( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
: عندك !!
توقف هادي مكانه بينما امتدت ذراع دياب الكبير أمامه لينظر الجميع تجاههم واولهم وصال التي تسمرت ابتسامتها علي شفتيها !!
التفت هادي باستفهام تجاه دياب الكبير الذي هتف بتوبيخ : للتو ما افتكرت تيجي يا معلم
قال هادي بدفاع عن نفسه : اول ما عرفت جيت علي طول يا حاج
احتدت نظرات دياب الكبير وقبل أن يقول شيء كانت حميده تهتف وهي تمر من وسط دياب الكبير وهادي لتتجه صوبا تجاه حفيدتها التي تكاد تجن لتراها وتحملها بين ذراعيها : ده هادي اول ما عرف وهو علي نار وفضل يجري من هنا لهناك عشان نعرف نرجع
نظر هادي تجاه دياب الكبير الذي هتف بسخط : وهو ليه يسافر من الاساس وميكونش جنب مراته اللي علي وش ولاده
فتحت حميده فمها لتدافع ولكن وصال سبقتها بينما تقول لجدها: مكنش يعرف يا جدي اني هولد في السابع
تدخل دياب بينما يقول برفق وهو يمسك بكتف جده يحركه من امام هادي : خلاص بقي يا حاج وهو فعلا الراجل كان هيعرف منين
ابتسمت حميده تجاه وصال وتابعت بينما تأخذ الصغيرة من بين ذراعيها : حمد الله على السلامه..هاتي حفيدتي
تعلقت عيناها بالصغيره النائمه وهي تهمس بعيون لمعت بها الدموع : بسم الله ماشاء الله....اخيرا شوفت بنتك يا هادي
نظرت لهادي وتابعت تتحدي دياب الكبير : تعالي يا هادي خد بنتك في حضنك ...ايه يا حاج دياب هتمنعه يشوف ضناه
تدخلت مهجه بينما تبتسم لأبيها وتربت علي كتفه : لا طبعا يا ام هادي ...هو بس ابويا كان قلقان علي وصال اكمنها يا قلب امها جالها الطلق وهي لوحدها ويا عالم لو جدها مكنش راح يطل عليها كان ايه اللي جري
عقد هادي حاجبيه ونظر الي وصال بقلق بينما تابعت مهجه متنهده : دي تعبت اوي يا ام هادي في الولاده
قالت حميده بلطف وهي تربت علي كتف وصال : الف حمد الله على سلامتك يا مرات ابني
نظرت إلي مهجه وتابعت : واهو تعبها بفايده وجابت لينا حميده الصغيرة !!
كان هادي للتو يخطو تجاه فراش وصال بينما تراجع دياب الكبير من أمامه ليستمع الي ما قالته والدته والذي جعل جميع الأنظار تتجه ناحيه وصال التي نظرت إلي هادي والذي يدرك جيدا ما ستقوله ولكنه لم يرد أن يفسد لحظه اول لقاء بينه وبين صغيرته بجدال أو خلاف ليميل تجاه الصغيره يأخذها من بين ذراع والدته متجاهل ما قالته
ابتسم هادي للصغيره التي اكتنفها بين ذراعيه لتتعلق نظراته بها وتلمع عيناه بينما يهمس : اهلا بيكي يا حبيبه ابوكي ....ابوكي بقاله سنين بيحلم باللحظه دي
تأمل الجميع الفرحه التي انبثقت من عيون هادي بينما لا يكتفي من النظر إلي تلك الصغيره بين ذراعيه الذي اراد أخذ والدتها بحضنه هي الأخري متناسي اي شيء إلا أسرته الصغيره !
التفت تجاه دياب الكبير الذي اقترب منه ووضع يده علي كتفه قائلا بود: الف مبروك يا هادي ...
ابتسم هادي له قائلا : الله يبارك فيك يا حاج
اوما دياب الكبير قائلا : لأجل عيون الملاك دي هأجل عتابي معاك
اوما هادي دون جدال أو نقاش وعاد يتطلع الي صغيرته التي كانت نسخه من والدتها ....اخيرا التقت عيناه بعيناها ليقول بود : حمد الله على سلامتك يا وصال
قابلت نظراته بصفاء نظرات عيونها التي كذب نفسه وهو يقرأ بها الاشتياق بينما تقول : وحمد الله على سلامتك انت كمان يا هادي
فقط هذا كل ما دار بينهما وسط كل هؤلاء الواقفين بارجاء الغرفه !!
افترشت حميده أمام وصال تلك الهدايا وهي تهتف بسعاده : ده اللي لحقت اجيبه ولسه هجيب لحميده الصغيره الحلو كله
مجددا صمت الجميع وتطلعوا الي وصال التي تلك المره لم تتجاهل بل نظرت إلي هادي مستنكره صمته الذي لا تريد تفسيره أنه موافقه ...كان هادي غارق بعالم اخر كل حواسه متعلقه بتلك الصغيره ذات الرائحه العطره
هو صامت ولكن وصال لا تستطيع أن تصمت لتنظر الي حماتها وتقول بابتسامه مفتعله : حميده ايه يا طنط ....مش قديم شويه الاسم
رفعت حميده حاجبها وهي الأخري نظرت إلي هادي قبل أن ترد ولكن امام صمته تحدثت هي : الله يجازيكي يا مرات ابني ...بقي اسمي انا قديم
تبرطم دياب يهمس بجوار أذن بهيه التي بالكاد أمسكت ضحكتها : لا لسه نازل اول امبارح ...ده الاسم اتمنع من زمان
اشار دياب الكبير الي مهجه أن تتدخل حتي لا تقوم القيامه بين وصال وحماتها بوقت كهذا لتقول مهجه بود : لا قديم ايه ...ده انتي الخير والبركه يا ام هادي ...وصال قصدها يسموا البت اسم علي الموضه
رفعت حميده حاجبيها ولكن قبل أن تقول شيء كانت وصال تصحح حديث والدتها : قصدي نسمي البنت الاسم اللي اختاره انا وأبوها
هنا تدخل دياب الكبير قائلا : عفارم عليكي يا دكتورة ....اشار اليها والي هادي وتابع لينهي الموقف دون حرج : اهو انتي وأبوها سموها الاسم اللي يعجبكم
زم شفتيه وهتف بهادي الذي بقي صامت وفقط يتطلع الي ابنته : مش كده ولا ايه يا هادي
نظرت وصال بترقب تجاه هادي الذي التفت الي دياب الكبير وهز رأسه : كده يا حاج
هتفت حميده باستنكار: هو ايه اللي كده ....يعني اطلع انا منها يا هادي
سحب هادي نفس عميق يهديء به نفسه ويبحث عن مخرج اأمن بينما مجددا همس دياب بمشاكسه بجوار أذن أخته ليهديء الأجواء : اهي هتاخد الدهب والهدايا اللي جابتهم
أمسكت وصال ضحكتها وهي تنظر تجاه أخيها الذي ترجاها بنظراته أن تهديء بينما يهمس لها بخفوت: ست كبيرة يا وصال متكسريش خاطرها
كادت تنفلت نبرتها المنفعله ولكن دياب أمسك بيدها وصك أسنانه هامسا: ورحمه ابوكي امسكي لسانك
اتجهت مهجه تجاه هادي الذي بيده حل هذا الأمر دون أن يكسر خاطر والدته أو زوجته لتقول برفق وابتسامه واسعه : ها بقي يا هادي ...هتسمي الملاك الحلوة دي ايه
قبل أن تقول حميده شيء كانت مهجه تتطلع إليها وتتابع بابتسامه : احنا معندناش الا حميده واحده والست حميده الخير والبركه ...شوف انت عاوز تسمي بنتك ايه
لم تفلح محاوله مهجه لتقول حميده باندفاع : وهي سيره يا مهجه ....ما قولنا حميده الصغيره
انتفخت وجنه وصال بالحنق ونظرت الي هادي وهتفت من بين اسنانها : انت ايه رايك ؟!
تأرجح هادي ما بين ذلك الاسم الذي داعب خاطره وما بين حرمانها من تسميه ابنتها التي حملت بها وتعبت فيها ليقول بحيادية لم تتوقعها وصال بينما توقعت صمته موافقه علي ما قالته والدته : انتي امها اللي تعبتي فيها ....عاوزة تسميها ايه ؟
سكب ماء فوق جذوة النيران التي كانت ستشتعل لتتغضن وجنه وصال بالحمره وتزحف ابتسامه راضيه تجاه شفتيها مكتفيه بأنه افترش لها بساط الرضي لتبادله هي الأخري وتقول بسماحه: وانت ابوها اختار الاسم اللي يعجبك
كانت علي وشك ان تختم جملتها بتحذير الا يكون حميده ولكن هادي حسم الأمر بينما يقول وهو ينظر لابنته : ملك ...هسميها ملك
ارتسمت الابتسامه علي وجوه الجميع بينما تباطأت تلك الابتسامه وهي تزحف تجاه شفاه حميده التي نظرت إلي ابنها ليهز هادي رأسه لها ويتابع : انا عاوز اسميها ملك يا امه ..
خالفت حميده توقعات الجميع بينما تقول وهي تهز راسها مواقفه طالما تلك رغبه ابنها : وماله يا عيون امك ....ملك
تنفس الجميع الصعداء ومجددا عادوا يهنئون ويباركون
انطلقت الزغاريد من بين شفاه ثناء التي دخلت الي الغرفه قائله بترحيب : العشا جاهز ...اتفضلوا
أصرت مهجه علي حميده التي أرادت أن تعتذر : لا عشا ايه ده انا يا دوب ارجع البيت ارتاح
هزت مهجه راسها بإصرار : والله ما يحصل يا ام هادي ...كلنا هنتعشي سوا نفرح بملك
اومات حميده بينما نظرت مهجه الي ابنتها وقالت : حالا ثناء هتجيب ليكي عشاكي هنا يا حبيتي انتي لسه متقدريش تقومي
اومات وصال وقالت بابتسامه : شكرا يا ماما
نظرت مهجه الي هادي الذي عز عليه ترك صغيرته بينما يقول : وانا اعفيني يا ام دياب ...انا هفضل شويه مع ملك اشبع منها وبعدين همشي علي طول
هزت مهجه راسها باستنكار : والله مايحصل وبعدين ايه تمشي دي ...بنتك يا ضنايا اشبع منها براحتك البيت بيتك
قبل أن يقول شيء كانت مهجه تتابع بود: هطلعك عشاك مع وصال ...!
رحبت بالجميع بينما بدأو يغادرون الغرفه : اتفضلوا ..اتفضلوا
تحركت حميده لتوقفها وصال : طنط حميده
التفتت حميده لها لتبتسم لها وصال وهي تمسك بالهدايا قائله بود كبير : تسلم ايدك علي الهدايا ...حلوين اوي
نالت من حميده بلياقتها لتقول حميده بود متبادل : مبروكين عليكم
ابتسمت لها وصال وقالت بتهذيب : شكرا وكمان شكرا علي العبايه
نظر هادي بطرف عيناه تجاهها برضي بينما ارضت والدته وقدمت خطوه من الود تقبلتها والدته
...........
.....
بعد أن أصبحوا وحدهم بدأت دقات قلب وصال تتسارع تدريجيا بينما ساد الصمت ....تعرف انها بأخر مره بينهم من اخطأت وعليها أن تعتذر وتطيب خاطره وتبرر موقفها الذي واضح أنه لم يمر عليه دون صدي من موقفه منها
بحثت وصال عن ما تقوله لتظل تفتح فمها وتغلقه بينما عيناها لا تفارق هذا الذي لا تفارق عيناه النظر لابنته لتتراجع عن الحديث والنبش فيما مضي والاستمتاع بتلك اللحظات وقد استشعرت الان خسارتها لكل اللحظات التي لن تعود حينما كانت حامل
: حلوة يا هادي
قال هادي وهو يطيل النظر لملامح تلك الصغيره القابعه بحضنه : اوي اوي
ابتسمت وصال وسألته بينما تفتح مجال للحديث بينهم : شبهه مين ؟!
هل أصبحت تجر منه الغزل جرا ...نظرت إليه بقليل من الغيظ بينما يقول بعفوية: شبه الست ام دياب
قضمت وصال شفتيها بينما صدمتها إجابته وقد توقعت أن يفهم أن ما بينهما الان مياه صافيه فليسبح بها متجاوز العواصف السابقه ولكنها لم تكن تدري ان مجابهته كل تلك العواصف انهكته واخر ما فعلته حقا كسر قلبه
لتقول : ماهو انا شبه ماما يعني ملك شبههي
اتسعت عيونها بينما قال هادي متمسك بأمانه علي الشاطيء وقد زهد السباحه ببحرها حتي لا يتحطم قلبه مجددا بين أمواجه : شبه الست ام دياب
التقت عيناها بعيناه التي حملت عتاب ليس لها بل لنفسه التي لا تمر لحظه الا وتتوق إليها وكأنه يبحث عن عذابه بيده ولكنه تمسك بما وعد به نفسه بأن لا يركض مجددا خلف قلبه الهائم بحبها حد الانهاك ليبعد عيناه عن عيناها ويعود مجددا ينظر لابنته !
...........
.....
خلع ماجد رداءه الطبي وعلقه علي المشجب خلفه ثم اتجه الي باب الغرفه متنهدا بأرهاق بعد نهايه يوم عمل طويل ....لترتسم علي شفتيه ابتسامه وهو يفكر بأنه اينعم مرهق ولكنه إرهاق لذيذ يستعذبه وهو يشق طريقه الي الامام يوما بعد يوم ...بعد أن كان من تلك الكشفي الي الأخري أصبحت له عيادته الخاصه التي طالما حلم بها ...ازدادت ابتسامته اتساعا وهو يقر بأن وصال هي تميمه حظه كما حال عمه رحمه الله الذي ساعده من قبل بإكمال دراسته بالخارج
