( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
اتسعت عيون هادي الذي لم يستوعب طلب والدته ليقول بمفاجأه : بتقولي ايه يا امه ؟!
قالت حميده وهي تضيق عيناها بغيظ : سلامه السمع يا حبيب امك ...بقولك خدني معاك
حمحم هادي بينما يمرر يداه علي لحيته ويحاول أن يساير والدته في طلبها الغريب :
تيجي معايا فين بس يا امه
قالت حميده وهي تهز كتفها : مكان ما انت رايح اشمعني هتاخد بت مهجه معاك
أراد هادي أن ينفجر ضاحكا علي غيره والدته الواضحه ليعقد حاجبيه ويقول بلطف يحمل تحذير :
يا امه برضه تاني بت مهجه ماتقولي وصال ...هيجري ايه لما تقولي اسمها ولا تحبي تقول عني ابن حميده
احتقن وجه حميده بالغيظ لتقول بسخط : طيب تبقي تقولها كده وانا اقطع لسانها
عقد هادي حاجبيه وتنهد في محاوله منه لتلطيف الأمور ليقول برفق وهو يمسك كتف والدته : مالك بيها بس يا امه هي كانت عملت ليكي ايه ....
انا كل ده ساكت وبقول مسيرك تعرفيها وتحبيها بس كل مدي ما بتشدي حيلك ياأم هادي عليها زياده
نظر إلي والدته بعتاب وتابع : ما انا اتجوزت قبلها كتير مكنتيش كده مع واحده منهم
تلاقت نظراته بنظرات والدته التي قالت دون مراوغه : ايوةةة .....هو ده مربط الفرس
نظر لها بعدم فهم لتتابع حميده بغيره واضحه : أن ولا وحده من اللي قبلها كنت بتقف تدافع عنها كده ومتقبلش عليها الهوا حتي بكلمتين
اومات وتابعت : اه معلوم طول عمرك حقاني وبتدافع عن اللي شايله اسمك لو جيت عليها ....
ضيقت عيناها وتابعت بخبث : بس مع دي انت مش بس حقاني لا انت قلبك حنين بزياده
قال هادي متهربا بنظراته من عيون والدته : مش مراتي ياامه
ضحكت حميده بلؤم قائله : لا ياقلب امك من قبل ما تكون مراتك وانت الحنيه زايده معاها
تنهد هادي ونظر الي والدته وهز رأسه قائلا : طيب ما انتي عارفه اللي فيها وعارفه ان قلبي ميال ليها يبقي كل اللي يهمك راحه ابنك
قالت حميده بغيره :
وادي ابني ارتاح و اتجوزنها .... يبقي خلاص
نظر لها بعدم فهم : خلاص ايه ؟!
قالت حميده بغيرة : تبطل تدافع عنها وزيها زي اللي قبلها ترضي باللي بعمله
افلتت ضحكه هادي علي صراحه والدته المفرطه بينما لا تستطيع أن تخفي أو تتظاهر بأنها ليست تلك المسيطره والتي لا يقض مضجعها شيء قدر اهتزاز عرشها ليقول هادي بهدوء : براحه عليها يا امه لو ليا غلاوة عندك بلاش تضايقيها أو تضايقيني بكلمه عنها
رفعت حميده حاجبها بسخط : بتحلفني بغلاوتك
اوما هادي قائلا : اه ...وهشوف بقي انا غالي عندك ولا لا
ابتسمت حميده اخيرا لتقول له بحب : غالي طبعا يا اول فرحتي امال ايه
ابتسم هادي لها ومال ليقبل يدها ثم قال : طيب انا همشي بقي .....عاوزة حاجه مني
نظرت له حميده بغيظ طفولي : ما قولتلك خدني معاك
ضحك هادي بمرح : حاضر السفريه اللي جايه
رفعت حميده حاجبها بامتعاض : وانت ناوي تسافر تاني
حمحم هادي قائلا : عشانك يا امه هسافر تاني واخدك معايا حاضر .
هزت حميده راسها وقالت بإصرار : لا النوبه دي
هتف هادي بنفاذ صبر من عناد والدته : اشمعني يا امه النوبه دي
هزت حميده كتفها قائله: اهو كده ....نفسي اشوف بلد غير البلد اللي عمري ما طلعت منها
افلتت الكلمات الممتعضه من شفاه هادي :
يعني بقالك ستين سنه قاعده في البلد وحبكت دلوقتي تبقي عاوزة تطلعي منها
اتسعت عيون حميده ووكزته بكتفه بغيظ :
ايه ستين سنه دي .... انا يادوب بتاع خمسين
ضحك هادي علي عقل النساء ليقول بمراوغه : اذا كنت أنا عديت الاربعين يا امه
نظرت له حميده بحنق وهتفت : اهو يادوب خمسين ده ابوك خدني عيله بضافير يعني سنه فوق سنه تحت مش حكايه
ضحك هادي وقال بحنان وهو يقبل راس والدته : العمر كله يا امه
احاط كتفها بذراعه وقبل راسها مجددا لتنظر له حميده بغيظ : يعني برضه هتاخدها وحدها
صك هادي أسنانه وقال بغيظ : عروسه يا امه وعاوز افسحها يومين
قالت حميده بغيرة :
واللي قبلها مكانوش عرايس
قال هادي دون تفكير : مكنتش بحبهم ...خلصنا بقي يا امه
اومات حميده واخيرا ليقول هادي قبل أن يغادر :
امه انا عاوز اطلب منك حاجه
قالت حميده بلا تردد : عيني
ابتسم هادي لها ليقول : أيوة انا عاوز عينك دي .....نظرت حميده له ليتابع بتشديد : عينك متغفلش عن البت احسان
عقدت حاجبيها باستفهام ليتابع هادي : مش عاوز رجلها تخطي برا الباب ولو حصل تقولي ليا
قالت حميده باستنفار : عملت ايه
قال هادي باقتضاب : مش هستني تعمل ...انتي كل اللي تعمليه عينك عليها
......
...