( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
وقف دياب بوسط تلك الغرفه التي تردد كثيرا في دخولها
ولكنه وجد قدمه تسوقه إليها بعد أن جافاه النوم ليقوم بهدوء من جوار بهيه التي نامت بغرفه وصال بمنزل أبيه ....اتجه الي غرفه ابيه وتوقف كتيرا أمام باباها قبل أن يتجرء ويدير المقبص ويدخل إليها
ابتلع ببطء وتساءل لماذا غزت تلك الغصه حلقه حينما وقعت عيناه علي صورة أبيه ....!
الم يظن أنه نسي ولم يسأل يوما نفسه هل ينسي الابن أبيه بينما برر دوما أن الأب نسي ابنه ومضي في عقابه لانه لم يسير علي دربه فكما لم يسأل أبيه فلن يسأل هو نفسه !
اقترب بخطوات بطيئه تجاه تلك الصورة التي اختلفت عن صورة أبيه اخر مره رآه به وقد مضت سنوات حفرت علي ملامح والده الزمن وشاب شعره به وتحول سواده القاتم الي رمادي ولكن ما لم يتغير هو عيناه .....عيناه مازالت كما هي تحمل نفس النظرات التي كانت كل ما يتذكره عن والده ....نظرات سابقا كان يراها قسوة تعكس بداخله الخوف ولكن الان يري بها حزم قادر علي أن يراه ولو من خلال صورة مازالت تثير بداخله نفس المشاعر التي انسابت بداخله و امتزجت ببعضها فلم تصبح خوف أو كراهيه أو جفاء بل عتاب وحزن وشتات من الاسئله
تحركت عين دياب ببطء تجاه إطار اخر ليري ابتسامه أبيه ابتسامه جديده لم يراها من قبل أو ربما كان يراها ولكن نادرا فقد كانت ابتسامه أبيه عزيزة تماما كشمس الشتاء .....التقط الإطار ونظر الي ملامح أبيه عن قرب ليري بها ابتسامه فخر ...!
فقط ابتسامه من جانب وجهه وقد نظر إلي وصال وهي ترتدي ثوب التخرج وترفع شهادتها عاليا ....غص حلقه بينما أخذه عقله في دوامات وتعلقت عيناه بنظره أبيه وابتسامته ...
نعم لم يري تلك النظره أو الابتسامه سابقا لأن ابيه لم يكن يوما فخور به بل كان دوما ما ينتقده
Flash back
عقد دياب حاجبيه بقوة وكأنه عاد سنوات طويله بنفس العيون المغمضه بقوة من الخوف والانفاس المتلاحقة التي تجعل صدره يكاد ينفجر بينما يختبيء خلف والدته التي وقفت امام صوت أبيه الغاضب تستجديه أن يهديء
: حقك عليا يا مهاب ....دياب مالوش صالح انا اللي قعدته من المدرسه النهارده عشان حسيته سخن
نظر لها مهاب بسخط وعنفها هاتفا : بتكذبي كمان عشان تداري عليه ....
القي الي دياب الواقف خلف والدته نظره جعلت يده ترتعش وهو يمسك بطرف ثوب والدته وكأنه سيحميه من غضب أبيه الذي تابع بسخط شديد : طبعا خايف يروح المدرسه .....المديره كلمتني وعرفت أنه اتخانق مع زميله ...مش كفايه درجاته اللي زي الزفت كمان عامل بلطجي وبيتخانق وانتي بدل ما تشوفيه عمل كده ليه بتكذبي عشان وتطاوعيه عشان يهرب من العقاب
قالت مهجه برجاء وكلمات مبعثره : يا اخويا ما هو
صرخ مهاب بعنف : ماهو ايه ...انتي بتشجعيه يبقي فاشل ومش متربي ....من امن العقاب اساء الادب
رفع إصبعه أمام وجه والدته التي بقيت تمسك بكتف ابنها وتحميه خلف ظهرها : عاوزاه يطلع فاشل وجاهل زيك !
Back
فتح دياب عيناه سريعا وانقبض قلبه داخل ضلوعه بينما تكالب عليه شعوره بالسخط أنه كان دوما سبب في توجيهه اللوم الي والدته .... دوما ما تحملت لوم وتوبيخ والده بسببه وبسبب فشله لذا العالم بكفه وتلك المراه بالكفه الأخري بالنسبه له ...! عاد دياب من تلك الذكري و
فرك وجهه بقوة يحاول أن يبعد تلك الذكريات عن رأسه والتي لن تزيده الا كراهيه وسخط تجاه أبيه
ليهز رأسه لنفسه مؤكدا أنه نعم بحاجه لتلك المشاعر حتي لا يشعر يوما بافتقاد أبيه أو بالذنب تجاهه لأنه لم يودعه علي الاقل .....أعاد الإطار مكانه واسرع يستدير تجاه الباب ليغادر تلك الغرفه التي ندم أنه دخل إليه
دون أن يقصد اصطدمت يداه بإحدى الكتب الموضوعه علي جانب المكتب ليسقط وتتناثر محتوياته التي تعلقت بها نظرات دياب ...!
مال وجثي علي ركبتيه بينما بيد مرتجفه مد يداه الي تلك الصور التي كانت وكأنها انمحت من ذاكرته وكأنها لم تكن ولكن ما أن وقعت عيناه عليها الآن حتي تدفقت الي ذاكرته تلك الأصوات ......اصوات ضحكات طفل ....طفل أخذه أبيه الي تلك الفسحه !
Flash back
: مبسوط يا ديبو
اجاب ببراءه والضحكه تمليء وجهه : اوي يا بابا
توقف مهاب وجثي علي ركبتيه أمام ابنه ونظر بحنان شديد خالف كل حزمه وقسوته سابقا الي دياب الذي تفاجيء به بعفويه يتراجع خطوه للخلف بخوف من أبيه
لتغزو الغصه حلق مهاب ويقول بلسان عكس حاله الندم التي لم تفارقه منذ الأمس :
دياب انت خايف مني ؟!
اجاب دياب بنظراته ليعتصر الالم قلب مهاب ويكور قبضته بندم شديد وقد حاسب نفسه حساب شديد بعد ما فعله بالأمس وانتوي هذا الصباح أن يصحح كل شيء فقسوته علي ابنه وتعنيفه لن تصلح شيء بل ستزيد الفجوه التي استشعرها بينه وبين ابنه وايضا بينه وبين زوجته التي اكتفت بنظره عتاب وأخذت ابنها بحضنها وبقيت بغرفته منذ الأمس
مرر مهاب يده بحنان علي شعر ابنه الناعم قائلا : انا ابوك في حد يخاف من أبوة ......غلف الندم نبرته وهو يتابع :
يا حبيبي انت اغلي حاجه عندي في الدنيا انت واختك انا اصلا ماليش غيركم ولما بقسي عليك بعمل كده عشان مصلحتك .....
عاوزك تبقي احسن واحد في الدنيا
تنهد وتابع باعتذار : عارف اني قسيت عليك كتير وكمان خانتني اعصابي وغلطت في ماما بس من غير قصدي
نظر إلي ابنه ومليء عيناه من ملامحه التي تحمل شبها دوما ما ارق مضجعه ليعترف اخيرا :
يا دياب جدك حاجه وانا حاجه ....انا عاوزك تطلع شبهي مش شبهه هو
نظر إلي ابنه وعنف نفسه من هذا الشبه الذي يراه دوما ودوما ما يكون سبب قسوته فهو يري جده به وبطبعه
: ايه رايك ننسي كل اللي فات ونبدا مع بعض صفحه جديده ....انا هحاول اتغير وانت كمان هتساعدني
اوما له دياب بلا تردد ليبتسم مهاب له قائلا : ايه رايك في اللعبه دي
اشار لأحد الالعاب التي جعلت الحماس يمليء وجه دياب بينما تابع والده وهو يأخذه ويدخل الي المحل : اختار لعبه كمان لأختك
غمز له وتابع بهمس : وكمان هنشتري هديه نصالح بيها ماما