الخامس والعشرون

8.7K 635 48
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
: معلم نعمان ....معلم نعمان
ترك نعمان الشيشه من يده والتفت الي أحد الصبيه الذي ركض ناحيته ليميل عليه ويهمس في أذنه ببضع كلمات جعلت عيون نعمان تتسع ويهدر بحنق : بتقول ايه يا واد ؟!!
قال الصبي وهو يهز رأسه : أيوة يا معلم .... من صباحيه ربنا وهو  علي القعده دي يا معلم 
هب نعمان واقفا من مكانه وهتف بالصبي : قاعد في أي داهيه ؟!
هتف الصبي وهو يشير بيداه: علي اول الوكاله يا معلم
سار نعمان بخطوات غاضبه بينما يدفع بعباءته الفضفاضه علي كتفه ليصل الي اول الوكاله ويقف يتطلع أمامه بعيون أطلقت شهب حارقه بينما وقعت عيناه علي ذلك الذي جعل علي أحد الارصفه ونكس رأسه للأرض ومد يداه أمامه يهتف بذل : مدوقتش لقمه من صباحيه ربنا يا اهل البلد
احتقن وجه نعمان الممتليء بالغضب بينما عليوة يهتف بكلماته يستجدي الماره والبائعين ..... ازدادت خطوات نعمان غضب بينما اقترب حسونه القهوجي من عليوة ومال عليه يضع بجواره كوب من الشاي ورغيف خبز هاتفا : خد يا عم عليوة أفطر ويلا قوم من هنا ...مش هيحصل كويس لو المعلم هادي عرف
امسك عليوة برغيف الخبز ولفه علي بعضه ثم وضعه بكوب الشاي قبل أن يرفعه الي فمه يقضم منه وهو يهتف بحسونه : غور يلا من هنا ومالكش دعوة
لم يلحق عليوة أن يتناول اللقمه الثانيه بينما انتفض من مكانه حينما امسك نعمان بطرف جلبابه يجذبه بعنف و يزمجر به بسخط : بتعمل ايه يا راجل انت !
قال عليوة بهوان مفتعل : زي ما انت شايف يا معلم ...جعان وقاعد اشحت لقمه
زم نعمان شفتيه وهدر بغضب شديد وهو يعنف عليوة : اخرس يا كلاف البهايم....بقي قاعد تشحت ولا قاعد تقصر رقبه المعلم هادي نسيبك
هتف عليوة بغل وحقد : نسيبي قطع عني الشهريه و خلاني امد ايدي للي يسوي و للي ميسواش عشان ااگل أهل بيتي
صاح به نعمان معنفا : وهي كانت ايدك اتشلت ما تغور تشتغل وتصرف علي أهل بيتك طالما انت زي الثور
ولا هادي ملزوم يطفحك
هتف به عليوة ببجاحه : اه ملزوم ...امال كان بياخد البت ليه ...مش عشان يصرف عليا
احتدمت نظرات نعمان ليتابع عليوة بجرأه : انا هقعد اشحت وميخصكش يا معلم
جذبه نعمان بعنف من جلبابه وصاح به : يخصني يا كلاف .... وحالا هتقوم من هنا والا قسما برب العزه اكون مخلي الصبيان تكسر ليك ايدك اللي بتمدها للخلق
تراجع عليوة بينما يعرف أن نعمان لن يأتي بالتهديد ليراوغ بنظراته وكلماته يستجدي عطف نعمان : اعمل ايه يا معلم ماهو البيت مفيش فيه لقمه
لوي نعمان شفتيه ساخرا : بس فيه دخانك اللي مش بيفارق ايدك ..مش كده
نظر إليه بسخط وتابع : ماهو لو فضلت تشتغل كان زمانك مش محوج ...إنما أنت جوزته البت وعيشت علي قفاه وليست جلابيه نضيفه وقاعد تشرب دخان زي النسوان في البيت طول اليوم ....غور ياراجل من قدامي
اعمل زي ما الرجاله بتعمل واشتغل
اسرع عليوة يميل علي يد نعمان يحاول تقبيلها : ابوس ايدك يا معلم نعمان كام المعلم هادي يرجع ليا الشهريه
رفع عيناه إليه وتابع : البت حامل يرضيك جد عيال المعلم هادي يمد أيده للناس
كور نعمان قبضته بسخط ونظر الي عليوة للحظه قبل أن يمد يداه الي جيب الصديري الذي يرتديه اسفل جلبابه لتتشعشع نظرات السعاده بعيون عليوة ولكنها لم تدوم وتحولت إلي عدم فهم حينما تراجع نعمان وتعالي صوته ينادي أحد الصبيه : عشري ...واد يا عشري
اسرع إليه الشاب قائلا : نعم يا معلم
اشار الي عليوة هاتفا : تاخد عليوة معاك علي المخزن يشيل مع الرجاله
اتسعت عيون عليوة ليتابع نعمان بنبره أمره : شغله علي قد جهده ولما يخلص اديله يوميه الطاق اتنين
اومأ عشري قائلا : عنيا يا معلم
نظر عليوة الي نعمان باستنكار : عاوزني اشيل مع الرجاله  يا معلم
اوما نعمان قائلا بجمود: وماله اشتغل زي ما كل الرجاله بتشتغل
قال عليوة بتبجح : بس انا نسيب المعلم هادي
قال نعمان بلا مبالاه : اي أن يكون ...انت مش راجل وبتشتغل والمعلم هادي نفسه بيشيل مع رجالته ...يلا روح مع عشري والا ترجع بيتك ومشوفش وشك تاني .
...........
.....
سحب هادي نفس عميق بعد أن أغلق الباب للمره الثانيه وتلك المره بعد انصراف أهل وصال الذين غادروا والسعاده تغزو قلوبهم حينما رأوا سعاده وصال ...
رفع هادي عيناه تجاه وصال التي انشغلت بتوضيب الطاوله الرخاميه بوسط البهو تحمل الاكواب والاطباق الفارغه التي قدمت بها الضيافه لبهيه ووالدتها .....!
قالت وصال دون أن تلتفت إليه : هادي لو سمحت ممكن تجيب العلب اللي عندك دي وتدخلها المطبخ
لم تلقي رد بينما كل ما خطف تركيزه كما خطف أنفاسه هو تأمل تلك التي أصبحت له وأمامه وفي بيته فلم ينظر إلي تلك العلب والصناديق المحمله بكل انواع الطعام والحلوي والفاكهه التي احضرتها عائلتها
نظرت وصال إليه بينما وقف مكانه يتطلع إليها لتسأله بعفويه : هادي واقف كده ليه ....تعالي ساعدني
كان هادي بعالم اخر بينما يحسب الخطوات الفاصله بينهم والتي بدء يسيرها ببطء وعيناه تتلكأ في تأمل كل انش بها وهي تنحني هنا وهناك ....رفعت عيناها إليه وسألته بدهشه : هادي انت مش بترد ليه ...بقولك تعالي ساعدني
ابتسم هادي وقال بمكر بينما أقترب منها : جيت اهو
اومات وصال لتتقابل عيناها بنظرات عيناه العابثه بينما سرعان ما أحاطت ذراعيه بخصرها وجذبها إليه بخشونة محببه وهو يتابع بعبث متطلع الي شفتيها : بس مش هساعدك ....انا هعمل حاجه تانيه
نظرت له وصال بفضول غزاله بريئه أمام نظرات ليث ماكر  : هتعمل ايه ؟!
قال هادي بهمس حميمي وهو يميل بجوار أذنها
بينما سرعان ما حددت شفتاه هدفها : هعمل كده .....!!
التقت شفتاه ببشره عنقها الناعمه والتي خدرت حواسه برائحه الياسمين الهادئه لتغمض وصال عيناها وتسري كهرباء طفيفه بكامل حواسها التي أصابها خدر لذيذ ممزوج برهبه جعلت دقات قلبها تتسارع ....زحفت شفتاه علي عنقها يطبع عليه قبلات متفرقه ناعمه وهادئه تنافي الاعصار الذي هب بحواسه وجعل يداه تعرف الطريق الي جسدها الذي أحكم ذراعيه حوله وقربها منه أكثر لاغي اي مسافه بينهم ....ازدادت دقات قلب وصال وأصبحت تدوي بصخب داخل صدرها لتشدد جفونها المغلقه علي
عيونها بينما يزداد شعور الرهبه بداخلها وهي تشعر بشفتاه تزحف تجاه وجنتها وهو يهمس بجوار أذنها همس حميمي ...بحبك يا وصال
داعبت أنفاسه الساخنه وجنتها بينما اقتربت شفتاه من شفتيها البتول ليعلو صدر وصال ويهبط بقوة من فرط تسارع أنفاسها التي تهدجت وهي تهمس له بصوت متقطع : هادي ....كادت تضع يدها علي صدره لتبعده بينما تملك منها شعورها بالرهبه والخجل لتتوقف شفتاه في منتصف الطريق ويفتح هادي عيناه بانزعاج بينما تنفلت ضحكه متدلله من شفاه وصال حينما تعالي رنين جرس الباب وتبعه صوت نعمان الخشن : افتح يا عريس !
ضحكت وصال بدلال بينما تبرطم هادي من بين أسنانه : يمين بالله انا ما عارف ابقي عريس طول ما انتم رايحين جايين عليا ....!!
فتح الباب ليعقد نعمان حاجبيه حينما وجد وجه هادي مقطب : مالك يا عريس
هتف هادي بسخط متبرطما : بلاش كلمه عريس يا عمي
بالله عليك انا كرهت الكلمه دي
نظر له نعمان باستفهام ليتابع هادي بسخط : دي مش صباحيه عريس دي صباحيه العيد وكل العيله جايه وانا مش عارف اتهني ساعه على بعضها
ضحك نعمان وربت علي كتفه قائلا بمشاكسه : يابوي ومستعجل علي ايه قدامك العمر كله تتهني بعروستك
تعالي بس يا ولدي واسمع انا جايلك في ايه !
.......
.......
مررت بهيه يدها علي كتف دياب العريض وهي تقول بتأكيد والإبتسامة لا تفارق شفتيها : ورحمه امي كانت مبسوطه وطايره من الفرحه ....كفايه بقي تبكت في نفسك يا دياب هيجري ليك حاجه ....اختك مبسوطه ودي اهم حاجه
نظر لها دياب الذي تنازع ما بين راحه قلبه لسماع تلك الكلمات من زوجته وما بين قلق عقله الذي لا يستطيع ابتلاع تلك المسكنات لاراحه ضميره لتخرج كلمات اللوم من بين شفتيه : مبسوطه عشان لسه متعرفش بس حالها هيكون ايه لما تعرف
تنهدت بهيه بقله حيله بينما عجزت عن إخراجه من تحت وطأه ضميره لتنظر له برفق قائله : ربك هيدبرها زي ما رتبها كده ....هادي مش هيزعلها وهيراضيها وهي مخها كبير ومش هتعترض علي أمر ربنا
جلست بجواره وانفلتت من صدرها تنهيده امتزجت بحزنها بينما تتابع : تشكر ربنا أن ملهاش ضره
...مهما كان ده عيل ومسيرها تحبه والدنيا هتمشي وبكره تقول بهيه قالت
هل يحتاج الي المزيد من عذاب الضمير الان بينما تذكره زوجته بطعم العلقم الذي مرر حياتها وتحملته سنوات
ليضع يده فوق يد بهيه قائلا برفق : تسلمي يا بهيه ..خلاص انا بخير يلا شوفي انتي بتعملي ايه
نظرت له برفق لتسأله : اعملك فطار ...انت مأكلتش  حاجه من امبارح
هز رأسه : تسلمي يا بهيه ...انا هريح شويه
عقدت حاجبيها وسألته  : انت مش رايح الوكاله النهارده
هز دياب رأسه برفض لتقول بتوجس : بس انت بقالك يومين مش بتروح شغلك وكده جدي ممكن يتضايق
كور دياب قبضته بضيق بينما لا يحتمل رؤيه جده او التعامل معه وهاهي الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن بينما تعالت تلك الطرقات علي الباب وتبعها صوت جده الخشن : دياب
أسرعت بهيه تفتح الباب قائله بارتباك : اتفضل يا جدي
قال دياب الكبير وهو ينظر إلي جلسه دياب الذي لم ينظر إليه : ايه يا دياب قاعد في البيت زي الحريم ليه ....مورناش شغل اياك ...يلا قوم اسبقني علي الوكاله
سحب دياب نفس ثقيل للغايه وهو يقول بضيق واضح : مش رايح
توجست نظرات  وصال بينما ضيق دياب الكبير عيناه ونظر الي دياب باستنكار : ليه ...تكونش مخاصم جدك وبتعاقبه
ابتلع دياب بصمت ليشير دياب الكبير الي بهيه قائلا : هملينا لحالنا يا بهيه
اومات بهيه التي ترجت دياب بنظراتها الا يعاند مع جده
اتجه دياب الكبير ليجلس أمام دياب ويهتف به بتوبيخ واضح : مالك قاعد زي الولايا كده وشايل طاجن ستك
نظر له دياب بضيق ليتابع دياب الكبير دون ذره تأنيب ضمير واحده : زعلان عشان خبيت علي اختك اللي عرفته ....لوح بيداه وتابع بسخط : كنت عاوزنا نعمل ايه ... نروح نقول لها ونفركش الجوازه....كنت عاوز امك تتقهر واختك سمعتها تبقي في الأرض ومحدش فينا يرفع عينه في عين الخلق اللي لو حلفنا ليهم علي الميه تجمد ما كان حد فيهم هيصدق والكل هيقول عريسها سابها ليله دخلته
امسك كتف حفيده وتابع بغلظه : كنت عاوزنا نعمل كده ولا نسيب الراجل اللي اخدت عليه الف وعد أنه يراضيها يتصرف
نظر إلي حفيده بسخط وتابع : زعلان اني
امنت مستقبل اختك وبدل وعد الكلام اخدت الغالي كله اللي يملكه عشان يفكر الف مره قبل ما يزعلها
اشار الي حفيده بضيق وتابع وهو يهب واقفا رافع رأسه بيقين : انا عملت اللي فيه المصلحه ومحدش فيكم يراجعني فيه ....نظر إليه وتابع بنبره أمره : يلا قوم اتسبح وغير خلاجاتك وحالا الاقيك ورايا علي شغلك زي الرجاله ...رفع اصبعه أمام وجه دياب وتابع بنبره أمره : واعرف ان دي اول واخر مره تقف قصادي وتلوي دراعي اللي انا خليتك تبقي يمينها فاهم !
....
. ....

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن