( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
حنين جارف اجتاح قلب وصال ما أن خطت قدمها منزل ابيها ليشعر هادي الذي كان يقدم قدم ويؤخر الأخري بهذا الالم الذي اعتصر قلبها وجعل الحزن يكسو ملامحها بعد أن كانت الابتسامه لا تفارق وجهها طوال طريقهم يتحدثون ويمزحون ....دخلت بضع خطوات لتقف بمنتصف الصاله ويتدفق الي قلبها سيل من الذكريات والمشاعر ..بصعوبه حاولت أن تسيطر علي دموعها و
نقت حلقها وهي تحاول رسم ابتسامه خرجت باهته علي شفتيها بينما تلتفت الي هادي الذي كان مايزال واقفا لدي الباب وهو الآخر قد اجتاح عقله تلك الذكريات التي انحفرت بداخله تاركه اثر سيء لم يظن أنه مازال موجود لتتجسد تلك الكلمات التي خرجت من فم مهاب المره تلو الأخري إليه مقلله من شأنه بتعالي وكبر مازال يراه في انعكاس عيون مهاب بتلك الصورة الموضوعه بأحد الاطارات ....ابعد عيناه عن تلك الصورة ونظر الي وصال بينما جاهد هو الآخر في السيطره علي مشاعره التي مازالت تحمل نفس السخط علي هذا الرجل حتي وان مرت سنوات إلا أن الجرح مازال له أثر
: البيت بيتك ياهادي .... اوضتي اخر الطرقه ادخل ارتاح وانا بس هدخل
تهدج صوتها بالدموع بينما تتابع : هدخل بس اوضه بابا شويه
ندم أشد الندم أنه طاوعها في المجيء الي هذا المنزل الذي يحمل ذكريات لكل منهم ولكنه بكل الاحوال تركها بغرفه والدها و تمهل قبل أن يدخل إليها ليعطيها الوقت الذي تحتاجه بينما يتخيل حالتها مع ذكرياتها الحزينه لفراق والدها
دخل إليها بعد قليل وكم التاع قلبه لرؤيه دموعها الغزيرة تمليء وجهها ليقترب منها ويضع يده برفق علي كتفها ثم يضمها إليه ويترك صدره ليكون وساده لدموعها ...
بكت وصال دون قول شيء فقط حضنه هو ما كانت تحتاج إليه ليضمها إليه ويتركها تفرغ مكنونات صدرها الملكوم ليعتصر الحزن قلبه ويتسرب إليه شعورها بالفقد وتتجدد بداخل قلبه ذكريات موت والده وكم كان بحاجه لمن يتوسد صدره ويبكي وقتها ولكنه كان مضطر للوقوف بثبات ويدفن عميقا شعوره بالفقد ليتلقي واجب العزاء بظهر منتصب
خرجت نبرته كسيرة وهو يمرر يداه بحنان علي ظهرها قائلا : موت الاب بيكسر الضهر .....تهدج صوته بينما يؤازر وجعها : حاسس بيكي....ابكي ومتكتميش جواكي
ياريت كنت اعرف ابكي كده علي موت ابويا
تنهد وتابع بغصه حلق : كان نفسي في كتفك ابكي عليه
يومها بس كنتي ضعتي من ايدي
ضمها إليه أكثر يهديء من لوعه قلبه ويتابع : بس خلاص انتي معايا وانا جنبك ووجعك ووجعي هنقسمه سوا
...........
.....نظرت بهيه الي دياب بعدم فهم : ليه بس يا دياب
هتف دياب بنفاذ صبر : اعملي اللي بقولك عليه وخلاص يا بهيه
قالت بهيه متنهده بعدم اقتناع : ماشي يا دياب بس افهم طيب ....يعني دي اختها اروح انا ازاي بدالها مع اخت العريس
هتف دياب بحزم : اسمعي اللي قولته يا بهيه وكفايه مناهده
اومات بهيه بصمت ليشير لها قائلا : يلا قومي البسي وهاخدك في طريقي اوصلك بيت ام عبدالله
.........
.....
نظرت سمر الي والدتها التي مازالت في الوسط دون أن تأخذ اي موقف لا مع زواج ابنتها ولا مع الرفض بينما موقف دياب الغير مفسر من دنيا وتجنيبها وتقديم بهيه يثير الشكوك
: مالك يا امه ؟! ....انتي مش مرحبه بالجوازه دي
قالت فاطمه بشتات واضح : والله ما انا عارفه يا بتي
اختك بكلامها إن دياب عاوز .... صمتت فاطمه حتي لا تجرح ابنتها التي قالت بانكسار : عاوز يخلص من حملي
دمعت عيناها وقالت بعزه نفس : هو انا يا امه كنت مديت له ايدي ولا فرضت عليه يساعدني وهي بس المره الوحيده اللي طلبت سلف وهي قالت مرضيش مع أن الراجل مرضيش بقعدتي في السوق
نظرت فاطمه الي ابنتها وفكرت باستدراك أن كان دياب رافض أن تكون سمر عبء عليه فلماذا لم يدعها تعمل
لتعيل اولادها
قالت سمر بكمد بينما تنزع طرحتها من فوق راسها : بصي يا امه متضايقيش نفسك اصلا انا جربت حظي ومعدتش عاوزة حاجه من اي راجل ...بلاش منها الجوازه دي
هزت فاطمه راسها : يوه يا بتي ..جايه تقولي كده والناس علي وصول ...لا العقل بيقول نقعد مع الناس ونشوف ولو فيه خير ربنا يكرمك بيه
انا بس مستغربه ليه دياب بعت بهيه واختك لا
نفس سؤال بهيه والذي سيكذب دياب أن قال إن لديه اجابه مقنعه أو شيء ملموس سوي إحساسه الذي لا يكذبه بضغينه وغيره دنيا لكل من حولها
قامت فاطمه لتفتح الباب لبهيه التي دخلت قائله بابتسامه ملئت وجهها الصبوح: السلام عليكم
يا ام العروسه
نظرت فاطمه خلف بهيه تبحث بعيناها عن دنيا وهي تقول : وعليكم السلام...هي دنيا مجتش معاكي
قالت بهيه بلياقه : قاعده بالعيال
اومات فاطمه التي مازالت لا تفهم ..!
نظرت بهيه الي سمر التي خرجت من الغرفه ترحب بها ولكن نظره الحزن بعيناها لم تخفي عن بهيه التي قالت : اخت المعلم ياسين جايه بعد يجي نص ساعه كده تكوني جهزتي يا سمر
نظرت إلي فاطمه واستأذنت منها : بعد اذنك يا ام سمر هدخل اجهزها
قالت سمر ببراءه : انا جاهزة يا بهيه
قالت بهيه بابتسامه : جاهزة ازاي ...لا ده انتي عروسه
تعالي بس معايا
نظرت سمر الي تلك الحقيبه الصغيرة التي أخرجت بهيه منها عباءه مطرزة باللون الوردي تعطيها لها قائله : ايه رايك في دي ....جبتهالك لأجل ما تبين جمالك اكتر
قالت سمر بخجل بينما عز علي بهيه أن لا تدخل علي قلبها الفرحه : ده كتير اوي يا بهيه
نظرت إلي التنورة والبلوزه التي ترتديهم قائله : ماهو انا لبست وبعدين هو انا عيله صغيرة هتزوق
قالت بهيه بابتسامه : طبعا تتزوقي انتي لسه صغيرة وحلوة ...روحي البسي العبايه وتعالي احطلك شويه احمر زي ما وصال علمتني
لم تصدق سمر رؤيتها لنفسها وقد ازداد جمالها البريء بتلك العباءه : الله يسترك ويفرح قلبك ويكرمك يا بهيه زي. ما فرحتيني
قالت بهيه بحنان : ربنا يسعدك يا اختي ...التفتت الي الطرقات علي الباب قائله : دي لازمن الست وداد
مالت علي سمر تهمس : دي ست طيبه اوي هتحبيها وان شاء الله تحبك هي كمان والمعلم ياسين فوضها تشوفك ولو موافقه هيقري الفاتحه أن شاء الله مع دياب ويجيوا يقابلوا الحاج يوم الخميس
كل تلك الفرحه لا تسع قلب سمر لتنظر الي بهيه بأمل وتدعي لها بظهر الغيب .
وعلي الجانب الآخر كانت دنيا تدعي هي الأخري ولكن بكل السوء !
..........
....
في الصباح نظر هادي الي وجه وصال التي نامت بين ذراعيه ليري انتفاخ عيونها من أثر البكاء
برفق شديد مرر يداه علي وجهها يزيل بقايا دموعها لتشعر وصال بحركه يداه فتفتح عيونها وتنظر إليه بامتنان كبير لانه بجوارها ابتسمت له بوهن : اسفه اني ضايقتك امبارح
هز رأسه وقال بحنان شديد وهو يقبل جبينها : متقوليش كده يا حبيبتي
مرر يداه علي وجهها وقال برفق شديد : المهم انك طلعتي كل الحزن اللي جواكي ومش هقولك أنه خلص لا بس علي الاقل وجعه قل
لا تنكر أن حنانه معها جعلها تتجاوز مراره فقد ابيها لتهز راسها له بابتسامه : ربنا يخليك ليا يا هادي
ضمها إليه قائلا : ويخليكي ليا ياقلب هادي .....نظر إلي وجهها وقال بحنان : طيب يلا بقي قولي ليا ايه يبسطك عشان اعمله
حاول التخفيف عنها قدر الإمكان وهو يتابع :
ايه يفرحك يا شهد العسل
قالت وصال دون تفكير وهي تضم نفسها إليه :
وجودك
اطربت قلبه بكلماتها ليحتضنها ويغرق وجهها بالقبلات بينما يقول : وانا جنبك ... ايه تاني يفرحك يا شهد العسل ....قولي ومتشغليش بالك .. هدوم ...دهب ...اطلبي
هزت راسها قائله : عندي كتير
اوما قائلا : وماله نزودهم
هزت راسها ونظرت إليه قائله : لا يا حبيبي ربنا يخليك ليا ...تنهدت وتابعت بتردد : هو في حاجه تفرحني
اوما دون تردد لتقول بطلب : عاوزة ازور قبر بابا
.......
....
ابتسمت وداد بود كبير لسمر التي استشعرت طيبتها وفطرتها بينما كل حديثها كان عن أطفالها لتقول وداد بسماحه: حنيتك علي عيالك انا متاكده انك هتحني زيها علي عيال ياسين ....ده طلبنا الوحيد يا سمر
تنهدت وتابعت : اخويا من بعد المرحومه مرضيش ابدا يدخل واحده تانيه علي عياله بس العيال بتكبر ومحتاجين واحده تراعيهم وتراعيه هو كمان واول ما المعلم دياب اتكلم عن طيبتك وادبك وعزه نفسك ياسين وافق ووكلني اجي وأشوف كلام دياب عنك
ربات علي كتفها وتابعت : والجواب باين من عنوانه
واحده غيرك كانت رمت العيال لابوهم وشافت حالها
هزت سمر راسها بامتعاض : يالهوي ...ارمي عيالي يا ابله وداد ده انا ارمي نفسي في النار ولا أفرط في ضفر عيل من عيالي
قالت وداد بحب : وعشان كده ربنا عوضك ....ابتسمت وتابعت : اخويا ياسين حنيه الدنيا فيه وعلي قد ما يبان صعب بس حنين اوي وهيحن علي عيالك ويراعيهم زي عياله و انتي طبعا مش محتاجه وصايه علي عياله
اومات سمر دون تفكير : عياله في عنيا يا ابله وداد وعمري ما هفرق بينهم وبين عيالي
ابتسمت وداد قاله بتهليل وهي تطلق زغروده : يبقي علي بركه الله
...........
....
![](https://img.wattpad.com/cover/322830058-144-k52146.jpg)