الفصل الحادي عشر

9.7K 638 99
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

توقفت وصال مكانها والتفتت إليه ليخفض هادي عيناه حتي لاتقرء كذبه بهما بينما يكرر كلمته : طلقتها يا وصال !
كذب نعم ولكنها كذبه خرجت من فمه دون أن يحسب لها حساب والان عليه أن يحسب الف حساب لنتائج تلك الكذبه التي خرجت من فمه ولا يستطيع الرجوع عنها !
وقفت وصال مكانها ثانيه او ربما اثنان تتطلع إليه ولأنه يكذب ظن أنها تتبين كذبه من صدقه ليحاول هادي أن يجد ثبات نظراته وهو يرفع عيناه ببطء لتواجه عيناها التي بدأت تتوهج بنظرات بلحظه تحولت للسخط بينما لم يجول بخاطرها ولو لحظه أنه يكذب بل ما كان يجول بخاطرها هو لماذا يخبرها بهذا الان لتلوي شفتيها بغيظ شديد تهتف به : وانا مالي !
اتجهت له بخطوات غاضبه لتتطلع الي عيناه بغضب شديد وتعيد كلماتها بصوت اعلي : هااا...انا مالي تطلق ولا تتجوز
ازدادت حده نبرته بينما تدفقت إليها ذكريات غدره بها : جاي تقولي ليه ...انت مين بالنسبه ليا عشان يفرق معايا جوازك من طلاقك ....انبثقت نظره احتقار من عيونها وهي تتابع اخر كلماتها : كنت وقفت قدامي كده زمان وقولت ليا انك اتجوزت ولا غدرت بيا وقتها انما جاي تقولي دلوقتي ليه ؟!
ألقت اخر كلماتها واندفعت تبتعد عنه بخطوات ساخطه ليسرع هادي خلفها يمسك ذراعها ليوقفها بعتاب : بتفتحي ليه في اللي فات يا وصال ....اتسعت عيناها بصدمه من قدرته علي معاتبتها وكأنها المخطئه بينما تابع هادي وهو يهز رأسه بإقرار : اه حصل وغدرت بيكي بس كان ايه اللي خلاني اعمل كده ....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : انتي ....انتي لما بعتيني واتخيلتي عني وسبتيني وسمعتي كلام ابوكي
اهتاجت اعصاب وصال لتهتف به بغضب : انت سامع نفسك. ...ابويا ...بتقول ابويا ...هو بقي اني اسمع كلام ابويا ذنب جاي تحاسبني عليه !
هدر بحنق : محاسبتكيش ...انتي اللي بتحسابيني وكأني لوحدي الغطان
نظرت له وصال بغضب ممزوج باليأس من اعاده نفس الحديث والمبررات لتقول بخزلان : ولا احاسبك ولا تحاسبني ....للمره الالف بقولك مالكش دعوه بيا يا هادي تاني ...ابعد عن طريقي
قبل أن تخطو مجددا لتبتعد كان يمسك بذراعها يوقفها وينظر إليها نظرات عصفت بها مشاعر الغضب المكتوم بداخله من حبه الذي أوصله لمرحله اليأس لتقرء الضعف في نبرته وهو يقول باعتراف : مقدرش يا وصال ...افهمي بقي مقدرش ابعد عنك !
ترك ذراعها وكور قبضته بحنق شديد وهتف بيأس : هو انا لو عارف ابعد ما كنت بعدت من سنين بدل ما انا مكوي بنارك وعايش وكأني مش عايش عشر سنين
أن كان في كل حديثه شيء من الحقيقه فهو حقيقه مشاعره تجاهها ...مشاعره التي احرقته واحرقتها باعترافه الذي تحمل داخلها اعتراف مماثل لها وهو أن ولا واحد منهم استطاع تجاوز الاخر بالرغم من مرور السنوات !
.........
....
نظرت مهجه الي بهيه باستغراب : دياب عمره ما نام لبعد الضهر
فاضت بهيه بشعورها الي حماتها قائله :عندك حق يا امه .... قلبي واكلني من القلق عليه وعاوزة اطمن عليه
نظرت لها مهجه باستنكار : وايه اللي مانعك ...ده بينك وبينه كام درجه سلم
تنهدت بهيه بثقل : ماهو يا امه دنيا قالت إنه كويس ونايم  ...قاطعتها مهجه باستنكار أشد : لا تقول ولا تعيد
قومي فزي اطلعي اطمني علي جوزك
نظرت لها بهيه بتردد لتهتف بها مهجه بتوبيخ : قومي يا بت ....!
قامت بهيه من مكانها لتتجه الي الأعلي والتردد يسبقها ....نعم تقرء في عيون مهجه التوبيخ بأنها دوما ضعيفه تترك حقها في زوجها ولكنها ليست هكذا إنما هي لا تريد أن تكون سبب بمشكله له ....تعرف أنه سيدافع عنها دوما وهذا بالنسبه لها كافي لذا لا تريد أن تقحمه دوما في أي مشكله تتسبب في ابتعاده عن أطفاله !
تفكيرها بسيط ...يحبها وتحبه وهي تترجم حبها له بأن لا تكون سبب بمشكله تضايقه بل تكون سبب راحته !
.........
.....
وحدتها وحصاره لها صعب بقاءها وحيده بينما كلما بقيت وحدها افترستها أفكارها وعصفت بها مشاعر الحنين لهذا الحب الذي كلما رأها تعمد احياءه من أسفل انقاض السنوات لذا أسرعت بتنفيذ قرارها الذي اتخذته قبل أيام وهو الذهاب لعائلتها !
غص حلق وصال وهي تجلس بغرفه ابيها تتطلع الي ارجاءها قليلا قبل أن تغزو الدموع عيونها وهي تقول باعتذار : حقك عليا يا بابا بس انا مش قادره اعيش لوحدي .....تنهدت وتابعت : انا اتحرمت من ماما ومن دياب سنين و انت سبتني ودلوقتي شغلي راح افضل هنا ليه ....حقك عليا يا بابا بس انا محتاجه يكون حواليا عيله وناس عشان تعبت من الوحده !
مسحت دموعها وقامت تجاه حقيبتها الكبيرة التي جمعت بها اشياءها لترفع ذراعها وتجذبها فوق الارضيه وهي تغلق الانوار ومع كل ركن تغلق نوره يهفو قلبها الي ذكري كانت لها بهذا المنزل الذي لم تعد تحتمل العيش بين أركانه التي ضاقت عليها !
.............
.....
أغلقت حميده الهاتف ونظرت الي نشوي وهي تاكل نفسها من الغيظ : شايفه يا نشوي عمايل اخوكي
نظرت لها نشوي باستفهام : عمل ايه يا ماما
هتفت حميده بغيظ : يعني مش عارفه ...اهو بقاله ٣ ايام برا البيت ومعرفش عنه حاجه وكل ما اسأله انت فين ميرضاش يقول ....سايب حاله وماله وعمره ما عملها ...اكيد في أن
جهزت علي اسنانها بغيظ وتابعت : وكله كوم وموضوع البت احسان كوم تاني ....بقي بنت ال** تعمل كده وانا نايمه علي وداني ....تسحر لابني وتسرقني وانا ولا حاسه
هبت من مكانها وهتفت بغيظ شديد : بس انا مش هسكت !
اسرعت نشوي خلفها حينما وجدتها تجذب طرحتها الحريريه الكبيرة تحيط بها راسها وتتجه الي الباب : رايحه فين بي يا ماما !
قالت حميده بسخط : رايحه اشوف عملت ايه لابني بنت عليوه قلبت بيه حاله !
..........
...
أغمضت وصال عيناها وسحبت نفس عميق والتفتت الي هادي الذي ما أن خرجت من باب المنزل حتي وجدته امامها : وصال
التفتت له وهي تزفر : هو ايه في كلامي انك تبعد عني مفهمتهوش ؟!
نظر لها بانفعال هاتفا : وايه في كلامي انتي مفهمتهوش اني مقدرش ابعد عنك
هدرت وصال بغضب : لييه ....وليه دلوقتي ظهرت تاني ....ما انت بعدت سنين
هز رأسه قائلا بعتاب اعطي لنفسه الحق به بينما يراها الوحيده التي جعلته يتزوج ويعيش في شقاء طوال تلك السنوات وبما أنها سبب شقاءه إذن هي الوحيده التي عليها شفاءه : انتي اللي بعدتي مش انا
زمت وصال شفتيها بغضب : بعدت عشان انت اتجوزت
اوما باعتراف : حصل و غلطت وعيشت عشر سنين اندم علي الغلطه دي
يتلاعب علي اوتار مشاعرها التي الهبها الحنين بعد عتابه وكلماته ولكنها لم تستسلم لتشيح بوجهها عنه هاتفه بثبات مزيف : مش مشكلتي ...هزت كتفها وتابعت : تندم متندمش ...انت اخدت قرارك وانت حر
تنهد هادي بضيق ونظر لها : انتي بتعاندي ليه .... اعترفي انك غلطتي زي ما انا  غلطت وعدت السنين وكل واحد اتكوي بنار البعد ودفع تمن غلطاته ليه بقي عاوزة تكملي علينا
امسك ذراعيها وجعلها تنظر في عيناه وهو يعيد اعترافه : يا وصال انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك .. كفايه بعد وكفايه سنين عمرنا اللي ضاعت ....هو ده الكلام اللي لازم تفهميه
ابتلعت وصال ببطء وابعدت يداه عن ذراعها ولم يسعفها عقلها ليجد رد كلماته فتجاوزته وسارت خطوه تسحب حقيبتها خلفها ليزفر هادي بضيق : طيب انتي رايحه فين دلوقتي !
لم تجيب عليه بل رفعت يدها تشير الي تاكسي سرعان ما توقف ونزل السائق يحمل حقيبتها ليتوقف هادي امامها : بتعملي ايه يا بنت الناس ....انا هوصلك البلد
هزت وصال راسها وفتحت باب السياره الاجره ودخلت إليها وهي تقول للسائق : محطه القطر يا اسطي
عنيده ولم يفلح في إثناء عنادها وهي تتوقف أمام شباك التذاكر تحجز تذكره القطار الذي جلست في انتظاره ....
: انتي ليه بتعاندي يا وصال ؟!
هتفت وصال به بانفعال : انت اللي بتعاند ومصمم تفضل ورايا في كل حته ومش مديني مساحه حتي اتنفس .....نظرت له بعتاب غاضب : انت فجاه بعد عشر سنين ظهرت في حياتي وجاي تعيد في اللي فات وكأن مفيش حاجه حصلت ... !
زم هادي شفتيه ونظر إليها برجاء : عشان العشر سنين كفايه اوي والعمر مبقاش فيه قد اللي راح عشان نضيعه واحنا بنتعاتب ...خليني اعوضك !
اربكها وشتت تفكيرها ومشاعرها بخضم كل ما تعيشه والذي يقتحمه ويزيد من شتاتها
لتجد اخيرا عقلها يسوق لها الرد الذي نطقته بجديه : عندك حق راح من عمرنا كتير بس برضه اللي بتعمله مش هيرجع اللي فات .... هادي اللي بتعمله ده في الوقت ده بالذات بيضغط عليا ...انا لسه عايشه حزن موت ابويا وحزن بعدي عن اهلي وحزن شغلي اللي راح وسط كل ده انت جاي بتقولي تعوضني عن اللي فات  .... ايه التعويض من وجه نظرك
قال بجديه بلا تفكير : نتجوز !
اول ما ترجعي البلد انا هكلم الحاج دياب ونتجوز في اسرع وقت ونعوض اللي راح من عمرنا ... اطلبي مني التعويض اللي انتي عاوزاه
نظر إلي عيونها بعشق وتابع : ومن غير ما تطلبي انا هعيش عمري اعوضك عن كل لحظه بعدنا فيها عن بعض ...هعيشك سعاده تخليكي تنسي كل الحزن اللي فات وكنت أنا سبب فيه
نظرت وصال الي بساطه كلماته ولم تعلق عليها في حينها بينما صعبت نظراته عليها أن تخذل أحلامه التي ظنها ستتحقق بمجرد أن ينطقها
لتهز راسها بيأس رافضه أن تتبع قلبها الذي يريد أن يسحبها الي هذا الطريق الوردي الذي يرسمه امامها  : هنرجع تاني نلف في نفس الدايره
عقد حاجبيه باستفهام : دايره ايه ؟!
انفلت لسانها بنقد واضح لما كان أول سبب في كل تلك النتائج : انك مستعجل كل حاجه ومش صابر ....رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت بجديه : وقبل ما تعيد نفس الكلام عن العمر اللي راح انا عارفه ايه اللي راح مني اكتر من عمري
فبلاش مزايدات وبلاش تضغط عليا وتحسسني اني لوحدي الغلطانه...انت اتجوزت واخترت حياه جديده بعيد عني إنما أنا لا ..انا معرفتش اعمل زيك يبقي اياك تقولي كفايه وتفكرني بالسنين اللي ضاعت
ورجوعي مش معناه انك تعلق نفسك بأمل اننا نعيد اللي فات ...انا راجعه لاهلي مش راجعه ليك !
كلامها العقلاني لايجد مقابل أمام مشاعره والتي سيطرت علي عقله وجعلته لا يري الا نهايه واحده للطريق الذي دخل إليه وهو الفوز بها لذا التراجع أو الاستماع لكلام العقل لم يكن سبيل أمامه ليتجاوز عن كل ما قالته ويقول بهدوء استفزها : طيب يا وصال مش هزايد ولا اعيد في اللي فات اللي انتي اكتر واحده حساه مش بس عارفاه دلوقتي خليني ارجعك لأهلك
اتسعت عيناها لاصراره أن لا يترك لها أي مساحع
لتنظر إليه بانفعال  : علي اساس اني عيله مش هعرف ارجع لوحدي
اوما هادي بنفس الهدوء : هتفضلي في عنيا لسه العيله الصغيرة وقلبي مش هيرتاح الا لما بايدي اوصلك لبيت اهلك
هزت راسها وقالت متنهده : العيله كبرت ومش محتاجه وصي عليها وهعرف اروح لوحدي ...!
أن كان عنيد قيراط فهي عنيده اربعه وعشرون فلم يفلح في جعلها تتراجع وهي تخطو تجاه أحد المقاعد تجلس عليها بانتظار القطار !
جلس هادي بجوارها علي المقعد الخشبي ونظر الي صمتها الذي كانت بحاجه اليه وسط ضجيج مشاعرها والتي مازالت تسيطر عليها وتتمسك بتفكيرها العقلاني الذي يوقفها عن التجاوب مع إصراره العنيد !
لم يعد هناك ما يقال علي الاقل أمام صمتها ليجلس بجوارها بصمت لدقائق طويله يخبر نفسه أن يتمهل فهي علي الاقل عادت وهو نجح في تحقيق ما أراده
قطعت وصال الصمت بعد وقت طويل ظل جالس فيه بجوارها لتلتفت إليه وتنظر إليه تحاول أن تتحدث بصوت عالي عن ما تفكر به :
وبعدين يا هادي ؟ 
قال هادي بهدوء وقد فهم المعني العميق لسؤالها : بعدين دي في ايدك ياوصال ؟!
تقابلت عيونهم لتقرء نفس الكلمات التي رددها لسانه : في ايدك نفضل ندور في دايره العتاب أو ننسي ونكمل حكايتنا من مكان ما وقفنا ونرضي بالعوض!
تنهدت وصال وعادت لتصمت ليدغدغ مشاعرها وهو ينهي كلماته بإصرار : وفي الحالتين انسي اني ابعد عنك حتي لو فضلت وراكي سنين عشان ترضي وتسامحيني !
تقابلت عيونها للحظه أدركت وصال هشاشه ممانعتها أمام إصراره علي اخذها الي طريق السعاده الذي افترشه امامها ببساط مفروش بالحب و مطعم بالوعود
التفتت الي النداء الذي يعلن قرب انطلاق القطار لتهرب من عيونه وتقوم مسرعه تعلق حقيبتها علي ذراعها وتجذب حقيبتها الأخري وهي تنظر إليه قائله : سلام يا هادي
ابتسمت ابتسامه باهته علي طرف شفتيه تنم عن عجزه أمام عنادها وإصرارها : سلام مؤقتا يا وصال  ... !
......
........
طرقت بهيه باب الغرفه بضع مرات فلم تلقي اجابه لتقف أمام الباب بتردد للحظات قبل أن تدير المقبض ببطء وتدخل الي الغرفه ...!
لمحت جسده الضخم ممدد بوسط الفراش علي الضوء الخافت الآتي من النافذه ذات الشيش الضخم والذي مازال مغلق ليحجب ضوء الشمس من الدخول الي الغرفه
اقتربت من الفراش ببطء وتطلعت الي ملامحه وهو نائم قبل أن تميل عليه وبحنان جارف تمد يدها الي جبينه تتحسسه لتري حرارته .....لم يكن جبينه يحترق ولا يترجم لهيب غضبه من نفسه قبل أن يكون منها لأنه في النهايه من نفذ وتزوج بأخري غيرها ....!
من بين وجع رأسه استعذب دياب تلك اللمسه الحنونه فوق جبينه ليتحرك جفناه براحه وهو يتقلب الي الجهه الأخري فاقتربت بهيه منه أكثر لتجلس بجواره علي طرف الفراش وتقول بصوت خافت : دياب ....دياب
فتح عيناه حينما تهادي صوتها إليه ليعقد حاجبيه بدهشه لرؤيتها : بهيه ...في ايه مالك ؟!
قالت بحنان ممزوج بالقلق بينما عيناها تطوف بملامح وجهه الشاحبه : انت اللي مالك يا اخويا ... تعبان ولا ايه ؟ انا قلقت عليك لما لقيتك نايم لحد الضهر
احب اهتمامها المعتاد منها ولكن عناده جعله يقول باقتضاب وهو يعتدل جالسا : ابدا انا كويس
هزت راسها وهي تتطلع الي ملامحه قائله : وشك دبلان
قال وعيناه تعاتبها لأنها من أبعدته عنها : دماغي بس وجعاني حبتين
قالت بهيه بقلق وهي تمد يدها الي جبينه بلهفه : فيك ايه ودماغك وجعاك ليه ؟ !
تنهد دياب وقال بنفس الاقتضاب : اهو وخلاص يا بهيه ولا هتحققي معايا وانا لسه مفتح عيني
قالت وهي تربت علي كتفه : مش قصدي انا بس قلقانه عليك
قال ساخرا بضيق من نفسه لأنه تحدث معها بتلك الطريقه : فارق معاكي اوي ؟!
نظرت له بهيه بعتاب فالعالم بأكمله لا يفرق معها بدونه لتقول بحنان وهي تمرر يدها علي كتفه : لو انت مش فارق معايا ايه في الدنيا يفرق
دق قلبه بين ضلوعه ونظر الي عيونها بعتاب : كلام يا بهيه
اشاح بوجهه بغضب كالاطفال : لو كنت فارق معاكي مكنتيش هتسبيني لواحده تانيه
غص حلق بهيه وتوجع قلبها من عتابه لتقول بتبرير: غصب عني ....عقد حاجبيه والتفت لها بامتعاض لتهز راسها وتتابع : ربنا امرك تعدل وانا من حبي فيك خايفه عليك
زم شفتيه بحنق وهو يزيح الغطاء من فوقه ويقوم هاتفا بسخط : حتي لو .... مفيش واحده مكانك هتعمل كده ...نظر إلي عيناها باتهام وتابع : كنت هشوف في عينك غيرتك وكنتي هتحسسيني اني فارق معاكي وقلبك بيتكوي لما بكون مع غيرك مش انتي اللي تقولي ليا روح لها
خفضت عيناها للأرض وارادت أن تخبره أنها تشعر بكل هذا ولكنها لا تتحدث عنه ليستفز صمتها دياب الذي لوي شفتيه بحنق متبرطما : وانا مستني ايه ...حرب تقوم مثلا !!
اتجه الي الحمام لتسرع بهيه خلفه وهي لا تحتمل أن يكون غاضب منها : متزعلش مني ...انا بعمل كل ده عشانك
ضيق عيناه ونظر لها بحنق : بتعملي ايه ؟
خفضت بهيه عيناها تخشي أن تتحدث بوجع قلبها حتي لا يأخذ جانبها ويبتعد عن دنيا وبالتبعيه أطفاله سيبتعدون عنه ليزفر دياب ويخطو بحنق فأسرعت خلفه : رايح فين ؟!
هتف دياب بغيظ من بين أسنانه : رايح احط دماغي تحت الميه بدل ما تنفجر 
اتجه الي الحمام لتقف بهيه مكانها بضع دقائق تهتف : وانا اعمل ايه ...لو اشتكيت يبقي بضيق عليك دنيتك
تنهدت بأسي وقررت أن تصمت وتتحمل غضبه الذي لا تدرك أن أغلبه من نفسه وليس منها لانها ترضي ورضاها يضايقه
تتلفت بهيه حولها لتجهز له ملابسه ولكنها ما أن خطت تجاه الخزانه حتي تذكرت أنها ليس بغرفتها التي أسرعت إليها تحضر له ملابس نظيفه ومنشفه دون أن تفكر بفتح خزانه غرفه دنيا وتجهز ملابس له ...عادت الي الغرفه التي بدأت بترتيبها وفتح النافذه كما تفعل بغرفتها فهي تعرف أنه يحب ضوء الشمس يدخل الي الغرفه التي تغلق دنيا نوافذها دوما ...جهزت له ملابسه علي طرف الفراش
كما اعتاد منها واسرعت مجددا لغرفتها لتحضر له دواء لعلاج صداع رأسه وعادت تنتظره
....فرك دياب وجهه مرارا اسفل المياه ومجددا يلوم نفسه بأنه ظلمها وهي تظلم نفسها أكثر بتعاملها الحنون معه وتقبل كل شيء عكسه بينما لا يقبل منها أن تفرط في حقها به  ... مد دياب يداه ليأخذ منشفه ولكنه لم يجد أي منشفه ليزفر بضيق ويخرج والمياه تقطر من رأسه بغزاره .....ما أن خرج حتي وجد بهيه تتجه إليه بالمنشفه  النظيفه التي احضرتها له لتقع عيناه علي ملابسه التي جهزتها ومجددا يداعب الضيق قلبه فهي منذ أول يوم تهتم بكل تفاصيله بينما الأخري لاتعرف عنه شيء ولا تهتم به ولكنها أصبحت ام أطفاله ...!
.........
....
من ذراع الي اخر بضيق اخذت دنيا تحمل مصطفي الذي يبكي وهي تزجره : بكفياك عياط بقي دماغي وجعتني
ازداد بكاء الصغير لتحاول أن تضعه علي أرض الحديقه كما تركت أخيه الصغير يلهو ولكن الطفل تمسك بها لتحمله وهي تتبرطم : اخرس بقي
دخلت الي المنزل وهي تحمل الصغير بضيق لتتجه الي مهجه الجالسه بوسط البهو تسألها : فين ابله بهيه يا امه ..الواد مصطفي مش مبطل عياط وهي اللي بتعرف تسكته
لوت مهجه شفتيها وقالت بتأنيب : وانتي متعرفيش ليه ..مش امه أنتي عاد ...مدت يدها الي الصغير قائله : هاتيه...تلاقيه جعان ...روحي جهزي له اكله
ناولته لحماتها وهي تتلفت حولها مجددا : ابله بهيه فين ...في المطبخ
نظرة لها مهجه بعين قويه قائله : لا طلعت تصحي دياب
غلت الدماء بعروق دنيا ولكن امام نظره مهجه المحذره ابتلعت لسانها وهي تكتفي بهز راسها
احتضنت مهجه حفيدها الذي بدء يهديء بكاءه لتقول لدنيا التي وقفت وعيناها معلقه بالاعلي : هتفضلي واقفه ...روحي هاتي الاكل للواد
اومات دنيا وعلي مضض اتجهت الي المطبخ ولكن ما هي إلا لحظات وكانت تخرج علي أطراف أصابعها وتركض للاعلي...!
..........
....

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن