( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ليس جفاء وايضا ليس وصال .....تحيرت وصال وهي تحاول ايجاد وصف لتعامل هادي معها طوال الأيام الماضيه .... يوميا يأتي ليري ابنته ...يتحدث بألطف اسلوب ويهتم غايه الاهتمام ... يفعل كل هذا ولكن من خلف سياج خفي وكأنه وضع حدود لعلاقتهم...فلا تعرف
بماذا تصفها .... لا تستشعر ود ولا وصال وايضا لا تستشعر جفاء أو بعد .... أنه فقط يتعامل بحدود كونه اب مهتم و مراعي....يأست من نفسها فلماذا تشعر بتلك الغصه ...الم يكن هذا ما تريده ....!!
كاذبه فهي تريد وصاله ووده وكل المشاعر التي كانت تشعر بها في قربه وبنفس الوقت لا تريده أن يستشعر أنهما عادوا كالسابق ...مجددا ومجددا تصف نفسها بالانانيه بينما تفكر فقط بما تريده وتشعر به ولكن بأعماق قلبها هي ليست انانيه بل هي فقط مازالت تشعر بطعنه الغدر التي تلقتها منه ومازالت تتساءل كيف انقلب الوضع وأصبحت الجانيه وليست المجني عليها ...!!
تريده بجوارها لأن قلبها الذي ليس لها عليه سلطان لم يحب سواه ولا تعرف كيف تتجاوز هذا الحب وتريده وفق الحدود ليرتاح عقلها و يتوقف عن تأنيبها بأنها تهاونت بحقها ....!
نفس الدوامه التي لا تتوقف عن الدوران بها بلا هدي ولا تصل لنتيجه وتبقي تلك الملامح الحزينه فقط مرتسمه علي وجهها مهما حاولت تخطي تلك الدوامه والنظر للامام والتفكير بأنه يعيش نفس حالتها وايضا لأنها جرحته مازال لم يصل للسماح ويتنازع ما بين عقله وقلبه
انتبهت الي والدتها التي واضح انها كانت تتحدث منذ فتره وهي لم تنتبه لها : نعم يا ماما
قالت مهجه بينما تحمل الصغيره من بين ذراعي وصال التي بقيت ساهره بها حتي الصباح
: بقولك حماتك كانت بتسألني يا وصال نعمل السبوع امتي .....علي السابع ولا ال ١٤
قبل أن تجيب وصال كانت مهجه تتابع : انا قولت علي ١٤ تكوني شديتي حيلك
قالت وصال دون جدال : زي ما تشوفي يا ماما
رفعت وصال عيناها التي بالكاد تفتحها من إرهاق السهر بابنتها لتنظر الي أخيها الذي دخل بوجه مشرق : صباح الفل علي احلي وصال
قبل جبين أخته ومال علي والدته وتابع : وعلي احلي مهجه
اتسعت ابتسامته وتابع وهو يميل ليأخذ ملك من بين ذراعي مهجه : وعلي احلي ملك في الدنيا
داعب الصغيره وتابع بمشاكسه بينما يحتضنها بين ذراعيه : اللي يسمع صوتك طول الليل ميصدقش أنه طالع منك وانتي قد كف ايدي
ضحكت مهجه وكذلك وصال التي قالت باعتذار : انا عارفه انها عامله ليكم ازعاج ...معلش ...تلاقيكم مش بتعرفوا تناموا من صوت عياطها
هز دياب راسه وكذلك فعلت مهجه : إزعاج ايه ...دي عامله للبيت حس
ابتسمت وصال لهم ليقول دياب بحنان بينما يري الإرهاق واضح علي ملامح أخته : بقولك ايه يا وصال ..انا هاخد ملك لبهيه وانتي نامي شويه
قالت وصال بلياقه : بلاش تتعبها كفايه عليها علي ومصطفي وكمان حملها
قال دياب بعتاب : وايه التعب فيها ...ضحك وتابع : انا لو كانت كبيره حبتين كنت اخدتها معايا الوكاله
قالت وصال ضاحكه : انت هتعمل زي جدي اللي بيقولي كام شهر تكبر وياخدها معاه
قالت مهجه بابتسامه واسعه وهي تتذكر مقدار حنان واهتمام ابيها بتلك الصغيرة : حق يا وصال جدك طاير بملك طيران
نظرت لها وصال بابتسامه لتتابع مهجه برفق بينما مهدت لما تريد قوله : وصال
قالت وصال بتهذيب : نعم يا ماما
دخلت مهجه في الموضوع راسا : حماتك كانت عاوزة تعمل السبوع في بيتها
..قبل أن تبدي وصال رد فعل كانت مهجه تتابع برجاء :
مش عاوزاكي تتعصبي !
قالت وصال بدهشه : واتعصب إليه ؟!
قالت مهجه بتوضيح :
يعني عشان لو عاوزة تعملي السبوع في حته تانيه وهتفكري الست بتجبرك أو بتتحكم .....تابعت دون أن تعطي وصال الفرصه للرد : بس انا بقول الست متعشمه وفرحانه بحفيدتها مفيهاش حاجه
قالت وصال بسماحه : عندك حق يا ماما واصلا انا مكنتش هتعصب ولا حاجه .... وعارفه أن اللي بتقوله عادي ...مش مشكله يتعمل في أي مكان
تهللت ملامح مهجه لتقول بتوجس : يعني مش هتتضايقي
قالت وصال باهتمام لوالدتها : انتي مش هتتضايقي.... ماهي ملك حفيدتك
قالت مهجه بسماحه : وماله يا بتي هنا وهناك واحد المهم كلنا تفرح
ابتسم دياب وقال باعتدال : طالما مش فارق معاكي يا وصال ولا انتي يا امه يبقي نعملها بجميله وزي ما قولتي نجبر خاطر الست حميده
قالت مهجه بتشجيع : وماله يا ابني .... ايه رايك يا وصال اكلمها واقولها انك مرحبه
اومات وصال وقالت : معنديش مانع ....تبعت كلمتها بقليل من الشجن : تسأل هادي و اللي يشوفه يعملوه
تعالي صوت دياب بالترحيب بهادي ليقول دياب بينما يحمحم هادي وهو يدخل إليهم : واهو ابو البت شرف ....تشوف رأيه
التفت لهم هادي باستفهام لتخبره مهجه بينما وصال تتطلع إليه ولا تنكر أنها شعرت بقليل من الغيره بينما تري كل يوم لهفته علي ابنته دونها
قالت مهجه بابتسامه واسعه : وصال قالت اللي ابوها يشوفه
قال هادي بهدوء معقب علي حديث مهجه بينما ينظر إلي وصال : و اللي تشوفيه برضه ...ماهو انتي امها
قالت وصال بابتسامه : وانت ابوها وعلي كلام ماما المهم نفرح كلنا
اوما هادي لتسرع مهجه قائله : انا هنزل اجهزلكم الفطار يا ولاد
حاول هادي إيقافها : مفيش داعي يا ام دياب ...انا ماشي علي طول بس قولت اشوف ملك قبل ما اروح شغلي
لم تستمع مهجه إليه واسرعت تغادر الغرفه هي ودياب ليبقي هادي يحمل صغيرته قليلا ثم يميل ليعطيها لوصال بينما يتمهل وهو يقول : لو مضايقك موضوع السبوع نعمله مكان ما تحبي
هزت راسها وقالت بسماحه: لا مش متضايقه وزي ما قولتلك المهم كلنا نفرح
اوما هادي وقال بابتسامه هادئه :
كبرتي في نظري
رفعت وصال حاجبها قائله : قصدك اني عجزت ولا كنت صغيره
قال هادي برفق : لا دي ولا دي قصدي انك عاقله زي ما اتعودت منك وبرضه بعيد كلامي لو متضايقه
انا تحت امرك نعمله هنا او في بيتك
هزت وصال راسها بينما مازال يخطو داخل مساحته الامنه دون خطأ : معنديش مشكله طالما مامتك هتفرح وماله !
..........
...
