الرابع والعشرون

9.2K 699 71
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
عجزت الكلمات أن تصف شعور وصال بتلك اللحظه لتمر بضع دقائق وهي تتطلع الي عيناه بينما لمعت عيناها بطعم السعاده التي لم تذق مثلها طوال تلك السنوات التي مرت عليها ولا يرافقها الا شعور الوحده الذي تبدل الان بوجودها أمامه تري كم يحاول اسعادها
لتتنهد وتقول بأنفاس مبهورة :  ده كتير اوي
وضع هادي يده برفق علي كتفيها وقال بحراره : مفيش حاجه كتير عليكي
شعرت بالكهرباء تسري بعروقها من لمسه يداه الحنونه ليتابع هادي بينما تتحرك يداه ببطء لتحيط بخصرها ويقربها إليه وعيناه تشتبك مع عيونها بنظرات عاشقه
: كفايه انك معايا يا وصال 
ارتجفت يدها بينما طوقت يداه خصرها وأصبحت أنفاسه قريبه منها لتلفحها حرارتها كما لفتحها حراره نظراته التي لا تبارح النظر إلي عيونها بنظرات عشق خالصه ....طافت عيناه بملامح وجهها التي يحفظها قلبه وقد تربعت به لسنوات حتي اصبح قلبه بأكمله ملك لها وحدها ....تباطأت عيناه حينما وصل إلي شفتيها الرقيقه والتي اكتست بلون وردي لامع زادها جاذبيه ليلبي هادي نداء كل حواسه التي بدء خدر لذيذ يسري بها فبدء يسدل اهدابه ويميل تجاه شفتيها .....نفس الخدر بدء يسري بعروق وصال كما حال تلك الرجفه التي زادت من دقات قلبها ....داعبت أنفاسه المحمله برائحه عطره بشرتها بينما عرفت شفتاه طريقها تجاه شفتيها
لترتجف يد وصال التي غرقت بالخجل وترفعها وتضعها علي صدره توقف اقترابه ليفتح هادي عيناه التي كان علي وشك إغلاقها
ويتطلع إليها بينما تقول بكلمات مبعثره نابعه من خجلها
: هادي  ....
قال بحنان شديد دون أن ينزعج من أبعادها له :
شبيك لبيك يا شهد العسل
ابتلعت وصال وقال بخجل محبب وهي تخفض عيناها للأرض بينما لم تعد تقوي علي مواجهه حراره نظراته : انا ....انت ....يعني انت سكتت ليه واحنا بنتكلم
قال هادي بنظرات عاشقه بينما عادت ذراعيه لتعانق خصرها : ماهو في وقت كلام و وقت سكوت....عادت أنفاسه اللاهبه لتداعب وجنتها بينما يتابع بنبره ماكره :  ولو صبرتي علي رزقك كنت لسه هقول كلام كتير ....ترك نهايه جملته لتقول وصال ببراءه بينما تحاول أن تتهرب من خجلها  : طيب ماتقول
قال هادي بعبث بينما عشق خجلها بتلك اللحظه : ماهو له وقته ومينفعش دلوقتي
سألته وصال ببراءه : ليه ؟!
داعب وجنتها بمشاكسه وقال بنبره ماكره وهو يقربها إليه ليلامس جسدها عضلات صدره : ماهو ...ماهو بس اصبري
غزت الحمره وجنتيها بينما كادت تنصهر خجلا ليجدها هادي بهروب تدير راسها يمينا ويسارا قائله بتعلثم :  هو هو ....انت مش جعان
نظر لها بعدم فهم بينما لم تصل إليه كلماتها وقد غرق بتأمل فتنتها : ايه ؟!
قالت وصال وهي تنسل من بين ذراعيه : انا جعانه اوي
ابتسم هادي علي تصرفاتها بينما لاول مره يري هروبها وتوترها ليقول بغمزه شقيه : هموت من الجوع
لسانه يقول شيء ولكنه يقصد شيء آخر فليس جوع معدته هو الذي يكاد يقتله بل جوع اشتياقه لها
لتقول وصال : طيب طالما انت جعان خلينا نأكل
قال بحنان بحنان : وماله هوكلك بأيدي
ابتسمت له ومالت لتحمل ذيل فستانها تنتوي الخروج من الغرفه ليوقفها هادي باستفهام : علي فين ؟!
قالت وصال وهي تشير إلي الخارج :  المطبخ
هز رأسه قائلا بابتسامه : لا مفيش مطبخ .....أكل العرسان في الاوضه 
اشار الي جانب الغرفه حيث تلك الطاوله التي اتجه إليها ليرفع غطاء يلو الاخر فتداعب الرائحه الشهيه انف وصال التي بالفعل شعرت بالجوع من تلك الرائحه
قالت بحماس بينما وجدت تناول الطعام هدنه حتي تسيطر علي أنفاسها المبعثره من قربه
: واو.....ايه ده كله
ابتسمت وتابعت وهي تتطلع الي الطعام بشهيه كبيرة : انا اصلا جعانه وجوعت اكتر لما شوفت الاكل
مدت يدها تلتقط أحدي اصابع المحشي ولكنها تراجعت قائله :  لا انا هغير الفستان الاول
تفاجات بهادي يهز رأسه بهلع قائلا :  لا
نظرت له بدهشه : ليه ....؟! هأكل بالفستان
اوما لها بينما لن يضيع تلك التخيلات اللعوب التي لم تبارح عقله بتلك الليله :  اه سيبي الفستان عليكي
لم تفهم وصال سبب تمسكه ببقاء الثوب عليها وهادي له تبرير لن يقوله بل سيفعله فهو لن يتنازل عن أن يكون هو من يخلع هذا الثوب ويعيش كل تفصيله من قربهم : ليه ؟!
قال هادي بابتسامه ماكره : اهو كده .....هبقي افهمك
نظرت له وصال بإصرار : طيب ما تقولي دلوقتي
ضحك هادي وهز رأسه بمشاكسه : حاجات متتقالش ...غمز لها بشقاوة وتابع : حاجات تتعمل
احمرت وجنتيها من مغزي كلماته لتقول بتهرب وهي تتجه الي المقعد أمام طاوله الطعام : طيب ..... طيب مش هتاكل معايا
اوما لها وقال بشهيه : امال ....ده انا هوكلك بأيدي
خلع عباءته ووضعها علي طرف الفراش ثم شمر عن ساعديه وخلع ساعته الانيقه لتضيق وصال عيناها وتقول ببراءه: اشمعني انت بتقلع
غمز لها بشقاوة ثم انفجر ضاحكا علي قله صبرها : هو انا كده قلعت ....انتي بس اصبري
ضيقت وصال عيناها ونظرت إليه للحظه بغيظ قبل أن تفهم بفطنه مغزي خبث نظراته لتخفض عيناها سريعا وتدفن عيناها بعيدا عن خبث نظراته بالنظر الي الطعام الشهي ....امسك واحده من تلك الحمامات المرصوصه دائريا بطبق كبير وقسمها نصفين لتتساقط منها حبات الفريك الغارق بالزبده الشهيه وهو يمد يداه بها ناحيه فمها : بالهنا
ابتسمت وصال له وتناولت من يداه الطعام لتلتقي عيناها بعيناه فتنبهر أنفاسها من نظرات السعاده التي تتراقص داخل مقلتيه ....ابتسمت بسعاده وهي تتطلع إليه بينما لم تسأل نفسها يوما لماذا لم تري بالرجال سواه فهي شبت علي حبه هو وحده لتخرج من بين شفتيها تنهيده وتنفلت الكلمات المعجبه من بين شفتيها وهي تتطلع اليه قائله : انت شيك اوي النهارده ....
ضحك هادي بسعاده من غزلها له :  عجبتك
اومات له وقال بحب وجرأه : اه.... طول عمرك عاجبني
أطلق هادي صغيرا شقيا وهو يقول بحماس :
يااا بوي بقينا نتكلم اهو ...اخيرا سمعت منك كلمه حلوة
قالت وصال بخجل وهي تهز كتفها : اه مش اتجوزنا
عادت لتتطلع إليه وتتابع بإعجاب : شعرك ودقنك  والعبايه ...وضعت طرف أناملها علي ذلك السلسال الفضي المعلق بجيب جلبابه الحريري وقد أضاف لمسه انيقه عليه لتتابع بإعجاب : كله جميل
طافت عيناه بجمالها الأخاذ وسأل نفسه هل يستحقها للحظه قبل أن يقول بهيام : وانتي زي القمر
ضحكت وصال وقالت بدلال : بجد حلوة
اوما لها لتزداد ضحكتها بينما تتابع بمرح وهي تشير إلي عيناها : شوفت اللميع اللي فوق عيني ...so wired
تابعت بمرح وهي تستغرب هيئتها : غريب مكنتش افتكر اني مكن احط ترتر فوق عيني وكمان فستان بيلمع ومليان الماظات ...!
ضحك هادي علي تلك الكلمه لترفع وصال بعفويه طرف فستانها تريه الحذاء المرصع بالفصوص اللامعه وتتابع : وكمان لبست جزمه بترتر ...ماما اللي اختارت كل ده وانا قولت اجرب ..قالت العروسه لازم تكون بتلمع
ضحك هادي علي خفه ظلها وعفويتها للحظه قبل أن تتسلل عيناه لاعلي حذاءها زاحفه بنظرات راغبه تجاه ساقيها الممشوقه لتلمح وصال نظراته وسرعان ما تخفض طرف فستانها المنفوش وتهتف به بتوبيخ لطيف :
انت بتبص علي ايه ...؟! انا بوريك الشوز وانت قليل الادب بتبص علي رجلي
انفجر هادي ضاحكا وهتف بجرأه ومكر وهو يميل ناحيتها : وصال انتي لسه مشفتيش قله ادب كملي أكلك وانا اوريهالك !!
وكزته وصال بكتفه وهتفت به من بين اسنانها :
اه يا قليل الادب
غمز بشقاوة لتسعل وصال وهي تتهرب من نظراته العابثه ...اسرع هادي يحضر لها كوب من الماء ويمد يداه برفق ناحيتها : علي مهلك
شربت وصال و مدت يدها بالمنديل تمسح شفتيها لتجتذب نظرات هادي الذي شاكسها بجرأه وهو يبعد المنديل من يدها وتتولي أنامله مهمه التحرك فوق شفتيها ....تهربت وصال من لمسته التي تثير فوضي جنونيه بكل أوصالها لتقول بتعلثم : انت مش هتأكل
اوما لها ومد يداه الي الطعام ولكن قبل أن يضع لقمه في فمه عقد حاجبيه حينما تعالي رنين جرس الباب .... من يأتي بهذا الوقت ؟!
سألته وصال بعفويه : ايه ده .....انتي مستني حد
ضحك هادي وقال بمرح وهو يقوم : ولا سبت
رفعت حاجبها بمرح : انت بتهزر
اوما لها ضاحكا : تلاقيها امي جايبه عشا
اشارت إلي الطعام أمامهم : امال ده ايه
هز كتفه قائلا : ده من عندكم ....ضحك وتابع بينما يتوقع تصرفات والدته : ماهو امي وامك هيفضلوا يعلوا علي بعض
.........
اغلق هادي باب الغرفه خلفه وسار بهذا الممر الطويل المؤدي الي البهو الضخم ليتجاوزه ويتجه الي الباب ....
فتح الباب ونظر بدهشه حينما لم يجد أمامه أحد ... دار بعيناه للحظه ثم هز كتفه حينما لم يري أحد وكان علي وشك اغلاق الباب لتظهر احسان بتلك اللحظه وتقف أمامه
توحشت نظرات هادي التي غلبتها الدهشه وهو يسألها : انتي ....؟!
قالت احسان بجرأه بينما ترسم ابتسامه لم يعرف سببها علي شفتيها : مبروك يا عريس
انقض هادي علي ذراعها يجذبها إلي الخارج وهو يوارب الباب خلفه ويهتف بها بنبره مرعبه من بين أسنانه : ازاي تتجرأي وتيجي لغايه هنا
أبعدت احسان يده عن ذراعها وقالت بغنج وبرود : اي ياهادي اوعي كده ايدي بتوجعني ....نظرت إليه بعيونها التي أتقنت رسمها بالكحل الاسود الحالك الذي أبرز جمالها بينما تقول بابتسامه واسعه : هكون جيت ليه .....جيت اباركلك ....وضعت يدها علي بطنها وتابعت بنفس الهدوء والبرود الذي كان مقابله نار مشتعله بعيون هادي : مش جوزي و ابو ابني
هتف هادي بها بسخط من بين أسنانه : انا مطلقك
اومات احسان وهي تهز كتفها : وماله ....ابو ابني
هتف بها هادي بسخط من بين أسنانه : اخرسي مش عاوز اسمع حسك
اومات احسان ووضعت يدها علي شفتيها وقالت بهمس : طبعا يا معلم هخرس ومش هعلي حسي ..... هو انا جايه اعمل مشكله مثلا ...!
ضحكت بشماته بينما تراه امامها مقيد لا يستطيع فعل شيء بينما يهتف بها بسخط : انتي عاوزة ايه ؟!
قالت ببرود : جيت اباركلك مش مصدقني ليه؟! 
نظرت اليه بخبث وتابعت : ده حتي انا اللي عملت العشا ليك و للعروسه بأيدي !!
استنكرت ملامح هادي وهب عرقه النافر وسرعان ما نفر الخطر بنظراته من مغزي كلماتها ... لينظر تجاه الدخل ثم تجاه احسان بشر ووعيد لم يأخذ من وقته لنطقه بل صفق الباب واسرع الي الداخل وقلبه يهدر داخل صدره بخوف عليها .....!
التفتت وصال الي هادي الذي دخل مسرعا الي الغرفه وتوقف مكانه مبعثر يتطلع الي يدها الممكسه بالطعام
وضعت الشوكه في فمها وهي تسأل هادي بعفويه :
مين ؟!
قال هادي بشتات بينما عيناه تركزت كما حال كل أعصابه علي شفتيها التي تتحرك وهي تمضغ الطعام : ها
قالت وصال بعدم فهم لحالته : بسالك مين ؟!
خرجت من فمه اجابه غير منطقيه بينما غاب عنه أي منطق بهذا الموقف : مش عارف
ضحكت وصال بخفه وهي تقول :  هادي ركز يا حبيبي...هو ايه اللي مش عارف ...بسألك مين كان علي الباب 
قال بهروب وهو يتجه ناحيتها :  وهو بعد حبيبي دي عاد فيا تركيز
ابتسمت وصال بخجل بينما نجح في تشتيت عقلها عن سؤالها ....ابتلع ببطء وهو يحاول بجهد كبير السيطره علي أعصابه التي تلفت وهو يراها تأكل من هذا الطعام
حمحم هادي وسألها والخوف يمليء وجدانه : انتي لسه بتاكلي
اومات له قائله ببراءه : اه مش هتأكل
هز رأسه وقال بتوتر حاول اخفاءه :  
لا.....نظرت له بعدم فهم ليتابع بابتسامه باهته : قصظي بعدين .... هو الاكل هيطير يعني
مع لكل لقمه تتناولها كانت دقات قلبه توخزه وتصدر ضجيج قوي شعر بأنه سيحطم صدره بينما يشعر بالخطر لتمتد يداه يبعد من يدها الطعام وتخرج نبرته محمله بالقليل من العصبيه : كفايه ياوصال اكل
نظرت له بعدم فهم : ليه ؟!
ابتلع هادي وقال وهو يزيف ابتسامته : الاكل مش هيطير .....نظر لها بخوف واضح وهو يتابع : انتي كويسه ؟!
اومات بدهشه : اه كويسه ...في ايه ؟!
قال هادي وهو يحاول ايجاد تبرير ليبعدها عن هذا الطعام : ابدا بس ...بس  الاكل ده تقيل اوي علي بليل
تلتفت حوله وقال سريعا : في حلويات كتير اجبلك منها 
هزت راسها وقالت بابتسامه : لا خلاص شبعت
ابتسم لها وكوب وجهها بين يديه ليري انعكاس كذبته عليها والتي قد تعرضها لخطر لاتدري عنه شيء لتخرج نبرته محمله بحنان جارف : انا بحبك ياوصال
ابتسمت له بخجل ثم رفعت يدها الملطخه بالطعام أمامه وقالت بمرح : بتحبني وانا أيدي ووشي واكلين معايا كده
قال بحب جارف وهو ينظر إلي عيناها  : بحبك في كل حال
قالت بخجل وهي تخفض عيناها عن مرمي نظراته : طيب بطل تكسفني
تاهت عيناه بتأملها بينما يحاول أن يطمئن دقات قلبه اللاهثه بأن أحيان لا تقوي علي ايذاءها ليجدها تبتعد من أمامه ....سألها بقلق : رايحه فين ؟!
قالت بابتسامه هادئه : هغسل أيدي ووشي
تركها لتدخل الي الحمام الصغير الملحق بالغرفه ثم ما أن أغلقت الباب حتي اسرع يحمل الطعام الي المطبخ  ويمسك بكيس كبير يلقي كل شيء وهو يتمني أن يكون خوفه لا مبرر له ....!
عاد للغرفه ليجدها لم تخرج بعد .....وقف أمام الباب يتحرك بانفعال يمينا ويسارا وهو يتذكر جرأه نظرات احسان ومغزي كلماتها أنها من أعدت الطعام !

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن