الفصل السادس

6.8K 599 57
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نداء مهجه اللهيف وصوت دياب الخشن ينادي اسمها انتشلت وصال من تلك الدوامات السحيقه التي أحاطت بها قبل لحظات من فقدانها للوعي لتحرك اهدابها بثقل وتحاول رفعهما من فوق عيونها التي زاغت نظراتها بينما تحاول بجهد الخروج من تلك الدوامات والاستجابه للأصوات التي تنادي بأسمها ..... لم ينتظر دياب بل كان سريعا يحملها ويضعها في المقعد الخلفي لسياره هادي الذي اسرع ليحضرها بأقدام لا تسعفه من القلق
وضعت مهجه راس وصال علي ساقيها بينما انطلق هادي الي أقرب مشفي وعيناه لا تبارح النظر الي مرأه السياره الخلفيه بقلق واضح لدياب الجالس بجواره ....!

تنهد دياب بارتياح حينما تلاقت عيناه بعيون وصال التي استعادت وعيها كاملا وبدأت تنظر إليهم ليوصي الطبيب بتعليماته إليهم قائلا : مفيش حاجه خطيرة ....مجرد إرهاق مع ضغط واطي وطبعا شيء طبيعي الظرف اللي حصل زي ما قولتوا
هتفضل معانا لغايه ما المحلول يخلص وبعدين نقيس الضغط مره تانيه وبعدها تقدر تروح
اوما دياب واتجه مع الطبيب الي خارج الغرفه لتجلس مهجه بجوار ابنتها تحتضنها بقلق وهي تمسح من علي وجهها حبات العرق البارده : سلامتك يا بنتي

هب هادي واقفا ما أن خرج الطبيب ليهرع تجاهه بقلق واضح علي كل ملامحه ولكن خطوات دياب تجاهه أوقفته ليحمحم ويتوقف مكانه محاولا أن يبدو هادئا ويخفي لهفته وهو يسأل دياب : خير يا دياب الدكتور قال ايه ؟!
قال دياب وهو يهز رأسه بهدوء : الحمد لله بقت كويسه
أعاد هادي سؤاله فلم تخفي علي دياب لهفته علي أخته والتي لم يستسيغها : أيوة يعني غميت مره واحده ليه ؟!
قال دياب باقتضاب : زعلانه علي ابوها ...قبل أن ينطق هادي شيء آخر كان دياب يقول بمغزي واضح وهو يمد يداه تجاه هادي ليصافحه : تعبناك معانا يا هادي وانت اكيد عندك مشاغل
هز هادي رأسه قائلا : فين التعب ده يا اخوي ....المهم نطمن علي وصال
لم يبلع مجددا دياب كلمات هادي ليقول باقتضاب : بخير يا هادي ...صافحه وهو يتابع :   يا دوب تلحق ترجع تشوف مشغولياتك ..تسلم يا ابن الناس
فهم هادي تلميح دياب بأن وجوده ليس له محل ليقول باقتضاب : معملتش غير الواجب ....حمحم بينما لا تطاوعه ساقه علي تركها دون علي الاقل رؤيتها والاطمئنان عليها ليقول : طيب تحب استني ارجعكم البيت وبعدين نرجع البلد كلنا سوا
هز دياب رأسه قائلا : لا يااخوي لسه قدامنا شويه هنا في المستشفي
مجددا خانته لهفته وهو يقول : ليه ...هو مش انت قولت أنها بقيت كويسه
قال دياب بضيق : الدكتور قال تفضل شويه ....يلا انا هنزل علي طريقك اجيب عربيتي وابقي ارجع لهم
اغلق عليه كل المنافذ وهو ينزل برفقته ليأخذه هادي الي سيارته ثم يستدير في طريقه ويغادر كما فعل دياب الذي عاد إلي المشفي ليبقي مع أخته حتي أمر الطبيب بخروجها !
.......
..........
جلست شروق بكمد في غرفتها بينما قلبها مازال محترق وزاد التهاب جراحها حينما رأته امامها لتهز ساقها بغل شديد وتقضم أظافرها ....كيف لم تفكر أن أحسان كان لها يد في كل ما حدث كما كانت عينها علي زوجها ...تلك التي اعتبرتها صديقه مقربه لها تأخذ بنصائحها لتدير راسها تجاه الفراش الخالي بالجهه الأخري من الغرفه وتتذكر ابنه خالتها التي جاءت لتعيش معهم بعد وفاه والدتها وكانت دوما تحاول التقرب من شروق ولكنها كانت تصدها
Flash back
نظرت تلك المراه ذات القوام الممتلئ تجاه نجاه الجالسه قبالتها بينما تتابع : انا مش هتنازل عن غويشه حصيره حلاوتي
لمعت عيون نجاه واتسعت ابتسامتها بينما تهتف بلهفه : غويشتين مش واحده بس يا اصيله لو حقه كان هادي من نصيب شروق
تلاشت ابتسامه اصيله ونظرت الي نجاه مصححه : شروق ايه سلامه ودانك يا نجاه بقولك العين والقصد علي مروة بنت اختك الله يرحمها
استنكرت نجاه هاتفه : وهي مروة وشروق ايه ماهما واحد
اومات اصيله قائله وهي ترفع حاجبها : وعشان كده انا جايه في الأصول الكبيرة قبل الصغيرة
لوت نجاه شفتيها وهتفت بامتعاض : بس انا كبيرتي هي شروق
نظرت لها اصيله بخبث : ومروة مش تعتبر كبيرتك اللي ربتيها بعد ما اختك ماتت الله يرحمها
هزت نجاه راسها قائله : ربتها وكبرتها وصرفت عليها زي بناتي بالضبط بس ...قاطعتها اصيله بضحكه ماكرة : بس عاوزة الخير لبنتك اكتر
اشاحت نجاه بوجهها للجهه الأخري هاتفه : وماله ماهو مهما كان شروق بنتي ومروة لا
حكت اصيله ذقنها وتمهلت بينما تقول : بس انا كنت كلمت الست حميده علي مروة لما طلبت مني عروسه لابنها دلوقتي اغير كلامي واقول شروق ازاي
بلا تردد خلعت نجاه احدي الغوايش من يدها ووضعتها بحجر اصيله تغريها ببريق الدهب بينما تهتف بتشجيع : وهو انتي هتغلبي ...انتي برضه ليكي طريقتك وكلامك واهو شروق بنتي حلوو و متعلمه ومروة يا دوب دبلوم وجمالها يعني مش علي اد كده
نظرت اصيله الي الغويشه بتمهل وهي تتظاهر بالتفكير : طيب سيبيني كده ادورها في دماغي وارد عليكي
نظرت إلي نجاه وتابعت بطمع : بس الغويشه دي ...قاطعتها نجاه قائله بلهفه : دي برا حلاوتك اللي وعدتك بيها بس انتي همتك معايا وحلي شروق في عنين الست حميده وخليها تاخدها لابنها هادي
اسرعت شروق تخرج من غرفتها راكضه ما أن غادرت اصيله الخاطبه لتقفز مكانها بفرحه : بجد يا ماما الكلام اللي سمعته ....؟!
نظرت نجاه الي ابنتها بحاجب مرفوع : سمعتي ايه ؟!
رسمت شروق الخجل بينما تقول : أن ...أن يعني ...أنها جايه تخطبني لابن الست حميده
ضحكت نجاه ساخره : ده بس اللي سمعتيه....مستمعتيش أنها كانت جايه تتكلم علي مروه
عقدت شروق حاجبيها باستنكار وملئت الغيرة نظراتها مردده : مروة
اومات نجاه وهي تمصمص شفتيها : شوفي البخت
هزت شروق راسها برفض : بخت ايه يا ماما ....لا طبعا مستحيل مروة تتجوز قبلي وكمان تتجوز واحد زي ده ....هادي لازم يكون من نصيبي
جلست نجاه وعضت جانب شفتيها بحيرة قائله : اهو انا عملت اللي عليا وعطيت اصيله غويشه بحالها ووعدتها باتنين زيها اياك تفلح
قالت شروق بأمل : هتفلح أن شاء الله.....مالت لتجلس بجوار والدتها وتابعت بخبث : المهم البت اللي اسمها مروة اياك تسمع حاجه عن الموضوع ده احسن تاخده مني
قالت نجاه متبرطمه : يبقي تخرسي انتي وتلمي لسانك واياك تتكلمي خالص عن أي حاجه حصلت لغايه ما اصيله تجيب ليا البشاره
اومات شروق بتأكيد : حاضر يا ماما
وكزتها نجاه من جوارها قائله : طيب يلا قومي جهزي الغدا ابوكي زمانه علي وصول
هزت شروق راسها وقامت لتسير بضع خطوات قبل أن تقضم أظافرها ثم تعود الي والدتها قائله  : ماما
نظرت نجاه لها لتتابع بغل وغيره : لو حتي الست اصيله معرفتش تخليه يتجوزني يبقي ولا ليا ولا لمروة ....خليها تبوظ الجوازه بأي طريقه !!
Back
قضمت شروق أظافرها بغل شديد وهي تعود من تلك الذكري التي تجعلها تري كم كانت بقلب اسود لم تحب الخير لابنه خالتها اليتيمه وحتي إن لم يكن لها فلن يكون لغيرها لينقهر داخلها وتتذكر كم كانت مروة تعاملها كأخت لها بينما كل ما حصلت عليه من جانبها هو الصد والغيرة وعلي الجانب الآخر اعتبرت فتاه مثل احسان صديقه مقربه وأخذت تخبرها بكل أسرارها دون أن تعي مقدار الغل والحقد بداخلها ولا نفسها الخبيثه التي أخذت منها زوجها ....!
دخلت نجاه الي ابنتها لتوكزها بضيق : مالك يا حزينه قاعده كده ليه ؟!
أشارت شروق الي فراش مروه وهزت كتفها : افتكرت مروة !
ضيقت نجاه حاجبيها باستنكار هاتفه : وايه اللي فكرك بيها ؟!
تنهدت شروق ولاول مره تشعر بالغصه وهي تتحدث عنها : اهو يا ماما افتكرتها وبسأل نفسي هو احنا ظلمناها
توحشت نظرات نجاه تجاه ابنتها هاتفه : ظلمناها في ايه أن شاء الله
هزت شروق كتفها بصمت لتتوتر ملامح نجاه وهي تتذكر كيف انقلبت علي ابنه اختها ولم تحب لها الخير وارادت أخذه كله لابنتها .....لتتذكر كيف أنها أخذت جهازها منها
سالت مروة بدهشه خالتها : ايه ده يا خالتي بتعملي ايه ؟!
قالت نجاه ببرود بينما افترشت الغرفه بكل تلك الحقائب تخرج محتوياتها والتي كانت جهاز مروة الذي كانت والدتها رحمها الله تجهزها به منذ أن كانت طفله : معلش يا مروة يا حبيتي هاخد شويه حاجات من جهازك لأختك شروق ...انتي عارفه فرحها قرب وانا ملحقتش اجيب كل حاجه
غص حلق مروة دون إرادتها فهو جهازها من رائحه والدتها لتقوم نجاه ناحيتها وتهتف بود مصطنع : هبقي اجيبلك غيره
حاولت مروة أن تنطق شيء بصوتها المتحشرج : بس ماما الله يرحمها كانت جيباه ليا  ...قاطعتها نجاه قائله :
وهي تزفر بضيق : ما قولتلك هجيبلك غيره ولا يعني بنتي تدخل من غير جهاز يليق بعيله جوزها
نكست مروة راسها بحزن شديد وخرجت من الغرفه لتدخل شروق راكضه الي والدتها وهي تهمس لها بخبث : شوفتي الحقوده يا امي ....بعد ما خليناها تقعد في بيتنا مستخسره فيا شويه حاجات ...ال يعني شوار الملكه نازلي
زجرتها نجاه بحنق من بين اسنانها : اتكتمي بقي احسن ابوكي يسمعك ولا هي تروح تشتكي له ويلا تعالي معايا نقفل الشنط دي
هزت شروق راسها قائله : لا شنط ايه ....انا رايحه للبت دلال مع سونه هتعملي شويه ماسكات عشان ابقي زي القمر
أطلقت نجاه الزغاريد وهي تفتح الشنط وتبدأ هي والنساء بفرشها في غرفه ابنتها وسط الغناء والطبل لتنزوي مروة بحزن في أحد أركان الغرفه بينما تشق الدموع حلقها وهي تتذكر والدتها كم كانت ستكون سعيده وهي تفرش لها جهازها كما تفعل خالتها الان ...!
ربما تكون مجرد اشياء لا تذكر من وجه نظر نجاه ولكنها كبيرة للغايه بعيون الفتاه اليتيمه التي تعالت شروق عليها كل يوم أكثر مما سبقه بزيجتها التي لم تتخيلها ....حاولت مروة أن تجنب حزنها وغصه حلقها ولكن دون إرادتها كلما نظرت إلي جهازها الذي أخذته خالتها منها دون حق شعرت بالحسرة ....!
وقفت نجاه تطلق الزغاريد بينما أنهت أحدي الفتيات وضع مساحيق التجميل لابنتها وثبتت طرحتها المصنوعه من التل فوق راسها لتتجه نجاه الي ابنتها تتفحصها وتهندم من زينتها بعد قليل دخلت إليهم نشوي اخت هادي تطلق زغرودة وهي تفتح علبه كبيرة من القطيفه الزرقاء تلألأ علي ارضيتها الحريريه عقد كبير من الذهب المجدول ومعه سوار مثله وخاتم وقرطان ...شبكتك يا شروق
أطلقت النساء الزغاريد ووضعت نشوي العلبه علي طاوله الزينه قائله : امي جايه تلبسهالك يا عروسه
خرجت نشوي لتقترب الفتيات يطالعون الشبكه بعيون لامعه وتتفاجيء مروة بخالتها تأخذها بعيدا الي أحد أركان الغرفه ...في ايه يا خالتي مالك ؟!
قالت نجاه بنعومه وهي تمسك يد مروة هامسه: بقولك يا حبيتي ما تجيبي غوايشك لبنت خالتك تلبسهم تتعايق بيهم وهبقي بكره الصبح اخدهم منها وارجعهملك !!
لم تفهم مروة شيء من طلب خالتها الغريب لتعقد حاجبيها بعدم فهم وعيناها تتطلع الي الخمس غوايش الذين يزينوا يدها وقد اهدتهم لها والدتها : غوايشي!! ليه يا خالتي
قالت نجاه وهي ترسم ابتسامه ناعمه بينما مازالت تتلفت حولها وتهمس حتي لا ينتبه إليهم أحد : حماتها هتلبسها الشبكه يرضيكي تبقي أيدها فاضيه وكأنها اول مره تلبس دهب ...نظرت إلي الغويشتين بيدها وتابعت بقله حيله : لو ايدي مقاسها كنت قلعتهم لها بس برضه يرضيكي خالتك تقعد وسط النسوان من غير دهب وتلاقي حميده لابسه شيء وشويات
زمت مروة شفتيها ومدت يدها تجاه يدها الأخري تخلع الغوايش منها بصمت لو فهمت نجاه ضجيجه الذي يكسر العظام من كسره خاطر تلك الفتاه التي لم تجد لها أم تدافع عن حقوقها واجبرتها الظروف أن تكون تحت جناح خاله مثلها تتطمع بكل شيء من اجل ابنتها
اخذت نجاه الغوايش من مروة بلهفه وهي تربت علي كتفها هامسه : بكرة بعد الصباحيه هجيبهملك
اومات مروة بصمت لتسرع نجاه تجاه ابنتها تلبسها تلك الغوايش التي تعرف جيدا من صاحبتهم وتري نفسها أحق بهم منها فلم تشكرها أو تلتفت اليها  ....!
أطلقت النساء الزغاريد بينما البست حميده زوجه ابنها الشبكه وخرجت من الغرفه لتبقي نشوي تصفق مع الفتيات الي حين نزولهم من الغرفه ..... تعالت أصوات الطلقات الناريه بالاسفل لتبدأ الفتيات تبارك لشروق وينزلون من الغرفه إلي الأسفل حيث مجلس النساء .....مالت احسان تهندم ذيل الفستان لشروق وهي تهمس لها بخبث : شوفي يااختي بنت خالتك واقفه ازاي والغيره هتأكلها ....
ضحكت شروق بغرور : احسن ماهي لازم تغير مني
لم تكن غيره قدر ما هو حسره وحزن لتقترب مروة منها وقد جاء دورها لتبارك لها مثل باقي الفتيات :  مبروك يا شروق 
بحده وقله لياقه ابعدتها شروق عنها ما أن اقتربت لتحتضنها : اوعي كده هتبوظي الطرحه
انزعجت ملامح مروة واحمر وجهها خجلا بينما توقفت يد نشوي التي تصفق ونظرت الي شروق باستفهام :
في ايه يا شروق ؟!
هتفت شروق بحنق وهي تستدير تجاه المراه تعدل من طرحتها :  انتي مش شايفه داخله عليا ازاي وعاوزة تبوظ طرحتي
نظرت لها مروة باستنكار وقالت بدفاع عن نفسها :  وانا هعمل كده ليه
تدخلت نجاه بسرعه بينما رأت نظرات الاستنكار بعيون نشوي : في ايه يا بنات .....
قبل أن تفتح شروق فمها كانت نشوي تقول بتوبيخ لزوجه أخيها بينما لمحت بتأثر الدموع التي تجمعت بعيون مروة : مالكيش حق تكلميها كده يا شروق ....ما تبوظ الطرحه ونعدلها تاني
نظرت شروق إلي نشوي باستنكار وهمت بالتحدث ولكن نجاه نظرت لها وهي تجز علي اسنانها لتصمت بينما أسرعت تجاه مروة
تربت علي كتفها وهي تقول لنشوي بابتسامه زائفه : اهم كما كده دايما ناقر ونقير بس يموتوا في بعض وزي الاخوات
اسرعت مروة تغادر الغرفه من حرجها ولم تحتمل امساك دموعها أكثر لتسرع نشوي خلفها
نظرت نجاه الي ابنتها بحنق توبخها : كان لازم تهزقيها قدام اخت جوزك ولا عاوزة تقول عليكي متربتيش .....تركتهم واسرعت خلف نشوي وهي تتبرطم : بلا هم اهو لسانك ده هيوديكي في داهيه
هتفت شروق بامتعاض : لساني. ... ماله لساني
هتفت نجاه بسخط : زي المبرد
نظرت شروق في أثر والدتها التي لم تكذب بل تعلم جيدا طبع ابنتها الحاد والتي قبل أن تفكر في خطأها كانت احسان تقترب منها وهي تقول ببرود : سيبك منهم غيرانين منك اذا كانت مروة ولا البومه نشوي .. ال عامله نفسها مدرسه وتقولك مالكيش حق ....ضحكت واطلقت زغرودة وهي تتابع:
تعالي ازودلك الاحمر ده شويه واقولك تعملي ايه النهارده مع العريس ....
تقبلت شروق من الغريبه القرب ولم تتقبل ممن كانت كأخت لها
اسرعت نشوي خلف مروة التي أرادت أن تختلي بنفسها وتبكي : استني يا مروة
التفتت مروة بعيون تجمعت بها الدموع لتنظر لها نشوي برفق قائله : متزعليش
هزت مروة راسها قائله : مش زعلانه
نظرت لها نشوي بابتسامه رقيقه وهي تقول : طيب امال عينيك الحلوة دي مليانه دموع ليه
ربتت علي كتفها لتتجه نجاه خلفهم بتأثر زائف  : اخدتلك حقك وبهدلتها عشانك يا غاليه ....يلا بقي تعالي يا حلوة انتي رايحه فين
قالت نشوي بينما تأخذ يد مروة التي وقفت صامته تتطلع الي خالتها وهي تري وجه قبيح منها زائف ومنافق ....نعم لم تكن قاسيه عليها وجعلتها تعيش معهم عده سنوات بعد موت والدتها ولكن تغيرت القلوب وظهرت حقيقتها الان حينما وضعت مع ابنتها وفضلت مصلحه ابنتها بكل شيء
: سيبيها يا خالتي انا هاخدها معايا جوه نقعد مع البنات
اخذتها نشوي ولكن الي غرفتها لتقول لها برفق وحنان : ادخلي اغسلي وشك ولو عاوزة تعيطي عيطي براحتك بعدها تعالي ازوقك
ربما خسرت خالتها وابنتها ولكنها حظيت بأخت جديده مثل نشوي التي عاملتها كأخت كبيرة بالرغم مع أنها لا تكبرها بكثير من العمر مجرد عامان علي الاكثر وكانت نشوي هكذا دوما فتاه بقلب طيب
دخلت حميده الي غرفه ابنتها التي لم تجدها بين الناس :
في ايه يا نشوي ؟!
قالت نشوي بابتسامه وهي تمرر قلم حمره رقيق علي شفاه مروة التي خجلت من دخول حميده وارادت أن تغادر : ابدا يا امه كنت بتكلم انا ومروة
رحبت حميده بها قائله : اهلا يا حبيتي .. اقعدي رايحه فين
نظرت لها وربتت علي كتفها قائله : مش انتي  بنت موده الله يرحمها انا فاكره امك
ابتسمت مروة لحميده : الله يرحمها
قالت نشوي وهي تعدل من هندامها : خلاص يا امه احنا نازلين اهو
خرجت مروة برفقه نشوي لتلمح شروق الجالسه بالاسفل وسط النساء نزولهم سويا وبقاءهم طوال الحفل جالسين يتحدثون لتأكل الغيره قلبها من هذا التقارب
مالت حميده تجاه أحدي معارفها تهمس لها : 
شوفي يا ام ياسين في بنات حلوين في البلد ازاي وانتي كنتي عاوزة تخطبي لابنك من برا
نظرت المراه باستفهام تجاه حميده : فين يا اختي ؟!
أشارت حميده تجاه مروة الجالسه بجوار نشوي : اهو ياأم ياسين ....جنب نشوي بنتي
نظرت المراه تجاه مروة تتفحصها ثم قالت لحميده بعتاب : يعني كده بتراضيني أكمن بنتك نشوي مكانتش من نصيب ياسين
ضحكت حميده بخفه وهمست قائله : يووه بقي يا ام ياسين ما انا قولتلك ابن خالها من زمان متكلم عليها
ضحكت المراه قائله : ربنا يتمم لها بخير يا اختي ...امتي هتدخل
قالت حميده وهي تعد علي أصابعها : اهو خمس ست شهور كده
: علي خير
مالت حميده تجاه المراه مجددا : طيب ايه رايك في البنيه اللي بقولك عليها
قالت أم ياسين وهي تتطلع الي مروة مجددا :
حلوة يا حميده هاخدها لابني ياسين اهو جاي إجازة كمان اسبوعين من السويس هقوله ونروح نكلم
جوز خالتها
ضحكت حميده بسعاده قائله: علي خير
.............
....
لم تكن حميده في المطلق امراه قاسيه ولكنها حازمه ولها جانب طيب لم تعرف شروق كيف تناله منها بسبب حده لسانها  الذي استغلته احسان من اول يوم حيث لم تتوقف عن مليء راسها بالافكار أن عليها أن تكون ذات شخصيه أمام حماتها
( مكنش ليكي ترضي بأقل من شقه مقفوله ليكي لوحدك بعيد عن حماتك
: ليه يا سونه ...ده البيت زي ما انتي شايفه كبير وعمرنا ما شوفنا زيه
اه بس ده بيت حماتك هي الامره الناهيه وانتي ولا حاجه
عارفه البت ثريا ...حماتها مبهدلاها من اول يوم ....لازم تخدمها وتقعد تحت رجليها والغلبانه ولا تقدر تقول حاجه بس انتي بقي من اولها لازم تحطي النقط فوق الحروف وتخلي الست حميده تعملك الف حساب ...اه ماهو انتي مش خدامه )
وهاهو اول موقف تتجلي لشروق به كلمات أحسان بعد انقضاء بضعه ايام مع زواجها رأت حميده أنه وقت كافي تركتها به جالسه بغرفتها ونشوي تصعد لها بالطعام إن لم تنزل لتتناوله برفقه هادي وعائلته التي ما أن تتناوله حتي تصعد مجددا لغرفتها دون أن تحمل طبق  حتي ظنت شروق أنها لن تتحرك من مكانها وستبقي طوال اليوم جالسه أمام التلفاز تتنعم بالراحه والحياه المرفهه
تقبلت شروق في الفراش الوثير بكسل وكالعاده كان هادي قد استيقظ قبلها بكثير ووقف يرتدي ملابسه ....قامت من فراشها واتجهت إليه وهي تتغنج بمشيتها بينما انحسر ثوم النوم الحريري الذي ترتديه فوق ركبتها بكثير
: صباح الخير
قال هادي بهدوء : صباح النور
مررت يدها في خصلات شعره قائله : انت كل يوم هتصحي بدري قبلي
التفت لها قائلا باقتضاب وهو يميل ليأخذ ساعته ويضعها بمعصمه : اتعودت اصحي بدري
ضحكت شروق بدلال وهي ترسم الخجل : بس احنا عرسان نصحي براحتنا
ربت علي يدها وهو يبعدها عن شعره قائلا وهو يحاول رسم ابتسامه علي شفتيه : براحتك انتي اصحي وقت ما يعجبك .....هتنزلي معايا تفطري ولا تكملي نوم
نظرت شروق إليه بحيره وهي تهز راسها : هلبس واحصلك
يعاملها جيدا منذ زواجهم ولكنها لا تشعر به سعيد بها كأي رجل سعيد بعروسته أو حتي لا تري لهفته في القرب منها ....ترتدي كل يوم ما يخلب العقول وتتزين وتبدو عروس يشتهيها اي رجل ولكنه هاديء كما اسمه ...لا يتغزل بها بالرغم من أنه رفيق بعلاقته بها التي تجعلها تحلق في السماء ولكنها لا تشعر به مثلها يصل إلي سعادته وكأنه فقط يرضيها هي ....!
تنهدت وهي تحاول الا تفكر كثيرا وتلقي كل تفكيرها بأن هذا هو طبعه كما اقنعتها احسان التي تتدخل بكل كبيرة وصغيرة تخبرها بها شروق وتأخذ بنصيحتها بها
نزلت شروق الي الأفطار الذي تاخرت عنه وكان هادي قد غادر ... انتظرت حميده زوجه ابنها إلي أن انتهت من أفطارها وقامت لتصعد الي غرفتها ككل يوم لتوقفها قائله وهي توجه الحديث الي ابنتها ولكن عيناها علي زوجه ابنها : يلا يا نشوي خدي مرات اخوكي وعرفيها كل حاجه في المطبخ عشان تساعدك
تفاجأت شروق لتقول بامتعاض واضح : بس انا
رفعت حميده حاجبها وهتفت باستنكار : انتي ايه متعرفيش تطبخي ؟!
قالت شروق وهي تهز راسها : بعرف بس قصدي يعني ليه اشتغل في المطبخ انا لسه عروسه
لوت حميده شفتيها وهتفت بامتعاض : وانا قولتلك اعزقي الأرض انا بقولك تطبخي الغدا ولا نقعد جعانين
قالت شروق ببرود : ماهي نشوي بتعمل الغدا
احتقن وجه حميده بالغضب لتهب من مكانها وتتجه لتقف أمام شروق التي امتثلت الي حديث احسان وهي تضع نفسها في مكان معين أمام حماتها التي هتفت بغضب  : وهي نشوي خدامه عندك
هزت شروق راسها وبدأت تتراجع عن موقفها : مقولتش كده ...انا قصدي أنها كل يوم بتعمل كل حاجه
ضحكت حميده ساخره : كويس انك قولتي بلسانك أنها كل يوم بتعمل كل حاجه ...ربتت علي كتفها وتابعت بنبره أمره: يبقي تخلي عندك احساس وتساعديها ماهي مش خدامه عندك والبيت كبير وواسع وكل النسوان بتخدم في بيوت جوزاها ولا انتي علي راسك ريشه
حاولت نشوي أن تلطف الأجواء وتقوم بكل العمل حتي لا تتضايق شروق لتقول بلطف : مالك متضايقه ليه يا شوشو ...
هتفت شروق بما حفظته عن لسان احسان : امه حميده قاصده تخليني خدامه ياريت كان ليا بيت لوحدي
هزت نشوي راسها وقالت برفق  : لا طبعا ...انتي مرات هادي مش خدامه وبعدين يا شوشو هو لو انتي ليكي بيت لوحدك مع هادي مش برضه كنتي هتقومي تروقي وتغسلي وتعملي الاكل ...هي هي ...بلاش تضايقي نفسك وتاخدي الموضوع بحساسيه
كلام منطقي ولكن كل هذا تبخر أمام كلمات احسان الخبيثة: وانتي تطاوعيها ليه مكانش ليكي حق
قالت شروق بتردد : ماهو عشان معملش مشكله
قالت احسان بخبث : ده انتي كان لازم تعملي مشكله وتكلمي جوزك يجي ياخد حقك ولا هو جايبك من بيت اهلك يخليكي خدامه
في اليوم التالي كانت تنفذ كلمات احسان بعد أن رفضت النزول من غرفتها واسرعت الي هاتفها تتصل به
: هادي
استمع هادي لها بينما تهتف بلا مقدمات : تعالي بسرعه
اسرع الي المنزل بقلق شديد لتعقد حميده حاجبيها بقلق من دخول ابنها المفاجيء : في ايه ياهادي ؟!
لحقت به بينما اسرع الي غرفه زوجته التي تفاجيء بها تبكي ليسألها بقلق : في ايه ..مالك ؟!.
قالت شروق من بين دموعها التي أتقنت ذرفها :
انا في حاجه حصلت ضايقتني
قال هادي بنفاذ صبر : ايه اللي حصل ؟!
: الست حميده كل يوم تسمعني كلام زي الزفت وتخليني اخدم في البيت كله وانا مش قادره علي كده ...هو انا خدامه
عقد هادي حاجبيه واستنكر ماقالته: ايه اللي بتقوليه ده ...خدامه ايه وكلام فارغ ايه
نظرت له بقله حيله وضعف : اهو اللي حصل ...هات ليا حقي
نظر لها باستفهام : حقك ..!
افلتت الكلمات من شفتيها : اه من امك
نظر لها هادي بحده شديده : اتكلمي باحترام ولو ليكي حق يجيلك
زفرت حميده وزمت شفتيها بغضب شديد بينما استمعت لشكوي زوجه ابنها الكاذبه لتهتف من بين اسنانها : ده انا هوريكي الزفت اللي علي حق يا بت الدسوقي
خرج هادي من غرفته ليتقابل هادي بوالدته التي وقفت امامه وقالت دون مراوغه : اوعي تقولي انك صدقت كلام قليله الربايه دي
زفر هادي بحنق هاتفا : من غير غلط يا امي ...ايه اللي حصل ؟!

بساط السعاده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن