التاسع عشر

9.5K 683 87
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نظرت مهجه الي وصال بينما تتابع ما تفعله لتسألها :
ها يا وصال عرفتي المحشي بيتلف ازاي ولا بتاكلي في الخلطه وبس
اومات وصال وهي تضع ملعقه أخري في فمها تستطعمها قائله : مش بدوقه ياماما
ضحكت بهيه قائله : انتي اكلتي نص حله الخلطه ياوصال كل ده وبتدوقي
ضحكت مهجه هي الأخري بينما تقول : وهي صغيرة كانت دايما تعمل كده ....المهم عرفتي كده تعملي ازاي حله محشي ...تابعت مهجه حشو المحشي ووصال وبهيه يتجاذبون أطراف الحديث
لتقول وصال لوالدتها : اه بس ده صعب اوي ....
هزت مهجه راسها قائله باستخفاف : صعب ايه هو في اسهل من كده
ضحكت وصال قائله : سهل ايه ياماما ده انتي بقالك ساعتين قاعده تعملي المحشي ولسه مخلصتيش ...يعني طول النهار بتطبخي
قالت مهجه ببساطه : وانا ورايا ايه .... اهو انتي كل يوم بعد ما جوزك ينزل شغله تقومي تجهزي الغدا علي ما يرجع يتغدي ويريح له ساعتين تقومي تجهزي العشا
بساطه حديث والدتها لفتت نظرها لتقول باستنكار : وهو انا مش هيبقي ورايا الا اني اطبخ ...اصحي اعمل فطار وبعدين غدا وفي الاخر اعمل عشا
قالت مهجه ببساطه وهي تهز كتفها : وانتي وراكي ايه ؟!
مش لازم تأكلي جوزك ولا هياكل طوب علي رأي جدك
اومات وصال : أيوة بس برضه يعني اكيد في حاجات تانيه اعملها
نظرت لها والدتها قائله : اعملي حلويات
رفعت وصال حاجبها ضاحكه : مش قصدي ....تنهدت وتابعت : انا قصدي اشتغل
غامت ملامحها بالحنين وهي تتابع : انا شغلي وحشني اوي ونفسي ارجع اشتغل
نظرت مهجه الي جانب وجه ابنتها وحاولت قدر الإمكان الا تطيل هذا الأمر لتقول بتجاوز : بلا شغل يلا شقي ...اهو كل البنات مسيرها لبيت جوزها
رفعت بهيه عيناها تجاه دنيا التي اتجهت إليهم تقاطع حديثهم لتقول وهي تتعكز علي أحدي ساقيها : معلش يا ابله بهيه هسيب العيال قيمه ساعه معاكي علي ما اروح مع دياب للدكتور يشوف رجلي
تغيرت ملامح بهيه بينما تتابع دنيا بكيد واضح : انا ماصدقت دياب فضي يجي معايا
تدخلت وصال لتقول : خلاص مفيش داعي تروحي  طالما دياب مش فاضي خليني انا افك ليكي الغزر
نظرت دنيا إلي وصال بغيظ ولكنها سرعان ما اخفته وهي تقول : لا خلاص دياب قالي هيعدي ياخدني الوحده
قبل أن يقول أحدهم شيء كانت تسرع وتتركهم أمام الأمر الواقع بينما تركت الاطفال بجوارهم
غص حلق بهيه ولأول مره تهتف بانفعال : شايفه يا امه عاجبك اللي ابنك بيعمله
عقدت مهجه حاجبيها باستفهام : وهو ابني عملك ايه يا بهيه !
أشارت بهيه بضيق شديد وعدم رضي لأول مره تستشعره : هيعمل ايه اكتر من كده ....اهو بيعرف يسيب شغله عشان التانيه إنما أنا لا
قالت مهجه باستفهام : وانتي كنتي عاوزاه يسيب شغله ويروح معاكي فين ...اهي التانيه رايحه للدكتور يكفيكي الشر
غص حلق بهيه واشاحت بوجهها دون تفسير أو قول شيء لتلتفت
إليها وصال التي قالت بغيظ : ماهو انتي اللي ساكته يا بهيه وانا مليون مره اقولك قوليله ياخدك للدكتور ...
هي تلاقيها فضلت تزن عليه ....إنما انتي ساكته
نظرت مهجه الي ابنتها بحنق ولكنها لم تقل شيء لتتابع وصال : انتي بس اعملي اللي قولتلك عليه وسيبك منه واهتمي بنفسك وهتشوفي هيعمل ايه لما يلاقيكي اتغيرتي
هتفت بهيه بامتعاض شديد : وليه اعمل كده ...هو انا كان ريحتي وحشه ولا مكنتش نضيفه
عشان اتغير ...هزت راسها وتابعت : طول عمري نضيفه وجلابيتي زي الفل وشعري تحت الايشارب متسرح ....اه مكنتش احط احمر ولا اخضر بس كنت نضيفه 
أشارت إلي نفسها وتابعت : هو كان لازم احط احمر والون شعري عشان اعجب ...
هزت راسها وتابعت : لا يا وصال ..انا كنت عاجبه نفسي وعجباه
اديني اهو حطيت الاحمر ولبست الفساتين ايه بقي اللي اتغيير ....ولا حاجه ..دياب زي ماهو ومش هيتغير
قالت وصال وهي تهز راسها : ومين قال إنك بتعملي كده او بتغيري في نفسك شويه حاجات عشانه ...لا يا بهيه ..الست لما يتغير حاجات في شكلها بيكون لنفسها عشان تحس انها احسن مش ابدا عشان تعجب زي ما بتقولي ....ربتت علي يدها وتابعت : يا بهيه القصد من تغيير شكلك أنه يحس انك اتغيرتي مش إنك بتعملي كده عشان ترضيه في فرق كبير
قطبت بهيه جبينها وقالت بكمد : انا مفهمش كلامك ده يا وصال ....
دياب كان بيحبني زي ما كنت و التانيه هي اللي كانت بتحط احمر عشان يروح لها إنما أنا كان دايما في حضني
اومات وصال قائله : عشان بيحبك يا بهيه ...بس حبه ليكي فيه انانيه وكلامي معاكي انك تتغيري هو انك تشوفي نفسك وتحبيها وتعملي اللي يرضيكي من غير ما تعملي حساب هو راضي ولا لا طالما مش بتعملي حاجه غلط ! لازم ترضي نفسك انتي الاول يا بهيه !
خفضت بهيه عيناها الي الأرض بتفكير مستجد عليها وحديث لم يمر عليها ولا تنكر أنه شتت تفكيرها لتنفلت الكلمات من شفتيها بكمد شديد امتزج به العتاب : بس انا كنت راضيه يا وصال .... كنت راضيه بنصيبي
رفعت عيناها إليها وتابعت بعتاب : كنت راضيه لغايه ما فتحتي عيني بكلامك ودلوقتي معدتش راضيه
نظرت لها وصال بتأثر واسف : انا مقصدتش يا بهيه لو كنت أنا السبب في احساسك ده سامحيني
قامت بهيه لتحاول وصال اللحاق بها ولكن مهجه اوقفتها
قائله : سيبيها يا وصال
قالت وصال بضيق من نفسها : انا مكانش قصدي يا ماما
قالت مهجه بعدم رضي واضح : حذرتك يا وصال  وقولتلك بلاش تملي دماغ بهيه بكلامك
قالت وصال بدفاع عن نفسها : انا كان قصدي خير ومكنتش عاوزة ليها ضرر
قالت مهجه دون مراوغه : بس اديكي اهو ضرتيها
التفتت الي ابنتها وتابعت بجديه : بهيه مش انتي عشان اللي ينفعلك ينفع لها ولو أن هادي بيسمع كلامك ده عشان بيحبك وانتوا لسه في الاول إنما بهيه مع دياب من سنين وطبعت علي طبعه وهو طبع علي طبعها وهي بلسانها قالت له اتجوز وراحت برجلها خطبت له التانيه وهو متجناش عليها وهي اللي الدكاتره قالو ملهاش في الخلفه لما تيجي دلوقتي بعد كل ده تقوله غيرانه وعاوزة حقي اللي كنت ساكته عليه دياب مش هيعجبه عشان متعودش منها علي كده
قالت وصال باستنكار تدافع عن موقفها : اتعود عليها ساكته وانتي قولتي بلسانك حقها ...يبقي ايه المشكله لما تطلب حقها
قالت مهجه بعقلانية : تطلبه بلسانها ومخها مش مخ غيرها ....بكفايه يا وصال كلام معاها وهي تعرف صالحها وبعدين بهيه متربيه وسطينا ومحدش فينا بيدوس ليها علي طرف
قاطعت وصال حديث والدتها بانفعال نابع من ضيقها لاتهام والدتها أنها السبب في تعاسه بهيه الان : و انتوا هتدوسوا ليها علي طرف اكتر من أن جوزها يتجوز عليها ايه يا ماما
قالت مهجه بإصرار علي موقفها : اتجوز برضاها وخلاص وحصل وبقي عنده عيلين كمان
قالت وصال بانفعال : ومعالجهاش ليه قبل ما يجري يتجوز
هتفت مهجه بعصبيه : الدكتورة قالت ليها مش هتخلف
قالت وصال بسخط : وهي الدكتورة كانت دخلت في الغيب ..... في علاج لحالات اصعب منها
زفرت مهجه بضيق : وبعدهالك يا وصال ..انتي جايه تصلحي الدنيا ...اهو اللي حصل وبهيه ولا اول ولا اخر واحده وهي بلسانها قالت كانت راضيه لغايه ما فتحتي عينها بكلامك وقولتلك الف مره كلامك ده هيخرب عليها
نظرت وصال الي والدتها بيأس : يعني انا السبب مش دياب اللي استغل حبها
نظرت مهجه الي ابنتها بيأس هي الأخري فمهما قالت هذه أو تلك لن يتقابل تفكيرهم لتقول وهي تقوم وتحمل الأواني : انا هقوم اكمل الغدا وانتي عقلك في راسك !
.......
.....
التفتت دنيا إلي دياب وقالت بدلال بينما يأخذها الي خارج الوحده الصحيه : ربنا يخليك ليا يا دياب
تابعت وهي تميل علي كتفه : تعرف ان دي اول مره نخرج فيها سوا
ضحكت وتابعت بهيام : ده لو اعتبرت الوحده الصحيه خروجه
تركها دياب تتحدث بينما دخل الي سيارته لتتابع دنيا متنهده : اااه يا ما نفسي تاخدني انا والعيال نتفسح كام يوم في اي حته زي ما بنسمع
هزت راسها وتابعت : ولا حتي انا وانت نتمشي شويه كده بين الغيطان ونتكلم
نظرت إلي صمت دياب بغيظ داخلي بينما تركها تتحدث دون أن يوليها اي اهتمام وكأنها لاشيء
: دياب انت سامعني
همهم دياب ببرود : سامع دلعك الماسخ
التفت لها وتابع ساخرا : غيطان ايه اللي امشي وسطها ..
أغتلت ملامح دنيا لتنفلت الكلمات من بين شفتيها : وفيها ايه ولا مش حقي .... ماهو وصال اللي لسه يادوب هادي متكلم عليها وبتخرج ...قطعت باقي حديثها حينما
التفت دياب بحده بالغه اليها لتتراجع بمقعدها وتقول بتعلثم : ده ...دي ..دي امي شافتهم من كام يوم يعني وانا قولت ليه مكونش زيها
كور دياب قبضته علي المقود يعتصره بغضب كبحه وهو يحاول الا يوليها اي اهتمام لتفكر دنيا أن تلعب علي وتر تعاطفه وهي تتابع في محاوله منها لان تشتت انتباهه عما قالت عن أخته : شوفت اللي حصل لأختي ....دي واقعه في عرضك يا دياب ....!
وقفت بهيه في الشرفه تأخذ نفسها في حديث طويل تبحث به عن سبب اشتعال تلك النيران التي طالما خشيت منها والان توهجت واوجعت قلبها ...!
أوقف دياب سيارته بالباحه لتخفض بهيه عيناها الي الأسفل فتري دنيا تنزل من الجانب الآخر وبالطبع لم تترك كيد النساء لذا ما أن لمحت وقوف بهيه بالاعلي سرعان ما قالت بصوت ناعم مسموع لدياب الذي عبر من جوارها بصمت : ربنا يخليك ليا يا دياب ...!
..........
....
قالت وصال بضيق شديد تؤنب نفسها : انا حاسه بالذنب اوي يا هادي ...ياريتني ما كنت اتكلمت معاها
تركها هادي تتحدث دون تعقيب لتزيح من فوق كاهلها احساسها بالذنب بينما كان أول من فكرت بالتحدث له حينما ضاق صدرها بالضيق والذهب تجاه بهيه  : صعبت عليا ومن اول ما شوفتها وهي صعبانه عليا .... زمت شفتيها بغيظ وتابعت : المفروض أنه بيحبها ..حب ايه اللي يخليه يتجوز عليها لا طبعا مالوش اي حق
حمحم هادي قائلا بدفاع مستتر عن دياب : ولا هو أول ولا آخر واحد يا وصال وبرضه هو كان له عذره
هزت وصال راسها برفض قاطع : لا طبعا مالوش اي عذر وحتي كلامكم أنه ولا اول ولا اخر واحد ده مش عذر ولا مبرر
التفتت له وتابعت بحزم : هو لو كل الناس غلطت يبقي عادي نغلط زيهم
قال هادي بهدوء : لا بس اخوكي مغطلتش ...شرع ربنا
هتفت وصال بكمد من بين اسنانها : بس هو ظلم بهيه
قال هادي برفق : متقوليش كده ....هو بيعزها وهيراضيها
نظر إلي وصال بطرف عيناه وتابع بمغزي : هو بس تلاقيه استغرب كلامها ...اصل معندناش الصنف ده من الحريم
رفعت وصال حاجبها ونظرت له بحده : صنف ايه ؟!
حمحم هادي وقال بخفوت : يعني الصنف بتاعي حقي ومعرفش ايه ...الحرمه تاخد عنين جوزها باللين
ضيقت وصال عيناها وهتفت بهادي باستنكار : حرمه !!
اوما هادي قائلا : حرمه من حريم !!
زفرت وصال وقالت بغيظ : ايه حرمه وحريم دي ما تقول ست ولا عيب
ضحك هادي قائلا : الست يا ست الناس تاخد عنين جوزها باللين كده حلو
هزت وصال راسها وقالت بشتات : لا برضه مش في كل الأحوال ...لازم تطلب حقها
استدارت ناحيته وتابعت بخيال واسع : تعرف يا هادي أنا نفسي اخد كل الستات المظلومين زي بهيه دول وافهمهم حقوقهم
نظر لها هادي بتوجس وقال بخفوت من بين أسنانه : استر يارب
نظرت له وصال بامتعاض : بتقول ايه ؟!
قال هادي وهو يرفع حاجبه: بقول وماله يا ست الناس ...اهو كل ما تقابلي حرمه ...توقفت وعاد ليصحح حديثه باستدراك : كل ما تقابلي ست فهميها ...زي ما عملتي مع مرات رمضان ومرات اخوكي ويا عالم مين جاي !
هتفت وصال بغيظ بينما فهمت أنه يسخر منها : قصدك ايه ...اني بخرب بيتهم مثلا
هز راسه قائلا : لا خالص
......
....

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن