السادس عشر

7.5K 595 61
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

وكأنها ربحت معركه كانت حميده تنظر بأنتصار الي ابنها الذي  بقيت ملامح الصدمه مرتسمه بقوة علي ملامحه للحظات طويله وحرفيا كأن عالمه انهار فلم يكن بحال تسمح له بسماع حديث والدته التي قالت بتشفي : اظن مفيش علامه اكتر من كده تقولك أنك مش هتكون في يوم للبت اللي قلبي مش مرتاح لها دي ...قدمها شوؤم علي نفسها ما بالك بقي هيكون ازاي عليك !
لم تفهم احسان شيء من حديث حميده والذي يبدو به الكثير من الغموض ولكنها لم تسأل بالرغم من الفضول الذي تملك منها و اوجب عليها أن تعرف عن ماذا تتحدث حميده ولكن ليس الان فلتعود اولا الي كنف ذلك المنزل ثم تعرف كل شيء لاحقا وعلي الاقل يكفيها موقف حميده التي دون تردد واضح انها اخذت جانبها وتعرف احسان جيدا أن هذا ليس حبا بها بل تمنيا بالحفيد المنتظر الذي لا يلقي نفس التمني لدي هادي !
نظرت احسان إليه بتوجس بينما استوحشت ملامحه بطريقه مخيفه ويبدو أن خبر حملها لم يحرك به شعره
لتمسك بيد حميده وتتوسل إليها وهي تمسك بطنها بيدها وتجثو اسفل قدمها : احميني يا امه حميده من ابويا ... ابوس رجلك يا امه حميده احميني انا ماليش غيركم ..ااه لو تعرفي عمل فيا ايه
توجع قلب نشوي الذي احتار يتوجع من أجل نظرات الانهزام وقله الحيله المرتسمه علي ملامح أخيها بعد أن كاد يطير من الفرح ام من أجل احسان التي تنوح و تبكي بقهر تخبرهم بما فعله ابيها بها بينما رفعت طرف جلبابها المتسخ تريهم اثار وحشيه ابيها وهي تقول بقهر :
ابويا كان مكتفني ايد ورجل من غير لقمه ولا بوق ميه
اشارت إلي اثار القيد علي ساقيها ويدها التي امتلئت بالكدمات : شوفي عمل فيا ايه المفتري
بالطبع تأثرت ملامح نشوي وثارت ملامح حميده ولكن ملامح هادي بقيت قاسيه جامده كما هي لتحاول احسان الضغط أكثر عليه بطفله القادم : كان عاوز يسقطني يا هادي
هتفت حميده بفزع : تفي من بوقك يا بت
قالت احسان تجاري حميده بضعف : بعد الشر علي ابن هادي يا امه أن شاء الله انا ....انا اتحملت الضرب والجوع والعطش عشان خاطر العيل اللي هادي بيترجاه من الدنيا
نفس الملامح الجامده فلم تراهن علي هادي بل وجهت ضعفها وشكواها الي حميده وهي تتابع بضحكه من بين دموعها الغزيرة :
شوفتي يا امه ربنا عوضنا خير ازاي انا وهادي وحملت
التفت هادي لها بحده هاتفا اخيرا بعد أن حاول تمالك نفسه : انتي كدابه !
ابتلعت احسان ببطء ونظرت إليه حميده باستنكار بينما انقض علي ذراعها بلا شعور يجذبها منه صارخا :  حامل بالسحر والشعوذه
بكت احسان وهي تهز راسها بخوف من ملامحه الغاضبه : لا والله ....ده اتاري انا كنت حامل ومعرفش
زادت من جرعه بكاءها وهي تتابع : هو انا روحت لقدروة ليه مش عشان اسعدك واجيبلك عيل
هتف هادي بسخط وهو يهزها بينما مازال يقبض علي ذراعها : مش عاوزة
تدخلت حميده تسحب حميده من قبضته وهي تهتف به بسخط : توف من بوقك يا هادي .....بقي بترفس النعمه اللي بقالك سنين مستنيها
نظرت إليه بمزيد من السخط مزمجره : وكل ده عشان مين ...عشان الدكتورة
افلتت الكلمات من شفاه احسان : دكتوره مين يا امه
صاح هادي بحنق : اخرسي مش عاوز اسمع صوتك
قبل أن تنطق كانت حميده تقف أمامه وتهتف بقوة : 
مش هتخرس بس انا اللي هتكلم وهقولك انسي المشوار اللي انت رايحه اهو ربنا بعتلك علامه عاوز ايه اكتر من كده
احتدت ملامح هادي وكور قبضته لتسرع نشوي الي والدتها تهتف بها برجاء : ايه دخل ده في ده يا امه ...ابوس ايدك بلاش تولعي النار زياده انتي مش شايفه حالته
صرخت بها حميده : اخرسي يا بت ومتتدخليش ويلا خدي مرات اخوكي ترتاح فوق لما اشوف هعمل ايه انا واخوكي في ابوها اللي يتشك في أيده
صاح هادي بغضب : البت دي مش هتفضل هنا
اهتزت نظرات احسان وارتجف جسدها الضعيف بقوة :
لا يا هادي ابوس ايدك مترجعنيش لأبويا بقولك هيسقطني !
افلتت الكلمات الغاضبه من شفتيه بلا شعور أو تفكير : في ستين داهيه
هتفت به حميده بسخط :
انت بتقول ايه ؟!
هتف هادي بنبره قاطعه : اللي سمعتيه يا امه انا طلقتها
لماذا تتحدث احسان طالما حميده تتحدث بأكثر مما تريد
والتي قالت : متجوزش الطلقه وهي حامل
حاولت نشوي تحذير والدتها التي تضغط بقوة علي أخيها الذي كان كالبركان علي وشك الانفجار : امه !
تعالي رنين هاتفه مجددا بينما عمه لا يتوقف عن الاتصال به ليتعجله ليعيد هادي الهاتف لجيبه وهو يدور حول نفسه يفكر ماذا يفعل وحميده لا تتدخر جهد في الضغط عليه ..!
هل ضاع حلمه وانتهي ...هذا كان كل ما يفكر به ولا يحتمل مجددا الشعور بفقدها أن عرفت بشيء كهذا مؤكد لن توافق علي الزواج به ...هكذا بتلك البساطه بعد أن كانت ستكون له ويتحقق حلم السنين يتبخر بلحظه بسبب تلك التي أراد الفتك بها
مع أفكاره وإحساسه بقله الحيله ازداد توتر ملامحه بينما تهتف حميده دون أن تدري انها تسكب المزيد من البنزين علي نار مشتعله بالفعل ومتوهجه : مراتك مش هتطلع من البيت وانت مش هتعمل اي حاجه دلوقتي الا انك تجيب حقها وحق ابنك من ابوها
نظر هادي الي والدته بشراسه ؛ من أمتي حد بيقولي اعمل ايه ومعملش ايه
هتفت حميده بجبروت : من دلوقتي يا هادي وهتعمل اللي انا بقوله ....أشارت إلي احسان التي بالكاد تستطيع أن تقف بينما الالم الشديد لايبارح جسدها ولكنها تحتمله وستحتمل المزيد حتي تعود إلي هذا المنزل :
البت حامل ...سنين وانا بتمني اشوف عيالك وانت جاي تقولي طلقتها ...لا يا هادي غلطان لو فاكر اني مش هقف لك
صاح هادي بغضب شديد : مش عاوزها يا امه
قالت حميده بجبروت : مش مهم انا عاوزة اللي بطنها
: مش هتقعد في البيت
هتفت حميده بنبره قاطعه : هتقعد
مجددا تعالي رنين هاتفه ليصم آذانهم صوت تحطم الهاتف الذي أخرجه هادي من جيبه و القاه علي الأرض لينزل حطام 
اشفقت نشوي علي أخيها الذي انهارت كل أحلامه بلحظه علي حقيقه كتلك
لتتجه إليه برجاء هاتفه : استهدي بالله يا اخويا وكل حاجه هتتحل
نظر هادي الي أخته التي لم تفعل شيء إلا مجرد بضع كلمات تهدئه بها ولكنها له طوق نجاه من الاختناق الذي يشعر به
قالت نشوي برفق وهي تمسك كتفه لتشعر بالذبذبات الغاضبه التي تسري بجسده :
احسان اهي قاعده وانت روح مشوارك ولما ترجع تكون هديت وتفكر هتعمل ايه ....نظر هادي إليها ولاح بعيناه السؤال ..كيف يذهب لتتابع نشوي برفق :
مهما كان عيب الناس تستني وانت اديتهم كلمه
نظرت حميده بغضب جارف الي ابنتها : انتي بتقولي ايه يابت انتي ...ناس ايه اللي يروح لهم
نفس السؤال أرادت احسان أن تسأله ولكنها صمتت تحاول أن تفهم!!
........
...
توقفت بهيه خلف دياب لتضع فوق كتفه عباءته الكتان السوداء والتي عززت من لون جلبابه الابيض لتلمع بعيناها نظرات الإعجاب به والتي لم يخفت وهجها بل تزداد مع مرور السنوات .... ابتسم دياب لها بينما رأي جمال عيونها التي تكحلت بلون اسود أبرز عسليتيها
أكثر ليقول بإعجاب : بقالك كتير محطتيش كحل يا بهيه
قالت بهيه بخجل : دي وصال وهي بتحط احمر لنفسها قالت تعالي ازوقك يا بهيه
هزت كتفها وتابعت بنفس الخجل بينما لا يترك دياب النظر إلي عيونها : قولتلها انتي العروسه مش انا بس ربنا يجبر بخاطرها صممت تزوقني
قال دياب بإعجاب : في عيني انتي احلي من اي عروسه
ضحكت بهيه بخفه قائله : كده وصال تزعل
استدار دياب ناحيتها بينما تهندم علي كتفيه العباءه وهي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها حتي بالكاد وصلت إلي منتصف صدره ليخفض دياب وجهه ناحيتها
يمليء عيناه من جمال تلك الحمرة الخفيفه التي سرت بوجنتها وجعلتها مثل حبه التفاح
أحاط خصرها بذراع بينما ابعد العباءه بالذراع الاخر لتقع أرضا ...أسرعت بهيه تنحني لتلتقط العباءه :
يوه العبايه وقعت
امسك دياب بذراعها يوقفها قبل أن تنحني ليرفعها بين ذراعيه بينما يهمس بهيام : ده قلبي اللي وقع
ابتسمت بهيه بخجل قائله : سلامه قلبك
نظرت له وتابعت بخجل : يوه علي كلامك يا دياب
ابتسم دياب ومرر ظهر يداه علي وجنتها قائلا بهمس حميمي بجوار أذنها : يوه علي جمالك انتي يا بهيه
التقت شفتيه بجانب عنقها ليدغدغ مشاعرها بتلك القبله الحاره التي تمهل وهو يضعها علي بشرتها التي التهبت بالحمره لتهدر الدماء بعروق دياب وسرعان ما تنهل شفتاه من رحيق بشرتها بتمهل ويهمس بكلمات الغزل متجاهل ممانعتها الضعيفه وتذكيره أن هادي وعمه علي وشك الوصول !
......

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن