الفصل الخامس عشر

6.4K 564 54
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ضرب الالم الشديد جسد احسان الذي أصبح كالخرقه الباليه من التعذيب الذي نالته الايام الماضيه علي يد ابيها الذي لم يتواني عن ضربها وحرمانها من الطعام و تركها مقيده وملقاه أرضا ليوقع بها اشد أنواع العذاب غيظا وكرها بعد أن طلقها هادي .... انفلتت من بين شفتيها صرخه شقت حلقها من عزم الالم الذي جعلها تنحني علي الأرض التي جلست فوقها مقيده اليد والساق وتعض عليها وتصرخ مجددا بألم شديد تستغيث بيأس أن تنقذها والدتها : ااااه يا امه بتقطع من الوجع الحقيني !
كورت صديقه قبضتها ووضعتها بين شفتيها بقهر بينما تستمع الي صراخ ابنتها الذي لا يتوقف منذ ايام ولا تستطيع أن تحرك ساكنا وقد انهك جسدها الضئيل هي الاخري ضرب زوجها لها كلما ترجته أن يفك وثاق ابنتها ..... نظر عليوة بطرف عيناه التي امتلئت قسوه تجاه صديقه يتحداها أن تنطق ليعيد الكره ويضربها أن دافعت عن ابنتها التي تحجر قلبه عليها وكأنها ليست ابنته بل وكأنها عدوة تسببت بفقدانه الشهريه الكبيرة التي كان يحصل عليها من هادي !
قضم عليوة من قطعه البطيخ الكبيرة التي بين يداه قضمه ولوكها بين أسنانه الصفراء ليمتزج صوت مضغه للاكل بصرخات ابنتها التي بدأت تخفت ليحل محلها صمت لبضع دقائق ثم تعود لتصرخ مجددا ...حاولت صديقه أن تخالف قلبها الذي يخبرها أن صرخات ابنتها اليوم ليست ككل يوم وقد كانت محقه فاليوم صرخات احسان أشد وجعا بينما مزق الم رهيب احشائها التي اعتصرتها بيد واحده بينما قيدت يدها الأخري الي أحدي ساقيها ...!
رفع عليوة عيناه الي ابنه الذي دخل من الباب ليهتف به : سبع ولا ضبع
هتف محمود بشفاه ملتويه وهو يلقي بضع ورقات ماليه قليله علي الطاوله المهترئه أمام أبيه : شقي اسبوع أشيل وأحط لما ضهري اتقسم وفي الاخر شويه ملاليم
نظر بطرف عيناه تجاه الغرفه التي يحتجز عليوه بها احسان وتابع ببغض وقسوه : منها لله كنا متمرمغين في العز وبنصرف من غير حساب ...نظر إلي امه بنفس القسوة وتابع وهو يشير إلي المال الذي وضعه علي الطاوله : اهو شوفي هنطفح ايه بالملاليم دي
ارتمي بجوار أبيه وهو يرفع جلبابه يخلعه ويبقي ببنطال قطني وصديري رتداه اسفل جلبابه وهتف بوالدته : قومي يا امه طفحيني اي لقمه انا علي لحم بطني من الصبح
قامت صديقه علي مضض وهي تدعو من قلبها علي ابنها وزوجها بينما لم يرأف حالهم بتلك المسكينه التي اذاقوها العذاب الوان
نظر محمود تجاه طبق الخضار الذي بالكاد طبخته بعد أن نفذ كل شيء من المنزل ووضعت بجانبهم رغيفين من العيش الذي خبزته ليرفع عيناه الممتعضه تجاه والدته ويهتف بها : مفيش حته زفر ..بطني نشفت من الطفح ده
افلت لسان صديقه بامتعاض : قول الحمد لله غيرنا مش لاقي
هب عليوة من مكانه وانقضت علي شعر صديقه المغطي بايشارب بالي يجذبها منه بقسوة هادرا : وغيرنا متمترمغ في العز ...لولا عمله الفقريه بتك كان زماننا عايشين زيهم حاولت صديقه تخليص نفسها من قبضه زوجها تترجاه : سيبني يا عليوة وانا ذنبي ايه
دفعها بغل مزمجرا : ذنبك انك معرفتيش تربيها...فقريه زيك ... رايحه تعمل للراجل اللي خيره علينا سحر
قالت صديقه بألم : كان نفسها في حته عيل
لوي محمود شفتيه متبرطما : اهو خلي العيل ينفعها ...دي حتي معرفتش تطلع بالصيغه اللي كانت بتلبسها
التفت عليوة الي ابنه وضيق عيناه التي لمعت وهو يسأل ابنه : أيوة يا واد ...البت احسان كانت لابسه صيغه وتلاقيها مخبياها
اتسعت عيون صديقه بهلع حينما التفت عليوة تجاهها : فين يا وليه صيغه البت اللي كانت في دراعتها ؟!
قالت صديقه بخوف وهي تتراجع للخلف : اخذها منها المفتري هادي
رفض تصديق هذا ليهتف بها : أخدها ولا مخبياها بنت الملكومه ...
اسرع بخطواته تجاه الغرفه التي أخرج مفتاحها من جيبه وفتح الباب صوته الخشن يسبقه : فين صيغتك يابنت ال**
توقف مكانه وتسمرت قدماه وكذلك فعلت صديقه التي لحقت به لتمر لحظه من الصمت وتتسمر أعينهم علي هذا المنظر قبل أن تنفلت صرخه قويه من شفاه صديقه التي صكت صدرها صارخه : بتييييييي !!
اسرع عليوة يلطم صديقه علي فمها مزمجرا : اخرسي يا ** لما نشوف المصيبه دي
وكانت المصيبه تتمثل في احسان التي تمدد جسدها المقيد علي الأرض غارق في دماءه !!
........
...
جلس هادي شاردا لوقت طويل يفكر بهذا الطلب الذي لم يخطر له علي بال ....تريد منزل وحدها وكأن كل هذا المنزل غير كافي ...تنهد بضيق وهو يفكر بأنه لن يترك  والدته وحدها فأخته ستعود الي منزلها حتما وحتي وان تركها هي أن تتركه يبتعد عنها وقد اعتادت وجوده ...لا يستطيع أن يخبر والدته أن تلك رغبه وصال فهم بالأساس ليسوا علي وفاق وحميده لن تمرر لها شيء كهذا ثقيل للغايه عليه أن يعترف بأنه ينفذ طلبها لذا ظل تفكيره يدور في دوائر لا نهائيه وكلها تقود الي نفس النهايه بأنه لا يستطيع قبول شيء كهذا ...تمادت كثيرا في دلالها واختبرت صبره المعدوم ولكنه أمامها يتظاهر بطول البال .... التفت الي والدته التي رأت جلسته الواجمه وظنتها أنه يتجنب الحديث معها : لساتك مصمم علي مشوارك بليل ياهادي
قال هادي بملل فهو لا يحتمل الان جدال والدته فيكفي ما يفكر به : مشوار ايه ؟!
لوت حميده شفتيها من مراوغه ابنها : جوازتك اللي ولا علي البال ولا الخاطر
تنهد هادي واشاح بوجهه هاتفا باقتضاب : اعملي ليا شاي لو سمحتي يا امه
تبرطمت حميده بحنق : اعملك يا عين امك ...بس رد عليا
زفر هادي قائلا وهو يلتف الي والدته : اه يا امه
رفعت حميده حاجبها وقالت بوعيد مخفي : ماشي يا هادي
تنهد هادي وعاد يفكر في ماذا سيفعل بهذا الطلب الذي عكر صفوه وبعد أن كان يعد الساعات ليذهب لطلبها أصبح يريد المزيد من الوقت لعله يصل الي حل غير الحل الذي انتواه والذي سيجعل ثائرتها تثور حينما يضعها أمام الأمر الواقع !
........

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن