الثامن والعشرون

7.9K 608 46
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ابتسمت بهيه لسمر التي فتحت لها الباب وهي تقول : السلام عليكم
اندهشت سمر ولكنها قالت بترحيب : ست بهيه يا اهلا وسهلا يا خطوه عزيزه ...وعليكم السلام ..اتفضلي
دخلت بهيه تحمل تلك الأكياس التي جعلها دياب تحضر بها كل ما لذ وطاب لتضعهم جانبا وهي تقول بتهذيب : حاجه بسيطه للعيال
هزت سمر راسها بابتسامه : كلفتي نفسك يا ست بهيه
هزت بهيه راسها بابتسامه سمحه قائله : متقوليش كده يا ام عبد الله
جلست بهيه بأول مقعد قابلها لتقول بابتسامه هادئه : متأخذنيش اني جيت كده فجاه بس دياب قالي اطل عليكي وعلي العيال وكمان في كلمتين عاوزاكي فيهم
قالت سمر بترحيب : متقوليش كده ... البيت بيتك تنوري في أي وقت ...يا الف خطوه عزيزه
أسرعت تنادي أطفالها بينما تقول بامتنان : تسلمي ويسلم المعلم دياب ...خيره مغرقني
قالت بهيه بلياقه : خير ربنا يا اختي
اسرع الاطفال علي نداء والدتهم لتقول لهم سمر : تعالوا سلموا علي خالتكم بهيه
احتضنت بهيه الاطفال بحنان وقبلت رأسهم قائله : اسمكم ايه بقي يا حبايبي
قال الاطفال بابتسامه : انا عبد الله ودي تقوي
قامت سمر وعادت بعد لحظات وهي تحمل طفلها الرضيع تضعه بحضن قائله بابتسامه : وده بقي اخر العنقود عبد الرحمن
قالت بهيه بحنان وهي تحتضن الصغير : ماشاء الله ربنا يباركلك فيهم
قامت سمر من مكانها قائله : تشربي ايه يا ست بهيه
قالت بهيه سريعا وهي تهز راسها : ولا اي حاجه ...تعالي بس اقعدي يا ام عبد الله عشان عاوزاكي في كلمتين
هزت سمر راسها بإصرار قائله : لا والله ما يحصل....لازم تشربي حاجه وبعدين عنيا ليكي في أي كلام
قالت بهيه بتهذيب : طيب هشرب شاي معاكي
عادت بنر بعد قليل تضع الشاي أمام بهيه التي قالت : امال الست فاطمه فين ؟!
قالت سمر بابتسامه : راحت تطل علي خالتي وزمانها راجعه
اومات بهيه لتشير سمر الي أطفالها أن يعودا للداخل ...ثم نظرت إلي بهيه قائله : خير يا ست بهيه
قالت بهيه بهدوء : الاول بلاها ست بهيه دي ....هو انا مش زي اختك
قالت سمر سريعا : يا خبر يا ست بهيه هو انا اطول
قالت بهيه بتواضع : متقوليش كده يا ام عبد الله
اومات سمر لتقول : يبقي قولي ليا سمر
اومات بهيه لتقول بابتسامه : طيب شوفي بقي يا سمر انا جايه واسطه خير ......
استمعت سمر الي حديث بهيه عن العريس المرتقب لتقول بزهد : جواز تاني يا بهيه ....لا يااختي انا جربت حظي وخلاص هعيش اربي العيال ...هزت كتفها وتابعت بأسي : وهو يعني حد هيرضي بيا وانا معايا ٣ عيال
هزت بهيه راسها وقالت بإقناع :الف مين يرضي بيكي .... انتي لسه صغيرة وحلوة وربنا هيعوضك خير ....دياب بيشكر ليا في المعلم ياسين والراجل شاري ومرحب بعيالك واهو كمان تكسبي ثواب في تربيه عياله وتعيشي مع راجل يعوضك
غزت الحمره وجه سمر وهي تتخيل حياه كالتي تصفها بهيه مع رجل يعاملها باحترام وتقدير ويحنو عليها وعلي أطفالها لتتنهد بأمل : تفتكري يا بهيه ....زاغت عيناها بالحزن وهي تتابع : ده ابوهم اللي هما من دمه كان مدوقهم المر يبقي الغريب هيحن عليهم ...لا لا يا بهيه انا خلاص زهدت الرجاله
اومات بهيه بتأكيد : لا ليه .... يا اختي هو عشان راجل طلع قلبه حجر يبقي كل الرجاله كده ...لسه في رجاله جدعه وزي ما قولتلك دياب قاله علي كل ظروفك والراجل مرحب وزي ما هتحني علي عياله اليتامي هيحن علي عيالك
تابعت بهيه إقناع سمر وتجاذبت كلتاهما الحديث طويلا ليمر الوقت بعدها التفتت سمر حيث فتحت والدتها الباب
قامت من مكانها واتجهت الي والدتها تقول بتهليل : امه تعالي شوفي مين عندنا
تفاجات فاطمه بوجود بهيه وبعفويه ظهرت مفاجاتها
علي ملامحها فهي لا تسمع عن بهيه الا كل سوء من ابنتها
صافحتها بهيه بود ولكن وجه فاطمه ظل محتفظ بما تسمعه عن خبثها ومكرها من ابنتها ليبدو ترحيبها لها بارد
بعد قليل قامت بهيه قائله : طيب بالاذن انا وانتي يا سمر شاوري نفسك و شاوري الست فاطمه والحاج وهستني تقولي ليا رايك
خرجت بهيه لتسألها فاطمه بفضول : كانت جايه ليه ؟!
قالت سمر وهي تشير إلي ما احضرته بهيه : جايبه شويه حاجات للعيال...تنهدت وتابعت : والله الواحد ما بقي عارف يودي جمايل المعلم دياب فين
نظرت سمر الي والدتها بخجل وتابعت : وكمان يا امه في حاجه كلمتني فيها
قالت فاطمه بفضول : كلمتك في ايه ؟!
أخبرتها سمر بخجل لتختم حديثها :  انا قولتلها اني جربت حظي وخلاص بس هي بتقولي أن المعلم ياسين  راجل كويس وكمان هيحن علي عيالي
بأمل تعلقت عيناها بملامح والدتها لعلها تخبرها برأيها وموافقتها التي بدأت سمر تميل إليها : ها ايه رايك يا امه
قالت فاطمه بشرود تقلب الحديث الذي سمعته برأسها : غريبه ؟!
قالت سمر باستفهام : ايه الغريب
قالت فاطمه وهي تنظر إلي ابنتها : يعني لما دياب جايب العريس بهيه جت ليه واختك مقالتش ليه ....لازمن الموضوع فيه إن!!
قالت سمر باستفهام ممزوج بالخزلان من جانب والدتها التي كل ما شغل راسها هو اختها : إن ايه يا امه
قالت فاطمه بانفعال : ماهو انا بقولك اهو ...ليه بهيه واختك لا اللي يقولوا
هزت سمر راسها قائله : معرفش يا امه اهي الست جت واسطه خير
قالت فاطمه باحتدام : خير ليكي يعني اختك أولي اللي تجيبه مش ضرتها
غص حلق سمر وقالت بكمد : اختي !!
اختي استكترت علي عيالي هدمه جديده يفرحوا بيها ... خليني ساكته يا أمه وبلاش اقولك اني شوفت من الغريبه حنيه مشوفتهاش من اختي
قامت من مكانها واتجهت الي حيث الأكياس التي احضرتها بهيه لتفتحها قائله : شوفي جايبه ايه للعيال
نظرت إلي الالعاب والحلوي والمأكولات والملابس
لتقول فاطمه بعيون لامعه : بهيه جابت كل ده
: أيوة يا امه مش بقولك طيبه وعملت اللي اختي مهانش عليها تعمله وولعت فيها النار عشان جوزها عطف علي عيالي إنما الغريبه بكل طيبه جايه ومحمله
تنهدت سمر وتابعت بعزه نفس : والله يا امه ماهو عشان الحاجه اللي الست جابتها ...انا بس بقولك اللي حسيته من بهيه
الست بتكلمني وتنصحني زي ما اكون اختها
تنهدت فاطمه وقالت بإقرار : كلامك صح يا بتي ... بهيه باينها طلعت طيبه غير ما كانت اختك بتقول
نظرت لها سمر واكدت : اللي يقول يقول يا امه وعلي رأي المثل...تعرف فلان اعرفه ...عاشرته لا ..يبقي متعرفهوش
اومات فاطمه قائله : أيوة يا بتي بس برضه تفتكري ليه دياب مبعتش اختك
هتفت سمر بنفاذ صبر بينما كل ما تسعي خلفه والدتها هو اختها وليس هي : اساليها يا امه
قالت فاطمه : معلوم هسألها واهو برضه ناخد رأيها في الجوازه دي وكمان نقول لابوكي
اومات سمر وقالت بخزلان  : اللي تشوفيه يا امه
.......
....
نظرت صديقه بدهشه الي دنيا التي طرقت الباب للمره الثانيه تسأله عن احسان
: يوه يا بت ما انا قولتلك احسان مش هنا
اومات دنيا وقالت بخبث : وقولتي أنها عند الست حميده واهو انا لسه راجعه من هناك ...اصلا هتكون ازاي هناك ؟!
ازدادت نظراتها مكرا وهي تتابع : هو مش هادي طلقها ..هتبقي في بيته ازاي
احتقن وجه صديقه وزاغت عيناها للحظه قبل أن تسيطر علي ملامحها وتهتف بدنيا : وانا قولتلك أنها في بيته ...انا قولت انها راحت تزور الست حميده ولا هتقوليني اللي مقلتهوش !!
ازداد شتات تفكير دنيا لتتابع صديقه ببرود : احسان راحت عند عمتها في كفر الدوار...لما تيجي هبقي اقولها انك سألتي عنها !!
أغلقت صديقه الباب وتمهلت قليلا قبل أن تفتحه مجددا وتطمأن أن دنيا غادرت في سبيلها لتنظر الي ابنتها وتهتف بها : مالها ومالك البت دي بتسأل عنك ليه ؟!
قالت احسان بتفكير : معرفش يا امه بس ايا أن يكون السبب كويس انك قولتي ليها كده ..... ماهي مش قلبها عليا ولا جايه تزوني ...دي جايه لحاجه معينه ولغايه ما اعرف الحاجه دي احسن انك مشتيها
زفرت صديقه بضيق : انا معدتش فاهمه حاجه ....يا بت فطميني في ايه ....مخبيه ايه عني
قالت احسان وهي تتناول طرحتها وتضعها حول راسها : مفيش حاجه يا امه ...يلا انا هرجع البيت احسن الست حميده تستعوقني !
........
زمت دنيا شفتيها بينما عادت خاليه الوفاض والادهي أنها لا تفهم شيء ...لا سبب ارسال دياب الكبير لها الي احسان ولا سبب تصرف صديقه والده احسان معها وكأنها لا ترحب بوجودها ...!
لتعود وطوال الطريق وهي تسأل نفسها ماذا يريد دياب الكبير من سؤاله عن احسان ...!
..........
....
تمطأ هادي بكسل بينما جلس في الفراش الوثير يشاهد التلفاز في انتظار وصال التي مكثت تصفف شعرها بعد الاستحمام ...!

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن