الفصل الثالث

7.3K 572 72
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تراجعت دنيا خطوة الي الخلف بينما انذرت ملامح دياب بالشر وهو يهتف بها بغضب : هو انا مش حذرتك الف مره مالكيش صالح ببهيه
قالت دنيا بضعف زائف وهي تستدعي دموعها : وانا عملت ايه يا سي دياب .... بقي بتزعق ليا عشان بشتكي ليك اللي عملته فيا عشان مكدبتش عليك زي ماهي عملت وكمان أمه مهجه كملت عليا ووقفت في صفها
زم دياب شفتيه وأمسك ذراعها بغضب : بهيه مش كدابه اخيرا بدأت دموعها تطاوعها وتنساب من عيونها التي امتلئت مكر وهي تقول : كدبت عليك يا سي دياب وخبت عليك ان أمه مهجه خرجت
ترك دياب ذراعها لتتقهقر خطوة للخلف ترفع يدها سريعا بحمايه أمام وجهها بينما يزمجر بغضب شديد : ميخصكيش ....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع بتحذير : اخر مره تتكلمي عليها فاهمه
اسرعت دنيا تحاول اللحاق به بينما اتجه الي باب الغرفه لتمسك ذراعه : انت رايح فين ؟!
ابعد دياب يدها عن ذراعه وهتف بها : مالكيش صالح
تركها واندفع خارج الغرفه لتأكل الغيره قلبها بينما وجدته يدخل الي غرفه ضرتها بأخر الرواق لتأكل شفتيها بحنق شديد وتتجه سريعا إلي الأسفل حيث غرفه مهجه التي رفعت عيناها إليها باستفهام : في ايه يابتي مالك داخله كده ليه ؟!

رفعت بهيه عيناها بدهشه حينما وجدت دياب يدخل الي غرفتها لتهب من مكانها وتتجه إليه تسأله بقلق : خير يادياب ...مالك يااخويا ؟!
قال دياب وهو يتجه ناحيتها ويميل ليحيط خصرها بذراعه القويه يقربها من صدره قائلا بخشونه محببه : اتوحشتك يابهيه
امتليء قلبها بالسعاده من كلماته ولكنها قالت بينما تغالب سعادتها بمجيئه : بس الليله ليله دنيا
هز دياب رأسه ونظر الي شفتيها المكتنزه وركز نظراته عليها للحظه قبل أن يأخذها بين شفتيه هامسا بعشق : بس انا عاوزك انتي الليله دي
تركت بهيه شفتيها لشفتاه كما تركت ذراعيه تكتنفها الي صدره كما اعتادت أن تتركه بلا سؤال وقتما يحتاج إليها !
....

هتفت دنيا بصوت عالي : شوفتي عمايل بهيه
قامت مهجه من فراشها الذي وضعت به احفادها ينامون بجوارها وهتفت بدنيا تزجرها من بين اسنانها : وطي حسك العيال نايميين
أمسكت ذراعها واخذتها خارج الغرفه لتتركها وتنظر لها : ها عملت ايه بهيه ليكي ؟
قالت دنيا بينما تعقد ذراعيها حول صدرها وتهز جسدها بانفعال : الليله ليلتي اللي دياب بيقضيها عندي واهي اخدته يبات عندها
نظرت لها مهجه باستنكار : وهو دياب عيل هتاخده
اشاحت دنيا بوجهها وهتفت ببرود : والله معرفش
زجرتها مهجه بغضب : اخرسي قطع لسانك دياب سيد الرجاله ويروح مطرح ما يروح
نظرت لها دنيا بخزلان زائف ومجددا استدعت دموعها : بقي كده يا امه ....هو ده الحق ...ده انا جايه اشتكي ليكي وفكرت هتجيبي ليا حقي ولا اكمنها بنت اخوكي
ماكره وتلاعبت علي قلب مهجه الابيض لتنظر لها مهجه بضيق هاتفه : ماهو انتي غلطتي لما وقفتي قدامي تعيبي في ابني
قالت دنيا باعتذار زائف وهي تمسح دموعها : مقصدش يا امه ...دياب سيد الرجاله ...انا بس الغيرة اكلت قلبي
ربتت مهجه علي كتفها تطيب خاطرها قائله : بعد الشر علي قلبك ....نظرت لها وتابعت بسماحه : يابت هو مين اللي يغير من التاني .... ده انتي اللي اتجوزها عليها ! وبعدين ليله وهتعدي وهيرجع تاني يعني هيروح فين ..يلا روحي اغسلي وشك وبطلي دلع البنات ده
انا هبقي اتكلم معاه
هزت دنيا راسها وهتفت بضعف زائف : لا خلاص يا امه لا تتكلمي معاه ولا حاجه ...انا بس قولت احكيلك وافضفض عشان تعرفي هي بتعمل معايا ايه
طيبت مهجه خاطرها بحنان قائله : بهيه طيبه وبنت حلال وبتعاملك زي اختها ....بلاش شغل الضراير يا دنيا عشان متحرقيش دمك علي الفاضي وانتي عارفه دياب حقاني ولو علي الليله دي هيعوضك بس سيبيه يكون مكان ماهو مرتاح عشان اليومين دول هو متضايق
اومات دنيا وهي تقول بمكر : عشانك انتي هسكت ياامه
نظرت إليها وتابعت بفضول : الا بالحق ...هو ايه اللي مضايق سي دياب اوي كده ....نظرت إلي مهجه بطرف عيناها وتابعت : ده حقه يبقي فرحان اكمن أخته اللي بقالها سنين غايبه رجعت
تنهدت مهجه بحزن قائله : حقه يفرح بس الله اعلم باللي في القلوب
وكانت مهجه محقه في أن الله وحده من يعلم مافي القلوب بينما امتليء قلب دياب بالغصاصه من معامله أبيه له دوما والتقليل منه !
ليمرر أنامله بين خصلات شعر بهيه التي توسدت صدره واغمض عيناه متنهدا بثقل وهو يتذكر نظره أبيه الدونيه له والتي كانت تكبر كلما كبر ...دوما شعر بأنه فاشل ولم يتذوق نظره فخر واحده الا من جده الذي اشعره بوجوده وأهميته
ركض ذلك الصغير ذو العشره أعوام يختبيء خلف ظهر والدته ينما لا يتوقف أبيه عن توبيخه : درجات زي الزفت ... كل المدرسين بيشتكوا منك
توقفت مهجه أمام مهاب تسأله بينما تضع يدها حول صغيرها الذي احتضن ساقيها يرتجف بخوف : في ايه يا مهاب ...؟
هتف مهاب بسخط : فيها أن مخه غبي مفيش فيه إلا اللعب .... !
قالت مهجه برفق لتحاول أن تمتص غضبه : ماهو عيل يااخويا
نظر لها مهاب بسخط شديد وكالعادة ينال والدته ما يناله من التقليل والتوبيخ: ماهو طول ما انتي بتقولي له كده هيفضل غبي زي ماهو ....ام تانيه تقعد تذاكر معاه وتنمي مهاراته إنما انتي ولا علي بالك حاجه الا الطلبات ...يوم الواد عاوز عجله زي ابن خاله ويوم الواد عاوز كورة ويوم الواد عاوز معرفش ايه ....إنما تركزي في مستقبله لا
غص حلق مهجه لتنظر الي الأرض بينما يتابع مهاب توبيخه لها والنابع من عدم قدرته علي توفير كل احتياجات طفله والتي تطلبها منه بعفويه ليزفر بضيق بينما تأخذ طفلها وتنصرف من أمامه
وخزه قلبه ليتجه إليها بعد قليل فيجدها جالسه في فراشها تبكي ....مهجه
لم تنظر مهجه إليه ليتجه الي جوارها ويضع يده علي كتفها بحنان قائلا : انا اسف يا مهجه...عارف اني ساعات بتعصب عليكي بس ده من خوفي علي مستقبل الولاد
امسك يدها بحنان ورفعها الي شفتيه يقبلها بينما يتابع بتبرير : يا مهجه انا دخلت الولاد احسن المدارس ونفسي يكونوا احسن مني وغصب عني اتضايقت لما روحت اسأل عنه ولقيت كل المدرسين بتشتكي منه
بسماحه نسيت مهجه توبيخه لها لتقول بسطحيه : ماهو انا قولتلك بلاها المدارس الغاليه اوي دي
نظر لها مهاب بعتاب قائلا : وانا قولت ليكي انا بستثمر في مستقبل ولادي ....تعليمهم اهم من اي حاجه
قالت مهجه بسطحيه متوافقه مع عقلها : ماهو كله علام
هز مهاب رأسه قائلا : لا يا مهجه...لما الولد يتأسس من وهو صغير في مدرسه كويسه هيطلع شاطر
لم تفهم الفرق ولم تجادل لتقول برجاء : طيب عشان خاطري واحده واحده علي الواد وبلاش كل شويه تزعق له وتأنبه ...هو راح ولا جه حته عيل
ابتسم لها مهاب يسايرها : حاضر مع اني مش مقتنع .... دياب لازم يفهم أنه مبقاش طفل وأنه بقي مسؤول ومسؤولياته هي مذاكرته
مال تجاه جبينها يقبله ويتابع : متزعليش من كلامي
هزت راسها بابتسامه صافيه : مش زعلانه
ابتسم لها ومال الي جانب شفتيها يقبلها قبله رقيقه : بحبك!
كانت دوما تسامحه في نوبات غضبه ولكن الطفل الصغير لم يسامح في سماح لم يطلبه والده بل ظل يؤنبه ويلقي عليه المزيد من المسؤوليات التي لا يفهمها طفل في عمره ....كره تلك الدروس الصعبه وكره شده المدرسين وشده ابيه معه وكان متفرجه الوحيد هو تلك الأيام التي يتلهف لقضاءها بمنزل جده بينما يسمح له بفعل كل ما يمنعه منه أبيه فكان يركض ويلعب بلا توقف ...يفعل كل شيء في أي وقت بل ويطلب ما يريد وجده لا يعز عنه طلب لذا بدأت الكراهيه تتسرب الي قلبه تجاه أبيه أو تحديدا معامله أبيه الجافيه له ويحب جده أكثر واكثر
وهاهو خرج من عباءه أبيه ودخل عباءه جده الواسعه
عاد من شروده علي لمسه بهيه الي كتفه بينما تنظر إلي عيناه بحنان تسأله ..مالك يادياب ...شايل الهم ليه ؟
لم يعتاد أن يبوح بضعفه أو شكواه الي أحد غير جده الذي يصلب ضهره به لذا قال وهو يهز رأسه : مفيش يا غاليه
قالت بعتاب : ازاي مفيش هو انا اول مره اعرفك
ابتسم لها وداعب شعرها قائلا : وطالما عرفتني يبقي عارفه أن لما اقول مفيش
أكملت جملته بابتسامه : يبقي مش هتقول
عادت تتوسد صدره بينما تقول بحب : وقت ما تحب تتكلم هتلاقي صدري واسع ليك !

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن