Part 21

160 10 9
                                    

أنا النقيب داهان، سمعت أنك لا تحب العمل مع الغرباء، لكنني هنا لأغير ذلك
كان الظلام حالكًا، والطريق يخلو من أي أنوارٍ أوإضاءة، لايوجد سوى ضوء السياره الذي يشّق الظلام بصعوبه، نظر كارتال وهو بالمقعد الخلفي بتمعن للطريق ولكنه لم يهتم، فهذه عادة الكبير، لا يلتقيه إلا بأماكنٍ مهجورةٍ بعيدةً عن الأعين، لاتطئها أقدام بشر،
وضع يده على صدره عندما أحس بأن أنفاسه ضاقت فجاءه، وكأن الهواء من حوله أصبح ثقيلاً، نظر لرجال الكبير بالأمام، كانوا بأعين قاسيه بلا تعابير، لم يكن يرى أساسًا إلا أعينهم بسبب الأقنعة التي يرتدونها، مسح على صدره بهدوء يحاول التنفس بعمق، ليضيق صدره ويشعر بوخزاته أكثر وأكثر، ليهمس لنفسه: ماذا يحصل يابني!، وكأنه يشعر بأن ماسيحصل ليس جيدًا البته، لأنه كان يعلم أن لقاءه بالكبير هذه المره ليس كأي لقاءٍ سابق، وأنه ربما سيواجه شيئًا ليس مستعدًا له أبدًا، توقفت السياره أمام مستودعٍ مُهترئ وقديم، على الأغلب يبدو أنه تم تفجيره مسبقًا، رأى رجلين من رجال الكبير يقفان أمام مدخل المستودع، ليلتفت إليه أحد الرجال الذين بالإمام ليقل: تفضل سيد كارتال الكبير ينتظرك.. نظر لهم وقد فهم أنهم يطلبون منه النزول لوحده، فأمسك مقبض الباب وأقشعّر جسده من برودته، لينزل ببرود مخفيًا توتره الغير عادي، نظر إلى الرجلين أمامه والرجلين في السياره، تنهد بعمق، وتقدم بخطواتٍ ثابته تعكس العاصفه التي تجتاحه، دخل إلى المستودع، كان مظلمًا مثل الخارج، ليرى الكبير يجلس في منتصف المستودع على كرسي وأمامه على بعد بضعة أمتار كرسيًا آخر يجلس عليه على مايبدو شخصًا ولكنهم يغطونه بغطاءٍ أسود كبير بحيث لا يتضح منه شيء، ليقل كنان "الذراع الأيمن للكبير" وهو ينظر لكارتال: لقد أتى ياكبيرنا، ليبتسم الكبير من خلف قناعه وهو يلتفت ناحية كارتال ليقل بنبرةٍ ثقيله: أهلاً وسهلاً يا أبن المدير تعال، تقدم كارتال وعيناه لم تفارق الشخص الذين يغطونه، وقد شعر بالقلق يتسلل إلى قلبه مجددًا، ليقل الكبير: هل تعلم لماذا أنت هنا؟
=نعم، ولكني أطلب منك أن تسمعني
–"بضحكة إستهتزاء" تفضل، لك الحق في الحديث
="بهدوء" أنت تعلم.. لقد آذوا أختي، جوزيف وذاك الشاب تمادوا كثيرًا، وأنا فعلت ما يتوجب فعله
–"ببرود" صحيح.. ولكن لديك خطئًا واحدًا..
=لم.. قاطعه الكبير وهو يقول: تؤ تؤ، ومن ثم نظر لكنان الذي يقف بجانبه، وقال: من أنا ياكنان؟، ليجيب كنان بثقه وهو ينظر لكارتال بحقد: أنت الكبير.. كبيرنا الذي لا يُقابل إلا بالإحترام والطاعه
–بالضبط، وأنا الذي يُحدد ماذا سيحصل ومن سيموت ومن سيعيش، ليُكمل وهو يُرجع نظره لكارتال: لذلك، يجب أن تعرف أن تصرفاتك هذه ستُكلفك الكثير، ليقل كارتال بتوتر وهو يتقدم بخطواتٍ متردده: أنا أعلم فعلت خطئًا لأنني لم أخبرك وعملت من ورائك، ولكن.. ليقاطعه الكبير مجددًا: لايوجد لكن يا أبن المدير! أنت من هذه اللحظه فقدت حقك في الإختيار، تسارعت نبضات كارتال بخوف وقد علم أن ماينتظره أكبر بكثير مما توقع، ليقل: ماذا تريد مني أن أفعل؟
–ستنفذ الأمر، أو ستكون العواقب وخيمه
=ماهو الأمر؟
–"وهو يؤشر على الشخص المجهول أمامه" أقتله، نظر كارتال بدهشه، ليقل: ومـ.. من هذا؟
–ليس من شأنك أن تعرف، المهم مايجب أن تفعله الآن
=لن أقتل شخصًا لا أعلم من هو وماذا فعل، هذا ليس منطقي
–"بحده" حسنًا، هذا الشخص تهديد بالنسبة لنا، وخائن، كان يخطط لإسقاطي، وأنت تعلم ماهو مصير الشخص الذي يتحداني أو يفكر بأن يخونني، وأنت الذي سيقوم بإنهاء هذا التهديد والتخلص منه، ليقل كارتال وهو يفرك وجهه: سأراه ومن ثم سأقتله، إستقام الكبير بغضب، ليقل وهو يؤشر بسبابته ناحية كارتال الذي تجمد في مكانه: من أنت لكي تجادلني فيما أقوله؟ ستقتله وإلا سيفعلها أحدًا غيرك، ولكن أعلم هذا، إن لم تخرج سلاحك وتنهي هذا الحقير صدقني ستدفع الثمن غاليًا، وأنت تعلم ما أقصده جيدًا، وأساسًا يجب أن تكون شاكرًا لي لأنني سأعاقبك بعقابٍ يبدو تافهًا مقارنةً بما فعلته، ليقل كارتال برجفه: جميعنا نعلم أن عقوباتك ليست تافهه، ليقل الكبير بصراخ: أخرج سلاحك وأطلق ثلاثة رصاصات على الذي أمامك، ثلاثة رصاصات بعدد المرات التي تحركت فيها من دون أذني، ليُخرج كارتال سلاحه بصعوبه وهو يرتجف، ليوجهه نحو المجهول، ليقل بتوتر: سأفعلها ولن تلمس أختي، وسيعود كل شيءٍ كما كان من قبل
–لست أنت من يقرر، ولكنني سأتغاضى عن مافعلته عندما تنهي هذا الأمر وأتوقع أن كلامي واضح، أفعلها الآن! ثلاثة رصاصات كما قلت، ليسحب كارتال زناد سلاحه وهو يشعر بأن روحه ستخرج من قوة خوفه وقلقه وشكه الغير مبرر، أو هذا ماكان يعتقده، ليأتي لمسمعه صراخ الكبير الذي قال: أفعلها يا أبن المدير!، وعند صرخات الكبير هذه، أنطلقت ثلاثة رصاصات خلف بعضها بسرعه نحو الغطاء الأسود، لتخترقه، ليضحك الكبير بإنتصار، ليقل وهو يتقدم ناحية كارتال بإبتسامته القاسيه: أحسنت.. الآن أثبتت ولاءك المخلص لي، بينما كارتال الذي كان ينظر للغطاء الأسود بتوهان، وكأن الطلقات الذي أحدثها قد أصابته بدلاً من الشخص الذي أمامه، ليخرج الكبير وجميع أعوانه، تاركين كارتال ينظر أمامه بخوف، ليرفع يديه ينظر إليها وإلى السلاح، كان كل شيءٍ فيه يرتجف، حتى قلبه وأنفاسه، ليسقط السلاح من يده لحظة تقدمه للمجهول الذي أمامه، ليمد يده المرتجفه يريد نزع هذا الغطاء، وعندها شهق كارتال بقوه، وتوقف الزمن للحظه، وكأن العالم من حوله تلاشى، ليقل بنبرةٍ مرتجفه وهو غير مستوعب من الذي يراه أمامه: هاير! أرجوك ماهذا!، ليسقط على ركبتيه وقد عجزت قدماه عن حمله عندما رأى ما رآه، ليسمع بعدها دوي صافرات الشرطه تقترب من المكان..
––––––––––––––––––––
المستشفى.. بعد ساعات
الرسالة.. كان صالح سيقرأها مرة أخرى لكي يستوعب ما قرأه للتو، ليتفاجأ بقدوم علي ومراد، وهم مرعوبين وكأن مصيبة حصلت، دقيقه! لقد قال مراد أن كارتال أصيب وأعتقل أيضًا، هذا يعني أنها مصيبه حقًا.. ولكن هل هذه المصيبه ستمُسه بسوء أم فقط مصيبة لكارتال، الرسالة.. رفع هاتفه ينظر إليها، تحت إستغراب الإثنان الذين يحدقان فيه بهلع، ولايعلم لماذا تسلل القلق إلى قلبه، ليقل علي بتلعثم: كيف سنتصرف؟، ليسأل صالح بهدوء لايخلو من القلق وبنفسٍ واحد: كيف حصل؟ ومن أصابه؟ ولماذا أعتقل؟، ليرد علي بتردد: لقد ذهب، وأنا قلقت ولحقت به لاحقًا بعد أن وصلت لموقعه، لأجد الشرطه تطوّق المكان، يحملون جثه ويقيدون السيد كارتال وهو مصاب، لم اتجرأ لأتقدم فأتيت إلى هنا مباشرةً، لينظر صالح بإستغراب، ليقل: كيف وصلت لموقعه؟ وإلى أين كان يريد أن يذهب؟، ليتلعثم علي بتوتر وهو يقول: لا أعلم لم يخبرني إلى أين يريد الذهاب، وموقعه مربوط في ساعة يده الذكيه للضروره، لينظر صالح بتمعّن، ليقل: مراد، أبقى هنا ولا ترفع عينيك عن ليلى هل تفهم؟، ليؤمي مراد بسرعه، بينما أكمل صالح مشيرًا إلى علي: وأنت معي، فلنذهب، هل تعرف لأي مستشفى أو مركزٍ أخذوه؟
–لا أعرف، ولكنني أستطيع إيجاد ذلك أعطني دقيقه فقط، ليقل صالح وهو يخرج هاتفه مجددًا: بسرعه، ليركض علي سابقًا صالح لمخرج المستشفى، بينما أتصل صالح على أحدهم، ليقل بعد لحظات: هذا الأحمق يقول أن كارتال أعتُقل، سأذهب إلى هناك الآن وأرى المصيبة التي حصلت، وسأرسل لك رساله وصلتني قبل قليل من رقمٍ غريب، تحرى عنه لحين قدومي إليك، ليصمت لثوانٍ، ليقل: أنا بخير، ولكنني مشوش قليلاً، لا أعرف.. المهم أفعل ماقلته حسنًا؟ ليغلق الهاتف بعد سماعه لإجابه الآخر، وسرعان ما أتى علي وهو يلهث ليقل: وجدته أنهم في مركز ^^^، ليسرعوا نحو السيارات متوجهين للمركز.. وحين كانوا في السياره، تكلم صالح الذي يجلس بجانب علي الذي يقود: هل لاحظت اي شيء غير عادي مؤخرًا؟، لينظر علي بعينيه التي يملؤها الإستغراب بدون أن يحرك رأسه، ليُجيب: ماذا تقصد؟
–لاشيء، أخبرني أين المكان الذي أعتقلوه فيه؟ يعني مكان الجريمه
="بإستغراب وتوتر" لا أعلم
–"وهو يضحك بإستهزاء" الست أنت من أخبرني أنك لحقت به ورأيتهم يعتقلونه؟ بالمناسبه لاتُجيد الكذب ليكن بعلمك، شّد علي قضبته على المقود، ليقل برجفه: ولماذا تهتم؟ لماذا تريد أن تعرف؟
–الله الله! لنتصرف ياهذا ولنرى ماذا حدث هناك، يمكن أن يكون هذا مدبرًا، كمين يعني
=أعلم، أنا سأتصرف لاحاجة لتدخلك، ليعقد صالح حاجبيه بإنزعاج، ليقل بغضب مصطنع: صحيح، لماذا أذهب معك الآن حتى! أنزلني هنا قف حالاً، وأذهب وتولى أمر سيدك لوحدك ولتحترقوا جميعًا، ليهتف مراد بدهشه: ماذا؟ لا يمكن
–إذًا أخبرني بالتفاصيل التي تعرفها وماذا رأيت هناك، هذا الأمر لايمكن أن نحله وأنت لديك شيئًا تخفيه ولاتريد قوله، ليشيح بنظره للجهة الآخرى للطريق، بينما نظر علي بتوتر، تصارعت أفكاره، هو لايقدر أن يتصرف في هذا لوحده بدون شخصًا كصالح، ذكيًا ويفهم ويعرف كيف يتصرف، ولكنه بذات الوقت لايريد أخباره بأي تفاصيل يمكن أن تقوده للشيء الذي يخفيه كارتال عنه، ليتنهد علي بقوه، ليقل: رأيته في طريق^^^ في المستودع الشمالي، ليبتسم صالح وهو ينظر للطريق، أخفى إبتسامته والتفت مرة أخرى لعلي، ليقل بهدوء: وهل رأيت الجثه؟
=لا رأيتهم يحملون كيس الجثه فقط
–"بقلق" ماذا يحصل ياهذا..
=لا أعلم، أخرج صالح هاتفه ليرسل رسالة لتولغا محتواها "طريق^^^ المستودع الشمالي، الأحمق يقول أنه رأى كيس الجثه فقط وإعتقالهم لكارتال، أعرف ماذا حصل هناك وتوخى الحذر" ليأتي الرد بعد دقائق من تولغا "حسنًا، لاتقلق كما قلنا، سنسبقهم بخطوة دائمًا" ليتنهد صالح ويرفع رأسه لحظة وصولهم للمركز، ليترجل الإثنان متوجهين للداخل، هرع علي عند دخولهم لأحد العناصر يسأله عن مكان تواجد سيده، وبينما كان صالح ينظر لعلي أتاه صوتًا حادًا من خلفه يقول: مرحبًا فارتولو سعدالدين.. ليلتفت برأسه ناحية الصوت بإستغراب، ليجد أمامه رجلاً طويل القامه، قوي البنيه، عيناه زرقاوتان حادتان، وجهه ذو ملامح حاده وصارمه ولحيةً خفيفه، شعره قصير مصفف بعنايه يعكس إنضباطه الشديد وإهتمامه الدقيق بمظهره، نظراته لم تفارق صالح وكأنها تخترق أعماقه وتبحث عن أي علامة قلق أو إرتباك، ولكنه لم يجد من الآخر إلا ثباتًا ونظراتٍ تتفحصه، ليقل صالح وهو يلتفت بكامل جسده ويضع يديه في جيوبه: هل أعرفك؟، ليبتسم الآخر إبتسامةً خفيفه لاتخلو من السخريه، ليقل: ربما لم نتقابل من قبل لكني أعرفك جيدًا فارتولو، أو بالأحرى صالح كوشوفالي، الأسم لا يهم أساسًا أليس كذلك؟ توقف لحظة وهو يراقب ردة فعل صالح، الذي نظر بتمعن وكأنه يحاول تذكر الذي أمامه أو معرفة غايته، ثم أكمل: بالمناسبه، أنا النقيب داهان كارا، سمعت أنك لا تحب العمل مع الغرباء، لكنني هنا لأغير ذلك، ليبتسم صالح بخفه وهو يحافظ على هدوئه، ليقل وهو ينظر لداهان بتمعن أكثر: يبدو أنك تحب الحديث بالألغاز، لكني لست مِن مَن يحب الألعاب، لذا لو كان لديك شيء لتقوله، فقلهُ الآن، كان صالح يعلم بأن الذي أمامه يريد إستفزازه أو إختبار ردة فعله، وهو ليس لديه وقتًا أبدًا لمثل هذه التفاهات، ولكن معرفة الذي أمامه بأسمه وهويته جعله يقلق قليلاً.. تقدم داهان خطوتين نحو صالح، ثم قال بحده وهو يبتسم: هذا ما أريده أساسًا، أعرف من أنت ولماذا أتيت إلى هنا لذلك دعنا نذهب لمكتبي ونتحدث بوضوح، فهذه ليست لعبة... صمت قليلاً وأكمل وقد زادت إبتسامته: شوارع..، نظر صالح بحده ولا يعرف لماذا أغضبته آخر كلمة "شوارع"، قاطعهم قدوم علي الذي وقف بجانب صالح ينظر لداهان بغرابه وهو يقول: أنه في العياده هل نذهب؟، ليلتفت صالح بسرعه ويتجه نحو العياده وخلفه علي تاركين داهان ينظر ببرود وإبتسامه خفيفه، ليهمس لنفسه: يبدو أن الأمر أصعب مما توقعت، بينما في العياده، كان يضع رأسه على الوساده، يشعر بوخزات الأبرةِ في كتفه، وينظر للطبيب وهو يخيط جرحه، ولكنه ليست لديه قوة ليتأوه حتى.. كان وجهه ملطخًا بالدماء ويديه كذلك، يقف عند باب العياده ثلاثة عناصر، خرج أحدهم عندما طُرق الباب، ليجد صالح يتكئ على الجدار الذي أمامهم يُمسك هاتفه ويبدو شاردًا، وعلي الذي يقف أمام الباب بالضبط قال بسرعه: نريد أن نراه، ليرد العنصر: لن تستطيعوا رؤيته مستحيل.. ليقل علي بغضب: كيف مستحيل؟ سيأتي محاميه بعد قليل أساسًا
–والله لايهمني محامي وماشابه، النقيب منع دخول أي شخص عند المعتقل
="بغضب وصراخ" هل تسخر مني؟ قلت لك سأراه لايحق لكم منعنا من رؤيته وهو مصاب!
–هل ستبتعد من هنا والا أبعدتك بطريقتي؟
=تعال ماذا ستفعل؟، ليتقدم صالح بغضب وهو يقول موجهًا كلامه لعلي: أقتله جنم أقتله ما رأيك؟ لينظر العنصر بإستغراب، لاحظ نظراته صالح الذي أبتسم يجامله ليهتف:ههه أنه مجرد حديث، لا أعنيه حقًا، ليمسك يد علي بقوه ويدفعه للخلف، ليخاطب العنصر بهدوء: صديقنا مصاب ويحتاج لرؤيتنا خمس دقائق فقط وسنخرج
=قلت النقيب منع الدخول ولن نخلف الأمر، ألا تفهمون؟
–"بحده" ببطىء ياعزيزي اهدأ قليلاً، أخبرني من هو النقيب الذي منع الدخول؟
=النقيب داهان، لتنقلب ملامح صالح دهشةً، هو..! أنه هو، النقيب الذي تعرف إليه قبل قليل، كيف لم يتوقع وهو قال أساسًا أنه يعلم سبب مجيئه ومن هو! ليلتفت لعلي وهتف بهدوء: نحتاج للهدوء اليس كذلك؟ لينظر علي بإستغراب بينما أعاد صالح بنظره إلى العنصر قائلاً بإبتسامةٍ مريبه: أذهب للنقيب وأخبره أن فارتولو سعدالدين يريد مقابلته، تردد العنصر للحظه ولكنه أومئ بشك وذهب، هتف صالح لاحقًا لعلي الذي يجلس يهز رجله بتوتر: لو أنني كنت غريبًا لقلت أن الذي في الداخل أخيك أو أبيك ماهذا التوتر؟ لينظر علي ونظراته توضح قلقًا وخوفًا مخفيًا، تمعن صالح في النظر إليه، ليتقدم جالسًا بجانبه، ليقل بهدوء: أعلم أنك قلق، لكن عليك أن تكون هادئًا الآن، التوتر والغضب لن يساعدك في شيء، وأكمل وهو يضحك بخفه: وصدقني لو أستطيع الإطلاق وتفجير دماغ ذلك العنصر لفعلت مستفز حقًا، ليقل علي بدون تفكير: لماذا تساعده؟ لماذا أتيت معي؟، عقد صالح حاجبيه ومسح وجهه بقلة صبر، ليقل: هل أنت معتوه يابني؟
=أنا طلبت مساعدتك نعم.. ولكن لماذا أتيت وتحاول أخراجه اليس عدوًا لك؟ لماذا تدافع عنه؟
–لأن هذا العدو يستطيع زجّي في السجن خلال ثانيه، وأنا بصراحه لا اريد دخول السجن أو أن أفقد عائلتي، أنا أبحث عن مصلحة عائلتي مهما كانت، وسيدك هذا سنخرجه
="بتوتر" لا أستطيع تحمل هذا أنه يقتلني أنا على حافة الإنهيار، نظر صالح بإستغراب، وركز بنظره على بؤبؤ عينه، وسرعان ماهتف: هل تعاطيت شيئًا ياهذا؟ ليخرج علي كيسًا من جيبه يحوي حبوبًا يتضح أنها مخدرات، ما إن رآها صالح حتى ضرب يد علي وهو يقول: هل جننت؟ أخرج من هنا فورًا، تخلص من هذه الحبوب وأستعد وعيك ومن ثم تعال، ليستقيم علي بأعين محمّره، ليقل بهمس: أنا لم أكن هكذا، هم من جعلوني هكذا، كبيرنا يريد هذا، وذهب إلى خارج المركز، تحت أنظار صالح الذي مسّك رأسه وهو يقول وكأنه يحاول الإستيعاب: ماذا يحصل ياهذا ماذا يحصل! وبعد لحظات حطّت يدًا على يديه، رفع صالح رأسه بسرعه ليرى تولغا، الذي هتف بسرعه وقلق: آبي! هل أنت بخير؟ لينهض صالح وهو يقول: لماذا أتيت؟ لا أريد لأحدًا أن يراك
=لاتقلق لن يراني أحد، هل أنت بخير؟
–بخير..
=ماذا حصل معكم هل رأيت كارتال هل أخبرك بشيء؟
–لا منعوا الدخول إليه كالمتوقع يعني.. أنت هل ذهبت إلى المستودع؟
=نعم، ولكن للأسف لقد نسينا أن الشرطه تطوّق المكان جيدًا
–اوف لقد نسيت حقًا، أسمع تولغا للإحتياط، تحرى عن النقيب داهان كارا
=من هذا؟
–شخصًا سأذهب إليه بعد قليل، يعرفني ويعرف لماذا أتيت ويريد الحديث معي، هو المسؤول عن مصيبة كارتال على ما أظن لم أرتح له ولكن ما باليد حيله
=ماذا!
–مثل ماسمعت، إن شاءالله لايخرج منه شيئًا فلقد تعبت
=غريب.. من أين خرج هذا الآن؟
–لو أعلم و*** لو أعلم! والله سأفقد عقلي تولغا، كل شيء يتداخل في بعضه، تنتهي مصيبه تأتي الآخرى، هذا غير المصيبه الكبرى والحرب التي لازلت أخوضها سأجن، ليضع تولغا يديه على أكتاف صالح، ليقل: أنا معك.. سننهي كل شيءٍ معًا، أتاهم صوت العنصر الذي قال وهو يتقدم ناحيتهم: سيد فارتولو النقيب يريد رؤيتك، ليربت صالح على يد تولغا، ليهتف بهدوء: أبقى قريبًا حسنًا؟ ليومئ تولغا بهدوء، وخرج وهو يتنهد، كم هو سعيد ومرتاح جدًا لأنه بجانب صالح، خرج ليلمح علي يجلس على كرسيًا يفرك مقدمه رأسه بعنف، تجاهله وذهب لسيارته، أبتعد عن المركز قليلاً، ولكنه وضع مدخل المركز في مجال رؤيته، أغلق أنوار السياره الداخليه والخارجيه وأطفئها، أخذ حاسوبه من المقعد الخلفي، ليفتحه وهو ينوي التحري عن هذا النقيب الذي أخبره صالح عنه، بينما في الداخل، فتح صالح باب المكتب ليتقدم ويرى داهان يحمل كوبًا من القهوة ويعطيه ظهره ينظر لخارج الشباك أمامه، نظر صالح للحظات، ليتقدم جالسًا أمام المكتب واضعًا قدمًا على الآخرى، ليقل: سيد داهان تحدث فلنرى، أستدار الآخر ببطىء بملامح جاده، ليقل: هل تعتقد أن الأمور ستجري كما تشاء؟، ليقل صالح وهو يتفحص داهان: لا أعلم، لكن لا أستطيع تحمل المماطله، لدي أمور أكثر أهميه، أبتسم داهان بخفه ولم يرد، بل أرتشف من قهوته بهدوء وببطىء، وكأنه لايهتم لأي شيء، إستمر صالح في النظر إليه بإبتسامةٍ تكاد تظهر، فقد لاحظ أن الآخر يحاول إستفزازه مجددًا، ليهتف داهان أخيرًا بعد دقيقة من الصمت: قالوا أنك تريد مقابلتي؟، شدّ صالح على قبضته، ليقل: دعنا ننهي هذه التفاهات، لماذا تريد أن تتحدث معي؟
=أتفق معك..
–"بحده" اييي ألن تتكلم؟
=أستغفرالله أنت أولاً، ليضرب صالح قبضته على الكرسي وقد فقد أعصابه وطفح الكيل، ليقل بغضب وهو ينهض: نقيب ولك إحترامك، ولكن هذه التصرفات تثير جنوني هل تخبرني ماهي غايتك أم أذهب؟، ليبتسم داهان ليقل: هذا.. هذا تمامًا ما أردت أن أراه، غضب فارتولو!، أتسعت عينيّ صالح، ليتقدم خطوات أمامه ببطىء وهو يقول: من أنت؟
=داهان
–"وهو يتقدم أكثر" من أنت ياهذا؟
=قلت لك أنا داهان، وأكمل وهو ينهض متجهًا لكرسيه الآخر: كارتال تكين.. مجرم، يعمل في تهريب كل ماتتخيله، قاتل، مُغتصب، سارق، ليس وحده بل يعمل لدى أحدًا أكبر وأقوى ومتفرعًا أكثر منه، أسلحه، مخدرات، ليتوقف للحظه يرتشف من قهوته، تحت أنظار صالح الذي ينظر بصدمه، ليكمل داهان: هناك الكثير والكثير، هل تريد سماعها أم لا؟ لم يرد صالح وأكمل داهان: ليكن بعلمك، أن أخبرتك، لن يكن لديك فرصة للتراجع عن العمل معي، ليقل صالح وهو يفرك وجهه: العمل معك؟ أنت ماذا تقول؟ ماذا تريد؟ من أنت؟
=اووه سألت كثيرًا يارجل، حسنًا هل تريد أن تشرب شيئًا، لندردش بهدوء؟ نظر صالح بغضب وتنهد بقلة صبر..
––––––––––––––––––––
في أحد القصور على أطراف إسطنبول
يقف كنان داخل مكتب ذو إضاءه خافته، ينظر لسيده أو بالأصح "كبيره" ليهتف: لقد أعتُقل، وأوصلنا التهم التي وقع عليها لأيدي الشرطه، ليستدير الكبير بكرسيهِ، ليقل: هذه نهاية من يعصي أوامري ويعمل من ورائي ودون أذني
=بالضبط ياكبيرنا
–وبخصوص أخته الصحفيه! هل فعلتم اللازم؟
=ليس بعد، لقد أرسلت أحد الرجال وسيخبرنا حال تنفيذه للمهمه
–رائع..
––––––––––––––––––––
المستشفى..
يجلس مراد يهز رجله بتوتر وقلق، ليلحظ عندما رفع رأسه أن ممرضًا يريد دخول العناية المركزه، حسنًا أنها عنايةً لأكثر من مريض وليست مخصصه لمريضٍ واحد! لم يهتم ولكنه عندما نظر لحذاء الممرض الذي يهّم بفتح باب العنايه، وجده ملخطًا بطينٍ وأوساخٍ، وكأنه للتو أتى من الخارج، ليجحظ مراد عينيه، وراوده الشك، وعندما دخل الممرض بسرعه، ركض ورائه مراد بلا تردد أو تفكير، دخل العناية بلا لباس خاص أو تعقيم، دخل فقط ليلحق بهذا الممرض الذي أسرع بخطواته عندما رأى أن مراد لحق به، لتأتي بلحظتها ممرضةً تقف أمام مراد لتمنعه من التقدم وهي تقول: أيها السيد ماذا تفعل هنا؟ هذا خطير على حياة المرضى أرجوك أخرج، كان مراد ينظر حوله ويتفحص المكان بسرعه، فقد أختفى هذا الممرض، ليقل مخاطبًا الممرضه: لقد دخل ممرض حذائه مُلطخ ليس نظيف، أنه ليس ممرض، ليتقدم بسرعه متجاهلاً الممرضه، وركض حيث سرير ليلى، ليرى هذا الممرض أو المُكلف بمهمة إنهاء أمر ليلى يحاول تفريغ أبرةٍ في المحلول الخاص بها، ليصرخ وهو يُخرج سلاحه: توقف! حالاً، ليتقدم بسرعه ويضرب الرجل ليضربه الأخر وهو يحاول الهروب، ولكن مراد كان أسرع منه ليضربه بالسلاح على رأسه، ليسقط فاقدًا لوعيه، بينما صرخت الممرضه التي لحقت بمراد حين رأت سلاحه في يده، وسرعان ماركضت للخارج، ليصرخ مراد: يحاول قتلها!، ليُزيح كمامة الساقط أمامه، لم يتعرف عليه ولم يراه من قبل،
ليقل: اللعنه من أنتم! ماذا تريدون منها!
––––––––––––––––––––
المركز.. في ساعات الصباح المتأخره
خرج صالح والتعب ظاهرًا على وجهه، ليمسح الشارع بنظراته سريعًا، ليلمح سيارة تولغا تقف بعيدًا قليلاً، ليذهب نحوها وحين وقف أمامها رأى تولغا يرتخي برأسه للخلف نائمًا وحاسوبه بيده، ليبتسم بحزن، تقدم وطرق على النافذه بهدوء لكي لايفزع تولغا، ليستيقظ تولغا بسرعه وهو ينظر حوله قبل أن ينظر لصالح الذي يبتسم ويتكئ بيده على سقف السياره، ليقل: آبي!، ليصرخ صالح ممازحًا تولغا من خلف الزجاج المغلق: إن لم يكن هناك خطرًا عليك دعني أدخل.. ليفتح تولغا فورًا قفل السياره، ليصعد صالح بجانبه، ليقل تولغا: لماذا تأخرت؟ الساعه أصبحت الحادية عشر!
=لاشيء، فقط نحاول أن نراه ولم يسمحوا، علي في الداخل حين يخرج كارتال من العياده للتحقيق سنتكلم معه، أخرج بعدها علبة السجائر، وأشعل واحده ليأخذ نفسًا عميقًا منها، تحت أنظار تولغا الذي يُمسك علبة ماءٍ كان سيناولها لصالح، ليفتح صالح نافذة السياره ويرخي رأسه على المقعد خلفه، ليقل تولغا بنبرةٍ لاتخلو من الدهشه: منذ متى وأنت تدخن؟
=منذ فتره..
–"بقلق" صالح آبي.. ما الذي حدث في الأشهر الماضيه؟ أختفيت فجاءه، ولم نعد نعرف عنك شيئًا لحين قدومك بكولكان
="أجابه بعد لحظات" حدث الكثير.. هل تذكر الرصاصه التي أصابتني بالمقبره؟
–وكيف أنسى، فأنا من أخذك بلا عقلٍ للمستشفى وقتها
="بإبتسامه" أتذكر.. وكأنك أنت المصاب ليس أنا
–"وهو يضحك بخفه ولكن القلق لايزال في عينيه" لاتلومني، كنت خائفًا جدًا
="أخذ نفسًا من سيجارته ونظر للأمام" أحيانًا أشعر أنني فقدت جزءًا مني في تلك الليله.. الرصاصه وقتها لم تخرج فقط من جسدي، بل وكأنها أخذت شيئًا من داخلي
–"بقلق" ماذا تعني؟
=الرصاصه أثرت عليّ، ليس كما كان يقول الطبيب، بأنها لفتره وستخف، بل دائمه وأساسًا رئتي لم تعد كما كانت، أصبحت أتنفس بصعوبةٍ أحيانًا، ومع ذلك لازلت أتنفس، لكن بعد تلك الرصاصه، أمورًا كثيره حدثت، زوجتي.. صديقي.. جميعهم ذهبوا، صمت تولغا وعجز عن إيجاد كلماتٍ تُقال، ليُكمل صالح بعد أن أخذ نفسًا آخر من سيجارته: ولكن.. الأمر لم يتوقف هناك، أجريت عملية لإخراج الشظيه التي كانت برأسي، أنت تعلم بالأمر.. نجحت العمليه ولكنني دخلت في غيبوبه لأسبوعين
–"بصدمه" غيبوبه!
=أجل، خرجت بمضاعفات ولدي دواءً أتناوله يوميًا، إن لم أتناوله، تحدث لي تشنجات وآلام، لنقل أعصابي تضررت قليلاً
–"نظر بأعينٍ مليئة بالدموع" هذا كثير آبي..
=بإبتسامةٍ حزينه" كنت مدمنًا تولغا، ولازلت ولكن الآن بشكلٍ أخف، السجائر هذه أصبحت كافيه، لا أنا إلا بمنوم أغلب الوقت، ولساعه أو ساعتين فقط..
–مررت بكل هذا وحدك؟ لماذا آبي؟ أخبرني لماذا؟ لماذا لم تخبرنا أو تخبرني أنا
=أنت تعلم جيدًا لماذا لم أخبركم
–ذلك الحقير كارتال.. لن يُشفى غليلي إلا إذا شربت من دمه
="بإبتسامه" هوب هوب أيها البطل لقد مّر كل هذا وذهب، أنظر إليّ أنا بخير أمامك
–لا أصدق أن جومالي وياماش لايعلمان بكل هذا
=وماذا سيفرق؟ لم ولن يعلموا، لكلٍ منا حربه الخاصه، كفاهم ما مروا به
–"بحزن" وإدريس.. أبنك؟
="بعد أخذ نفسًا عميقًا آخر من سيجارته" بعيدًا عني.. بالرغم من أنني وعدته ألا أتركه، أتصدق؟ كُل هذا حصل ولم تذرف أي دمعة من عينيّ، سوى بالأمس عندما أستلقيت بجانب إدريس، بكيت قليلاً ونمت أيضًا، كانت أكثر ساعة نمتها براحه، وكأنني عشت القليل من ألمي الذي أتحاشاه منذ أشهر وخفّ عني..
–"وهو يبتسم بحزن ويمسح دموعه" مهما حدث.. أنظر آبي مهما حدث أنا معك وسأضل بجانبك دائمًا، ليبتسم صالح ويربت على كف تولغا، ليقل: وهذا يكفيني.. حسنًا يكفي حديثًا عني، أخبرني أنت ماذا حصل معك بشأن الموضوع بالأمس؟
–"وهو يستجمع نفسه" لاشيء.. نقيب عادي عاش في كنف والده لعمر الخامسة عشر، توفي والده ومن ثم بقي هو مع عمه لحين تخرجه من دورة الضباط، بعدها أيضًا توفي عمه، فبقي مستقلاً في شقته لوحده حتى الآن..
=حسنًا، الرقم والرساله؟
–لم أجد أي شيء للأسف يبدو أن من أرسلها أتلف الرقم فورًا، ولكن محتواها غريب هل حقًا جوزيف ميت؟ ولو كان كذلك من الذي هجم على الحفره؟
=لا أعلم، صدقني بقي القليل لأفقد عقلي، دعك الآن من كل هذا، سأسألك سؤالاً
–اسأل يا أخي
=كيف تجد كل هذا؟
–مهارتي
=لاتتفاخر ياهذا، حقًا كيف أخبرني
–بصراحه؟ أنا لدي مصادر في كل مكان، وأعرف كيف أحصل على المعلومات، أحيانًا تكون من أصدقاء قدامى "ليُكمل وهو يغمز بعينه" أو من مصادري الخاصه
=ها.. ولماذا أظن أن هناك المزيد من التفاصيل مخفيه وراء هذا الكلام؟
–لن أفصح بكل أسراري، وعليك أن تعلم أنني أتعلم منك آبي، أنت من علمني كيف أكون حذرًا دائمًا
=أنت ذكي، ولكن عليك أن تبقى حذرًا، هذا العالم ليس بسيطًا أبدًا
–أعلم، لاتقلق يا أخي، رنّ هاتف صالح في لحظتها، ليأخذ آخر نفسٍ من سيجارته قبل أن يرميها خارجًا من النافذه، ليخاطب تولغا وهو يكتم صوت هاتفه: أنت أذهب وأسترح قليلاً، أنا سأذهب لرؤية كارتال لأفهم منه ماذا حصل البارحه، ليومئ تولغا وحرّك سيارته مبتعدًا مع عودة صالح للمركز..
––––––––––––––––––––
الحفره.. بيت العائله
نزل ياماش بعد أن أستيقظ وأستحم وأستعاد وعيه وتفكيره قليلاً،
ليرى أخيه جومالي يجلس على طاولة الطعام يُطعم آسيا وماسأل وهو يضحك معهم، ليتقدم بغضب مُصطنع يمازحهم: هل تناولتم طعام الفطور بدوني؟، ليرد جومالي وهو يبتسم: بالطبع، هل تظننا مثلك ننام حتى الظهر يا كسول!، لتقل آسيا وهي تُمسك قطعة خبز: أجل ياماش أمجا، أنت بطيء جدًا، لتُتبع ماسال ببراءه: اجل بابا، لم يبقى لك شيء، ليتقدم ياماش حاملاً أبنته وهو يقبلها في كل مكان ويعضّها بخفه: إذًا لامشكله سآكلكِ أنتِ! لتضحك الصغيره وجومالي الذي أبتسم وقال: كيف حالك اليوم بيبي؟
–بخير آبي، سنكون..
=سنكون سنكون.. بالمناسبه تكلمت مع نجاتي لقد عرف أنه كمين مُعادي لنا وليس بسببنا، ولكن بالطبع الرجل يريد تعويض بضاعته التي ذهبت سُدى، لتأتي سلطان قبل أن يرد ياماش وهي تُحضر الأطباق، لتقل: حديث الأعمال أتركوه بالمكتب، ليصمتوا الإثنان وأتخذ ياماش مقعدًا على الطاوله، لتأتي إيفسون وداملا يحضرون الطاوله، ودخلت كاراجا تتخذ مكانها بجانبهم، ليسألها ياماش: أين إدريس؟، لتُجيبه وهي تُقلب بهاتفها: لازال نائمًا اكين ذهب ليوقضه، ليتنهد ياماش بحزن، لاحقًا سمعوا صوت اكين وياسمين التي تُمسك بيد إدريس، ليقل اكين بإبتسامه: صباح الخير للجميع، ليبتسموا جميعهم بعد أن جلسوا، ليقل جومالي: أبن أخي؟ ماسر هذا النشاط، ليبتسم اكين وهو ينظر لياسمين التي أنزلت رأسها خجلاً، ليقل اكين: لاشيء فقط الأمور تعود كما كانت اليس كذلك؟، ليقل ياماش وهو يبتسم: نأمل ذلك.. ليمسح ياماش على رأس إدريس الذي أبتسم وأخذ قطعة خبز ليأكلها، ليبدؤا جميعهم في تناول الفطور، ماعدا كاراجا التي ناظرتهم للحظات وهم يبتسمون ويتبادلون الأحاديث، لتلحظها جدتها التي قالت: كاراجا؟ مابكِ؟، لتقل وهي تنهض ببطىء: أفتقد عمي صالح فقط.. لتذهب للشرفه، ليصمتوا جميعهم بحزن، ولحسن الحظ إدريس لم يسمع جيدًا ماقالته، بينما إستقام ياماش هو الآخر، ليقل مخاطبًا أخيه: أنا في المكتب آبي، ليؤمي الآخر بهدوء، بينما تنهدت سلطان وهي تقول: كل محاولتنا في جمع شُتات هذه العائله تذهب هباءً.. بينما في الخارج في الشرفه تقف كاراجا وهي تُمسك هاتفها، لترسل رسالة لتولغا محتواها "لنتقابل اليوم بعد ساعتين، هل يمكن؟" وأغلقت الهاتف ووضعته في جيبها، لتتنهد بعمق وهي تنظر شارده.. في حين أن اكين الذي صعد لغرفته، وجلس على سريره، أخرج هاتفه وذهب لرقم عمه.. دمعت عيناه، ليمسحها بسرعه وكتب رساله لعمّه صالح يخبره فيها "أريد أن تكون أول شخصًا يعرف بهذا يانصف أبي، أنا سأصبح أب.. أجل ياسمين حامل، أخبرتني هذا الصباح، ستتعالج وسنصبح والدين بعد أشهر، ليتك كنت هنا.." تملّكته مشاعر مختلطة مابين الفرح والحزن، كان يتمنى لو كان عمه بجانبه الآن ليشاركه هذه اللحظة الكبيره في حياته، كان يشعر بفقدانه أكثر من أي وقتٍ مضى، وحين كان يحدق في الشاشه، تساقطت دمعة أخرى على خده، ليقل مخاطبًا نفسه: أرجوا أن يفرح عندما يقرأها، وأعده سأكون الأب الذي يستحقه أبني، سأكون أبًا مثله، وأرسل الرساله وهو يتنهد بعمق..
––––––––––––––––––––
مكتب العائله..
دخل جومالي على ياماش وجلس فورًا، ليقل ياماش: سأذهب لأخت شينول إن كنت تتذكرها، سأطلب منها بضاعة أسلحه مرةً أخرى لكي نتصرف بها
=تمام، كن حذرًا
–لاتقلق سأكون ولن يعلم أحدًا بذلك إلا أنا وأنت فقط
=جميل.. اييي ماذا سنفعل بشأن ذلك ال***
–من؟ صالح؟
=ماذا؟ هل تسخر مني؟ أقصد الذي هاجمنا في الحفره
–ها.. لاشيء سنكون حذرين فقط
=حسنًا ودعني اسألك أيضًا، ماذا ستفعل بشأن صالح؟
–لاشيء أيضًا، لقد سحبت يدي لم تعد لدي طاقه، سأدير أعمالنا وأحمي أمانه أبي فقط
=وهذا ما أريده منك بيبي، ليؤمي ياماش بقلة حيله..
––––––––––––––––––––
في المركز..
دخل صالح لغرفة التحقيق ببرود، ليرى كارتال يجلس مُقيد الأيدي مبعثر الشعر والمظهر، ينظر أمامه بعينيه الزائغتين وكأنه بعالمٍ آخر، ليتقدم صالح متظاهرًا بعدم الإكتراث مع أنه قلق عندما رأى حال الآخر، ليقل وهو يقف بالقرب منه ويضع يديه في جيوبه: لأسألك مباشرةً ماذا حدث؟ بماذا تورطت؟، التفت كارتال لصالح ونظر لوجهه الذي يخلوا من أي تعابير، ليقل بصعوبةٍ وكأن الكلمات تخرج بالقوة من فمه: أنا لم أكن أعلم.. لم أتعمد قتلها.. هل ماتت حقًا؟، لينظر صالح بصدمه، ليهتف بتوتر: من؟، ليسند كارتال رأسه على الطاوله أمامه، ليقل بأنفاسٍ تخرج بصعوبه: أنا أحببتها.. لطالما حميتها.. ولكن من قتلها بالآخر هو أنا..
إلى اللقاء في البارت القادم..

لا يوجد سوى الألم..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن