق ....تزوج باخري ليعيش ويحاول نسيانها ولكنه لم يستطيع ...!
لو كان يعرف أن القدر سيجمعهم لكان انتظرها كراهب...فقط لو كان يعلم !
وهي لم تكن تعلم وبالرغم من هذا انتظرت ...تنهيده ثقيله خرجت من صدر وصال وهي تغمض عيناها بتعب من هذا الحب الذي أرهق قلبها ...لم تكن تعلم أن القدر سيجمعهم ولم تنتظره بتضحيه مثاليه ولكنها لم تستطيع ابدا تجاوزه ...لم تستطيع أن تكون لسواه...قلبها لم يدق لغيره
ولم يفتح أبوابه لسواه .... لن تضيف المزيد لكفه أخطاءه وتحمله ذنب انتظارها لأنها من استطاعت أن تنتظر وهي من لم تستطيع تجاوزه ومن لم تستطيع أن تكون لغيره بينما هو استطاع ...قدرات لا تستطيع أن تلومه عليها ...اكتفت بابيها ودراستها وعملها بينما هو أراد تجاوزها  .... استشعرت الوحده بعد غياب ابيها وربما كانت لتفعل مثله وتتزوج بسواه لتتجاوز وحدتها التي ربما شعر بها بعد فراقهم ....كره كبيره من الخيوط اشتبكت داخل عقل كل منهم بتلك الليله التي مرت بثقل ولم يطرق النوم جفون اي منهم ....حديث طويل كل منهم تحدثه مع نفسه ولم يجروء علي التحدث به مع غيره ....!
أنها بداخل شرنقه تكبر من حولها كل يوم وتختنق بداخلها كل يوم أكثر من سابقه ولا تريد شيء إلا الخروج منها ....أنه من ألقاها بتلك الشرنقه التي يجب أن تخرج منها وتعود لسابق حياتها .... حياه هادئه كانت بها ربما وحيده ولكنها لم تكن تشعر بهذا الضغط و كان قلبها بها مرتاح بينما ترك كل زمام أمور حياتها لعقلها يسيرها ...!!
قامت ببطء مع تعالي صوت المنبه لتتجه الي غرفته وتقف امامها  قليلا قبل أن تستجمع جمودها وتدخل إليه تحمل ادويته!
تشعر بحنق شديد تجاهه ويزداد يوما بعد يوم بسبب كل ما تعيشه وهو السبب الوحيد ...هو من نزع استقرارها النفسي ...
لم تحتاج لتوقظه بينما وجدته بالفعل مستيقظ وواقف يصلي الفجر .... خرجت من بين شفتيها تنهيده وجلست علي طرف الفراش بانتظاره لينتهي لتطوف عيناها بارجاء تلك الغرفه التي جمعتهم بكل ذكري حلوة استشعرت مرارتها وهي تفكر بأنها كانت كذب وخداع لتزداد ضراوه مشاعرها الحانقه تجاهه ...!
تنهيده تلو الأخري تتابعت من بين ثنايا صدرها الضائق ولاحت علي عيناها التي لم ترفعها إليه بل أبعدتها عن عيناه التي شعرت بها تطوف بملامحها ....باقتضاب كانت تقول بينما استند الي الحائط وهو يعتدل واقفا ويطوي سجاده الصلاه : الدوا
قال بامتنان وهو يتناوله من يدها : تشكري
وضعه في فمه وتناول القليل من الماء ثم
عاد الي فراشه بصمت ضج به قلبها الخائن الذي شعر بالشفقه تجاهه بعد أن كانت غاضبه وكأن غضبها تبخر لتزجر قلبها وتحدثه بينها وبين نفسها بأن نفسها من عليها أن تشعر بالشفقه تجاهها وليس هو فهو من اختار وما يشعر به الآن هو عواقب اختياراته فليس عليها أن تشعر بالشفقه عليه !
.........
....
هتف صادق بزوجته التي انتفخ وجهها بالغيظ : مش قولتلك يا وليه اروح اطل عليها قبل سابق ...اهو دلوقتي اروح بأي وش
هتفت سيده بحنق شديد : وانا كنت اعرف منين أن المعلم ياسين هيبص لا مواخده لواحده زي بتك سمر وكمان يتجوزها
نظرت له وتابعت بخبث :  ده ولا كأن ليها اب من الأساس ...بقي تعرف زيك زي الغريب أن بتك هتتجوز
نظر لها الرجل بحنق بينما حكمت عليه من اول ما تزوجها أن يقطع علاقته ببناته وأمهم : وهو انا بتكلم في ايه يا وليه ...لو كنتي سمعتي مني وروحت أطل عليها كان زماني واكل عقلها ومعتبراني ابوها والمعلم ياسين طلبها مني
هتفت به سيده بسخط : بس اسكت ولولو عليك ساعه واتفضت ....وهي بتك دي ولا التانيه بنات تتشرف بيهم عشان تقولي اطل عليهم ولا انت قادر ترفع عينك في عين الخلق بعد ما واحده منهم كانت هتموت التانيه واتسجنت
هتف صادق بصوت خافت: سمر مش زي اختها دي غلبانه
لوت سيده شفتيها وهتفت به ساخره : واهي الغلبانه راحت تتجوز من وراك
توقفت أمامه وتابعت بنبره أمره : اسمع بقي انت تروح للمعلم ياسين تشتكي له عملتها اياك يرجع في كلامه لما يعرف انها ملهاش كبير وأنها عامله الوقيعة دي لأجل ما تاكل عليك ورثك في أمها
..........
...
غلت المراجل برأس حميده وبقيت تهز ساقيها بعصبيه لتنظر لها فله قائله : مشربتيش اللمون ليه يا ست حميده يروق دمك
هتفت حميده بغيظ شديد : انا مفيش حاجه تروق دمي الا اني اجيب بت صديقه تحت رجليا واحاسبها علي عملتها
لمعت عيون فله وبتشجيع هتفت بحميده : طيب و مستنيه ايه يا ست حميده
نظرت لها حميده لتهز فله راسها وتسحب طرحتها لتضعها فوق راسها هاتفه : قومي بينا وانا هجيبهالك من شعرها
ترددت حميده لحظه واحده ثم هبت من مكانها هاتفه : طيب اطلعي هاتي عبايتي وطرحتي وانزلي
......
....
ترك ياسين كوب القهوة من يده والتفت تجاه صادق الذي دخل من باب الوكاله قائلا : السلام عليكم
قال ياسين بتساءل عن سبب الزياره : وعليكم السلام
دخل صادق فيما جاء من أجله مباشره ليهتف قائلا :
ليا عندك حق يا معلم
قال ياسين دون أن يبدي فضوله : خير
قال صادق بعتاب أتقن رسمه : يعني يصح تتقدم وتطلب وأبوها وكبيرها عايش
تمهل ياسين وهو يرتشف القليل من قهوته ثم بعدها قال بهدوء :حدود علمي معرفش بوجودك يا حاج لا مؤاخده يعني لا شوفتك في أي مصيبه ولا في اي فرح ...بتك اتحبست والتانيه كانت بين الحياة والموت.... عيالها اتشردوا و امها ماتت ده غير عمايل الواطي ابو العيال ومكنش بيدق قلبها اب ولا اخ اعرف منين انك زي ما بتقول كبيرها
احتقن وجه صادق وابتلع لعابه قائلا : بس انا ابوها ودي دخليات بينا محدش يعرفها
قال ياسين من بين أسنانه :  دخليات ولا خرجيات يا حاج ...نظر إليه وتابع بسخط :  انت ابوها بالكلام وفي البطاقه معلوم بس في الحقيقه ملكش وجود ده انا فكرتك سبت البلد ...اصل بالأصول كده الكبير مش بالكلام
احتدت ملامح صادق ليهب من مكانه : طيب طالما تعرف الاصول  بقي يا معلم يبقي حجه البيت وقيراط الأرض تحضر عشان أنا عاوز ورثي
..............
.....
اسرعت صديقه تجاه الباب بينما تطرق فله عليه بكلتا يديها بعنف لتفتح الباب وتطلع بدهشه : انتي مين يا بت ؟؟
قبل ان تقول فله شيء كانت حميده تتوقف أمام صديقه وعيناها تلمع بالشر : بتك فين يا صديقه ؟!.
نظرت لها صديقه بدهشة: عاوزة بتي في ايه يا حاجه حميده
خرجت شروق من غرفتها لتبعد حميده صديقه من امامها وبجرأه ودون مقدمات كانت تجذب شروق من خصلات شعرها هاتفه : جايه اعلمها الادب !
صرخت شروق وحاولت فك قبضه حميده عن شعرها كما حال صديقه التي توقفت فله امامها وهتفت بها بشر : اياك تيجي ناحيه الست حميده ..شمرت اكمامها وتابعت بوعيد : انا مش عاوزة امد ايدي علي وليه كبيرة زيك
تركت حميده خصلات شعر شروق ودفعتها عنها والتفتت الي صديقه التي أسرعت تجاه ابنتها تهتف بها : عملتي ايه يا بت ؟
صاحت حميده بحنق ووعيد : اسمعي يا وليه انتي ...بتك لو خطت ناحيه بيت ابني تاني قسما بالله لهخلي البلد كلها تحكي عن اللي هعمله فيها ....نظرت لها شروق وصاحت بغضب : وهي البلد لسه هتحكي ما انتوا خليتوا الكل يتكلم عني
هتفت بها حميده بسخط : من عمايلك ....حاولت الاطباق عليها مجددا ولكن صديقه توقفت امامها هاتفه : فهميني بس عملت ايه
صاحت بها حميده بسخط : اسأليها ...نظرت لها بشر وتابعت : مش احنا اللي دخلنا احسان بيتنا ولا احنا اللي قولنا امشي في ديلها
انا بحذرك والا مش هخلي لجوزك عيش في البلد تاني سامعه !!
........
....

بساط السعادهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن