( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
خرجت وصال من غرفه ابيها بالمشفي بعد أن انتهت من الاطمئنان علي وضعه مع الأطباء الذين بدأو معه خطه العلاج الكيميائي...اغلق دياب مكالمته والتفت إليها لتتجه إليه بابتسامه ممتنه واسعه : شكرا يا دياب ....ربنا يخليك لينا ... ده بابا هيفرح اوي لو شافك
تجاهل دياب اخر ما نطقت به واكتفي بالتعليق علي أول جزء بينما يقول بحنان : تعيشي واي حاجه تعوزيها اطلبيها مني علي طول ده حقك
نظرت له وصال بعتاب بينما ابتعد عن اي حديث يخص ابيها لتقول له : علي فكره يا دياب بابا طيب اوي و بيحبك هو بس .....قاطعها دياب باشاره من يده قائلا : متكمليش يا وصال ...خلينا في المهم ... هتعملي ايه دلوقتي ؟
تنهدت وصال وقالت بإصرار : مفتكرش في حاجه اهم من اننا نقرب بينك وبين بابا ....نظرت له برجاء وتابعت : يا دياب السنين بتمر وحقه عليك انك تكون جنبه
افلتت زفره ضائقه من صدر دياب هاتفا : حقه عليا عملته
قالت وصال باعتراض : حقه عليك مش فلوس وبس
هتف دياب بنبره قاطعه : انا اديتك انتي الفلوس عشانك انتي وبس ..اقفلي الموضوع ده وردي عليا هتعملي ايه ...هتعاودي معايا ولا هترجعي البيت
نظرت له وصال بعتاب واشاحت بوجهها : هفضل هنا في المستشفي جنب بابا
اوما دياب دون جدال بينما جادل معها كثيرا لتخبره بقرار لا يمكن الجدال به وهو أنها لن تترك ابيها في آخر أيامه
ليقول برفق : عاوزة حاجه ؟
لم تجد ضير من المحاوله مجددا لتهز راسها وتجرب حظها مره اخري لتقول : عاوزة يا دياب
نظر لها باهتمام : اؤمري
قالت برجاء : عاوزاك تدخل لبابا تشوفه ....انت بقالك سنين مشفتهوش ازاي قادر ترفض تشوفه وهو في الحاله دي
قال دياب باقتضاب وهو يربط علي قلبه حجر : زي ماهو قدر ميشوفنيش ....لو ليا معزه عندك متتكلميش تاني في الموضوع ده
مال ليربت علي كتفها وتابع بيقين : ولو علي السنين هتعدي زي ما عدت قبل كده ...نظرت إليه ليهز رأسه ويتابع : السنين عدت وانا مسألتكيش ازاي عدت عليكي وانتي بعيد عن امك يبقي متسأليش
صمتت وصال ونكست راسها الي الأرض ليقول دياب وهو يتحرك الي خارج المشفي : السلام عليكم
رددت بصوت خافت وخيالها يأخذها الي عدد كل تلك السنوات : وعليكم السلام!
تنهدت وهي تردد لنفسها أن عددهم عشر سنوات .....نعم هو محق السنوات تمضي وستمضي
.........
.....
بعتاب ونظرات غاضبه رمقت تلك المراه الخمسينيه ابنها الذي فتح الباب ودخل لتنهي محادثتها بالهاتف الذي تضعه علي أذنها قائله : حقك عليا انا يا عليه ....اول ما يوصل هتكلم معاه
تجاهل ماجد حديث والدته الهاتفي واتجه الي غرفته ولكن ما هي إلا بضع دقائق وكانت تندفع خلفه بغضب شديد هاتفه : ايه اللي انت عملته مع خطيبتك ده يا ماجد ؟!
قال ماجد بعدم اكتراث وهو يخلع سترته : عملت اللي كان لازم اعمله من اول ما شوفت قله ذوقها وادبها مع وصال
احتدت ملامح مجيده وصاحت بانفعال : يبقي كلام خالتك صح والعانس دي كانت حاطه عينها عليك
اتسعت عيون ماجد بغضب هاتفا : اميييي ايه اللي بتقوليه ده ....وصال بنت عمي وعيب اوي الكلام ده وحرام كمان تقولي عنها حاجه زي دي
هتفت مجيده باحتدام : انت هتعلمني العيب يا ماجد ...انا امك وانا اللي خليتك دكتور مش هتيجي علي اخر الزمن تعلمني
هتف ماجد بتهذيب : العفو يا امي انا بلفت نظرك
اتجه ليقف امامها وتابع بدفاع : يا امي ميصحش اللي نانسي عملته وانا كنت بعدي كتير لما كانت بتتكلم بيني وبينها إنما قدام بنت عمي تقول كده عيب وكان لازم اخد معاها موقف
هتفت مجيده بعصبيه : خايف اوي علي مشاعر بنت عمك ومش عامل اي حساب لبنت خالتك وخطيبتك
قال ماجد بعصبيه : عشان غلطت ولو كان العكس ووصال هي اللي غلطت مكنتش هسكت
اقترب منها وتابع برفق : يا ماما افهميني ....نانسي بنت متدلعه ومعندهاش ذره ثقه في نفسها وهي اللي حطت نفسها في موقف زي الزفت مع وصال وتطاولت عليها ومع ذلك البنت مردتش
رفعت مجيده حاجبها بسخط : كفاياك دفاع وكلام عنها ...وبعدين بنت عمي بنت عمي ....ايييه هو كان عمل ليك ايه عمك
نظر ماجد الي والدته بعتاب : انتي هتعملي زي بابا وتنسي افضال عمي عليا لما كان سبب في المنحه اللي سافرت اكمل بيها دراستي
اشاحت مجيده بوجهها هاتفه : عادي يعني معملش المستحيل ..انت كنت شاطر وتستاهل
زفر ماجد بضيق من جدل لن يصل به الي اي طريق سواء مع والدته ولا مع والده من قبلها بينما أنكروا فضل عمه الذي وقف بجواره وساعده
لتزفر مجيده بضيق وتتابع : سيبك بقي من الحوارات دي ودلوقتي حالا تروح لبنت خالتك تصالحها
نظر لها ماجد برفض : مستحيل ..انا خلاص اخدت قراري
هتفت مجيده بغضب : لو معملتش كده لا هتكون ابني ولا اعرفك
زفر ماجد بينما خرجت والدته وصفقت الباب خلفها بقوة ليجلس ماجد علي المقعد خلفه ويمسك هاتفه ويتصل بوصال ليعتذر لها عما بدر من نانسي ولكنها لم تجيب .
.........
وقفت دنيا أمام المرأه تمرر قلم الشفاه الأحمر علي شفتيها المكتنزة بعد أن خططت عيناها باللون الاسود لتبزر جمالها وهي تستعد لمجيء دياب ..... اخذت روبها الحريري تضعه فوق قميصها القصير وعقدت حزامه حول خصرها وهي تتجه الي خارج الغرفه تنتوي الذهاب الي المطبخ لتنهي اللمسات الأخيرة علي العشاء الذي جهزته
...: مساء الخير يا أمه مهجه
قالت مهجه وهي تنهي اغلاق زجاجه الحليب الذي تعده لاحفادها : يسعد مساكي يا دنيا ...انتي لسه منمتيش
هزت دنيا راسها قائله : لا يا امه مستنيه دياب عشان اجهز له العشا
رمشت مهجه باهدابها للحظه وابتلعت ما كانت تنتوي قوله وهي تنهي ما كانت تفعله وتتجه الي خارج المطبخ قائله باقتضاب : ابقي تعالي خدي العيال لما يناموا
عقدت دنيا حاجبيها بعدم فهم بينما ظنت أن حماتها ستأخذ الاطفال أو تولي بهيه بهم كما تفعل دوما معها
لتسرع خلف حماتها هاتفه : والعشا بتاع دياب ياامه
تنهدت مهجه ولم تجد بد من اخبارها : دياب اتعشي من بدري
ازدادت عقده جبين دنيا بعدم فهم : اتعشي ...!! هو رجع اصلا
اومات مهجه دون قول شيء لترفع دنيا عيناها للاعلي حيث غرفه بهيه وهي تقول بتوجس : رجع امتي واتعشي امتي وفين ....عند بهيه !
اومات مهجه ولكن قبل أن تندفع الكلمات المستنكره من شفاه دنيا كانت مهجه تقول بتحذير : ميفرقش معاكي هو فين ...قولتلك يروح مكان ما يرتاح وبلاش تعملي مشاكل
هتفت دنيا بصوت غاضب : مشاكل ...ده انا مش هعمل غير المشاكل
حاولت مهجه تحذيرها ولكن لم تستمع إليها وسرعان ما كانت تسرع الي الاعلي بينما زفرت مهجه بضيق واتجهت الي الغرفه حيث بقي الطفل الذي يريد أن يتناول الحليب وينام لتترك ابنها يتولي أمر زوجتيه وتتجه الي من هم بحاجه اليها
رفع دياب رأسه باستنكار شديد تحول بلحظه الي غضب ما أن تعالت تلك الطرقات علي الباب مع صوت نداء دنيا الغاضب : افتحي ...افتحي يا خطافه الرجاله !
اهتزت نظرات بهيه التي أسرعت تبعد دياب عنها وتمد يدها الي جوارها وترتدي عباءتها علي عجل ولكن يد دياب اوقفتها وهو يرمقها بنظره عدم رضي وكأنها ممسوكه بجرم ما
: رايحه فين يا بهيه ؟!
قالت بتعلثم وهي تحاول أخذ العباءه التي أبعدها من يده : هلبس وافتح الباب
زجرها بنظراته هاتفا بنبره حازمه : مكانك
تراجعت دنيا للخلف ما أن فتح دياب الباب ووقف بقامته المديده امامها بوجه ينذر بعاصفه .... ابتلعت ببطء للحظه خائفه من نظراته لتقول بعتاب : انت ناوي تبات عندها زي امبارح
لم يعقب دياب علي كلمه مما قالت لتشهق دنيا بمفاجأة حينما انقض علي ذراعها يمسكها بعنف مزمجرا : عيدي كنتي بتقولي ايه من شويه !.
قالت دنيا بصوت متعلثم : كنت بقولك هتبات عند .....قاطعها بصوت غاضب جهلها تنتفض من مكانها : مين اللي بتقولي عنها خطافه رجاله !
استجمعت دنيا شجاعتها بينما تهتف بصوت عالي : الست بهيه .... اللي اخدتك مني
ازدادت قبضته قوه علي ذراعها مزمجرا : اخرسي واياك تتكلمي كلمه زياده عن بهيه فاهمه
هزت دنيا راسها وهتفت باندفاع غاضب : لا مش فاهمه وحالا لو مجتش معايا ورحمه امي لهكون واخده عيالي وسايبه البيت
اسرعت بهيه تتدخل بتلك اللحظه لتقول بلهفه ورجاء : استهدي بالله يا دنيا
التفت دياب الي بهيه بغضب بينما تابعت برجاء : كل اللي انتي عايزاه هيحصل بس اهدي وبلاش تحرميني من العيال ...انتي عارفه أن روحي فيهم
بجحود هتفت دنيا : ابقي هاتي انتي يااختي عيال تديهم روحك
انشطر قلب دياب لتلك النظره الكسيرة التي ارتسمت بعيون بهيه لتشهق دنيا ما أن انقض علي ذراعها ودفعها صارخا بصوت جهوري : طيب يمين بالله ما انتي قاعده فيها ... !
اهتزت نظرات دنيا وتسمرت أقدامها بالأرض للحظه قبل أن تنتفض من مكانها بينما صاح دياب بغضب شديد مجددا : سمعتي ولا عاوزة تسمعيني وانا برمي عليكي اليمين
تدخلت بهيه بسرعه تضع يدها فوق فم دياب تترجاه : لا يا اخويا عشان خاطري اخزي الشيطان ... دنيا مكانتش تقصد وانا مسامحاها ...حقك عليا انا
ابعد دياب يدها عن فمه بغضب لتتفاجيء به يجذبها إليه ويقبل راسها باعتذار : انتي اللي حقك عليا يا ست الناس ...ادخلي اوضتك
التفت الي دنيا التي رمت بعيونها تجاه حماتها التي توقفت اعلي الدرج تتابع ما يحدث تناجيها أن تتدخل ولمن مهجه بقيت صامته تصدق بنظراتها علي قرار ابنها
وجاء التصديق الأكبر من دياب الجد الذي خرج من غرفته بعد أن استمع لكل ما دار ليتجه الي بهيه التي انسابت الدموع علي وجنتيها قائلا برفق يطيب خاطرها : اسمعي كلام جوزك يا بنتي وادخلي اوضتك
التفت إلي دياب وتابع : خدها بيت اهلها وقول لابوها علي اللي عملته وفهمه أن مبقاش ليها عيش في بيتنا بعد قله الربايه اللي عملتها ..!
اخذت مهجه بهيه الي غرفتها لتقول برفق وهي تربت علي كتفها : متزعليش يا بتي ربنا كرمه كبير وهيكرمك بحق كسره خاطرك
قالت بهيه بصوت باكي : مش زعلانه منها يا امه ..... هي برضه غيرانه انا زعلانه أن العيال تتفرع من ابوهم ومننا
قالت مهجه متنهده بينما أوجعها قلبها علي ابنتها : متزعليش ربنا موجود والعيال بابوهم أو من غيره هيتربوا .....نظرت إلي بهيه وتابعت : وبعدين يا بتي بلاش تبقي طيبه كده بزياده جوزك عمل الصح ...هي فاكره بتلوي دراعه بالعيال .
هتفت بهيه بقهر : وهي العيال دي شويه يااما لما نتنازل عشانهم ...ده انا روحي هتروح مني لو بعدوا عني
قالت مهجه برفق شديد وهي تكفف دموع بهيه : بعد الشر عنك يابهيه ....هيرجعوا ياغاليه ...متقلقيش دياب استحاله يسيبهم يبعدوا عننا .