( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
مالت دنيا تهمس تجاه إذن احسان بينما عيناها تتطلع تجاه تلك السجينه التي أتت الي الزنزانه قبل بضعه ايام وكل يوم منهم وهي علي تلك الحاله فقط جالسه بصمت وعلي عيناها نظرات عجيبه تكون مخيفه احيانا بينما تتمتم ببعض الكلمات التي لا يسمعها أحد وبيدها عروس صغيره تمشط شعرها .... لم يفهم أحد حاله تلك المراه ولم يقترب منها أحد بعد أن نال كل من اقترب منها نظره مخيفه انبثقت من عيناها ثم صراخ بعدها تعود هادئه ما أن يبتعدوا عنها ثم تتابع تمشيط شعر اللعبه الصغيره
التفتت احسان تجاه دنيا باهتمام : بتقولي ايه يابت ؟!
وكزتها دنيا : هششش احسن تسمعك
اومات احسان التي تابعت باهتمام همس دنيا : زي ما بقولك كده .... انا سامعه حكايتها والسجانه سهام بتحكيها للشاويش
ازدادت نبرتها خفوتا بينما تتابع : كان عندها بت وحيده وبيقولوا زي فلقه القمر شعر ايه وبياض ايه وحلاوة ايه وهي كانت بتخدم عند جماعه طرف البلد متيسرين وكانوا مش حارمينها من حاجه وهي كانت بتخدمهم بعنيها قوم ايه بقي البت كبرت وكل يوم تحلو عن الي قبله وبدأت العرسان تخبط علي باب امها وفي نفس الوقت كانت بت الجماعه اللي بتخدم عندهم محدش بيقولها انتي فين وامها يوم عن يوم تسأل ازاي نصيب بنتها مجاش مع أن اي حد يتمني يناسب جماعه زيهم
تمصمصت دنيا بشفتيها بينما عيون احسان تتطلع الي المرأه من حين لآخر وكل أذنها صاغيه باهتمام لتلك الحكايه الغريبه التي تابعتها دنيا : في يوم وليله بعد ما البت كانت البلد كلها بتتكلم عن جمال البت بقت البلد تتكلم عن حالها اللي اتقلب.....تمصمصت دنيا مجددا قبل أن تتابع بتنهيده : البت صابها المرض ومحدش عارف عندها ايه امها بقت تجري بيها كل يوم علي الوحده الصحيه والبت مبقتش تاكل لقمه وتفضل في بطنها ولا حد عارف عندها ايه ....ده حتي الست الكبيره اللي كانت بتشتغل عندها اخدتهم مصر عشان الدكاتره تعالجها والبت علي حالها يومين تخف وترجع تاني تترمي في فرشتها زي الخرقه مفيهاش نفس .....الوليه ياعيني عليها بقي برج من دماغها هيطير وهي شايفه البت اللي حيلتها بتروح منها لغايه بقي ما مخها راح منها خالص لما واحده من أهل البلد قالت لها يمكن بتك معمول ليها عمل واخدتها لشيخ من المشايخ والراجل قالها أن بنتها معمول ليها عمل والوليه قبل ما تفرح أنها عرفت باللي حصل لبنتها وقلب حالها رجعت البيت لقت بنتها فارقت الدنيا
ضربت احسان صدرها بيدها: ماتت
اومات دنيا والتفت إلي احسان قائله : تعرفي يا بت يا احسان مين اللي طلع عامل ليها العمل
اومات احسان بشرود بينما بدأت دقات قلبها تزداد علي ذكر تلك السيره التي اخذتها الي ما فعلته بشروق وكيف قلبت كيانها
انتظرت احسان سماع الاجابه لتبتسم دنيا باستهزاء : الوليه اللي كانت بتشتغل عندها ام البت
اتسعت عيون احسان وعادت تنظر إلي تلك المراه لتهز دنيا راسها وتتابع بسخريه : شوفي الوليه القادره اللي كانت عامله نفسها ملاك وبتاخد البت الدكاتره تطلع هي اللي عامله فيها كل ده وكل ده ليه ال عشان بنتها واقف حالها وبت الشغاله بيجيلها عرسان .....فركت دنيا يدها وتابعت ::النار قادت في قلبها من الغيره وقالت يعني بت الخدامه احسن من بنتي في ايه وعملت ليها عمل بالمرض ووقف الحال
نظرت دينا تجاه احسان لتري ارتجافه جفونها حينما تابعت : متحملتش وراحت في ليلتها دخلت علي البت الاوضه ونزلت فيها ضرب بأيد الهون
قفز قلب احسان من موضعه وتراجعت بظهرها الي الخلف بينما أجبرت عيناها علي الابتعاد عن النظر إلي تلك المرإه التي نظرت كلاهما نفس تلك النظرة المخيفه
قالت احسان بلهفه : و البت راحت فيها ؟!
هزت دنيا راسها : لا اهي بين الحياه والموت بتنازع
لوت شفتيها وتابعت : بس بكره افكرك هتموت ...دي ضربتها بأيد الهون
اهتزت نظرات احسان مجددا حينما نظرت لهم المرأه لتهمس لدنيا : بت يا دنيا دي بتبص ناحيتنا
قالت دينا بخفوت : متخافيش دي دماغها مش فيها ..
هزت احسان راسها بخوف لتشدد عليها دينا : يابت بقولك مش درايه بالدنيا ....عقلها راح مع بنتها
وضعت دنيا يدها علي خدها وقالت بينما تهز راسها : يا ساتر علي دي حكايه ...جسمي انتفض لما سمعتها
قالت احسان متنهده : ومين سمعك
التفتت دنيا لها ورفعت حاجبها : مستغربه يابت ...عليا الشويتين دول إذا حال ماكنتي جايبه رجل هادي بالسحر
قالت احسان بجهل : معلوم بس ده عشان حالي مكنتش عاوزة اأذي حد
ضحكت دنيا ساخره : وصاحبتك اللي كنتي بتسقيها السحر ده كان ايه
نظرت احسان بحده تجاه دنيا : زي اللي كنتي هتعمليه لبهيه يا معدوله
قالت دنيا وهي تهز كتفها : بس معملتهوش
قالت احسان بمعايره : اه يا حنينه يادوب بس كنتي هتقتلي اختك
احتقن وجه دينا بالغل : عشان سرقت فلوسي
تبادلت كل منهم الاتهامات لتتعالي أصواتهم وتجتذب نظر المراه وعلي الفور كل منهم همست للاخري أن تلزم الصمت خاصه حينما اقتربت منهم قدورة
أشارت لدنيا : وسعي يا معدوله كده شويه اقعد معاكم
جلست قدورة لتقوم دنيا من جوارها : مالك يا بت قومتي ليه
قالت دنيا وهي تهز كتفها : مش عاوزة اقعد معاكي لهو انا ناقصه يا اختي
لم تفهم قدورة لتنظر الي احسان : مالها دي ؟!
قالت احسان وهي تهز كتفها : معرفش
زفرت قدورة وهتفت بإحسان : اهو بقيتي انتي وهي صحاب وانا الغريبه
قالت احسان وهي تنظر بطرف عيناها تجاه قدورة : يا اختي أنا ولا صاحبتك ولا صاحبتها هي بس الحبسه اللي مخلياني ابص في وش واحده فيكم
رفعت قدورة حاجبها : الله الله .... بقي مش عاوزة تبصي في وشي
زفرت احسان هاتفه بحقد : اه يااختي ولا ناسيه اللي عملتيه فيا وغدرك بيا
قالت قدورة وهي تضحك بشماته : لا يا بت علي اساس انك مكنتيش ناويه تغدري بيا ...لا تعايرني ولا اعايرك
وكزتها وتابعت : الخلاصه غوري من جنبي يلا يا بت انا اللي مش عاوزة ابص في وشك
.........
...
قضمت وصال شفتيها للحظه بغيظ قبل أن تقوم مسرعه خلف هادي الذي دخل المنزل وهو يحمل ابنته
التفتت نانسي تجاه وصال التي مرت من أمام المطبخ بخطوات مسرعه لتلاحظ حميده أنها تركت ما بيدها وتأهبت لمغادره المطبخ : رايحه فين ؟!
قالت نانسي وهي تمسك بالمنشفه تجفف يدها : هشوف وصال مالها شكلها بتشد مع هادي يا طنط
قالت حميده وهي تمسك ذراع نانسي بلطف : مالنا ومال وصال والشد والجذب اللي بينها وبين جوزها
قالت نانسي بينما اهتزت نظراتها من مغزي كلمات حميده : انا مش قصدي أتدخل يا طنط ....انا بس خايفه عليها
اندفعت الكلمات الغاضبه من لسان حميده : خايفه عليها من ايه عاد ....لهو ابني قتال قتله ولا من المطاريد
قالت نانسي باستدراك وهي تهز راسها : لا خالص يا طنط ....مش قصدي والله
تنهدت نانسي ونظرت إلي حميده باعتذار : انا اسفه ....تنهدت مجددا وابتلعت رمقها أكثر من مره قبل أن تقول وهي ترسم ابتسامه باهته علي طرف شفتيها : اقولك ايه يا طنط .....نظرت إلي حميده وتابعت : اصل وصال دي بقت صاحبتي اوي وبقت اقرب ليا من اختي وعمر ما في حد قرب مني واتعامل معايا بطيبه زيها مع اني اول ما عرفتها كنت وحشه جدا معاها وبالرغم من كده وقفت جنبي وبتعاملني زي اختها
نظرت إلي حميده وتابعت : انا عارفه انك جايز شايفه اني حشريه بس والله انا بس بسرعه اخدت عليكم واعتبرتكم اهلي وعشان كده بتعامل من قلبي من غير ما افكر ووصال اتعودت منها أنها بتقبل مني ده
ترفقت حميده بنانسي لتتمهل قبل أن تقول : وماله يا بتي لما تبقوا صحاب ...نظرت لها وتابعت : بس لكل شيء حدود واللي بين الراجل ومراته مينفعش نتدخل فيه ولا ايه
اومات نانسي وقد شعرت بقليل من الخجل الذي اقصته حميده وهي تغاير الموضوع قائله : يلا بقي وريني همتك و احشي جوز الزغاليل دول
........
...
التفت هادي تجاه وصال التي دخلت خلفه بخطوات غاضبه وباندفاع هتفت : ينفع اللي عملته ده ....اقول لنانسي ايه انا دلوقتي بعد ما خليته يعرف مكانها
نظر لها هادي باستنكار : وهي كانت مستخبيه اياك
هزت وصال كتفها هاتفه : معرفش بس جايز مكانتش عاوزه يعرف مكانها
مجددا ازداد الاستنكار بنظرات هادي : وده ليه ؟!
قالت وصال بحنق : قولتلك متخانقه معاه وهو لسه فاكر دلوقتي يدور عليها ..... كان لازم يعرف غلطته
فرك هادي وجهه وهتف بنفاذ صبر : يعرف منها مش منك ...مالك عاد تقولي له وتعاتبيه ...فيها لسان اطول منها تقوله اللي هي عايزاه
زفرت وصال بحنق بينما غاظها كونه محق وهو يعيد حديثه : مهما يكون اللي بيناتهم هما يحلوه إنما احنا ملناش دخل فهاني يا بنت الناس
اشاحت وصال بوجهها الذي انتفخ بالغيظ بينما كان أكثر حكمه منها وهو يتابع : لو هي علي حق تقف قدامه وتاخد حقها مش تستخبي منه وتجيب عليها الغلط ...ليها أهل مؤكد يجيبوا حقها ولا أهل الواد الساقع فين تشكي لهم منه ... انتي مش من بقيه اهلها عشان تاخدي علي كتفك مجياب حقها
هل سيفهم أن أخبرته ما شعرت به بتلك اللحظه بعد ما قاله لتلتفت إليه ببطء بينما غص حلقها وهي تقول بخزلان : اه مش من بقيه اهلها بس حاسه باللي هي حاسه بيه .....ازدادت حشرجه صوتها بينما تتابع : حاسه معني أنها تكون لوحدها مع أن عندها أهل زي ما بتقول
تعكرت ملامح هادي ولم يحتاج لفطنه ليفهم مغزي كلماتها التي أصابته بالصميم......هزت راسها وتابعت : انا مش هخزلها زي ما اهلها والبني ادم اللي اتحدتهم عشانه واتجوزته خزلها وكلهم خزلوها ....!
تتحدث عن نانسي ام عن نفسها ...لا يحتاج لسؤال من حراره الكلمات التي خرجت من بين شفتيها ليطأطأ رأسه للحظه قبل أن يرفعها ويتطلع إليها بينما حجبت عنه نظراتها وأشاحت بوجهها حتي لا يريد دموعها ليرفع يداه تجاه كتفها بعفويه بينما يقول بحنان : جدعه يا دكتورة ....أدارها ناحيته وتابع بمؤازره وهو ينظر إلي عيناها : اقفي جنب صاحبتك انا مقولتش حاجه ابدا
انا كل اللي قولته أن لو في عتاب يبقي بينها وبين جوزها
...........
....
