الثاني والاربعون

17.4K 822 108
                                        

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نظرت وداد الي الطفل بعتاب : كده برضه يا عبد الله مش عاوز تيجي انت وأخواتك تقعدوا مع خالتكم وداد
قال الطفل بنبره حزينه : انا عاوز اروح لأمي
ربتت بهيه علي كتفه قائله : ربنا يشفيها وهاخدك انت وأخواتك ليها بس انت ادعي لها
قامت وداد التي أتت لزياره الاطفال وتحملت جفاء بهيه التي عاتبتها قائله بصوت خافت : لساتك واخده علي خاطرك مني يا بهيه ....طيب حطي نفسك مكاني
قالت بهيه باقتضاب : ولا احط ولا اشيل يا ست وداد ...كتر خيرك علي مجيتك واطمني عيال سمر في عينا لغايه ما تقوم ليهم بالسلامه
زمت وداد شفتيها وتنهدت قائله : بخاطرك يا اختي انا قولت اخد العيال عندي وكفايه اللي انتي فيه
غص حلق بهيه وقالت بأمل : أن شاء الله ربنا هيفرجها ودياب هيطلع بالسلامه .
......
..........

تحرك دياب الكبير ذهابا وإيابا وهو يعقد يداه خلف ظهره
بانتظار انتهاء إجراءات خروج دياب بينما وصال لم تملك القوة لتقف لتجلس بسياره جدها تستند برأسها الي النافذه وعيناها غائمه بتلك الدموع المحتجره بينما عقلها يدور بدوامات لا متناهيه وابتسامه حملت سخريه مريرة مرتسمه علي جانب شفتيها ....كل ما عاشته معه ..كل تلك السعاده التي شعرت بها وكل تلك الأحاسيس ...كل شيء كان زائف اسفل عنوان صاغته حميده ...( ماهو كان علي رأسه بطحه !)
تنهيده حاره محمله بوجع الخزلان تلو تنهيده أخري مؤلمه وعقلها يري بوضوح كم كانت مغيبه .....الان أصبحت تري بوضوح ما كانت تراه ولا تفسره من ارتباكه ومن اسئلتها التي كان يتركها بلا اجابه أو بأجابه غير مقنعه كان قلبها يصدقها ...!
وضعت يدها علي قلبها الذي اعتصره ذلك الالم الذي تجلت علي ملامحها ...!!
..........
....
ارتجف جسد دنيا وارتعشت نبرتها بينما سألها الضابط : ها بقي ايه اللي حصل يوم الحادثه ؟!
ابتلعت دنيا رمقها وقالت بصوت مرتجف : هي ....هي يا بيه ...هي اللي اتهجمت عليا !
نظر لها الظابط متسائلا: هي مين ...تقصدي الضحيه اختك سمر
اومات دنيا وصدرها يعلو ويهبط : أيوة يا بيه
هز الضابط رأسه وعاد ليسألها : اتهجمت عليكي ليه ؟!
رمشت دنيا باهدابها وبظهر يدها مسحت جبينها الذي تعرق بشده وهي تقول : اصل ...اصل يا بيه كانت لا مواخده يعني ...مال الضابط الي الخلف يستند الي ظهر مقعده وهو يحث دنيا أن تتابع لتقص ذلك الافتراء مجددا
وتزداد نبرتها رجفه بينما تختم حديثها : تقصدي أنها هجمت عليكي وكانت بتخنقك وانتي كنتي بتدافعي عن نفسك لما ضربتيها علي دماغها
تسارعت انفاس دنيا وهزت راسها قائله : لا يا بيه مضربتهاش
نظر لها الضابط ورفع حاجبه : ازاي مضربتهاش ؟! ....مش قولتي انك كنتي بتدافعي عن نفسك
ابتلعت دنيا وقالت بكذب واضح: أيوة يا بيه بس مضربتهاش
نظر لها الضابط بنفاذ صبر : امال مين ضربها ؟!
قالت دنيا بصوت مرتجف : دياب ...دياب يا بيه كان بيدافع عني قام ضربها بالتسجيل علي دماغها
نظر لها الضابط بعيون ثاقبه وزفر بصبر نافذ : ولما دياب اللي ضربها هربتي ليه ....وليه مبلغتيش عنه
قالت دنيا سريعا : خوفت يا بيه ....خوفت يقتلني زي ما قتل اختي
زم الضابط شفتيه وعاد مجددا ليستمع إليها وكلما أعاد سؤاله كلما أخبرت دنيا قصه وروايه غير الأخري فالكاذب دوما ما تتغير روايته .... !
انتهي الضابط من سماع أقوالها والتي ظنت دنيا بأنها قد تنجيها لينظر لها الضابط قليلا ثم يقول بتمهل وهو ينظر إلي عيناها : بس دياب قال انك اللي ضربتيها !
قالت دنيا سريعا وهي تهز راسها : كذاب يا بيه ....هو اللي ضربها مش انا
اوما الظابط ومجددا عاد يتحدث بتمهل وعيناه الثاقبه لا تبارح النظر إلي ملامحها : يعني دياب كداب
هزت دنيا راسها لتتسلل ابتسامه هادئه علي طرف شفاه الضابط الذي قال ببطء وعيناه تلمع بالانتصار : اختك كمان كدابه.....!
بوغتت دنيا وتذكرت حديث احسان أن اختها لم تموت
ليتابع الضابط وعيناه الثاقبه مركزه علي ملامح دنيا
: اختك فاقت واعترفت عليكي وروايتها متطابقه مع اللي قاله دياب في التحقيقات وكمان بصمات دياب مكانتش علي جهاز المسجل وانا متاكد ان البصمات اللي رفعها المعمل الجنائي هتكون بصماتك !
تهدجت انفاس دنيا التي أخذت تهز راسها وسرعان ما انهمرت الدموع من عيناها وخانها لسانها الذي صاح : سرقتني يا بيه ....سرقت دهبي ...!!
مجددا روايه لم يستمع الضابط إليها بينما اخذت تصرخ بانهيار ليتابع الضابط بثبات وهو يشير الي أحد العساكر : خدها علي الحجز !!
........
...
: وصال ....وصال
انتبهت وصال الي صوت علوان الذي نظر إليها بقلق : مالك يا بتي ؟!
هزت وصال راسها وفركت وجهها لتمنع دموعها من الانهمار وهي تقول بصوت متحشرج : ابدا يا خالي ....نظرت تجاه مدخل قسم الشرطه متساءله : ايه الاخبار ؟!
هز كتفه قائلا : لسه المحامي جوه مع دياب
اومات له ليشير الي هاتفها الذي تعالي رنينه لتجيب بصوت متحشرج : أيوة يا ماجد
أنهت المكالمه لتنظر الي خالها قائله : ماجد عاوزني في المستشفي
قال علوان : ماشي يا بتي ...تعالي اخدك هناك وبعدين اروح اطمن امك وبهيه
...........
....
بتعب مررت سمر لسانها علي طرف شفتيها الجافه كما حال حلقها ليقول ماجد برفق : ارتاحي يا مدام
اشار الي الضابط الذي يأخذ أقوالها قائلا : بعد اذنك يا فندم المريضه مش هقدر تتكلم اكتر من كده
هز الضابط رأسه قائلا وهو ينظر لسمر : خلاص اخر سؤال
بوهن حاولت سمر أن تجيب علي سؤال الضابط الذي أكد عليها :يعني اللي ضربك اختك مش دياب
اومات سمر التي غص حلقها واغمصت عيناها بقوة بينما داهمها هذا الالم القوي وكأن اختها تهوي مجددا علي رأسها بلا هوادة
خرج الضابط لتنظر سمر الي الطبيب الشاب بعيون مرهقه وتقول بلسان ثقيل ....دياب ....عاوزة دياب
اوما ماجد الذي لم يثقلها باخبارها بشيء عما حدث ليقول برفق : حاضر هبلغه بس انتي ارتاحي دلوقتي
اشار للممرضه أن تتقدم واملي عليها بعض الادويه ثم خرج ليتصل بوصال التي وصلت خلال دقائق !!
...........
....
تسللت احسان علي أطراف أصابعها ووقفت خلف الجدار بترقب ما أن استمعت لهدير سياره هادي .....!
سحبت حميده نفس عميق وزفرته ببطء بينما رسمت علي وجهها التأثر وهي تتجه ناحيه هادي الذي اندفع من الباب وها قد صدق حدس احسان بخبث حميده التي أوقعت بها وهي تهتف بأبنها تباغته قبل أن يقول شيء : شوفت يا هادي اللي حصل ....!
اخذت تقص روايتها لتكون البريئه : البت مرات دياب كانت مستخبيه هنا وانا كلمتك كتير تيجي ولما خوفت تهرب قومت كلمت مراتك
خفضت عيناها الي الأرض وتابعت بصوت امتزج به التأثر الزائف : وحصل اللي حصل !!
امتلئت نظرات هادي بالخزلان والعتاب وهو يهتف بصوته المتحشرج بينما كل ما يريد معرفته هو لماذا ام تفعل هذا بابنها : ايه اللي حصل ....! تغضنت نبرته بالعتاب وهو يتابع بعيون ملئها الاتهام : عملتي اللي نويتي عليه وقولتي لها
هزت حميده راسها وقالت سريعا : لا مقولتش
زم هادي شفتيه وهتف بسخط : امال هي عرفت منين؟!.
قالت حميده وهي تدفع الذنب عن عاتقها وكأنها كانت مضطره : غصب عني يا هادي ....جت وشافت احسان وسألت وانا قولتلها انك مطلقها ....حاولت أن تتابع بثبات وهي تعفي قلبها من اي عتاب : هي كده كده كانت هتعرف واهي عرفت بقي وانا بدل ما مخها يودي ويجيب لما شافت البت احسان روحت قولتلها اللي حصل ....زمت شفتيها وتابعت بخبث : كله منها ....
البت اللي تتشك في لسانها احسان هي اللي عرفت مراتك بكل حاجه ! ....وصال جايه وعارفه ... انا مقولتش حاجه الا اني فهمتها بدل ما تظن أنك متجوز غيرها
شهقت احسان واسرعت تنزل الدرج بينما انفلتت الكلمات من شفتيها : كدابه !
اتسعت عيون حميده وسرعان ما استدارت ناحيتها تزمجر بها : انا كدابه ؟!
اخرسي قطع لسانك ....سامع يا هادي بنت عليوة بتطول لسانها عليا ازاي !
بجراه صرخت احسان تتهم حميده : انتي اللي قولتي لها ....وقفتيني قدامها عشان تحسريها علي نفسها ....انتي مش انا
انقضت حميده علي ذراع احسان تعنفها بقوة : اخرسي يا بت .....انتي اللي وقفتي قدامها وخليتها تعرف كل حاجه
هزت احسان راسها وهتفت برجاء تجاه هادي الذي توهجت عيناه بالغضب وهو يتخيل ما فعلوه بها : لا يا هادي مش انا دي هي اللي خلتني اقف قدامها
زمت حميده شفتيها وهتفت بإحسان بسخط وهي مازالت تقبض علي ذراعها : اخرسي يابت
اخذت كل منهما تكيل للاخري الاتهامات للحظات قبل أن يسود الصمت حينما تعالي صوت هادي الجهوري : اسكتي انتي وهي
نظرت له حميده باحتدام : انت يا ابني بتقول لامك كده يا هادي !!
نظر لها هادي بسخط هاتفا : معادش ليكي ابن
اهتزت نظرات حميده ليهز هادي رأسه قائلا بحزم : انا قولتلك لو قولتي ليها مش هيكون ليكي ابن ومن النهادره مالكيش ابن
اتسعت عيون حميده وتركت ذراع احسان واسرعت تركض في أثر هادي : هادي ....هادي
تركها وانصرف لتقف حميده مكانها للحظه قبل أن تلتفت وبغل شديد تنقض علي احسان التي حاولت أن تتراجع ولكن حميده أطبقت علي خصلات شعرها وجذبتها منه وهي تصيح : والله ما انتي قاعده هنا دقيقه واحده يابت عليوة ...!
حاولت احسان أن تتوسلها: ابوس ايدك يا امه ....سيبني يا امه بالله عليكي
لم تشفق حميده عليها بل تابعت بحقد جذبها تجاه الباب الذي دفعتها منه للخارج : برا يا بنت ال ..
حاولت احسان أن تترجي حميده التي أفرغت كل غضبها بها والقتها دون شفقه خارج المنزل وأغلقت الباب خلفها وصدرها يعلو ويهبط للحظات قبل أن تسرع وتمسك هاتفها : الحقيني يا نشوي .....اخوكي قاطعني !
.........
....
كان يقدم خطوة ويؤخر أخري وكم كانت صعبه عليه تلك المواجهه التي أصبح لا مفر منها ....!
ليتوقف امام بوابه منزل دياب الكبير حيث تزاحم أهل البلده يهنئون بعوده دياب وتعالت اصوات الزغاريد والطلقات الناريه بينما التف الناس حول دياب يهنئونه بخروجه ودياب الكبير يحيط كتفه بذراعه وابتسامته مليء وجهه بعد انتهاء تلك المحنة ......!
بلهفه كبيرة توقفت بهيه ومهجه اعلي الدرج وكم تمنت بهيه أن تركض وترتمي بين ذراعيه ولكن ما منعها هو جموع الناس المهنئه
ربت علوان علي كتف دياب قائلا : نورت بيتك يا معلم دياب
أبتسم دياب له قائلا بامتنان :
شكرا يا خال
ربت جده علي كتفه قائلا : نورت بيتك يا غالي
: تسلم يا جدي
تعالت اصوات الطبول والتهليل التي تابعتها وصال بملامح خاويه شاحبه وكأن الحياه هربت منها بينما كل ما ارادته هو لحظه تكون بها مع نفسها تستوعب ما عرفته ....!!
مازالت كم أخذ ضربه قويه علي رأسه تائهه لا تستوعب أنه اخفي عنها كل هذا ...!
خدعها وطعنها بظهرها وكم كانت مؤلمه طعنته الغادره جارحه بروحها بينما اتي الغدر ممن كانت تستند الي ظهره !
كانت مازالت واقفه بأحد الزوايا وحيده ملامحها غائرة بالحزن حينما لمحته يتقدم بين الحشود وكم كانت غريبه ملامحه تلك المره وكأنها تراه لأول مره ..!!
تراه انسان آخر وكأنه رجل لا تعرفه
سحبت أقدامها وتراجعت خطوة تلو الأخري وهي تبعد عيناها التي تشعشعت بها الكراهيه عن رؤيته بينما عيناه تبحث عنها بلهفه هنا وهناك بين الحشود واخيرا رأها واه من هذا اللقاء الحار بين العيون الذي كان لمجرد لحظه ولكنها كانت طويله علي كلاهما وقد أسرعت وصال تنسحب بعيدا عنه وعن الجموع ..!!
تهدجت أنفاسها وأخذ صدرها يعلو ويهبط وتصاعد بداخلها غضب بركان يريد أن ينفجر ولكن كرامتها تأبي أن تنكسر .....لن تبكي !
لن تصرخ!
كما أنها لاتريد أن تتحدث أو تعاتب !
فقط تريد أن تبتعد
وقدر ما استطاعت ظنت أنها ابتعدت بينما وصلت إلي حديقه المنزل الخلفيه ولكنه كان سرعان ما يلحق بها ليلتاع قلبه وهو يراها تضع يدها علي صدرها الذي تسارعت أنفاسه....تحاول أن تتنفس وانفاسها الحاره تحرق جوفها
توقف علي بعد بضع خطوات منها يتطلع إليها بقلب لهيف وملامح اكلها الندم .....ببطء رفعت وصال عيناها تجاهه ما أن لمحت خطواته وكم نحرته نظرات عيونها التي بالرغم من شموخها إلا أنه رأي الانكسار بها وهذا كان اصعب ما شعر به ...!
لم تقل شيء بل فقط نظرت إليه تلك النظره التي حملت خزلان العالم لتتهدج نبرته وهو ينطق اسمها
: وصال
ماذا يقول ومن اين يبدأ ...لم يسعفه عقله فخرج عتابه من قلبه الذي ظن أن له الحق به ليقول برجاء
: متبصيش ليا كده الله يرضي عنك ....أقترب منها خطوه وتابع بندم جارف : انتي عارفه اني عملت كل ده عشان بحبك
زمت وصال شفتيها وهزت راسها قائله بمراره : لا مش عارفه
قال هادي بندم ممزوج بعتابه : عارفه يا وصال اني بحبك اكتر من نفسي ومكنتش اقدر اقولك حاجه تبعدك عني بعد ما لقيتك تاني
صاحت وصال به بغضب اهوج توقفه عن سرد اي عذر : انت بتبرر ايه.... حب ايه اللي بتتكلم عنه .... انت لو بتحب حد فأنت بتحب نفسك وبس
هز هادي رأسه وقال برجاء وهو يمد يده ناحيتها : بحبك وهقولك علي كل حاجه بس تعالي نروح بيتنا ونتفاهم هناك
اتسعت عيون وصال ونظرت الي يده الممدوده باستنكار : بيت ايه ....هزت راسها وتابعت : مفيش بيت هيجمعني بيك تاني !
والبيت اللي بتتكلم عنه ده انت بنيته علي كذب وخداع وعشان كده هيتهد فوق دماغك انت وبس
عشان أنا خلاص مبقاش في حاجه هتجمعني ولا تربطني بيك ...غص حلقها وتابعت: الا البيبي
احتقن وجهها بحقد لم يكن يعرف اي طريق الي قلبها سابقا ولكنه تغلغل بروحها الان لتنظر إليه بعيون مليئه بالحقد والغضب الاهوج وتتابع : لولا أنه حرام والله يا هادي لكونت كمان قطعت اخر خيط ممكن يجمعني بيك
انصدمت ملامح هادي وتهدجت أنفاسه بينما يقول بلسان ثقيل مستنكرا : انتي بتقولي ايه .....عاوزة تموتي ابني !!
اومات وصال ونظرت بوسط عيناه بغل وحقد ولكمت صدره صارخه : عاوزة اعمل اي حاجه توجعك زي ما وجعتني ....!!
لكمته مجددا بغل شديد وتابعت بوعيد : بلاش تخليني اعمل حاجه انا مش عاوزاها وابعد عني خلاص كفايه
هز هادي رأسه وأمسك ذراعها : مش خلاص انا عمري ما هسيبك واللي انتي عايزاه اعمليه فيا انا ....تعالي نروح بيتنا ونتكلم هناك ....تعالي معايا
دفعت يده بعيدا عن ذراعها بغضب : اوعي كده !
.............
.....
مال دياب الكبير تجاه فتحيه التي كانت تركض وبالصدفه لمحت جدال هادي ووصال لتسرع الي جدها الذي عقد حاجبيه وهو يستمع إلي همسها وسرعان ما كان ينسحب من بين جموع الناس التي بدأت تخف واتجه الي الحديقه الخلفيه
استنكرت ملامح دياب الذي هتف باستهجان حاد وهو ينظر إلي وصال التي رأها تدفع يد هادي : في ايه عاد صوتكم عالي ليه .....نظر إلي هادي ووجه إليه سؤاله : في ايه يا هادي ؟!
ابتلع هادي وهز رأسه قائلا :
ابدا يا حاج ....مشكله بيني وبين وصال هاخدها نرجع بيتنا نحلها هناك
نظرت له وصال باستنكار ممزوج بالحنق وصرخت به : قولتلك مش هاجي معاك في اي حته
نظر لها جدها باستنكار وهتف بها باحتدام : في ايه يا وصال هتعلي صوتك علي جوزك قدامي كمان ....اتحشمي ويلا اسمعي كلام جوزك وروحوا بيتكم صفوا أموركم بينكم !
نظرت وصال الي جدها باستنكار شديد بينما وافق حديث هادي دون أن يهتم لها
صكت وصال اسنانها ونظرت الي جدها بسخط : انت حتي مسالتش هو عمل ايه ؟!
قال دياب الكبير بهيمنه : الراجل قال أمور بينكم وهيحلها وبنت الاصول تسمع كلام جوزها ...يلا عاد يا هادي خد مراتك !!
اهتزت نظرات وصال ونظرت الي جدها باستنكار شديد ليموج صدرها بالغضب وتصرخ برفض أن ترضخ لأمر جدها الذي لم يهتم لأمرها : مش هروح معاه في حته !
نظر لها جدها بحده وهتف بغضب : هتكسري كلمتي عاد ....اسمعي الكلام يا بت والا هكسر دماغك
احتقن وجه وصال وانفجرت نظراتها ثائره بينما نظر هادي الي دياب الكبير قائلا : لا يا حاج ...وصال مراتي ومحدش يقول لها كلمه تضايقها .. قبل أن يتابع صاحت به وصال ساخره : لا والله وكمان قلبك عليا ...كتر خيرك
نظر لها جدها بحده ثم نظر إلي هادي ساخرا : اهي اللي بتدافع عنها ....بتقل منك و قدامي !
ادارت عيناها تجاه جدها الذي استنكرت أن يكون بهذا الموقف وهي حفيدته لتقول بسخط وكبرياء : انا مش محتاجه حد يدافع عني والراجل اللي زعلان عشانه اوي انا عاوزاه حالا يطلقني !!
.........
....
بعد أن انصرف غالبيه الناس اتجه دياب الي داخل المنزل فأسرعت بهيه تجاه دياب تحتضنه وهي تهتف بسعاده غامره : حمد الله علي السلامه يا دياب ...نورت بيتك
احتضنها بعد أن قبل راس والدته وسرعان ما أدار رأسه بتساؤل : وصال فين ؟!
تقدمت فتحيه وأشارت له لينزل الي طولها وسرعان ما همست له : ورا البيت وكانت بتتخانق مع عم هادي
عقد دياب حاجبيه واسرع لتنظر بهيه الي اختها باستفهام
: في ايه يا فتحيه ؟!
........
اندفعت الدماء الي وجه دياب الكبير الذي لم يحتاج الي فطنه ليفهم أن كل شيء قد انكشف ولكنه تظاهر بأنه لا يعلم شيء وسرعان ما كور قبضته ورفع يده للاعلي مستهجنا تعالي صوت وصال أمام صوته وقد انفلتت أعصابه .....لتتسع عيون دياب الذي عقد حاجبيه واسرع ناحيتهم مزمجرا وقد كانت يده الاسرع من هادي وهو يسحب وصال من أمام جدها ويتوقف أمامه : في ايه ؟!
اخيرا خانت وصال دموعها ليتفاجيء دياب بها ترتمي علي صدره وتنفجر ببكاء ما أن استشعرت السند والعون من أخيها : كذب عليا يا دياب .....!!
ظلت تهذي بكلمات عن غدره وخداعه لها ليتمزق نياط قلب أخيها الذي نظر بغل وغضب تجاه جده وتجاه هادي الذي وقف بقله حيله يناجي دياب الكبير أن يفعل شيء
بينما اختتمت وصال حديثها برجاء لأخيها وهي ترفع إليه عيناها التي امتلئت بالدموع : انا مش هعيش معاه تاني بعد ما كذب عليا وخدعني ....مش عاوزاه يا دياب ...خليه يطلقني !
مرر دياب يداه بحنان علي ظهر أخته التي تعالت شهقات بكائها لتتوقف خطوات مهجه التي أسرعت هي وبهيه ناحيتهم .....صكت مهجه صدرها وهتفت بقلب لهيف وهي تتجه ناحيه ابنتها : وصال مالك يا بتي ؟!
برفق امسك دياب بكتف اخته وكفف دموعها بيداه وهو يعطيها لوالدته التي اخذتها بحضنها وهي مازالت تتساءل : في ايه يا ولاد ...حد يفهمني !
قال دياب برفق : خديها يا امه تغسل وشها
هزت وصال راسها ونظرت الي أخيها تناجيه ليهز دياب رأسه قائلا برفق شديد : كل اللي انتي عايزاه هيحصل بس كفايه عياط وسيبي عليا كل حاجه
انساقت الي ذراع مهجه وبهيه لتتسارع دقات قلب هادي وقد فهم ما ينتويه دياب والذي احبطه دياب الكبير بينما يهتف بحزم في ابنته : خدي بتك عقليها يا مهجه انا مش عاوز دلع ماسخ
احتدت نظرات دياب الي جده بينما توحشت نظرات وصال التي استنكرت أن يعرف جدها شيء كهذا ويصمت عنه لتنفلت نبرتها الغاضبه : انا مش مجنونه عشان حد يعقلني
حاولت مهجه أن تضمها إليها ولكن وصال أبعدت ذراع والدتها عنها ووقفت أمام جدها بتحدي : انا عاقله وعارفه انا بقول ايه ...؟!
احتدت نبره جدها الذي صاح بسخط : وانا محدش بيقول كلمه فوق قولي
تدخل دياب ليمسك بكتف اخته ويربت عليه ويقول بحنان : انا مش قولتلك سيبي كل حاجه عليا
نظرت له ومجددا غزت الدموع عيناها : انت مش سامع !
اوما دياب وقال برفق : سامع ....وعاوزك تسمعي كلامي
التفت دياب الكبير الي حفيده وهتف بسخط : وهو ايه كلامك أن شاء الله يا دياب
هتف دياب باحتدام : اختي مش هتتحرك من هنا واحنا الرجاله لينا كلام
قبل أن يقول دياب الكبير شيء امسك هادي بكتفه وهمس برجاء حتي لا تزداد الأمور اشتعالا ويتشعشع العناد بالموقف : وانا موافق علي كلام دياب....نقعد ونتكلم واللي يرضيها اعمله
لم تكد وصال تضع راسها علي كتف والدتها التي مازالت لا افهم شيء حتي رفعتها وهتفت به بغضب شديد : اللي يرضيني انك تطلقني سامع ولا أعيدها !
احتقن وجه هادي كما حال جدها الذي أوقفته ابنته وهي تسحب ابنتها هي وبهيه الي الداخل : حقك عليا يا ابويا انا هاخدها جوه ترتاح
كور دياب قبضته ورفع عيناه تجاه أخته يخبرها بنظراته أنه معها بينما أصبح واضح لها موقف جدها لتنساق الي يد والدتها التي ما لبثت أن سألتها بلهفه : ايه اللي حصل يا وصال ....مالك يا بتي ...طلاق ايه بعد الشر
ده انتي حامل يا بتي ليه تقهري قلبي عليكي وتقولي كده ...هادي ابن حلال ولو زعلك هيراضيكي !!
غص حلق وصال ونظرت الي والدتها تتساءل هل سيكون موقفها مثل موقف جدها أن أخبرتها لتختنق بالعبرات ولا تستطيع أن تقول شيء ...!
نظرت بهيه إليهم بقله حيله لتقول برفق : سيبيها يا امه وهي لما تهدي هتقولك علي كل حاجه
اخذت بذراع وصال برفق قائله : تعالي يا اختي اغسلي وشك واستهدي بالله ...!
.........
....
توسط دياب الكبير تلك الجلسه التي بدأها نعمان يتحدث عن هادي الذي لا يجد شيء ليقوله
قال نعمان بهدوء : هادي غلطان وبنتنا حقها تزعل وعشان كده اللي يرضيكم ويرضيها هادي هيعمله
تمهل دياب الكبير قبل أن يقول شيء بينما بلا تردد كان دياب يهتف :إلي يرضيها قالت عليه يا حاج نعمان
نظر نعمان الي هادي الذي نظر تجاه دياب باحتدام بينما يتابع : عاوزة تطلق وده اللي يرضيها
قال هادي باستنكار وهو ينظر تجاه دياب الكبير : طلاق ايه ؟!....انا لا يمكن اوافق
قال دياب باحتدام : وهي لا يمكن توافق ترجع !
رأي هادي أن دخوله بعناد أمام دياب لن يجدي نفعا لذا هتف بعتاب : ده كلامك بدل ما تكون محضر خير
صاح دياب بغضب : ولا عاد فيها خير ولا شر ...هي قالت طلبها وانت تنفذه
احتقن وجه هادي هاتفا : وهو بالساهل كده خراب بيتي يا دياب
تدخل نعمان قائلا : استهدوا بالله ....البت حامل وهادي عنده حق خراب البيت مش بالساهل
نظر إلي دياب الكبير وتابع : وانت ميرضكش يا حاج دياب ولا ايه
حك دياب الكبير ذقنه بحيره ونظر الي هادي للحظه قبل أن يتحدث وقد صمت يعيد التفكير بالموقف بينما سرعان ما اخذ دياب جانب أخته التي سيزداد عنادها مع وقوف أخيها معها لذا قال بهدوء : ميرضنيش ولا كان راضيني من الاول اللي عمله هادي
أدار نظراته تجاه هادي وتابع بتوبيخ : كل مره بتوقفني في الصعب يا هادي .. أولها لما جيت قبل الفرح ودلوقتي والبت حامل ...عاجبك كده !
احني هادي رأسه لدياب الكبير وتقبل التوبيخ الذي ظنه دياب الكبير سيهديء من نيران دياب ليقول بتمهل : دلوقتي المصلحه لا انت ولا هي ...المصلحه هي مصلحه العيل اللي جاي
واقفه نعمان الذي يريد للصلح طريق : عين العقل يا حاج ومصلحه العيل أنه يكبر بين أبوه وأمه
احتدمت نبره دياب الساخطه : وده ازاي يا حاج بعد اللي عمله
نظر هادي الي دياب بغضب بينما موقفه يزيد الموقف اشتعالا ليتدخل نعمان قائلا : غلطه يا دياب وكلنا بنغلط ولازم نسامح
اشاح دياب بوجهه هاتفا : وهي مش هتسامح ....اختي وانا عارفها كرامتها فوق كل حاجه
نظر له هادي باستنكار : وهو حد جه علي كرامتها
واجهه دياب بغضب : وهو لما تخلف من غيرها يبقي ايه
صاح دياب الكبير بسخط : أمر ربنا يا دياب ...لا هو أول ولا آخر واحد
اوما دياب قائلا : ونعم بالله وبرضه حقها تقبل أو ترفض
زم هادي شفتيه هاتفا : انت كده مش بتحل يا دياب
اشار دياب الكبير بيده ليوقف النقاش بين هادي ودياب : والأمور مش هتتحل بين يوم وليله
نظر له هادي بترقب : يعني ايه ؟!
تنهد دياب الكبير قائلا : يعني انا معاك يا هادي ومش موافق علي الطلاق ....احتقن وجه دياب بالغضب وتهللت ملامح هادي ليتابع دياب الكبير : وبرضه مش هغصب عليها ترجع معاك ....نظر إلي هادي وتابع : وصال تفضل هنا كام يوم تهدي فيهم وامها تكلمها وانت تبقي تحاول تراضيها
اراد دياب الكبير أن ينهي الجدل بين هادي و دياب بتلك الكلمات ليفتح دياب فمه ولكن جده أوقفه وهو يتابع بحزم : ده كلامي ومفيش كلام هيتقال فوقه
لم يصمت دياب الذي وعد أخته ليقول بانفعال : بعد اذنك يا حاج كلامك وكلامي مالوش داعي عشان صاحبه الشأن هي الوحيده اللي لها كلمه مش هنرجعها له وهي مغصوبه
هتف هادي بحنق : حد جاب سيره الغصب انا بقول هراضيها
انفلت لسان دياب بغضب : خلصنا يا هادي طلقها
نظر له هادي برفض وهي واقفا : لا ولو انطبقت السما علي الأرض مش هيحصل
هي دياب واقفا ليقف دياب الكبير أمامه ويهتف بهم
بتوبيخ : انتوا هتناطحوا في بعض قدام الكبار ولا ايه
التفت الي هادي وأشار له :
يلا يا هادي روح دلوقتي وسيبني اتكلم مع دياب
...........
.....
قالت مهجه بكمد وهي تحاول تهدئه وصال التي كففت دموعها واطلقت غضبها وثورتها التي أشعلها موقف جدها : استهدي بالله يا وصال يا بتي اي حاجه تتحل طلاق ايه اللي بتقوليه....الست العاقله تحاجي علي بيتها
نظرت لها وصال بانفعال : ماما لو سمحتي انتي متعرفيش هو عمل ايه
هتفت مهجه بعدم رضي : فهميني طيب
نظرت وصال الي والدتها وبقلب ملكوم وعقل غاضب أخبرتها لتصك مهجه صدرها بيدها وتختم وصال حديثها بعزيمه لا تتزعزع : هتطلق منه واستحاله اعيش معاه
نظرت إلي والدتها وتابعت بأمل : دياب قالي أنه هينفذ طلبي .....اتجهت الي باب الغرفه وهي تمسح باقي دموعها : انا هنزل اشوف بيتكلموا في ايه يخصني
أسرعت بهيه التي كانت جالسه بالاسفل تمسك ذراع وصال ما أن رأتها تتجه الي غرفه الضيوف : استني يا وصال ....الجماعه مشيوا
نظرت لها وصال باستفهام : ايه اللي حصل
قالت بهيه بحزن : هادي أخد عمه ومشي وجدك ودياب ماسكين في بعض عشان دياب مشي كلامك
ابتسمت وصال بزهو بينما لم يخيب رجاءها في أخيها واسرعت لتوقفها بهيه : رايحه فين بس
قالت وصال بامتنان : اشكر اخويا أنه وقف معايا
.............
.....
هتف دياب الكبير بسخط : انت كده مش بتحل يا دياب
بادله دياب الصوت الساخط : ملهاش حل إلا أنه ينفذ طلبها
هتف دياب الكبير باستنكار : بتخرب علي اختك ..!! مكانش ده اتفاقنا مع الراجل
زم دياب شفتيه وافلتت الكلمات الساخطه من شفتيه : انا متفقتش علي حاجه ومن الاول مكنتش راضي .....نظر إلي جده وتابع بغضب وصوت عالي وصل لوصال التي كانت قد وصلت الي باب الغرفه المفتوح :
قولتلك ياجدي مش هترضي ولا تقبل .....نظر إلي جده وتابع باتهام يعفي به نفسه من مشاركته بهذا الخطأ :: انت اللي حطيتنا في كده لما وافقته وخلتنا نخبي عليها ونشارك معاه في كدبته
تجمدت اقدام وصال وتلاشت ابتسامتها الممتنه وتحولت الي رجفه خفيفه أصابت شفتيها بينما تهدجت أنفاسها وهي تحاول أن تستوعب ما سمعته ....كان جدها واخيها يعرفون ... ببطء تقدمت خطوة داخل الغرفه ليتفاجيء جدها بوجودها وسرعان ما تضرب الصدمه ملامح دياب الذي استدار حيث نظر جده ورأي وصال خلفه وواضح علي ملامحها أنها عرفت وهاهي تقول وهي تهز راسها بعدم تصديق : انت يا دياب ...!!
غص حلقها بينما تابعت بعدم تصديق : كنت عارف
اهتزت نظرات دياب وهربت منه الكلمات وهل هناك كلمات يدافع بها عن نفسه ....!
غص حلق وصال بينما زاغت نظراتها وهي تتطلع الي أخيها بعتاب شديد لا تستوعب أنه كان يعرف شيء كهذا ولا يخبرها بل ويشارك هو وجدها .....!
تعكرت ملامح بهيه وهي تري تلك الصدمه علي ملامح وصال التي شعرت بأن الجميع قد خزلوها
نقلت مهجه عيناها بين ملامح ابيها وابنها وابنتها ووقفت مكانها كما حال الجميع للحظه بانتظار رد فعل وصال التي لم تجد كلمات تعبر عن خزلان قلبها لتكرر بعتاب شديد : انت كنت عارف كل ده ومقوتش ليا ....اتفقتوا معاه عليا !!
افلتت الكلمات المدافعه من لسان بهيه بينما اشفقت علي دياب أن يقف هذا الموقف : لا يا وصال .....ببطء استدارت وصال تجاه بهيه التي تابعت باندفاع دون تفكير وقد ظنت أن ما ستقوله سيبريء ساحه زوجها : دياب مكانش موافق واضطر زي ما جدي اضطر .....والله كان غصب عنهم وهما يعني كانوا هيعملوا ايه لما يعرفوا حاجه زي دي قبل الفرح !!
هل تحتاج إلي صدمه أخري لتشعر بأن قلبها اوجعته كل تلك الصدمات فتتهاوي جفونها وهي تهتف بخزلان شديد وصوت معاتب مهتز: انتي كمان يا بهيه كنتي عارفه !!
جاني اخر انضم الي كل من جنوا عليها والموجع أن هؤلاء الجناه هم اقرب الناس إليها ...!
نكست بهيه راسها بخزي ولم تتحمل عتاب نظرات وصال التي امتلئت عيناها بدموع غائرة بينما تديرها في كل الوجوه الواقفه امامها وهي تهتف بهم بعتاب مؤلم :
انتوا ازاي تعملوا فيا كده ....؟! مين اداكم الحق تعملوا كده في حياتي ؟!
حتي انتي يا بهيه !!
نظرت إلي والدتها التي اعتصر الالم قلبها وشعرت بوجيعه ابنتها : وانتي يا ماما معاهم .....!!
هزت مهجه راسها بأسف بينما تابعت وصال بخزي : ولا مش فارقه حتي لو كنتي تعرفي كده كده مكنتيش هتعملي حاجه !!
قسي عتابها علي والدتها : اخرك كنتي هتقوليلي نفس الكلام اللي كنتي بتقوليه ليا من شويه !!
وضعت يدها علي وجهها تفركه ومجددا تنظر إلي الجميع ولكن لم تعاتبهم بل واجهتهم باتهام شديد : كلكم انتوا تعرفوا وكلكم شاركتوه في أنه يخدعني ويكذب عليا ....كلكم ضحكتوا عليا ....ليه تعملوا فيا كده ...بأي حق !!
زم دياب الكبير شفتيه بسخط شديد بينما اوقفتهم وصال جميعهم امامها وكأنهم متهمين ليهتف بسخط :
ما بزياده كلامك ده الراجل لا عمل عيب ولا حرام ....كان متجوز وطليقته حامل لاهو اول ولا اخر واحد وحتي لو كان متجوز ومخلف لا اول ولا اخر واحد ماهو عندك اخوكي
قبل أن يكمل دياب كلماته كانت وصال تندفع بغضب اهوج صارخه بغل من تبرير جدها البارد حد الصقيع : وهو يعني اخويا كان ونعم المثال ماهو اسوء منه
نظرت إلي دياب بحقد وتابعت بلا تفكير بينما جاش صدرها بالوجع من خولان الجميع لها : واهو اخد جزاءه ...يستاهل ياخد جايزة اكبر مغفل !
غص حلق مهجه وتوجع قلبها من كلمات وصال القاسيه وتعكرت ملامح دياب الكبير بينما التقت نظرات دياب بنظرات أخته التي امتلئت جفاء وقسوة لم تتوقف بل استدارت تجاه بهيه التي انشطر قلبها نصفين من أجل رؤيه نظرات الإنكسار بعيون دياب لتتابع وصال وهي تتقن رسم الشماته : مع انك شاركتيهم بس ربنا جابلك حقك يا بهيه عقبال ما ربنا يجيب ليا انا كمان حق غدركم كلكم بيا ...!
توقعت أن كلماتها ستثلج قلب بهيه التي نظرت إلي دياب بأسي بينما يستدير ويغادر لتنظر الي وصال باستنكار شديد وتهتف بها قبل أن تركض في أثر دياب : اول مره اكرهك يا دكتورة!!
نظرت مهجه بعتاب الي ابنتها : ليه يا بنتي تقولي لأخوكي كده ...اخوكي ميستاهلش منك كده
نظرت لها وصال ساخره بمراره : ولا انا كنت استاهل منه كده .....انا حرام اوجعه بكلمتين وهو مش حرام يعمل فيا كده
تعالت نبرتها وهي تتابع بانفعال : مش حرام عليكم كلكم اللي عملتوه فيا ....مش حراااام
نظر دياب الكبير الي مهجه بسخط : شوفي بتك يا مهجه ...انا كل ده ساكت بس مش هسكت اكتر من كده وهي موقفانا قدامها زي التلامذه
لم تجد وصال في نفسها ما يدفعها الي جدال هذا الرجل فماذا كانت تتوقع منه لذا زمت شفتيها وطورت قبضتها بينما تقدمت مهجه من ابنتها تحاول أن تهدئها : بزياده يا وصال ...اللي حصل حصل !!
انشطر قلب وصال وهي تهز راسها تتقبل تلك الحقيقه : أيوة اللي حصل حصل !!
نعم ماحدث قد حدث دون أن تعرف أو تقرر والقادم لها وقرارها وحدها !!
...........
....
نظر ياسين الي ماجد بلهفه هاتفا : مش هتقل عليها يا دكتور ....
قال ماجد باعتذار : صدقني مش هينفع يا معلم تتكلم معاها ...حالتها لسه تحت الملاحظه
قال ياسين وهو يعقد حاجبيه: انت مش قولت فاقت يا دكتور
اوما ماجد قائلا : أيوة بس مش بسهوله كده بتتعافي من آثار الغيبوبه ..لسه اجهزه الجسم كلها بتستجيب للافاقه
حك ياسين رأسه بينما لا يفهم شيء ليقول بنفاذ صبر : يعني بقت كويسه
اوما ماجد بصبر قائلا : هتبقي أن شاء الله بس بتاخد وقت
قال ياسين برجاء : طيب خليني أطل عليها واطمن
حاول ماجد أن يثني ياسين ولكنه تابع بإصرار : هطل عليها بس ومش هقول كلمه
اوما ماجد ليأخذ ياسين ويفتح الباب بهدوء ويتوقف لديه بينما يتقدم ياسين بضع خطوات يتطلع الي ملامح سمر التي مازالت تحمل آثار وحشيه اختها عليها
ولكنها مازالت بنفس الملامح الهادئه التي تدخل القلب لينفلت قلبه اللهيف بامتنان : حمد الله علي سلامتك يا بنت الناس ....تطلع الي ملامحها المتألمه بينما بقيت مغمضه عيناها ليتابع بوعد صادق : قومي علي رجلك وانا هجيبلك حقك من اللي اذاكي واعوضك عن كل اللي شوفتيه!
.............
..
برفق شديد حاولت بهيه أن تخفف علي دياب الذي جلس علي طرف الفراش بصمت منذ مواجهته مع أخته : وصال متقصدش يا دياب ...هي بس موجوعه من اللي عرفته وقالت اي كلام
غص حلق دياب بينما يقول بإقرار : هي مقالتش حاجه غلط ...عندها حق ....هي استغلفتني زي ما انا استغفلت اختي
نظرت له بهيه برفق وامسكت يده : متبقاش قاسي علي نفسك كده ....دنيا منها لله علي اللي عملته واللي عملته انت مع وصال كنت مغصوب عليه
تنهيده حاره خرجت من صدر دياب الذي لم يعقب علي كلمات بهيه والتي لم يكن لديها سواها لتخفف بها عنه !
..........

بساط السعادهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن