( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ابتسمت سمر حينما فتحت الباب في الصباح ووجدت وداد امامها لتقول بترحاب وهي تفسح لها المجال لتدخل : اهلا اهلا يا ابله وداد اتفضلي
قالت وداد وهي تدخل خطوتين : صباح الفل يا سمورا
قالت سمر بحب : صباح الورد ياابله وداد
وضعت وداد من يدها تلك الأغراض التي تحملها لتقول سمر بخجل : ليه كلفتي نفسك كده ياابله وداد ...كل ما تيجي تبقي شايله ومحمله
قالت وداد بتهذيب : متقوليش كده يا سمر دي حاجه بسيطه وكله من خير المعلم ياسين
ابتسمت سمر بخجل ما أن سمعت اسمه ليركض الاطفال تجاه وداد التي احتضنتهم بود
قالت سمر سريعا وهي تشير إلي صينيه الطعام التي كان يجلس الاطفال حولها : تعالي افطري معانا يا ابله وداد
هزت وداد راسها قائله : بالف هنا ...انا جايه في كلمتين وهمشي علي طول
جلست سمر وأشارت لأطفالها ان يكملوا طعامهم لتخرج وداد من حقيبتها الصغيرة لفه ماليه وضعتها بيد سمر قائله : خدي يا سمورا ده مهرك ياسين بعته ليكي
هزت سمر راسها وقالت بخجل : لا مهر ايه ...مفيش داعي
أصرت وداد عليها قائله : هو ايه اللي مفيش داعي ...ده مهرك وكمان دي فلوس جهازك ...أخرجت لفه ماليه أخري
لتقول سمر بخجل : لا جهاز ايه هو انا صغيرة لسه هجيب جهاز
هزت وداد راسها وقالت بابتسامه: صغيره وهتجيبي احلي جهاز يليق بيكي وبأخويا
مالت عليها تشاكسها بود : ياسين بقاله سنين ارمل ولازمه دلع
احمر وجه سمر لتتابع وداد ضاحكه : كتري من لوازم الدلع القمصان والذي منه
عضت سمر علي شفتيها بخجل وهزت راسها : لا لا يا ابله وداد دلع ايه ...انا ..انا
ضحكت وداد وعادت تشاكس سمر : انتي ايه ..شكلك هتغرقي في شبر ميه ....وضعت يدها علي كتفها بود وتابعت : كده يبقي انا اللي هاجي معاكي واشتري ليكي كل حاجه
تراجعت وتابعت باستدراك : ده طبعا لو تحبي يا سمر
قالت سمر سريعا : طبعا يا ابله وداد ....خفضت عيناها وتابعت : انا بس مش عاوزة اكلف الملعم
قالت وداد بسماحه: وهي فين الكلفه...انتي عروسه ولازمن تفرحي
غمزت لها وتابعت بمرح : هنزل معاكي ونجيب الاحمر والاسود والبمبي والحرير والستان وكله
ابتسمت سمر بخجل لتتابع وداد : وكمان نجيبلك فستان فرح
اتسعت عيون سمر وهزت راسها : لا فستان ايه ....هو انا صغيره
قالت وداد بحب : صغيرة وحلوة وحقك يابت تفرحي بلاش تستكتري علي نفسك حاجه انتي تستاهلي كل خير
ربتت سمر علي يدها بود قائله : انتي طيبه اوي يا ابله وداد
همت وداد أن تقوم لتقول : اقوم أنا بقي وبكره أن شاء الله اعدي عليكي ننزل نتسوق سوا ...غمزت لها وتابعت : اصل ياسين مستعجل اوي علي كتب الكتاب
أمسكت بها سمر قائله : لسه بدري يا ابله وداد خليكي قاعده معايا ...انا زي ما انتي شايفه كده طول اليوم وحدي
جلست وداد قائله : ماشي هقعد شويه ....
قامت سمر قائله : هقوم اعمل كوبايتين شاي وارجع بسرعه
عادت سمر بعد قليل ووضعت الشاي علي الطاوله لتتردد وداد قبل أن تقول : هو لا مواخذه يا سمر يااختي في سؤالي ....انتي مشوفتيش اختك من ساعتها ولا تعرفي ايه اللي جراها
غامت عيون سمر بالاسي وهزت راسها لتقول وداد باستدراك : حقك عليا مقصدش
هزت سمر راسها وقالت بسماحه: ولا يهمك انا اصلا بقالي كام يوم بسأل نفسي يا تري ايه اللي جرالها ولا اتحكم عليها بأيه
تنهدت وداد قائله : الله يجازيها علي عملتها ...كان ايه مستدعي كل ده
نظرت سمر الي وداد وترددت لحظات قبل أن تخبر وداد بكل شيء لتنظر لها وداد بعيون متسعه : يابوي ..كل ده يطلع منها
اومات سمر بخزي قائله : انا والله عملت اللي عملته من حرقتي ولا كنت اقصد اخد حاجه مش بتاعتي
اومات وداد لتنظر لها سمر برجاء : خليها سر بينا يا ابله وداد إكراما للمعلم دياب ...ده مهما كان موضوع يخصه وانا مكانش ليا افضح سره ...فركت يدها وتابعت : انا مشوفتش منه إلا كل خير وعيني مش قادره تيجي في عينه ولا حتي طليت علي عياله عشان عيني في الأرض من عمايل اختي
ربتت وداد علي يدها قائله : لا حقك تروحي وتشوفي العيال انتي مهما كان خالتهم
خفضت عيناها قائله : ماليش وش ادخل بيتهم وافكرهم بعمايلها
تنهدت وداد لحظات ثم قالت : اهو الايام بتنسي وهينسوا وهما مشافوش منك الا كل خير وقتها تبقي تروحي تشوفي العيال
اومات سمر لتقول وداد بتردد : بس لو تساليني رأيي اقولك تقولي لياسين. .... هو سرك وحلو يبقي عارف كل حاجه
نظرت سمر إليها وقالت بخجل : فكرت ياابله احكيله بس عشان خاطر المعلم دياب مرضتش وقولت ميخصنيش بس انتي عندك حق انا هقوله
ابتسمت وداد لها وربتت علي يدها قائله بود: جدعه يا بنت الناس
غامت عيون سمر بالحزن قائله : هما فين الناس ده انا لوحدي وامي الله يرحمها واختي اهي راحت لحال سبيلها و ابويا حتي مفكرش يطل عليا ولا يسأل جرالي ايه
قالت وداد برفق : تلاقي مراته الحربايه محرجه عليه يسأل ولا يجي ....ولا يهمك اهو ربنا بعتلك ياسين يملي دنيتك
تنهدت سمر بسعاده قائله : اه والله يا ابله وداد ده انا اول مره احس ان ليا ضهر وسند !
..........
.....
عضت احسان علي شفتيها بينما الالم يداهما منذ الأمس
لتضع يدها علي ظهرها بألم شديد .... ماذا تفعل بينما ظنت أن الالم سيمضي ولكنه لا يتوقف لتطل من باب غرفتها ولكنها تتراجع سريعا حينما استمعت الي تلك الخطوات ...مازال الوقت مبكرا حتي أن الفجر بزغ للتو فمن يستيقظ بهذا الوقت ...عقدت حاجبيها بدهشه حينما تبيت أن تلك الخطوات هي خطوات هادي الذي كان يخرج من غرفته ....تسللت علي أطراف أصابعها خلفه لتجده يأخذ سيارته ويغادر ...!
تراجعت الي غرفتها وتمددت علي ظهرها تفكر بغل بأنه حتي لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها مجددا بعد أن سألها مره واحده أن كانت بخير وبالطبع كذبت واخفت المها حتي لا يأخذها للطبيب .... !
ازداد الحقد بداخل عيونها بينما كل ما يهتم بها هو تلك الفتاه دون عن غيرها ...لماذا لا تكون مثلها ؟!
ضيقت عيناها وفكرت بقليل من الحسره بأنه كان لا تنكر يعاملها جيدا ...كان يعطيها ما تريد !! فقط يعطيها ما تريد هذا هو مقياسها وهذا هو كل ما كانت تريده منه لذا فلا تسأل عن مشاعر لم يبادلها لا هي في الأساس لا تفكر بها ...! طرحت تلك الأفكار جانبت وهي تحدث نفسها
يجب أن تخرج وتذهب لساميه لعلها تعطيها شيء يسكت هذا الالم ولكن الوقت ما يزال باكرا لذا فلتحاول أن تنام قليلا ثم تخرج !
.....
........
فرك عشري عيناه الناعسه و التي كانت تدور هنا وهناك خلف الصبيه الذين يحملون تلك الصناديق علي السيارات النقل ليتجه الي هادي الذي جلس بوجوم ..نعم حاضر بجسده ولكن عقله في مكان آخر ..! بعد إلحاح عشري اضطر أن ينزل ليتابع عمله ولكن هاهو بلا عقل حاضر !
: معلم هادي
التفت له هادي ليقول عشري : تمام العربيات حملت
اوما هادي قائلا : اطلع بيهم علي التجار
قال عشري باستفهام : ما نخلي الواد وهدان يطلع معاهم عشان اقعد معاك نخلص الحسابات زي ما اتفقنا ....
هز هادي رأسه قائلا : بعدين يا عشري
هتف عشري بجزع واضح : امتي بس يا معلم. ..انا دماغي دارت مني وخايف علي مالك ...ولاد الجبري عمالين يسحبوا علي المكشوف وعيال ابو اسماعيل نازلين بتقلهم في كل مزاد والمعلم دياب الكبير داخل عناد مع المعلم عبد الباسط وقولتلك علي الخساره اللي بنخسرها ...حك الشاب رأسه وتابع : ده غير المواشي يا معلم ...انا ماليش فيها الشغلانه دي وخايف يكون الواد ذكي الكلاف بيشتغلني ده واخد بتاع خمسين ألف علف في كام يوم وقبلهم خمسين الاسبوع اللي فات ...المال السايب يعلم السرقه يا معلم وانا دراعك اليمين بس مش ملاحق علي الوكاله والمزرعه و الأرض ده غير التلاجات اللي واقفه والمهندس كل يوم يطلب طلبات
سحب هادي نفس عميق بينما استمع بشرود الي عشري ...اعتاد أن يعمل وبعقله كل هذا ويتابعه دون عناء ولكن تلك الأيام عقله مشتت وبداخله شعور بالتخلي ...لماذا يكد ويعمل بينما خسارتها تعني أنه خسر كل شيء فلا يشعر بالرغبة في فعل شيء
جلس عشري ونظر الي هادي بود وسأله باهتمام : لا مواخذه يا معلمي اني بسألك بس انت عارف غلاوتك عندي وانا من وانا عيل صغير متربي تحت ايدك ...مالك يا معلم ..فيك ايه ؟!....قولي بس ايه مضايقك وانا بعون الله أقف في ضهرك
هز هادي رأسه وقال وهو يربت علي كتف هادي : انت اخويا الصغير يا عشري ....مفيش حاجه انا بس دماغي مشغوله اليومين دول
قال عشري بتلقائية: عمر ما عقلك انشغل عن شغلك
تنهد هادي قائلا : هتعدي يا عشري
اشار له قائلا : قوم بينا نروح المزرعه نبص علي المواشي اشوف موضوت ذكي !
.........
.....
رفعت ساميه أحدي حاجبيها الرفيعين قائله ما أن رأت احسان : هل هلالك شهر مبارك يااختي ..تو ما افتكرتي
قالت احسان بألم : الحقيني يا ساميه ضهري هيتفرتك من الوجع
زفرت ساميه قائله بملل : وايه الجديد ماهو انتي كل كام يوم تتوجعي واقولك اللي فيها ...يابت العيل ده لو مات في بطنك هيجيلك تسمم ومحدش هيلحقك ...نزليه واخلصي كده كده مش هيكمل ولا يتولد
احتقن وجه احسان بالغل وهتفت بساميه ؛ اخلص من ايه .....انا لو في حد عاوزة اخلص منه هو كلامك اللي زي السم
زجرتها وتابعت : اديني حاجه تسكت الوجع
زمت ساميه شفتيها وهزت كتفها هاتفه بينها وبين نفسها تعد علي أصابعها ما تسمعه من الأطباء بأنها بحد اقصي من في حالتها تبقي علي الجنين ١٦ اسبوع
ادارتها ساميه وقالت بلا مبالاه بعد أن توقفت عن العد : اديري يااختي اديكي حقنه وبشوقك بقي
توجعت احسان بينما تغرس ساميه الحقنه بها لتلتفت إليها وهي تعدل ملابسها قائله : وهاتي علبتين من البرشام احسن خلص
تبرطمت ساميه هاتفه : يااختي بتثبي ايه ما قولتلك ...زجرتها احسان : بقولك هاتي
اومات ساميه واعطتها التدوين هاتفه : ...يلا بشوقك
أعطتها الادويه لتستدير احسان لتغادر ولكن ساميه اوقفتها باستنكار : علي فين يا حلوة ؟!
التفتت لها احسان هاتفه : هروح قبل ما حميده تاخد بالها اني طلعت من البيت
فتحت ساميه يدها قائله : وانا مالي .. فتحت يدها وأشارت لها : فين حسابي يااختي ؟
وضعت احسان بيدها بضع أوراق ماليه لتاخذهم ساميه ومجددا توقف احسان هاتفه : عندك يااختي ...هي المصيبه اللي عندي في البيت هتفضل لغايه امتي ..قولتي يومين واهو يوم يجر التاني
هتفت احسان وهي تزفر: كام يوم يا ساميه واهو كله بتمنه
هزت ساميه راسها وكشرت عن أنيابها : هما يومين مفيش غيرهم وتجيبي خمس الالف جنيه مينقصوش جنيه واحد
..بلاها شغل الميه والمتين ده
هتفت احسان بسخط : منين يااختي هو انا قاعده علي تل فلوس ....ده انتي مقشطاني !
.......
....
