Part 6

340 13 0
                                    

في المقهى
-دخل جومالي وياماش أما صالح فكان يتكلم مع مرتضى فالخارج الذي أخبرهُ أنه سيذهب فلمّ يعد يربُطه شيئًا هنا..
هل رأى أي نوعٍ من ال*** هو عمه أم سيُدافع عنه كعادته؟ هتف جومالي وهو ينظر لصالح بالخارج فيما أكمل بغضب: لماذا جئت اساسًا لا اعرف وينادينا ايضًا حسبنا الله!
ياماش: أخي أرجوك اهدىء لنفهم هناك شيءٍ أنا متأكد
-حينها دلف صالح للداخل وهو يخرج هاتفه أتصل بجلال وهمّ يقول أمام مسمَع جومالي وياماش: جلال لن يخطو ذلك ال**** خطوه داخل أفغانستان إلا بعلمي أفهمت؟ سكت قليلاً وأردف: أنا أبحث عنه هنا فقد اختفى بعد فعلته ولكنني سأجده أنت إذا سمعت شيئًا أخبرني فورًا سمعتني؟ وأغلق الهاتف..
سأله ياماش بعدم فهم: صالح هل تشرح ماذا يحصل؟
هتف صالح دون النظر اليهم: هذ ال*** اختفى وهرب بعد فعلته
إستقام جومالي بغضب ودفع الكراسي أمامه مقتربًا من صالح: هل الآن رأيت أي قذر هو عمك؟ بعد أن قضى على زوجتك وصديقك ها؟ طوال السنوات لم ترى خبثه وكأنك تنتظره ليفعل فعلته ويقتل احدًا منا لتفتح عيناك؟ فارتولو أيُ نوع من ال**** أنت بسببك ذهبت سعادات بسببك حصل كل هذا فرّطت بأمانة أبينا وذهبت وراء المال إلى باب ذاك ال*** كالكلب ذنب وروح زوجتك في رقبتك ياهذا أتسمع؟ أنت من جلبَ هذا ال*** ووضعهُ فوق رؤوسنا
أمسكهُ ياماش وهو يقول بغضب: أخي ماذا تقول!
-لم يحتمل صالح إتهامات جومالي التي إستنزفته ككأسٍ أمتلىء حتى آخر قطره ففاضَ وانفجر، صرخ صالح وهمّ بلكم جومالي وهو يقول من بين صراخه ولكماته التي لا تتوقف فهو لم يعد يرى أمامه من شده غضبه وقهره: يتار لااااان "يكفي ياهذا" لماذا تفعل هذا ألم يذهب أخي سليم بسببك ها ألم يذهب بسبب قتلك لإريك أخبرني ياجومالي كوشوفالي العظيم نحن فقط من يخطىء أما انت فّا لا حتى أخطاءك تراهَا صحيحه ياهذا أنت لاتعلم شيئًا أنا طوال هذه السنوات أموت ولا أحد لديه خبر إنني أحميك وأنت لاتعلم تعاطيت لأجل حمايتك خاطرت بنفسي وعُدت لجحيم أفغانستان لأجل ألا تُصاب أنت وطفلتك وزوجتك وحفرة أبينا بأذى أنا أتيت إليك عدة مرات أريد التحدث معك ولكنك في كل مرةً تطردني لم تسمح لي بالحديث ولم تسمعني فبقيتُ لوحدي ناقصًا بدونكم وعاجزًا أمامه ياهذا الرجل وراءه عشائر يستطيعون إنهاءنا خلال ثانيه ولن نشعر بذلك لم أطلب شيئًا من أحد أردتكم أن تعيشوا فقط أن تعيشوا بجانب أطفالكم وزوجاتكم وبالمُقابل أنتم لم تتركوا هذا ال*** وشأنه بل بدأتم حربًا كنتمُ ستخسرون فيها كم مرة ترجيتُكم أن تتوقفوا ولكن لم تسمعوني أنا فقط أردتُ أن أحمي عائلتي ولكنني نسيت نفسي أنا أهملت صحتي وفقدت زوجتي وصديق عمري أنا الخاسر في هذه الحرب أنت عن ماذا تتكلم!
-ووسط نزيفُ أنفه وصداعه وترنحه أفلت جومالي الذي لم يتحرك أبدًا ولم يقاومه من صدمته وياماش لايختلف عنه وراح يكسر ويرمي أي شيءٍ تراهُ عيناه كراسي المقهى الطاولات وحتى زجاج النوافذ وهو يصرخ كل مايريده صالح الآن أن يخفف من هذا الغضب والعجز والألم بداخله
-إستفاق جومالي سريعًا من صدمته لرؤيتهِ أن الذي أمامه قد إنهار وفقد أعصابه بشكلٍ سيء، فأسرع وحضّنه من الخلف وهو يشّد عليه يريد أن يهدءهُ بأي طريقةٍ قبل أن يؤذي نفسه
-شعَر صالح بأيديّ أخيه الأكبر الذي بمثابة ابيه وهي تشّد عليه فلمّ تعُد قدماهُ تحمِلانه جثى ارضًا وجثى معه جومالي
لم يشعُر صالح بهذه القوه بهذا السند أبدًا واوف كم احِتاج إليه..
-فكلُ مايريدهُ صالح أن يكون لديه سند يسنُده عندما يقع يفهمه ويقّوم أخطاءه ويشّد عليه في لحظات انهياره، فبكَى بحرقة واثنى نفسه يتمسّك بيديّ جومالي ونطق وهو يجاهِد أنفاسهُ المضطربه: أنا لم افرّط بحفرةِ أبي يا أخي أنا حميتها نعم أخطأت نعم كلفتني هذهِ الحمايه الكثير ولكنني فعلت ماتوجبّ فعله أنا تعِبت أريد أن أرتاح ولو قليلاً من هذا العذاب أرجوك رأسي يؤلمني آبي..
-شدّ جومالي على حضنه وسط أنين وبكاء الآخر الذي قطع قلب أخيه ونزل يقبّل رأسه فالتقط أنفهُ رائحته التي تشبه خاصة أبيه واللعنه كم يحب هذه الرائحه.. فياماش لم يكذب عندما قال لصالح "رائحة أبي" لايعلم جومالي من أين أتته هذه الحنيه لصالح تحديدًا "أو بالأصح لنقُل فارتولو فجومالي لطالما كان يرى فارتولو وليس صالح" ولكنه هذه المره رأى أخيه رأى صالح الذي عانى مُنذ نعومة أظافره فنزلت دمُوعه بحرّقه على أنين الآخر..
"لا لم يحصل!" قالها ذلك الأشقر الذي كان كلام أخيه صالح كسهامٍ تُغرس في قلبه، فهذا صالح! أخيه الذي كان بجانبه عندما تخلى عنه الجميع، الذي صدقه وفهمه حين كذّبه وطرده الجميع، الذي يفهمه اكثر من نفسه هذا صالح أبن أبيه الذي كان معهُ في كل وقت، هو الوحيد الذي ساعده في إيجاد سببٍ للحياة عندما كان يستنجد به يريد الموت بعد قتله لأبيه، هل صحيح أبن أبيه كان يُعاني وهو لم يرى هذا! لم يفهمهُ في كل مرةً كان يقول "لاتفعل يابني ستندلع حربًا"، هل ناداهُ فارتولو بأكثر وقتًا كان هو فيه صالح؟ هل كان هناك أحتمال أن يضّر صالح ويضّر عائلته عندما كان يُحرق ويُدمر بضائع العم؟ كيف لم يفهم أبن أبيه؟
- إستفاق ياماش من صدمته عندما هرَع اكين للداخل بخوف حالَ رؤيته لعمه غاضبًا ولم يترك شيئًا سليمًا حوله
-فيما بقي الآخرين بالخارج قلقين لم يجرُؤا على الدخول
لمح اكين عمه جاثيًا ارضًا في حضن جومالي فهتف بهم بخوف: ماذا حصل؟ وانحنى عند وجه عمه وأردف: امجا هل أنت بخير؟
رفع صالح رأسهُ ناحية اكين وقال بصوتٍ هادىء وكأنه ليس نفس الشخص الذي هدم وكسر كل شيءٍ حوله قبل قليل: أعطني منديلاً
تحولت ملامح اكين من القلق إلى صدمةٍ عندما رأى وجه عمه الشاحب ونزيف أنفه وعينه الحمراء
-فيما همّ صالح يُبعد يديّ جومالي عنه فلم يكُن يريد أن يضعف وينهار ليس الآن ليس وقته، فأرجع العجله لفارتولو فهو يعرف كيف يُخفي ألمه وتعبه وأن يبقى صامدًا حتى يأخذ انتقامه وإستقام متجاهلاً صداعه وألام جسده وصرخ باكين: ألم أقل لك أعطني منديلاً؟، أسرع اكين في إحضار المنديل وياماش وجومالي ينظران وقد انربطت ألسنتهم، مسح صالح وجههُ وأنفه
وسألهُ اكين مرةً اخرى بقلق: امجا أجبني لاتُخيفني هكذا
صالح: أنا بخير لايوجد بي شيء أذهب وأنده للبقيه ليأتوا
خرج اكين والتفت صالح إلى أخويه قائلاً: أخبرت صديقي ولي أن يُرسل رجالاً أكثر ليحمُوا الحفره تحسبًا لأي شيء وسيأتي تولغا وسيشرح لكم وسنُكمل الطريق معًا إذا كنتم تريدون فأنا بعد الآن لم يعُد لدي شيء لأعُطيه لهذه الحفره سأنهي هذا ال*** وسأخذ أبني واكين وكاراجا وسأذهب من هنا ولتبقى هذه الحفره لكم
ياماش: لا صالح أسمعني لم أكن أعلم ولم تخبرني لو أخبرتـ..
قاطعه صالح قائلاً: اخرس ياماش اخرس
-في هذهِ اللحظة دخل اكين وتولغا وجيلاسون وميكي ومتين وهم يتلفتُون متعجبين من حالِ المقهى الذي لم يتبقى فيه شيئًا سليمًا، -صالح مخاطبًا متين: متين كيف وجدت ميد.. وأمسك رأسه بألم
متين: وجدتهُ مطعون يا أخي في منزله
تأوه صالح بألم وأستقام اكين ناحيته ولكن صالح أوقفه ونقل نظره إلى ياماش الذي يطالعه بقلق
مردفًا: هل في نفس الوقت يعني...
أسرع ياماش بهزِ رأسه بالإيجاب
صالح: إستدرجها عن طريق ميدات.. وأتبع بألم وهو يؤشر على تولغا: نحن بدءنا أمرَ إنهاءه بعد رجُوعي من أفغانستان بعد سنه
-وأكمل تولغا وأخبرهم بكل شيء عن شركاء العم وخططه والمستودعات، لكنهُ تخطى قسم أن صالح سيُعوضهم بمقابل لأن صالح اخبره بإخفاء ذلك، فهو يعلم أن اخوته لن يقبلوا وهو لايريد أن يشّن حربًا مع الأفغان ابدًا
فأكتفى تولغا بقول: وأخي فارتولو سيُعطيهم بضائع العم التي هنا وسيترُكون الحفره وشأنها
متين: يعني ممكن أنهُ هو من حاول قتل أخي صالح بالمقبره؟
تولغا: لا اعرف ولم نجد شيئًا يدُلنا على الذي أطلق
أسرع جيلاسون بقوله: أنا وجدت..
صالح بقلق: أنت؟ وجدت؟ ماذا فعلت جيلاسون ماذا لاحقت يابني!
جيلاسون: إهدأ يا أخي سأخبرك، بعد خروجك من غرفة العمليات ذهبتُ إلى المقبره عّلي أجدُ شيئًا ووجدت خوذة حماية تلك التي يرتديها راكبيّ الدراجات الناريه وحولها القليلُ من الدماء شعرت بأن هذا له علاقه بالأمر فوضعتُها في صندوق سيارتك يا أخي..
ميكي: هل ممكن أن لهذا علاقه بالعم؟
-تبادل تولغا وصالح النظرات القلقَه فهُم يعلمون أن شهرام أبنُ العم يقود مجموعة راكبي دراجات وقد زاورهم الشك
صالح: على كل حال أنا بخير ولم يحصل مايُريده
سأل اكين تولغا: قلتَ أن لديه أبن ما أسمه؟ ولماذا لم يأتي معه؟ تولغا: أسمه شهرام بمثابة أبنه، هو يوكّله بأعماله هناك لذلك..
سكت الجميع للحظه، نطق ياماش وهو يناظر صالح: لماذا لم تخبرنا بكل هذا ياصالح؟ كان بإمكانك أن تأتي إليّ أو لأخي جومالي، ضحك صالح قائلاً: أخوك جومالي؟ أحمدُ ربي أنني لم أتعرض لرصاصه منه! ثلاث مراتٍ أتيتُ فيها أترجاه أن يسمعني قليلاً وأفهم سبب غضبه وإبتعاده عنا الغير مبرر، حينها رفع جومالي نظره لصالح متفاجئًا وأردف بنبرةٍ غضب: غير مبرر؟ هذا الرجل أدخلني أنا وزوجتي السجن لستة أشهر أبنتي اسيا ولدت بالسجن ومريضةً الآن بسبب ذلك! أخذ مني أسمي وهويتي وأنت تقول غير مبرر أتسخر مني؟
هتف صالح: ماذا! وأسرع بركل الطاوله التي بجانبه
وهو يصرخ: الحقير! قال لي أنك لاتريد عمل المخدرات فذهبت وتركت الحفره له، أنا سأقتله سأشربُ من دمه الل***
والتفت لأخيه وأردف: لم أكن أعلم أقُسم لك لو علِمت لحاسبتُه وكسرت رأسه، نظر له جومالي بقهر
أجاب ياماش وهو يضع يده على كتف صالح: حسنًا قد حصل وإنتهى لنُركز على القادم وننهيه فمهما يهرب منّا سنجده
صالح: سأجده وأحرقه حيًا وليكن هذا وعد
ميكي: ولكن يا أخوه لماذا قتل زوجة أخي وميدات تحديدًا؟
نغزهُ جيلاسون معاتبًا فسؤاله ليس بمحله
أجاب صالح وهو يُمسك رأسه: سعادات حاولت تسميمه لأنها علمت بمسألة الدواء الذي يُصرفه لي وميدات حاول قتله لمسألة جنة
سأل جيلاسون: اي دواء يا اخي! رفع نظره لهم وقد استوعب أنه زلّ في كلامه فحاول تشتيت الكلام بقوله: دواء يؤثر علي بشكلٍ سلبي ليس شيئًا مهمًا، ناظر الجميع صالح بخوف وقلق
جيلاسون وقد تملكه الخوف: كيف يؤثر يا اخي!
صرخ صالح: مخدرات ياهذا مخدرات لماذا تسألُ كثيرًا!
-تجمدت ملامح الجميع صدمةً
ضحك اكين بغير عقل وهو يتجه ناحية عمه: امجا ماذا سمعت أنا كيف مخدرات، عضّ صالح على شفتيّه ومسك كتفيّ اكين
قائلاً: امجاجيم لن يحصل شيئًا اساسًا ليست بالشيء القوي أسبوع ويتخلص منها جسدي حسنًا؟
اكين: تقول دواء امجا دواء! يعني تأخذه منذ وقتٍ طويل وعلى أي اساس؟ وايضًا اعتدت عليه كيف ليست بالشيء القوي
صالح بغضب: اكين! لاتجادلني ولاتغضبني، ونقل نظره بين الجميع: لن يعلم احدًا بهذا هنا علمتم وهنا ستدفنونه حسنًا؟
-هزّ الجميع رأسه، أعاد نظره إلى اكين وأخرج هاتفه وناوله إياه: أذهب للبيت أشحن هذا وأبقى بجانب إدريس لحين آتي
كان اكين سيتكلم ولكنه سكت وذهب يعرف أن عمه لايريد أن يجادل احدًا اساسًا هو هكذا منذ فتره..
إستقام جومالي بعد خروج اكين مخاطبًا الجميع: هل خرجتم قليلاً؟، كان يريد التكلم مع أخويه خصوصًا مع صالح لوحدهم ولكن أسرع صالح بالخروج فسحبهُ جومالي بيده قائًلا: إلى أين؟ وأجلسه على كرسي بجانبه تحت نظرات الآخر المستغربه
-لم يتبقى إلا ياماش الذي اتخذَ مكانًا بعيدًا عن اخويه
سحب جومالي كرسيًا وجلس أمام صالح وهو يقول تحت أنظار صالح الغاضبه: صالح..
ضحك صالح وسرعان ما أختفت ضحكته وعقد حاجبيه قائلاً: كنتُ بالأمس أو بالأحرى قبل قليل فارتولو ماذا حدث الآن جومالي كوشوفالي؟، تجاهله جومالي وقال: الذي أطلق عليك لم يفعل بأمرٍ مني أنا لم أرسل أحدًا وبائع الأسلحه نعم نحنُ إستعدناها ولكن هناك أحدًا أو ذلك ال*** أستغل هذا ولُقنه ودرسّه ماذا يقول
صالح: أعرف..
أكمل جومالي: مسأله تعاط.. فعل حركة فمه المعتاده، هو لايتقبل فكرة أن أخيه يتعاطى ولكنه يُمسك نفسه فأخيه مُجبر وليس بإرادته، فأردف: الدواء الذي تأخذه سنتكلم بها لاحقًا
-سكت قليلاً واكمل: عندما ذهبت لأفغانستان أول مره
قاطعه صالح: ليست أول مره فا أنا أنهيتُ عشيره هناك وأنا في الخامسة والعشرين من عمري
أبتسم جومالي بحزن وقال: لا استغرب تفعلها.. آمنا ليست أول مره تمام عندما طلب منك ياماش أن تذهب
صالح: أجل ذهبتُ لأجل إيجاد الحل عند خليل إبراهيم من أجلِ الأردنيت، وسرعان مارفع إصابعهُ مُفرقعًا سبابته وإبهامه متبعًا: ااء صحيح خليل ابراهيم هو نفسه هذا العم ال****
-عضّ ياماش على شفتيه وضرب قبضة يده بالجدار خلفه: لا أستغرب أنها مدبّره هذا الحقير يخطط للإنتقام منذ سنين!
جومالي: هذا ليس موضُوعنا الآن
ونظر إلى صالح الذي بادله النظرات بأعيُنٍ حمراء ووجهٌ مُتعب
سألهُ بنبرةٍ متردده: ماذا.. حصل لك...هناك ماذا فعلت؟
نظر إليه صالح ونقل نظره إلى ياماش الذي انزل رأسه خجلاً وأردف: حقًا؟ الآن تسألني؟ لأذهب إلى الجحيم ليس من شأنك
جومالي بغضب: صالح لاتغضبني أنني أحاول أن أتكلم معك
صالح: أبتعد حبًا فالله لدي عمل
-وهمّ بالوقوف ولكن جومالي شّد على يده وسحبه وسُرعان ما أنتبه لقميصه الرطب ناحية إصابة صدره
هتف: لان صالح جرحك ينزف!
نفثَ صالح يديّ جومالي بقوة: قلت لك أبتعد لدي عمل
-وخرج تحت أنظار جومالي التي تتبَعته حتى ركب سيارته وذهب
نطق ياماش: أخي.. صالح ليس بخير ابدًا
––––––––––––––––––––
في منزل العائله
تجلس كاراجا في الشُرفه وإدريس مُستلقي على رجليّها
إدريس:ابلا هل حقًا أمي سعيده؟
أبتسمت كاراجا: أجل ياعزيزي.. أنا ايضًا أمي ذهبت وأبي
إدريس: حقًا! ولكن أنا لدي أبي لماذا أنتِ وحيده ابلا
مسحت كاراجا دمعة خرجت بغير إرادةٍ منها وأردفت: لديّ عمي الأسد نصف أبي، عندما ذهب الجميع ولم يُساعدني أحد هو ساعدني وجعلني أعمل معه وأشُغل نفسي لأني كنت حزينه جدًا
إدريس: من هو ولماذا كنتِ حزينه؟
كاراجا وقد عادت بها ذاكرتها ليُوم زفافها وقتلها لحبيبها "ازار"
خاطبها إدريس منزعجًا: ابلا لماذا صمتِ لم تجيبي على سؤالي
مسحت على رأسه وقالت: من سيكون؟ عمي صالح ايها الشقي
هزّ إدريس رأسه مبتسمًا وأردف: ابلا سأسألكِ سؤالاً
كاراجا مُمازحةً: أسأل ياكثير الكلام
إدريس: سمعتُ عمي جومالي يقول لأبي فارتولو من فارتولو؟
نظرت كاراجا بصدمه، وسُرعان ما أجابت: لا أحد ياعزيزي وإياك أن تسأل أباك هذا السؤال سيحزن
إدريس: ولماذا يحزن
كاراجا: إدريس هل تريد إحزان أباك؟
إدريس بحزن: لا لا اريد
كاراجا: إذًا لا تسأله وايضًا لن تسأل احدًا آخر حسنًا؟
هزّ إدريس رأسه فيما خرجت سلطان للشرفه، أسرعت بتقبيل رأس إدريس وخاطبته: أخيك اكين أتى يريدك هيا أركض وأصعد للأعلى، قوّس إدريس شفتيه بحزن وقال: بابا أين لماذا لم يأتي
سلطان: سيأتي يابني لاتتدلل كثيرًا عليه لديه عمل سيّحله ويأتي هيا أنت أذهب لأكين إستقامت كاراجا تنوي الذهاب هي الأخرى ولكن سلطان أردفت: أجلسي أريد الحديث معك
نظرت سلطان للسماء وأخذت نفسًا عميقًا: سمعت حديثك مع عمك هذا الصباح، هل حقًا سعادات حاولت تسميم العم؟
كاراجا: هكذا سمعتُه يتحدث وعمي لم يقل شيئًا، لا أعرف عقلي مشوش عمي ليس طبيعيًا والبقيه غاضبون أخاف من نهاية هذا الطريق ياجدتي
سلطان:هم سيكونون مع بعضهم البعض وسيفعلون مايتوجّب فعلُه
كاراجا: ان شاءالله، ولكن أنا أقصد عمي صالح أنه ليس بخير يُكابر ويحبسُ ألمه ألاحظُه منذُ فتره في خلال دقيقةٍ يتحول من أهدأ إنسان إلى نارٍ مُشتعله لايمكنك حتى أن تتفوه بكلمةٍ وإلا تُحرقك، هذا الحبوب تؤثـ... لم تُكمل حديثها ونظرت إلى جدتها فهي لم تكُن تريدُ إخبار أحد، لكن سلطان أتبعت وهي تنظُر للسماء: أعلم لاتقلقي أعلم أنهُ يتعاطى بسبب العم
كاراجا: كيف؟
سلطان: بعد الجنازه عندما صعدُت إليه حكَى لي كُل شيء
كاراجا: كل شيء؟ هل هُناك شيئًا غير هذه الحبوب؟
سلطان وقد علمِت أن كاراجا لاتعلم عن أيّ شيء آخر: لا فقد عنها وعن محاولة سعادات تسميم العم فهُو كان يعلم ويبدو أن سعادات علمت بشأن الحبوب لهذا فعلتها..
كاراجا: أنظري لهذا الحقير! من كان يتوقع أن يخرج منه كُل هذا
سلطان: المهم الآن كوني مع عمك في هذه الفتره قوّيه قليلاً فأنا لن يسمح لي فالإقتراب منه
كاراجا متفاجئه: الإقتراب منه؟
سلطان: الأشياء التي بالماضي بقت بالماضي وهو دفع ثمنها اساسًا، ضحى كثيرًا لأجلنا ونحنُ لم نشعُر بهذا، ضحى بنفسه لأجل الحفره في حين أن ياماش ذهبَ وراء زوجته وجومالي بالمثل
أستقامت وهي تكمل: إذا أتى عمك تكلمي معهُ أن يتحدث مع أخوته ليرجعوا لبيت أبيهم ويسندوا بعضهم فمهما فعلوا "العائله هي كل شيء" وذهبت تاركةً خلفها كاراجا مصدومه ومبتسمه في ذاتِ الوقت من تصرفات وكلام جدتها التي عاهدتها صارمه ولاتفكر في الآخرين..
––––––––––––––––––––
في بيت ياماش
داملا تُداعب شعر أبنتها التي غفّت في حضنها مخاطبةً إيفسون: أشعر وكأنهُ حلم وسأستيقظُ منه، إلى الآن لا أستوعب الأمر تركتُها في غرفتها بعدها بساعات يجدها ياماش بالحديقه مطعونه
إيفسون: امان.. أقُسم لك أنني كنتُ خائفه وإلى الآن، كنتُ بالبيت وحدي مع الفتيات وأنتُم بالمستشفى، كل دقيقةً أراقبُ النافذه وهاتفي بيديّ لأتصل على ياماش لأيّ طارىء
داملا: وحالُنا في المستشفى لايختلف
-أُغلق بابُ المنزل مع دُخول الأخوه، ركضت اسيا لحضن والدها فأسرع يقبلها، فيما سأل ياماش عن ماسال، فأجابته إيفسون: تلعب بالأعلى.. أستغرب ياماش وصعدَ وخلفه إيفسون
-أقتربت داملا من جومالي وقد لاحظت الكدمات في وجهه وملامحه المُتعبه فأحاطت وجنتيه بكفيّها، هتفت: هل أنت بخير؟ ماذا حدث؟
جومالي: لا أعرف نتكلم لاحقًا ياوردتي
-بالأعلى فتح ياماش باب غرفة الفتيات، ليَجد ماسال تلعب وملامحها يغمُرها الحُزن، تقدم ياماش وأمسك بيديها قائلاً: لماذا تلعب أميرتي لوحدها؟ لماذا لا تُنادين أبنة عمك اسيا؟
ماسال: بابا أين إدريس أريده
ياماش: الله الله هل أفتقدتي إدريس وأنتِ لم تُقابليه إلا ليومٍ واحد! ماسال: أحبه بابا فهو قد وعدني أن نلعب سويًا كثيرًا ولكنه ذهب
ياماش: هل تُريدين أن آخذك إليه؟
ماسال وهي تقفُز في حضن أبيها: بابا هيا هيا
ياماش يقبّلها ويضحك تحت أنظار إيفسون الحنُونه وهي تدعي بداخلها أن يعيشوا سويًا ولا يفترقوا أبدًا فهي تأثرت بموت سعادات وأن إدريس فاقدًا لأمه..
ياماش: إيفسون أجعليها ترتدي ثقيلاً فالجو بارد سنذهب
إيفسون: بهذهِ السرعه!
ياماش: بالحقيقه أنا ايضًا أريد رؤية إدريس
إيفسون: ورؤية صالح اليس كذلك؟
ياماش: لن أكذب أجل فهو لم يكن بخير
إيفسون إنحنت لماسال قائلةً: أذهبي واسألي اسيا ربما تُريد الذهاب ايضًا ما رأيك؟
ماسال: حسنًا، وذهبت راكضه، فيما أقتربت إيفسون من ياماش فعانقها الآخر بقوه، سكتت قليلاً واردفت: ماذا حصل معكم؟ ياماش وقد أفلتها وجلس على السرير: أنه ليس بخير ابدًا، لقد حصل الكثير له في غيابي، كنت اعتقد أنه بطرف العم وإذ أنه كان بيننا لحمياتنا فهو يعرف من قبل طينة هذا ال***، اوف إيفسون عقلي مشوش كلُ ما حاولت جاهدًا أن اتكلم معه أن افهمهُ واناقشه بهدوء ينفعل ويغضب، لا أعرف ماذا أفعل لأجله لا أعرف
-غطى ياماش وجهه بيديّه ونزلت دموعه بدون أن يشعر
إيفسون: ياماش الرجل فقد زوجته وايضًا صديقه في ليلةٍ واحده هذه التصرفات ليست بشيءٍ غريب ابدًا
ياماش: أنه يتعاطى إيفسون يتعاطى
وضعت إيفسون يدها على فمها: ماذا؟ هل ما عاشه في غيابكم ثقيلاً لهذهِ الدرجه؟
ياماش: صالح لايفعلها متعمدًا ابدًا، العم أجبره كان يصرُفها له دون عِلمه ولكن أبن أبي لايخفى عليه شيء عرف أنه ليس دواء وإنما مخدرات ولكنُه استمر في أخذها لأجل الا يشك العم ال***
إيفسون: وللآن لم يتركها؟
ياماش: لا واضح أن تركها سيكون ثقيلاً عليه لهذا يُريد أنهاء العم اولاً، هذا ال*** دمرنا ودمّر صالح
إيفسون: يعني أصبحتُم بجانب بعضكم اخيرًا؟
ياماش وقد أبتسم: نحن معًا دائمًا ولكن نعم سنُكمل الباقي وسنقضي عليه معًا
إيفسون: جيد، الآن أسمعني اعرف أنك تريدُ مساعدته تريدُ الوقوف بجانبه وأنت تفعل هذا اساسًا، أتركه الآن ياماش فألمهُ جديد وواضح أنه يكبِته داخله لأجل الإنتقام مثلي أنا أنظر أنني اتألم ولن اسُكن إلا بقتل ذلك ال** كولكان حسنًا؟
ياماش: أعرف هو ايضًا هرب ولكنني سأجدهم أعدك وسنأخذ إنتقامنا وسيأخذ صالح إنتقامه وسيُحل كل هذا
أومأت إيفسون ولكن سُرعان ما عقدت حاجبيها: ياماش قلت دواء لماذا يصرفُ له العم دواء ما به؟
ياماش وكأنه للتو أنتبه لهذه النقطه: لا أعرف لم يقُل لم أنتبه، ولكن عندما تفقدُته البارحه وهو نائم وجدت مهدىء ومنوم عند رأسه لا أعرف بالآحرى هذه هي
-أُقتحِمت الغرفه من اسيا وماسال وهم يركضون نحو ياماش يطالبونه بالذهاب لبيت العائله عند إدريس، إستقام ياماش وغير ملابسه ونزل وهو مُمسك بأيدي المُشاكستين
قابله جومالي قائلاً: لاتفكر أن تتكلم مع صالح أترك هذا لوقتٍ آخر
ياماش: حسنًا، وكأنه سيسمع أو يتناقش أنت رأيت حالته فالمقهى
جومالي: ولهذا أقول اساسًا..
––––––––––––––––––––
حيثُ مستشفى الحفره
خرجَ صالح من غرفة الضماد وهو يهتِف ممازحًا لطبيبه الذي يمشي بجانبه: والله سيد فريد لم يُعد لديك مريضًا يُشغلك إلا أنا
فريد: سامحك الله يا أخي على أساس انك تتعالج أو تُقدِم على العمليه كل ماتفعله هو أخذ المسكنات
لوى صالح فمه قائلاً: قلنا لهُ كلمةً أسمَعنا عشره مابك يابني
فريد: أخي ارجوك أنت لاتستوعب جدّية الوضع، تتعاطى مواد مخدره وايضًا الذي يجعلني أقلق عليك أن في رأسك شظيه وبمكانٍ حساس لو تحركت وأنا لا أعلم كيف لم تتحرك للآن منذ ثلاث سنوات، ستُؤثر عليك وعلى أعصابك وممكن أن تسبّب لك نزيفٌ داخلي يُفقدك حياتك
صالح وقد التفت بملامح جديه لفريد: لايهمني البته فمن منّا يستطيع منَع الموت؟ فريد لن يعلم أحد ولن أخضع للعملية ليس الآن قلت لك سأحُل كل شيء وآتي إليك وأفعل بي ما تشاء اتفقنا؟
فريد: أفعل بك ماشِئت؟ مازلت تسخر يا أخي
صالح: حسبنا الله.. هيا يابني أذهب لعملك نتكلم لاحقًا
ذهب دون سماع ردٍ من فريد فيما نظر له الآخر بخيبةِ أمل وهو يُتمتم: لا نمنع الموت ولكنك كالذي ينتظره..
––––––––––––––––––––
افغانستان
تركَ شهرام خوذته حيثُ كان يستعد لركوب دراجته عندما رنّ هاتفه، التقطه وسُرعان ما تأفف: هذا العجوز يُزعجني يرميني هُنا لسنوات أشُرف على أعماله وهو هناك يتسكع وعندما إنقلب عليه شريكنا العزيز أصبح يتصلُ ويطلب الحمايه وأكمل مُخاطبًا أحد رجال عصابته وهو يتجاهل رنين هاتفه، أنُظر كبار السن والعجائز يحبون إستغلال الأشياء والناس لمصلحتهم وها خذ هذا مثالاً أمامك، قالها مُشيرًا نحو هاتفه الذي توقف رنينه، حينها أبتسم وقال من بين إبتسامته المُستهزءه: سأجعلهم يقتلونك ما شأني فهّل سأحمي عجوزًا كان يستغلني طيلة حياتي!، وأردف وهو يلبس خُوذته: ولكن أرجو أن يبقى شريكنا العزيز على قيدِ الحياة وبكامل صحته لحينِ مجيئي فلديّ أنتقامٌ لم ينتهي بعد..

لا يوجد سوى الألم..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن