الفصل السابع والثلاثون

5K 634 57
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نظر هادي تجاه وصال التي لاحظت الأجواء المشحونه حولها بدء من ملامح هادي المتجهمه وكلامه المقتضب منذ وصوله قبل دقائق الي تلك النظرات التي كانت تدور بينه وبين أخته بينما تجنب النظر إلي والدته ..!
اشار هادي الي وصال وقال باقتضاب : يلا
اومات وصال وهي توصي نشوي ببضع نصائح بينما لمحت يد حميده التي مدتها تجاه ذراع ابنها تمسك به وهي تقول : لسه بدري اقعد يا هادي اتعشي معانا انت ومراتك
بنفس اللحظه جذب هادي ذراعه بجفاء من يد والدته التي تغيرت ملامحها ورفعة عيناها تجاهه وكأنها تناجيه
ولكنه سرعان ما اشاح بعيناه وكأنه رافض النظر إليها وأشار إلي وصال وهو يعتدل واقفا ويدعها تسبقه الي الباب ....!
التفتت حميده الي نشوي وهمست لها ببراءه بعد أن زجرتها نظرات هادي بموضع الاتهام أنها قصدت أن تأتي بوصال : شايفه اخوكي بيبص ليا ازاي وكأني قاتله له قتيل ...هو انا عملت ايه ؟!
لم تعقب نشوي بينما يأست من الحديث مع والدتها في هذا الأمر لتسرع حميده خلف هادي الذي كان قد تجاوز الباب بينما سبقته وصال الي السياره
: هادي
التفت الي والدته بملامح مقتضبه لتتقدم وصال بضع خطوات مبتعده ويتوقف هادي مكانه بينما تقدمت منه حميده وهمست له ببضع كلمات لم تسمعها وصال التي بعفويه رفعت عيناها الي الاعلي وسرعان ما تسارعت دقات قلبها مع ظهور نفس الوجه امامها يطل من الشرفه للمره الثالثه ....تعالت أنفاسها بينما في الضوء الخافت حاولت أن تدقق النظر وتتبين أن كانت تلك الفتاه حقيقه ام مجرد خيال ...!
قالت حميده بخفوت : مالك يا ولدي بتبص ليا كده ليه ....هو انا عملت حاجه ؟؟!
ليته غضب عليها أو قال شيء بل صمت ونظر لها نظره بألف معني واولاها ظهره واتجه ناحيه وصال التي كانت عيناها معلقه بالاعلي
ما أن اقترب هادي حتي نظرت له وصال ثم رفعت يدها وعيناها الي الاعلي وهي تقول : هادي بص فو.....ماتت باقي كلماتها علي شفتيها بينما كل ما رأته كان الفراغ ....!
التفت هادي حيث أشارت ودقات قلبه يكاد يسمعها تطرق داخل صدره كالطبول وبتعلثم حاول السيطره عليه كان يرسم الثبات وهو يسألها : في ايه ؟!
قالت وصال بكلمات مبعثره ونظرات عيناها المشتته معلقه بتلك الشرفه : البنت ...البنت اللي قولتلك شوفتها
ابتلع وقال بثبات ينافي التوتر الساري بعروقه بينما يدير رأسه ببطء تجاه الاعلي : بنت مين ....اهو قدامك مفيش حد ...جايز بيتهيألك يا وصال
عقدت حاجبيها وهزت راسها رافضه تصديق كلماته وتكذيب عيناها لتشعر بيداه تربت علي ذراعها ويحثها علي أن تدخل الي السياره ...!
ولكن قدمها أبت أن تتحرك لتقول برفض واضح : لا مش بيتهيأ ليا ..انا متاكده ....اوضه مين دي ؟
تسارعت أنفاسه التي حاول السيطره عليها وهو يقول بينما مازالت يداه تحثها علي أن تتحرك : اوضه فاضيه !
تفاجأ بها تتجاوزه بخطوة هاتفه بعناد : طيب انا عاوزة اطلع اشوفها
عقد حاجبيه وهز رأسه باستنكار : تشوفي ايه؟! ....بقولك اوضه فاضيه يا وصال
التقت نظراتها بنظراته التي خانته وبدي بها الغضب من قله حيلته بينما لم يعتاد أن يكون كالفأر بالمصيده
: يلا ياوصال انا روحي في مناخيري اصلا وبزياده اللي عملتيه ؟!
نظرت له بعدم فهم متساءله : وانا عملت ايه ؟
قال باقتضاب وهو يتجه الي السياره : لينا بيت نتكلم فيه يلا
نجح في تشتيت ذهنها للحظه عن لغز تلك الفتاه وجعل عقلها ينشغل بما فعلته وضايقه وترك التحدث عنه بالمنزل
الصمت الذي كان يصاحبهم طوال الطريق القصير الي المنزل امتزج بالتوتر الواضح علي ملامحه وأثر عليها بينما تعالي بداخلها شعور بأن هناك شيء ما ترجمته بما حدث ما أن دخلوا الي المنزل !
تركها هادي تتقدمه بضع خطوات ودخل خلفها واغلق الباب والقي مفاتيحه علي الطاوله والتي أصدرت ضجيج جعلها تستدير ناحيته وقبل أن تسأله عن سبب صمته أو تفسير لملامحه كان هادي يقف أمامها وينظر إليها بقليل من الحده التي جاهد ليتحكم بها : ليه مكلمتنيش قبل ما تطلعي من البيت ؟
فتحت وصال فمها بينما كانت ستنطق بالتبرير الذي لم يدعها هادي تقوله وهو يتابع بنبره خشنه : نبهتك قبل سابق يا وصال تقوليلي قبل ما رجلك تخطي برا الباب وانتي ولا كأنك عامله اعتبار لكلمتي ولا اعتبار للاصول اللي بتقول أن ليكي راجل لازمن يعرف أن كنتي طلعتي من بيتك صح ولا غلط ؟!
تعلثمت ليس من كلماته التي أقرت بداخلها بصحتها ولكن من نبرته المنفعله التي لم تعتادها كما لم تعتاد التملص من خطأ سواء مقصود أو غير مقصود ارتكبته
لتقول وهي تهز راسها : مش قصدي طبعا واكيد بعمل ليك ولكلامك اعتبار انا بس لما ....لما والدتك كلمتني
اشار لها وهتف باقتضاب : خلاص يا وصال بس متكرريهاش
افلتت زفره ضائقه من صدرها وقبل أن تفقد السيطره علي لسانها كانت تقرر أن تصمت وتنسحب فلا داعي للجدال فهو بكل الاحوال محق ...!!
..........
....
نظرت حميده الي نشوي التي رمقتها بنظره عدم رضي وحملت طفلها وقامت لتوقفها والدتها : وانتي كمان بتبصي ليا كده ليه زي اخوكي ؟!
قالت نشوي بضيق : مش عارفه يعني يا امه ...زمت شفتيها بضيق وتابعت : كلمتي وصال وقصدتي تخليها تيجي لغايه هنا ...كان قصدك ايه ؟!
تظاهرت حميده بالبراءه وهي تقول : وانا اعرف منين أنها هتيجي
رفعت نشوي حاجبها : وبعد اللي قولتيه لها يعني مكانتش هتيجي
قالت حميده بتعلثم : اه انا بس قولت اقولها الكلمتين اللي محشورين في زوري
هتفت نشوي بسخط : وهتستفيدي ايه ....اهي جت وإحسان هنا والله اعلم كنتي ناويه علي ايه
هتفت حميده بامتعاض : وانا هنوي علي ايه
واجهتها نشوي بسخط : انك تخليها تعرف بالمستخبي
افلتت الكلمات من شفاه حميده : وهو في حاجه هتفضل مستخبيه ...ماهو لازمن تعرف
سحبت نشوي نفس عميق وزفرته هاتفه : تعرف منه يا امه مش منك
نظرت إلي والدتها وتابعت : لازمته ايه اللي بتعمليه وهادي مش غبي ومؤكد فهم اللي قصدتيه واهو زعل منك ...ارتاحتي يا امه
تركت والدتها واندفعت للاعلي لتجلس حميده بكمد تهتف بتوبيخ لنفسها : وهتيجي منين الراحه !
............
....
استندت وصال الي ذراعها واعتدلت جالسه تسند ظهرها الي الوساده خلفها بينما جافاها النعاس وبقي عقلها مشغول وصورة تلك الفتاه تدور برأسها بلا توقف لتعود بتمهل تراجع كل ما حدث وببطء تدير راسها تجاه هادي النائم بجوارها وتتذكر توتره وتنفلت من صدرها تنهيده وهي تتساءل : انت مخبي عليا ايه ؟!
لا تعرف أن كان هناك ما يستحق أن تشغل عقلها به أو أنها مجرد هواجس تركزت في خوف غير مبرر بأنها زوجته المتوفاه فهذا هو أقصي ما جال بخاطرها وظنا منها أنه يخشي عليها من هذا الهاجس المخيف توتر ولم يجادلها
تنهيده تلو الأخري بقيت تخرج من صدرها بينما تقضم أظافرها بتوتر حتي الصباح !
رفعت حاجبها وتوقفت عن قضم أظافرها وادارت راسها تجاه هادي الذي كان ما يزال نائم وحاولت بجهد ابعاد تلك الفكره عن راسها ولكن ماذا تفعل في عنادها فهي لابد أن تقطع الشك باليقين ...!
فرك هادي وجهه واعتدل جالسا يتثاءب ونظر الي جواره حيث جلست وصال ليعقد حاجبيه : ايه يا وصال انتي كويسه
اومات سريعا وهي ترسم ابتسامه علي شفتيها وتخفي فكرتها عنه : اه يا حبيبي ليه ؟!
قالت بقلق : انتي منمتيش ؟!
هزت راسها : لا خالص ...انا لسه صاحيه من شويه
اوما لها ومال يقبل وجنتيها قائلا : صباح الخير
ابتسمت له قائله : صباح النور يا حبيبي
يشعر بها وراوده شعور بأن هناك شيء ما مهما رسمت علي وجهها ليسالها : انتي كويسه يا حبيتي
اومات له وهي تبتسم بزيف : أيوة يا حبيبي ...يلا انا هقوم اجهز ليك الفطار
اوما هادي لها وهو يحاول الا يفكر أن كانت قد شكت بشيء مما حدث بالأمس والذي اثقل صدره
........
.....
هب الاطفال من نومهم بفزع علي صرخه سمر التي هزت أرجاء المنزل وهي تميل علي صدر والدتها تبكي وتنوح : امه ....لا يا امه متسبنيش انا ماليش غيرك .....انهمرت دموعها بينما تتابع بقهر شديد: متحملتيش القهر يا امه ....متحملتيش اللي قالوه عني ...بس انا معملتش حاجه ..انا بريئه يا امه وكان نفسي تصدقيني.
ارتجفت شفتيها التي بللتها دموعها الغزيرة بينما تتابع بقهر : ليه يا امه حتي مسالتيهاش ...ليه تحمليني ذنب انك تموتي بقهرتك ...!
رفعت عيناها التي نزفت دموعها المقهورة تجاه أطفالها الواقفين لدي باب الغرفه يضمهم أخيهم الكبير ويبكون بخوف لترتجف شفتيها بينما لم تجد سواهم تشكو لهم : امي ماتت يا عبد الله ...ستك ماتت
ركض الاطفال الي والدتهم تضمهم إليها وتبكي بقهر وعيناها لا تفارق النظر إلي ملامح والدتها التي غادرتها الحياه !
............
.....
عقد نعمان حاجبيه وترك فنجان القهوة من يده وهب سريعا من مكانه ما أن لمح حميده ليسرع ناحيتها بقلق : خير يا ام هادي في ايه جايه الوكاله ليه
قالت حميده بكمد : متقلقش يا اخويا مفيش حاجه ...انا بس عاوزة هادي في كلمتين
نظر لها نعمان بقلق : كلمتين ايه اللي تيجي عشانهم لغايه هنا ....مروحتيش بيته ليه ولا كلمتيه في التليفون
قالت حميده وعيناها تبحث عن هادي : كلمته مش بيرد عليا
رفع نعمان حاجبه وهتف بها : صدر منك ايه يا ام هادي
توحشت نظراته بينما يتابع بوعيد : اياك تكوني كررتي عملتك بتاعه الدجاله
هزت حميده راسها وقالت بتوتر لم يخفي علي نعمان : لا يا اخويا حد الله
نظر لها وضيق عيناه : امال ايه اللي صدر منك وضايق هادي وخلاكي تيجي لغايه هنا
نظر نعمان إليها بينما تخبره بما حدث ببراءه لم تلامس عقل نعمان الذي يحفظها عن ظهر قلب
ليضم قبضته علي عصاه وينظر لها قائلا بمكر : وهو مش ابنك محذر عليكي حاجه ...عملتيها ليه
قالت حميده ببراءه مزيفه : انا كنت بعاتبها زي ما اكون بعاتب نشوي يا اخويا ومكنتش اعرف انها هتيجي
تنهد نعمان بعدم رضي لتتابع حميده بانفعال : وبعدين هو يعني البت احسان هتخفي تحت الارض ماهو مسيرها تشوفها وتعرف
هتف نعمان بغلظه : تعرف منه مش منك ولا بالمكر والحيله
رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : متصغريش ابنك وسيبيه يتصرف ...غلطان وعارف وهو قال هيصلح اللي عمله يبقي تسيبيه يتصرف مع مراته بدماغه واطلعي انتي منها
خفضت حميده عيناها ليشير نعمان بينما لمح توقف سياره هادي علي بعد يضعه أمتار : اهو هادي جه .... مفيش منه داعي تتكلمي معاه وسط السوق قولي له يبقي يعدي عليكي وبزياده تشاكلي طوب الارض يا ام هادي
اومات حميده ونظرت الي نعمان برجاء : حاضر يا اخويا بس كلمتين منك له ...انت عمه وكبيره وهو بيسمع منك
.......
بعيون ملئها الحقد والحسد تابعت احسان نشوي التي وضعت طفلها علي صدرها تلاعبه لتكور قبضتها بكمد وهي تتذكر ذلك الجنين المشوه الذي تحمله ...دون عن كل النساء التي تنجب كل يوم يكون هذا هو نصيبها
الذي لا تستطيع تغييره ...تغلبت علي سوء حظها بالمكر والان لا ينفعها ....اعجزت أن تكون مكان نشوي التي تتمني زوال ما لديها ... انتبهت من شرودها علي يوت نشوي التي قالت وهي تمد يدها إليها بالطفل : وحياتك يا سونه خلي حسن معاكي علي ما أنزل اعمله رضعه لحسن جعان
اومات احسان وأخذت الطفل بين يديها ونظرت له بحسد شديد جعلها تستكثره علي والدته ....!!
أدارت نشوي راسها تجاه الباب الذي تعالت تلك الطرقات فوقه لتضع من يدها زجاجه الحليب وتتجه الي الباب تفتحه ولكن سرعان ما تتسمر مكانها وتتجمد نظراتها !
..........
.....
اشاح هادي بوجهه دون قول شيء لتهمس له حميده بعتاب راجي : كده برضه يا هادي ..بتدور وشك من امك
نظرت إليه وتابعت : طيب انا عملت ايه عشان تخاصمني
هز هادي رأسه بخزلان لم يفارقه بينما تحاربه والدته وكأنها عدوته ليتدخل نعمان قائلا : مالوش عازه كتر الكلام يا ام هادي
ربت علي كتف هادي قائلا : امك بتحلف ميه يمين أنها متقصدش وطالما حلفت يبقي صدقها ماهو مش هتخاف منك ومتخافش من ربها ....يلا يابوي خد امك روحها !
قال هادي باقتضاب : عندي شغل يا عمي ...هخلي عشري يروحها
نظر له عمه بعتاب : بترد كلمتي
تنهد هادي بضيق وأشار لوالدته أن تسبقه وسار خلفها الي السياره بصمت لا تنكر حميده أنه طحن عظامها فهي لا تحتمل أن يبتعد عنها ابدا ومهما فعلت لم يكن يخاصمها أو يجافيها مثل الان ...!
........
...
ابتلعت نشوي التي ظهرت المفاجاه علي وجهها بينما تقول : وصال
تماسكت وصال التي زجرت نفسها علي تلك الخطوه التي اخذتها بعد تفكير أيقنت الان أنه غير كافي فمنذ متي وهي تخطط هكذا ولكن ماذا تفعل في التساؤلات التي أبعدت عنها النوم الليله الماضيه
لتقول وهي تزيف ابتسامه هادئه : قولت اجي اشوف حسن عامل ايه دلوقتي !
قالت نشوي وهي تحاول أن تخفي ارتباكها: يا اهلا يا اهلا ...ادخلي يا اختي اتفضلي
دخلت وصال بضعه خطوات لتقول بينما تدير راسها حولها : هو حسن فين ؟!
قالت نشوي بتعلثم وبعفويه اتجهت عيناها تجاه الدرج : فوق
قالت وصال وهي تنظر للاعلي هي الأخري : سايباه لوحده
قالت نشوي بتوتر تكذب : نايم ....نايم وقولت أنزل اعمله رضعه
حاولت أن تسبق وصال لعلها تنبه احسان بينما تقول وهي تشير إلي البهو : اقعدي يااختي البيت بيتك ...ثواني اجيب حسن وانزل
أسرعت نشوي للاعلي قبل أن تعطي وصال فرصه لقول شيء لتكاد تركض بأقدام متعثره خشيه من خروج احسان من الغرفه بأي لحظه ....!
زحفت يد احسان تجاه عنق الصغير وامتلئت نظراتها بالحقد ومجددا تجسد امامها قهره نشوي وحميده وهادي ...الجميع يجب أن يذوق القهر والفقد وليست هي وحدها ....أن علموا بما أصاب جنينها لن يشعر أحد بالحزن عليها ولا عليه بل سيشكرون الله أنهم تخلصوا منها لذا يجب عليها أن تتخلص هي منهم ....أبعدت يدها سريعا ما أن اقتحمت نشوي الغرفه والتي من فرط توترها لم تلحظ ما كادت أحسان تفعله والذي كان حقدها يحركها به ....همست نشوي بتفنتس متسارعه : وصال تحت يا احسان
أغتلت ملامح احسان بينما تهمس نشوي بتحذير : اياك تطلعي من الاوضه ولا تعملي اي حس
حملت الطفل واتجهت الي الباب ..!
سارت وصال خلف حدثها ووجدت قدمها تقودها الي الدرج الذي توقفت بنهايته لوهله تؤنب نفسها وكادت تتراجعوهي تشعر بالحرج من وضع نفسها بموضع المتلصصه ولكن الاوان قد فات حينما خرجت نشوي من الغرفه تحمل حسن .....ارتبكت ما أن رأت وصال امامها واسرعت تحاول رسم ابتسامه كما فعلت وصال للحظه حاولت بها الكذب : لقيتك اتأخرتي ..قلقت
اومات نشوي بسماحه لم تصل الي وصال التي كرهت نفسها ولو لكذبه صغيره لتجدها نشوي تتوقف مكانها وتقول بانفعال : انا كذبت يا نشوي
نظرت لها نشوي بعدم فهم لتتابع وصال وهي تفرك يدها : بصراحه انا مجتش عشان حسن ولا طلعت هنا عشان اتأخرتي ...انا مش عارفه ازاي بعمل كده بس في حاجه حصلت وهادي مش مصدقني فقولت اشوف ليها تفسير
نظرت إلي نشوي التي وقفت مكانها لا تفهم شيء من اعتراف وصال الذي لائم شخصيتها : انا شوفت بنت من البلكونه ....تلت مرات ...تقريبا كل ما اجي هنا بشوفها...بتبص ليا وانا سألت هادي وفكرت والتفسير الوحيد اني أما بتخيل أو اني فعلا بشوف عفريت طالما محدش في البيت
بوغتت نشوي بما تسمعه بينما شعرت وصال أنها تكاد تجن وهي تستمع الي ما يخرج من فمها ولكن تلك هي الحقيقه التي لم تجد لها تفسير لتحاول أن تشير إلي موضع الشرفه وتسأل عن باب الغرفه : الاوضه دي بتاعه مين
ابتلعت نشوي وقالت بتعلثم : اوضه ....اوضه ...كراكيب ...قصدي اوضه فاضيه زي باقي الاوض ...ماهو ...ماهو يااختي مفيش الا اوضتي واوضه امي واخر الطرقه اوضه هادي
نظرت وصال في أرجاء الممر ثم نظرت إلي نشوي التي تشتت نظراتها لتقف لحظات ثم تخفض عيناها بقله حيله واعتذار !
...........
.....
تمهل هادي بسيارته بينما اقترب من المنزل الذي توقف قبالته واشاح بوجهه للجهه الأخري بينما عجزت حميده عن مراضاته التي حاولت جاهده بها والتي أكدت ظنونه بأنها قصدت أن تأتي بوصال بالأمس وكأن قلبه شعر بهذا الباب الذي فتحته حميده ليدخل الشك الي قلب وصال دون أن تقصد .....!
نظرت نشوي بشفقه تجاه وصال التي أخذت تعيد وتكرر ما تراه من صورة تلك الفتاه الواقفه بالشرفه والتي لا يراها احد سواها وكل ما جال بخاطرها هو ذلك الهاجس المخيف أنها زوجه هادي المتوفاه وكم اوجع نشوي قلبها وهي مضطره أن تكذب ولكن ماذا تفعل لتهديء من روع تلك المسكينه التي تلاعبت بها الخبيثه احسان
: يااختي مفيش حاجه من دي .... مروة الله يرحمها كانت قاعده في الاوضه اللي تحت اكمنها الله يرحمها كانت بعافيه ومتقدرش تطلع السلم
لأول مره تشعر وصال بقليل من الانكسار وهي تسأل عن ماضي قررت ألا تفتحه حتي لا تجرح قلبها بمعرفه شيء يلهب بها نار الغيره ويعكر صفو قلبها ناحيته
: كان شكلها ايه يا نشوي .....سؤال تبع الاخر : يعني اتجوزها شفقه
اومات نشوي وهي تطيب خاطرها : امال هيكون ليه ...ياوصال هادي طول عمره قلبه معاكي انتي
نظرت لها وصال بشك للحظه بينما تقول بقليل من الانكسار : عشان كده اتجوز غيري تلاته بس
هزت نشوي راسها وقالت برفق : متقوليش كده بالله عليكي وتفتحي باب الشيطان ....ده هادي بيحبك وجوازته اتظلم فيها وربنا العالم
اااه لو تعرفي يا وصال اللي عملوه واحده ورا التانيه
تنهدت نشوي وتابعت وهي تربت علي ساق وصال بتأثر لحالتها : طلعي من دماغك يا وصال ...انتي دكتورة ومتعلمه مفيش عفاريت اعوذ بالله ولا الكلام ده
نظرت لها وصال بشتات : امال مين اللي بشوفها
قالت نشوي بكذب وهي تخالف قلبها الذي صدق بمكر احسان : تخيلات ...!
لم تجد أمامها إلا أن تكذب ما تراه وتكذب حدثها وتصدق حديث نشوي الكاذب والذي اضطرت له !
..........
...

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن