( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
وكانت النتيجه متوقعه فهاهي اعصاب دياب افلتت من عقالها دون إرادته فقد تكالبت عليه كلماتها المعارضه بتلك الطريقة لأول مره بالاضافه الي ضيق صدره الذي جاش بهم أخته ....شهقت بهيه بهلع حينما امسك ذراعها بقوة ونظر لها نظره مرعبه اخافتها وهو يسألها : انتي ازاي تتجرأي وتقفي قدامي تقولي الكلام ده ....!!
خانته يده ليرفعها عاليا كما رفعت بهيه عيناها بعدم تصديق أنه ولاول مره يرفع يداه عليها ..!
لا يستطيع السيطره علي أعصابه ولكنها تستطيع السيطره علي قلبه الذي اوجعته نظره الخوف التي انبثقت من عيونها تجاهه ليزم شفتيه بحنق شديد ويترك ذراعها مزمجرا : اخفي من قدامي يا بهيه بدل ما اعمل حاجه انا مش عاوزها !
تعالت انفاس بهيه بصدرها ونظرت إليه بعتاب شديد قبل أن تسبقها دموعها وهي تخرج بخطوات مسرعه من الغرفه !
شهقت دنيا بينما كادت بهيه تصطدم بها لتقول : الله حاسبي يا ابله بهيه !
لم تقل بهيه شيء بل أسرعت الي الأسفل لتلمح دنيا دموعها وعلي الفور ترتسم ابتسامه شامته علي شفتيها
وهي تتبعها علي أطراف أصابعها لتعرف ما حدث
مسحت بهيه دموعها بظهر يدها ما أن رأتها مهجه التي سالتها بانزعاج : مالك يا بهيه بتبكي ليه ؟!
بشهقات متتاليه أخبرتها بهيه بما حدث والذي ختمته بأسي شديد: اول مره يا امه يرفع أيده عليا ....ازداد بكاءها وهي تتابع : اه مضربنيش بس ...بس ....
تنهدت مهجه قائله : بس ايه يا بهيه ....غلطان وانتي كمان غلطانه
مسحت بهيه دموعها بظهر يدها ولأول مره تجد لسانها ينطق بشيء كهذا بعنفوان جديد عليها : انا معادش ليا قعاد في البيت ده ...انا رايحه بيت أبويا
اخذت مهجه يد بهيه واجلستها وهي تقول بعتاب هاديء : اول مره تقوليها يا بهيه
قالت بهيه بأسي : وهو اول مره يرفع أيده عليا يا امه
اومات مهجه واعادت كلماتها : قولتلك غلطان وانتي كمان
غلطانه.....صح ولا لا يا بهيه
قالت بهيه بشتات امتزج مع بكاءها : وانا عملت ايه يا امه ؟!
قالت مهجه برفق : عملتي نفسك واحده غير نفسك
نظرت بهيه الي مهجه التي تابعت بعقلانيه : هو انتي وصال يا بهيه ....؟! هو انتي عمرك شوفتي عندنا واحده بتقف وتقول حقي وشغلي واصلا ايه اللي طلعها في
راسك ....قبل أن تقول بهيه شيء كانت مهجه تتابع : بالنسبه لوصال اللي بتعمليه غريب بس لاهل البلد حاجه كلهم بيعملوها والكل هيقول دياب مش مكفي مراته وطالعه تشتغل
هزت بهيه راسها لتوقفها مهجه : أيوة يا بهيه وانتي عارفه كده .... حتي لو انتي عاوزة كده يبقي بالعقل والسياسه إنما مش تقفي قصاده ماهو له حق يا بهيه وانا حذرتك متمشيش زي البهيمه ورا اي كلمه وتشوفي تنفعك ولا لا .....وضعت مهجه يدها علي يد بهيه وتابعت وهي وتتنهد : يا بهيه انا لما اتجوزت مهاب طلعت من توبي بس توبي فضل لابسني و معرفتش وفي الاخر ولا انا حصلت مرات الدكتور اللي عاشت في دنيته ولا فضلت مهجه بنت المعلم دياب ....كنت معاه اسمع كلامه عن الدنيا الجديده اللي لازم ابقي شبهها بس جوايا محبتش الدنيا دي ومفهمتهاش وفضلت بين دي ودي ومبقتش مبسوطه ....مفهمتش أن عندهم المدرسه اهم من الدهب اللي كنت عاوزاه منه ومفهمتش كلامه أنه دكتور مش لازم يجيب فلوس عشان عيشت عمري كله اشوف ابويا بيجيب فلوس وان الراجل لازم يجيب فلوس
غص حلق مهجه لتوقف حديثها وتنظر الي بهيه متنهده : خلاصه القول يا بهيه شوفي اللي يبسطك واعمليه مش لازم يكون كلام حد
تعكرت ملامح وصال التي استمعت الي حديث والدتها العقلاني وايقنت أنها دون أن تقصد تسببت بهذا الشتات لبهيه لذا شعرت بالذنب أنها كانت السبب بحدوث تلك المشكله بين دياب وبهيه التي اوجعت دموعها قلبها بينما كانت تكاد تطير من الفرحه والحماس قبل قليل والان تبكي بحرقه بينما انفجر بها دياب وافرغ بها غضبه الذي لا يعلمون عن سببه شيء .....
: يلا قومي اغسلي وشك واطلعي راضيه
قالت بهيه ببكاء : انا اللي ارضيه يا امه بعد اللي قاله ليا ....ده بهدلني يا امه
قالت مهجه وهي تربت علي كتف بهيه : متقوليش كده يا بهيه هو بس انتي عشان رديتي عليه واول مره تقفي قدامه
لم يخفي علي وصال نظرات العتاب بعيون والدتها بينما اتجهت إليهم لتقول والدتها بمغزي تشرح لبهيه خطأها وايضا تلفت نظر وصال الي خطاها بينما كان عليها أن تجعل بهيه تفهم الفارق
: هو برضه يا بهيه دياب هيقف ساكت وانتي واقفه تقولي له حقي ومعرفش ايه .....اول مره تعمليها واول مره تقولي رايحه بيت ابوكي .....ما طول عمركم بتتخانقوا ....ليه يا بنتي تحربي علي خراب بيتك ؟!
لم تغير وصال موقفها ولكنها تحدثت بحياديه فبهيه بالفعل لم تختار الأسلوب الصحيح لطلب حقها والذي يناسب تفكير زوجها لتزداد بداخلها عقده الذنب وتفكر عل بالفعل أخطأت في حديثها مع بهيه ....حتي وان لم تخطيء إلا أنها تسببت في مشكله وهي لا تريد هذا لذا تركت مهمه تهدئه بهيه لوالدتها واتجهت الي غرفه أخيها .....!
فرك دياب وجهه وهو يحاول التحكم في غضبه حينما طرقت وصال الباب قائله : دياب ممكن ادخل ؟!
: تعالي يا وصال
دخلت وصال وهي ترسم ابتسامه هادئه علي شفتيها قائله برفق : ينفع كده يا دياب تزعل بهيه ...انت مش عارف هي بتحبك اد ايه !
تأهبت ملامح دياب لتقول وصال سريعا: عارفه هتقول ايه وقبل اي حاجه انا جايه اقولك انا اسفه لو كلامي عمل بينكم مشكله ....تنهدت وصال وتابعت بعد ان فتح حديث والدتها عيونها عن هذا الفارق : دياب انا حبيت بهيه زي اختي وصاحبتي وربنا عالم أن مش قصدي مشاكل واني كنت بس بنصحها ....ابتسمت وتابعت ببساطه : بس خلاص يا سيدي مش هعمل كده تاني المهم مش عاوزة احس بالذنب اني عملت بينكم مشكله
طالت نظرات دياب الي قلب أخته الابيض وسأل نفسه من منهم عليه أن يشعر بالذنب هي ام هو وهو يتركها تقع بهذا الفخ ....!
ظنت وصال أن صمت أخيها ونظراته هي عتاب لتتابع : انا كل اللي فكرت فيه أن بهيه لو عملت شغل صغير خاص بيها هتتشغل ونفسيتها هتبقي كويسه... ده كان قصدي وبس
هي جايز اختارت اسلوب أو كلام ضايقك بس انت ممكن تديها عذر أنها متعرفش تتعامل وانت تعلمها
ربتت علي كتف أخيها الذي أحرقته لمستها وزادت من نيران الذنب داخله
قالت وصال برجاء : انا نفسي تكونوا مبسوطين مع بعض
ابتسمت له وتابعت بمشاكسه مرحه : خليها عليك بقي وتعالي معايا صالحها
نظر إلي يد أخته التي أمسكت بيده وهي تقول بمرح : يلا بقي عشان خاطري ....انت عارف انها بتحبك ومش قصدها
عقدت حاجبيها ومثلت الشر بمرح وهي تتابع : انا الشريرة اللي سمعت كلامي ...!!
افلتت ضحكه دياب وهو رأسه قائلا يشاكسها : و ايه اللي جرالك دلوقتي رجعتي عن شرك ليه
ضحكت وصال وقالت ببراءه :
متغيرتش بس في النقطه دي انت عندك حق هي مكانش ينفع تتكلم كده وكان لازم توصل كلامها بأسلوب انتوا عارفين بعض بيه ...نظرت إلي أخيها وتابعت :
بس برضه انت كمان غلطان وكنت براحه عليها
احتضنت ذراعه بيدها بينما غلبها الحنين وشعور أنها ستفارقهم الي منزل وحياه جديده :
انت اخويا الوحيد وكل حاجه ليا في الدنيا
وبعدين ده اخر يوم ليا معاكم ينفع يعدي بخناقه ...
عشان خاطري بلاش تسيبها زعلانه
لتزيد من إقناعه تابعت : وبعدين هو مثلا لو هادي زعلتي مش هتتدخل وتخليه يصالحني حتي لو انا غلطانه
ضغطت علي وريده لتخرج نبرته حاده وهو يهتف بعنفوان : انا اقطع خبره من الدنيا لو زعلك
ضحكت وصال قائله : هوب هوب يا ديبو انا بقول مثلا ....!
تنهدت بسعاده وتابعت بغرور محبب: هو يقدر يزعلني
سار دياب منساق الي يد وصال التي تأخذه الي بهيه وعيناه لا تفارق النظر إليها وكم صعب حديثها معه موقفه أكثر ...ليس بالهين ابدا ان يكسر قلبها ولا بالهين أن يتركها مخدوعه لتنفلت من صدره زفره ضائقه من قله حيلته !!
........