السادس والاربعون

15.1K 877 94
                                        

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
هزت نشوي رأسها قائله : أيوة يا هادي بس مينفعش اللي بتعمله مع وصال ده
نظر لها هادي بغضب شديد قائلا وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : انتي بالذات متتدخليش بعد اللي عملتيه
أولاها ظهره وتابع بنفس الغضب : كل ده وانتي عارفه مكانها ومخبيه عني
اقتربت نشوي منه وقالت برفق وهي تضع يدها علي كتفه : غصب عني يا هادي ...انت لو كنت شوفتها يومها كانت هتصعب عليك ...مكنش فيه مكان تروحه ومكنش ينفع اسيبها وهي في حالتها دي
التفت لها هادي بغضب : تقومي تخبيها عندك ومتقوليش ليا وانا ليل نهار بدور عليها
تنهدت نشوي وقالت باعتذار : ماهو مكنش قدامي طريقه تانيه عشان توافق تفضل عندي
تمهلت قبل أن تتابع بعتاب : وانت السبب يا هادي لما وقعت بينها وبين أهلها ...كان زمانها غضبانه عندهم !
رفض هادي التأنيب واللوم ليهتف بسخط : خلصنا محدش يحاسبني
اشار اللي والدته واخته باتهام : انتوا الاتنين بعد اللي خبيتوه عني محدش فيكم يتكلم معايا
تركهم واتجه بخطوات غاضبه الي غرفه مكتبه لتسرع حميده تهتف بأبنتها : ادخلي يا نشوي كلميه تاني ...قوليله امي مكانش قصدها وكانت خايفه عليك
نظرت لها نشوي باستنكار : انتي لسه يا امي بتبرري مرواحك للدجاله بأنك خايفه عليه
اومات حميده بجهل خالص : أيوة خايفه عليه وكان لازم افك العمل اللي معمول له ...واجهت ابنتها وتابعت بنفس اليقين : امال خلف ازاي الا بعد ما روحت لقدورة ومش بس واحده حملت لا ده الاتنين
هتفت نشوي بنفاذ صبر ممزوج بالسخط : اراده ربنا يا امي مش بشغل الدجل
تعالي صوت حميده ونشوي ليدب القلق بقلب احسان التي وقفت تسترق السمع وعيناها علي الغرفه حيث دخل هادي متوقعه بأي لحظه أن يخرج وقد استمع لكل شيء لتتراجع بخطوات بطيئه وسرعان ما تتجه الي ذلك الباب المغلق بجانب المطبخ ....اخذت تفتح في الإدراج تبحث عن مفتاح القفل لتفتحه وسرعان ما تخرج الي الجهه الخلفيه من المنزل وهي تعقد طرحتها حول وجهها ....بخطوات مسرعه أشارت لأحدي الصبيه الذي يقود التوك توك : وقف يا واد
ركبت وأشارت له أن ينطلق بها !
............
.....
مسحت وصال وجهها بغضب بينما صدرها لا يتوقف عن الصعود والهبوط بحده وعنف تركل الباب المغلق وكل عروقها نافره بالغضب ...لا تحتمل أن تفكر في مقدار سذاجتها التي استغلها لينتهي به المطاف يحبسها ضد إرادتها بغرفه بمنزل والدته ...!
بغيظ وقهر مررت أصابعها علي وجهها حتي كادت تخدشه وكل دماءها تغلي غضبا بينما هادي لا يتوقف عن فرك وجهه بينما أوصله اليأس لطريق مسدود لا يعرف لماذا دخل به من الاساس ...!
فارت دماءه غيره عليها من ابن عمها وغيرته اعمته وعنادها زاد من فقدانه القدره علي التفكير ....كل شيء حوله يبعث غضب ضاري يفتك بعروقه ...الجميع تاأمر عليه ....صعد صدره وهبط بحده حينما تجرأت نشوي ودخلت إليه بعد أن لم تحتمل المغادره وتركه وهو غاضب خشيه من أن يقترف المزيد من الأخطاء بحق وصال
: هادي
قبل أن تتابع كلماتها كان هادي يشير لها بسخط : مش عاوز اسمع منك اي كلمه يا نشوي
قالت نشوي بإصرار : بس انا لازم اتكلم ...اقتربت منه وتابعت : يا هادي انت غضبان وحاسس بالغدر مني انا وامك ليه بقي مش حاسس ان وصال زيك بالضبط واكتر ...ازاي تجيبها هنا
هتف هادي بوجه محتقن : عاوزاني اعمل ايه ...تاني ادي ليكم ضهري ...!
هز رأسه وتابع بغضب أعمي : امي اللي كنت مستأمنها بتروح للدجاله من ورايا وانتي اختي اللي ماليش غيرها خبت مراتي من ورايا ...سخر بمراره وهو يختم حديثه : ال وانا اللي كنت مستغرب عمله احسان ...اهو كلكم متفرقوش عن بعض !
اشار لها وهو يوليها ظهره : امشي يا نشوي وسيبيني مش عاوز اتكلم تاني !
نكست نشوي راسها واتجهت خارج الغرفه لتنظر لها حميده وتهتف بلهفه : كلمتيه
اومات نشوي متنهده : مش عاوز يسمع
نظرت حميده تجاه الباب وبعزم اتجهت ناحيته لتسرع نشوي خلفها : انتي رايحه فين يا امه ؟!
قالت حميده بجراه : هكلمه ....انا عملت كده عشانه وهو لازم يعرف أن أمه اكتر واحده خايفه عليه
زفرت نشوي بضيق من إصرار والدتها علي نفس الحديث لتهتف بها :خايفه عليه من ايه ..... انتي فاكره هادي هيسمعلك ولا يفهم حاجه من اللي بتقوليها ...قولتلك الف مره لو هادي عرف موضوع الدجاله مش هيسكت !
تقبل حقيقه أخري كانت مخفيه من خلف ظهره باعتداد بينما وقف لدي باب الغرفه يستمع إلي جدال والدته واخته التي كانت تعرف بذهاب والدته لقدورة وايضا اخفته عنه ...!
اخبر نفسه وهو واف بثبات وهدوء أنه لم ينصدم ولكن بقراره نفسه أيقن أن كل ما فعله وخططه من خلف ظهر وصال يرد له شيء فالاخر !
بنفس الطريقه وهو قد ظن انه يسيطر علي كل شيء واتضح أنه ليس بأكثر من مغفل الجميع يتلاعب به !
أدارت نشوي راسها ببطء حينما وجدت عيون والدتها تتطلع خلف ظهرها لتلتقي نظراتها المخزيه بنظرات أخيها التي بدل غضب الصدمه من الغدر الي برود قابلها به حينما أرادت التبرير ليرفع إصبعه أمام وجهها : بس مش عاوز اسمع منك كلمه
عضت نشوي علي شفتيها ونظرت له برجاء : في دي عارفه اني غلطانه بس خوفت أوقع بينك وبين امي
هتف هادي بنبره قاطعه : مش عاوز اسمع منك حاجه ....اشار الي والدته وتابع : بس انتي يا امي عاوز اسمع منك 
اومات حميده متشجعه : مكنش ينفع اسيبك يا هادي معمول ليك عمل وروحت لقدورة عشان تفكه
هز هادي رأسه وهتف بوالدته : لا مش عاوز اعرف عملتي كده ليه
جلس هادي واستند بظهره الي المقعد الوثير وأشار إلي حميده التي خدعها هدوءه وبقيت تراجع المبررات والأسباب التي ستقولها له متاكده من أنه سيسامحها فهي اعتادت منه هذا لتتعلثم بينما ينظر إليها هادي نظره ساخطه وهو يقول : من الاول بقي ....قولي من اول ما مخك فكر لغايه ما رجلك عتبت باب الدجاله عشان تعملي لمراتي سحر
عقد هادي حاجبيه بينما يستمع إلي حميده التي تتحدث بيقين أن حمل زوجاته بسبب تلك الأعمال : واهو شوفت لما فكت العمل احسان حملت وكمان بنت مهجه ... قاطعها هادي بانفعال شديد : بس ...كفايه ولا كلمه
اتجه ليقف أمام والدته ويتابع بغضب : دي اراده ربنا مش بسبب مخلوق ....صك أسنانه وتابع بغضب شديد : انتي بتقفي لدام ربنا بأي وش بعد اللي عملتيه
زمت حميده شفتيها ونكست راسها  ليتابع هادي بغضب شديد بينما لم تكن مره ولا اتنين بل حياته وأسراره كلها تتناقلها والدته مع تلك الدجاله : مكانها فين ؟!
ابتلعت حميده ببطء ليصيح هادي بغضب : قولي مكانها فين ؟! ....
.........
قامت قدورة بخطوات كسوله لتتجه الي الباب الذي تطرق عليه احسان بقوة لتعقد قدورة حاجبيها وتقول بدهشه : في ايه يا احسان ...مالك مش علي بعضك
هتفت احسان بلهفه : بسرعه يا قدورة لمي هدومك وامشي من هنا
نظرت لها قدورة بعدم فهم : ايه اللي حصل ؟!
قالت احسان وهي تلتقف أنفاسها : هادي طايح في الكل وأمه مش هتمسك لسانها وهتقوله علي مكانك ...بسرعه يا قدورة امشي من هنا
اتسعت عيون قدورة بهلع وضربت صدرها بيدها : يالهوي
اومات احسان التي بسرعه بديهه وفطنه أسرعت تحذر قدورة ليس خوفا عليها بل خوف علي نفسها بينما تدرك جيدا أنها أن وقعت بيد هادي فستعترف عليها بكل شيء ولكنها تظاهرت بأنها تخشي علي قدروة التي أسرعت تضع ملابسها القليله بملاءه وتعقدها عليها وهي تولول : اروح فين ...اروح فين ؟!
قالت احسان وهي تهز كتفها : اي حته يا قدورة ولا عاوزاه يمسكك ...والمره دي هيخلص عليكي
التفتت لها قدورة بغضب : علينا احنا الاتنين ولا فاكره اني هضحي بنفسي عشانك يا غندورة
صدق حدس احسان وليس وقت مناسب لتكسب عداوة تلك المرأه لتقول : الحق عليا اني جيت أحذرك
قالت قدورة بفطنه مماثله : جيتي خايفه علي نفسك يااختي مش عليا
زفرت احسان هاتفه : اقعدي اتكلمي لما يطب علينا
أمسكت قدورة باللفه التي وضعت بها ملابسها وأشارت لاحسان : اهو اخدت الهدمتين بتوعي....شوفيلي مكان اروحه
اتسعت عيون احسان من هذا العبء الذي لا تعرف كيف تتصرف به : وانا اشوفلك مكان فين ؟!
قالت قدورة ببرود : خديني عند امك ولا حد من قرايبك
هزت احسان راسها سريعا : ابويا اول واحد هيروح يقول لهادي ويبيعك ويبيعني بقرشين
زفرت لدورة بسخط : امال اترمي في الشارع ...هزت كتفها وتابعت بمكر : لا انا اروح بنفسي واخد الامان من المعلم هادي واقوله علي كل حاجه
احتقن وجه احسان التي عمل عقلها كالطاحونه للحظات قبل أن تشير لقدورة : طيب تعالي معايا
ركبت معاها نفس التوك توك الذي جعلته ينتظرها لنهايه الشارع لتنظر لها قدورة باستفهام : احنا رايحين فين ؟!
قالت احسان بغموض بينما تمد يدها تجاه صدرها تخرج بعض الاوراق الماليه تعدها وهي تفكر هل هي كافيه ؟!
..........
.....
أمسكت حميده بيأس بيد ابنها الثائر تترجاه : مش هسيبك تطلع وتودي روحك في داهيه .....خلاص يا هادي ورحمه ابوك وغلاوتك عندي ما هروح لها تاني بس بلاش تودي روحك في داهيه
نزع هادي يده من يد والدته وتابع طريقه للخارج بسخط شديد لتضرب حميده صدرها بخوف عليه من أن يتهور ويقتل قدوره كما توعدها !
........
....
عقدت ساميه حاجبيها ونظرت الي احسان باستنكار لتتابع احسان وهي تضع بيد ساميه تلك النقود : هما يومين بس يا ست ساميه واهو كله بتمنه
نظرت ساميه الي المال بتردد ثم هزت راسها : لا يااختي وانا اعرف منين أنها مش هتجيب ليا مصيبه ...مش جايز عمله عمله
هزت احسان راسها : لا والله ....دي قريبتي وملهاش حد هنا ...بسرعه مدت احسان يدها من أسفل طرحتها تنزع فرده من الحلق الذهبي الطويل الذي تتزين به لتضعه بيد ساميه وتتابع : خدي ده ويومين لما اخد قدورة من عندك هديكي الفرده التانيه
مالت علي ساميه وتابعت بإقناع : وبعدين انتي عارفه سري وكده كده انا صباعي تحت ضرسك ويستحيل اضرك عشان هبقي بضر نفسي
لمعت عيون ساميه باقتناع لتتمهل قليلا قبل أن ترفع اصبعها أمام وجه احسان وتتابع : هما يومين بس
اومات احسان التي قامت سريعا واتجهت الي حيث وقفت قدورة خارج باب منزل ساميه ...سحبتها بضت خطوات ثم همست بجوار أذنها : انتي قريبتي واياكي تتكلمي معاها في حاجه تانيه يا قدورة احنا مش ناقصين
اومات قدورة لتخرج ساميه وتشير لها أن تدخل ...تركتها احسان واسرعت تعود الي المنزل وتدخل من الباب الخلفي وهي تتلفت حولها تستطلع ما حدث واين ذهب هادي بينما وجدت حميده ونشوي جالسين بصمت ...!
..........
.....
نظر عبد العزيز بعيناه التي تورمت بسبب تلك اللكمه القويه التي تلقاها من ياسين الذي أشار له مزمجرا بصوت خشن : هو ده المصنع ؟!
اوما عبد العزيز وهو يرفع يده المكبله بالحبال تجاه وجهه يحميه من لكمه أخري لينزل ياسين من سيارته ويصفق الباب بعنف ثم يتجه بخطوات غاضبه تجاه مصنع الملابس الصغير باحدي الشقق ...ركل الباب بقوة لتتعالي صرخه بعض النساء الذين جلسوا خلف الماكينات وسرعان ما يسرع رجل بدين بملامح خشنه : في ايه ؟!
قبل أن يتساءل كان ياسين يجذبه من تلابيبه مزمجرا : انت صاحب المصنع ؟
اوما حسنين وهو يحاول تخليص نفسه من قبضه ياسين القويه : انت مين ؟!
هتف ياسين بحنق بينما ينظر إليه شزرا : انا عزرائيل اللي هياخد روحك .....لكمه وركله أودت بهذا الرجل علي الأرض ليقف ياسين يتطلع إليه من اعلي للحظه ثم يدير رأسه ناحيه النساء التي وقفت تتابع ما يحدث !
: اللي فيكم ليها حق عند الخسيس ده تيجي تاخده !
اتسعت عيون النساء ونظرت بعضهما لبعض لتتغلغل بهم نظرات الحسره والألم وتتجلي واضحه بينما صمتت بعضهم عن أفعال الرجل المشينه حتي تجد قوتها ....لم يكن ياسين بحاجه لدليل اقوي من نظرات النساء المقهورة لتغلي الدماء بعروقه ويزمجر بهم : اللي فيكم ليها حق تيجي تاخده ومتخافش
ترددت بعضهم كما فعلوا حينما صمتوا علي تحرشه بهم خوفا من الفضيحة بينما لوهله تظاهروا بأنهم لا يفهمون ما يقوله ياسين حتي تجرأت واحده منهم وتقدمت خطوتين وسرعان ما مالت تجذب حذاءها وتنزل به علي رأس حسنين وجسده وما أن تشجعت أولهما حتي لحقت بها البقيه ليقف ياسين يتطلع بغضب لا يهدأ وهو يري الغل والقهر الذي تضرب به النساء هذا الرجل الخسيس ...!
مال ليجذبه بعد أن نال منهم ما نال ليلتفت الي النساء ويهتف بهم ....اي واحده منكم محتاجه حاجه او شغل تيجي وتسأل عليا في السوق ...انا المعلم ياسين وهي وعيالها في رقبتي بس رجليها متخطيش باب الراجل النجس ده تاني
..........
.....
بقوة ركل هادي الباب وجال سريعا هنا وهناك يبحث عن تلك اللعينه ليحتقن وجهه بالغضب ...للمره الثانيه تفلت من يده !!
....
.........
علق ماجد حقيبته علي كتفه وسار بين الناس تجاه ذلك الموقف حيث تراصت السيارات الاجره ليسأل عن السياره الذاهبه الي القاهره ...ماجد !
عقد حاجبيه والتفت تجاه الصوت لتزداد عقده جبينه وهو يتسائل : نانسي ...انتي بتعملي ايه هنا ؟!
عقدت نانسي ذراعيها حول صدرها وهتفت بتأهب : انت اللي بتعمل ايه هنا ...قبل أن يفتح فمه كانت تتابع باتهام : جاي ورا بنت عمك طبعا
نظر لها باستنكار : تاني هتعيدي كلامك السخيف ده !
صاحت نانسي بانفعال : واضح أنه مش كلام بدليل انك كذبت عليا وقولت بتدور علي مستقبلك ...لوت شفتيها وتابعت ساخره : هو ده مستقبلك اللي بتدور عليه ولا جاي بتدور علي بنت عمك !
امسك ماجد ذراعها بحنق وابتعد بها بضع خطوات عن الناس ليهتف بها بسخط : بنت عمي ست متجوزه ومحترمه ومفيش اي حاجه من الكلام السخيف اللي في دماغك ده وانا جيت هنا عشان شغلي فاهمه
هزت نانسي راسها بحنق : لا مش فاهمه ....هتفت بضيق وهي تتابع من بين اسنانها : بدل ما تقعد تقولي كلامك سخيف فهمني انت الحقيقه
تنهد ماجد بضيق زاد داخل صدره بعد كل ما عاشه ليقول : طيب بس تعالي نمشي من هنا ...انا مش عاوز اقعد في البلد دي تاني !
............
....

بساط السعادهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن