*البارت الخامس للأسف أنحذف بالغلط وأعدت نشره..
-عندما يتلقى عقل الإنسان خبرًا صادم أو عند حدوث شيئًا لايرجو حدوثه سيُنكر ولن يتقبل سيفقد تركيزه سيظنه حلمًا وسيصحو منه سيغضب سيقلق وسيفقد أعصابه ولن يفكر بطريقة سليمه البته.. ولكن ماذا عن عقلٍ من غير صدمةٍ متعب؟ ماذا عن إنسانٍ هو اساسًا يجد صعوبة طيلة السنوات التي مضت في أن يفرق بين الواقع وهلوسات عقله؟
وضع ياماش رأسه على صدر صالح وهو يردد بغير عقل: ستصدقني أختي ذهبت هذه المره ستصدقني ستكون بجانبي.. اكين ينظر بصدمة تارةً للباب وتارةً لأعمامه احدهم كأنه الةً تردد الكلام فقط والآخر ينظر لرأس أخيه الذي على صدره بدون أن ينطق بكلمة واحده ضحك من بين صدمته وهو يتقدم لعمه ياماش ويقول: ماذا تقول؟ كيف مستحيل عمي لاتكذب هذا ليس وضع يمكن فيه المزاح.. رفع ياماش رأسه ونظر إلى أخيه الذي يناظره كأنه يحاول أن يعرف هل هذا واقع أم هلوسةً من هلوساته مسك ياماش فكّ صالح بقوة ونظر بغضب وكأنه عاد لعقله للتو وصرخ في وجهه: زوجتك ماتت أتسمعني؟ سعادات اختي ذهبت تركت طفلها ذو الخمسة أعوام وذهبت قتلها عمك هو من فعلها لقد أتت الي تشكي منك ومن تصرفاتك معها ايها ال**** هل يبيع الرجل زوجته وحبيبته مقابل المال والمكانة؟ هل كنت ستصفع زوجتك لأجل عمك ال**** ها اخبرني هل الان انربط لسانك؟ لقد وجدتها في حديقة المنزل مطعونه في قلبها انها سكينة المقنع الذي حاول قتل إيمي "مجاهد" أنها في الأسفل لم يستطيعوا انقاذها نزفت كثيرًا وبكى بعدها وقال بنبرة غاضبه: انت السبب ماتت بسببك ايها ال**** تراجع اكين بصدمةٍ وخوف يريد أن يخرج ليتأكد من كل هذا ولكن لايستطيع فأعمامه في هذا الوضع وهذه الحاله لايجب تركهم لوحدهم نزلت دموعه بغير إرادة منه التفت ينظر لكاراجا وجدها تغطي اذنيها وهي تردد بصوتٍ لايُسمع: فعلها لقد فعلها.. التفت بقوة ناحية أعمامه عندما تلقت أذنه صوت صفعه ليرى عمه صالح واقفًا أمام ياماش الذي سقط ارضًا يمسك خده صرخ صالح بغضب من بين اسنانه: اعرف مع من تتكلم من يوجد أمامك ياهذا؟ التفت لاكين وهو يمسك رأسه وأردف: احضر لي ملابسي حالاً اسرع اكين في احضار الملابس ودخل صالح لدورة المياه كل هذا وياماش وكاراجا على حالهما.. بعد لحظات تقدم اكين ناحية عمه وامسك كتفه وهتف بنبرة رجاء: عمي ارجوك هل حقًا؟ دفعه ياماش وإستقام ذاهبًا وهو يردد: سأقتله سأقتله ولا أحد سيمنعني وحين فتح باب الغرفه وجد تولغا أمامه وقد سمعه الآخر وهو يردد سأقتله فأسرع بإمساكه وهو يقول: لن أسمح لك صرخ ياماش بغير عقل: من أنت ياهذا من أنت سأقتلك وهم بالهجوم عليه وكأنه اخيرًا وجده شيئًا يفرغ ألمه وغضبه عليه ولكن إستوقفته ضربة في مؤخرة رأسه أفقدته الوعي سقط على تولغا الذي التقفه وسقط معه ارضًا.. نظر تولغا بغير استيعاب لياماش الساقط في حضنه ورفع رأسه حيث صالح يرجع سلاحه لوسطه مع قدوم جيلاسون وميكي وهتف قائلاً لتولغا: ادخله للداخل ولن تخرج قدمك شبرًا خارج الغرفه سمعتني؟ اسرع تولغا بهز رأسه موافقًا أرجع صالح نظره لكاراجا التي ترجف وكأنها في عالمٍ آخر وهتف لجيلاسون مؤشرًا إليها: وانت ابقى معها وهمّ ذاهبًا وأسرعوا خلفه كلاً من اكين وميكي.. الجميع كان في حالة صدمه من تصرفه ماعدا تولغا الذي كانت دموعه تتساقط على وجنتيه بهدوء وهو يتمتم: ألهمه الصبر والقوه يالله لحين إنهاء ذلك الحقير.. خاطب صالح ميكي الذي يتبعه قائًلا: إصابة أم ماذا؟ نظر إليه ميكي بعدم فهم ونظر بعدها إلى اكين الذي كان يبكي بصمت وهو يتبع عمه ولم يتفوه بأي شيء فأردف صالح: أين هي أين غرفة العمليات ياهذا تكلم؟ أبتلع ميكي ريقه الناشف وهو يتلعثم في الكلام لايعرف هل الذي أمامه لم يصدق أخيه ياماش أم لم يخبره احدًا اساسًا انهم فقدوها! لكنه لم يتجرأ على قول أي شيء فأكتفى بقوله: في الطوارئ يا اخي.. أخرج صالح هاتفه من جيب سترته وهو يمشي بخطواتٍ سريعه أتصل على أحدهم وخاطبه قائلاً: تولغا سيكون هنا تحت عيناي أنت ستستلم الأمور هناك سمعت؟ ولكن اياك اياك أن يشك بك أحدًا اتفهم؟ واغلق الهاتف وسرعان ما رفع رأسه عندما أتى إدريس راكضًا وحضن قدميّ ابيه وهو يبكي ويقول من بين دموعه: اين انت يا ابي لقد اشتقت اليك كثيرًا ثنى صالح ركبتيه وانحنى لطول ابنه وضمة إلى صدره بقوه وهو يردد: أنا هنا ياعزيزي فقط كان لدي عمل رفع رأسه ليرى جومالي واقفًا مسندًا ظهره للجدار بجانب غرفة الطوارئ يمسك رأسه بين يديه، سلطان تجلس على أحد الكراسي تنظر ارضًا بجانبها ياسمين تبكي بصمت أسرع إليها اكين وضمها وقد فهم من حالتهم أن سعادات فعلاً ذهبت وبالجانب الآخر داملا تنظر لجومالي بعيناها المليئة بالدموع، أبعد إدريس من حضنه وهمّ واقفًا وهو يسأل الجميع: سعادات أين؟ هل خرج الطبيب؟ كيف وضعها؟ رفع جومالي رأسه ناحية صالح وقد تلاشى غضبه بالكامل عندما رأى نظرة صالح فهو كان غاضب منه ولكن هل لإنه باعهم وأصبح يقف ضدهم مع عمه؟ هل لإنه بالرغم مافعله العم له بأخذ حتى أسمه وهويته منه أستمر صالح بالوقوف إلى جانبه ولم يدافع عنه؟ هل لأنه لم يحمي زوجته بل أتت تحتمي بهم؟ ولكنها الآن ذهبت ولم يحميها احدًا حتى هم.. أم من كل هذا؟ قاطع أفكاره علوُّ نبرة صالح وهو يسأل مرةً اخرى: ليخبرني احدكم أين الطبيب كيف وضع سعادات؟ خرج الطبيب بهذه اللحظه وهو يقول: عندما تكتمل الإجراءات سنسلمكم الجثه للدفن نظر إليه صالح نظرات خاويه وأتبع الطبيب قائلًا وقد انتبه لصالح: بسلامة رأسك سيد صالح.. حضن إدريس أقدام أبيه من الخلف وهو يقول: هل أمي حقًا ذهبت بابا؟ نظر جومالي لإدريس ودموعه على أطراف عينيه ورفع نظره لصالح الذي اصتبغت عينه بالدم ابتلع صالح ريقه وأغمض عينيه بقوة ومد يده للخلف وأمسك رأس إدريس وقال: أنا موجود ابيك موجود لن يتركك ابدًا والتفت ناحيته وإنحنى وهو يمسح دموع ابنه بهدوء وينظر إليه بغير استيعاب ويقول: أبيك هنا لاتخاف تمام؟ لن تخاف لن يحصل شيء لن تتشرد لن تتعب لن تقابل وحوش الشوارع لن يسرقوا طفولتك لن يحصل لك شيئًا ابدًا وضمه لصدره كأنه يحاول أن يحميه ولو أنه يستطيع تخبئته في جوفه لفعل أجهش إدريس بالبكاء ولم تعد قدمّا جومالي تحملانه فأنحنى ودموعه تتسابق على وجنتيه أسرعت داملا تحضن رأسه وهي تبكي ايضًا وانهارت سلطان فلم تعد لديها قوه لتتظاهر بالصلابه بعد كلام صالح.. من كان يتوقع أن سلطان التي كانت تمنع ظهور دمعةً واحده من عائلتها امام الناس أو حتى امام بعضهم البعض أن تنهار باكيةً الآن؟ بكت لفقد ابنتها الوحيده وربما ايضًا لأنها رأت وعرفت أن صالح عاد بالزمن للوراء عاد لذلك اليوم المشوؤم يوم قتل امه امام عينيه ويوم تشرده في انٍ واحد.. انهار الجميع باكيًا وليس فقط سلطان.. لم يعد صالح يحتمل فأفلت ابنه وجلس ارضًا وقد خارت قواه فتقدم جومالي وأشار لجيلاسون الذي أتى قبل قليل مع كاراجا أن يأخذ إدريس فأوقفته كاراجا وذهبت وهي تنظر لعمها الممسك بيد إدريس ومتكىء بيده الأخرى على الأرض لكي لايسقط ويد جومالي التي تسند ظهره تمسكه ايضًا قالت لإدريس من بين دموعها: هيا تعال معي قليلاً لنخرج أمسكت بعدها بيد عمها التي تُمسك بيد إدريس وأردفت: عمي سيكون معي أنا لاتقلق أفلت بعدها صالح يده وفتح عينيه ينظر لإدريس الذي أتى وقبّل رأس ابيه قائلاً ودموعه على وجنتيه: لن اخاف يا ابي فأنت معي وذهب مع كاراجا راقبه صالح حتى اختفى من امام ناظره مسك بعدها رأسه وهو يتنفس بقوة يحاول أن يلتقط نفسًا شعر بيدٍ تفتح إزرار قميصه العلويه واتبعت بضرباتٍ خفيفه على صدره كان كل شيء حوله ظلامًا دامس فقط يشعر بهذه الأيدي التي تساعده بعدها تناهى لمسمعه اصواتٍ عديده صوت ياماش وهو يقول ماتت بسببك وصوت ابنه وهو يقول امي ذهبت يا أبي وصوت بكاء سلطان وبكاء ابنه وصوت عمه وهو يقول لقد خسرت من وراء اخوتك الكثير وصوت ابيه عندما قال لن اسمح لك أن تهدر ابنتي كل هذه الأصوات تتردد في رأسه لتأتيه صفعه ارجعته لواقعه وأسكنت هذه الأصوات والذي لم يكن سوى جومالي عندما رأى صالح مغمضًا عينيه يتعرق وعروق رأسه برزت وأصبحت تنبض بشكلٍ واضح فلم يجد حلاً إلا أن يصفعه علّه يستعيد وعيه في هذه اللحظه أتى طبيب صالح ركضًا مع جيلاسون الذي اخبره بالوضع وبسقوط صالح أبعدهم الطبيب عنه وهمّ بفحص صالح ولكن صالح أوقفه بيده وهو يستقيم واقفًا التفت عندما سمع صوت العم وهو آتٍ يهرول يتصنع الخوف: ايفلاد ماذا حصل؟ لاقته نظرات صالح الغاضبه يريد أن ينقض عليه أن يقتله بيديه أن يشرب من دمه ولكنه أمسك نفسه بقوة فهو يعلم أنه أن فعل شيئًا للعم سينقلب على بقية عائلته هو سيفعل حتمًا سيقضي عليه ولكن ليس الآن فأمسك رأسه وضربه بالجدار من شدة غضبه وعجزه وحزنه وألمه وصداعه أستغرب الجميع فعلته وأسرعوا إليه من بينهم الطبيب ولكن قاطعهم هجوم جومالي على العم وهو يقول: تقتل القتيل وتمشي في جنازته أتحسب أننا سنصدق خوفك هذا أنت أنتهيت أيها ال**** أنتهيت سأنه... لم يكمل جملته لتقاطعه يديّ صالح التي أبعدت يديه عن العم بقوه وهو يقول: أمسكوه والتفت إلى العم وأردف بغضب مكتوم: لانعرف ولكنها قُتِلت ماتت ذهبت أخرج من هنا فالوضع ليس جيدًا العم: ولكن.. صالح بتلعثم وبصوتٍ مسموع للعم ونديم فقط: أخرج.. إذا كنت.. تريد البقاء على.. قيد الحياة ناظره العم بنظرات غير مفهومه وغاضبه في حين أسرع نديم وأمسك بكتف العم قائًلا: لنخرج الا ترى الوضع وإخوته ذهب العم ونديم فيما صرخ جومالي في وجه صالح وتوجه ناحيته ينوي ضربه فأسرع كلاً من اكين وجيلاسون وميكي بإمساكه: انت ايها***** الرجل يقتل زوجتك ام طفلك وانت تحميه؟ اليس لديك كرامه؟ اليس لديك خوف وحب لزوجتك؟ لقد صدقت عندما قالت أنت مليء بالغّل والحقد والكره فضلت المكانه والمال على زوجتك لا*** مكانتك ومالك يا**** صرخ صالح وقد تعب من هذه الإتهامات: اخرس ياهذا اخرس أنت لاتعرف شيئًا أنا اموت وأنت بماذا تتفوه هنا ماذا تظن نفسك فاعلاً ايها ال*** سكت جومالي فيما انزل الجميع رأسه امسك صالح برأسه وهمّ بدخول دورة المياه فهو لا يستطيع سماع أي شيء ليست لديه قوه البته يريد أن يغسل وجهه أن يرجع لوعيه قليلاً فتح الباب وقبل أن يغلقه إستوقفته صرخة متين وقد أتى يركض وقال بحزن وصدمه دون أن ينتبه لصالح: ذهبت لأتفقد ميدات ولكنني وجدته مقتولاً في بيته يا أخوه هناك شيء يحصل صمت الجميع ينظرون لمتين ولبعضهم بصدمه وتناهى لمسمعهم ضحك صالح الذي خرج من دورة المياه وهو ينظر لمتين الذي بادله النظرات بحزن وهتف قائلاً: ماذا تقول أنت؟ كيف.. ماذا..يحص وسقط مغشيًا عليه قبل أن يكمل جملته.. كل هذا كان كثيرًا عليّه لم يستطع عقله تحمل كل هذا الإجهاد بوقتٍ واحد خصوصًا أن رأسه متعب من هذه الشظيه التي جعلت حياته جحيمًا في السنوات التي مضت وجرحه الذي لم يمضي عليه يوم انفتحت غرزه.. تلاقفته أيديّ اكين وجيلاسون وميكي وجومالي ينظر بصدمه فيما أسرع الطبيب الذي كان شاهدًا على كل هذا في طلب نقاله لنقله لغرفة الطوارئ الاخرى..
في ساعات الفجر في غرفة صالح فتح عينيه ببطىء هناك ألم فضيع في رأسه وموضع إصابته وأحس بشيءٍ ثقيل على جانب صدره الأيسر ركز بنظره ليرى إدريس نائمًا في حضنه ابتسم بحنان ومسح على رأس ابنه بهدوء لكي لايوقظه والتفت إلى الجهه الأخرى ليرى ياماش جالسًا يناظره بنظرات تائهه وسرعان ما عادت به ذاكرته لكل ماحدث داهمه صداع فضيع وارتجف جسمه كأنه تعرض لصاعق كهربائي استيقظ على أثر حركته إدريس فيما أسرع ياماش يسكب الماء وهو يقول: اهدء هل انت بخير؟ أغمض صالح عينيه بقوة فصداعه لايحتمل وهو يقاوم البكاء حسّ بيد إدريس تسمح على جبينه فيما هتف ياماش مرة اخرى: سأنادي الطبيب فتح صالح عيناه بسرعه وقال: لا أنا بخير فقط رأسي يؤلمني ياماش: خذ اشرب وإهدء قليلاً شرب القليل واشّرب إدريس معه وهو يمسح على وجه ابنه وسأله: بني هل انت بخير؟ إدريس: بخير بابا بكيت قليلًا ولكن انت قلت انك ستكون موجودًا وايضًا جدتي أخبرتني أن امي ذهبت لمكانٍ افضل وهي سعيده الان امسك صالح نفسه بصعوبه وأحس بضيق انفاسه فأسرع وقبّل رأس ابنه وهو يقول: صحيح ماقالته جدتك ياعزيزي إذًا اخبرني أخيك اكين اين؟ إدريس: كان هنا قبل أن أنام ولكن الآن لا أعلم اين هو واتبع ياماش: بالأسفل مع اخي جومالي وامي إذا تستطيع فلنذهب فهُم ينتظروننا أجابه صالح وهو ينهض من على السرير: حسنًا وخاطب إدريس قائلاً: هيا تعال لنخرج وأمسك بإدريس وهمّو بالخروج وأثناء خروجهم قابلوا تولغا الذي تقدم ناحية صالح ولم ينظر إلى عينيه قائلاً: بسلامة رأسك يا أخي صالح: ليس وقته.. هل تحدث معك جلال؟ تولغا: نعم لاشيء يدعو للقلق نظر ياماش لهم بغير فهم ولكنه لم يتكلم فيما نظر صالح إلى إدريس وانحنى وهو يقول: هل تذهب مع عمك تولغا للبيت عند كاراجا وجنة تأكل شيئًا فحتمًا لم تأكل منذ البارحه إدريس: لا أريد بابا أريد أن اكون بجانبك نأكل معًا لاحقًا صالح: لاتفعل يا بني إدريس وقد وضع إصبعه على شفتّي صالح قائلاً: انت قلت سنكون معًا وانك معي لا أريد ان اكون بعيدًا عنك فأمي رحلت لا اريدك أن ترحل انت التفت ياماش للجهة الأخرى وقد نزلت دموعه أما صالح فنظر إلى ابنه وقبّل رأسه قائلاً والغصه تملىء حنجرته: انت تقتلني بقوتك هذه يا بني لا أريدك ان تتحمل وتعيش أشياءً كهذه لا اريد مازلت صغيرًا أجهش ياماش وتولغا بالبكاء وإدريس يحضن أباه بكل قوه وهو يقول: سنكون معًا لن أتركك ولن تتركني ومن ثم ترك ابيه وقال وهو ينظر اليه: عدني انك لن تتركني قبّله صالح بكل مكان في وجهه وهو يقول: أعدك أعدك أعدك لن أتركك واستقام يمسك بيد ابنه وذهبوا إلى الأسفل عند البقيه.. في الحفره الجميع حزين الجميع في بيته يعيش حزنه فغدًا ستخرج جنازة ابنة الحفره ابنة أب الحفره صحيح لم يحظى إدريس بفتاة ولكنها كانت بمثابه ابنة له وهكذا كان يراها الجميع.. اما في بيت العم خارج الحفره كان غاضبًا ويصرخ بنديم وهو يقول: يريد أن يقلب شركائي ضدي؟ يريد أن يسحبهم ناحيته وينهيني؟ ابن الزنا هذا لايعرف من يفكر أن ينهي أنا جومالي كوشوفالي لا انتهي ياهذا لا انتهي فالعم قد وجد أسم تولغا في سجلات المستشفى عندما احضر صالح مصابًا وتحرى عنه عرف أنه قادم من افغانستان فتولغا كان يتكلم مع كل شركاء العم هناك ليُخرج الحفره من كل قذاراته بمساعدة جلال وهو احد رجال العم هناك يعمل عند شهرام فالعم يستعمل مستودعات الحفره كمقر اساسي للصُنع لأن الأخوه بعد إنهاء الأردينيت وإزار تسببوا بمشكله مع كل شركاء هولاء فكانوا سيهجمون على الحفره وينهوها فتدخل العم وقتها وأقنعهم أن تكون الحفره تحت حمايته وأن تكون مقرًا لهم في إسطنبول لهذا ذهب صالح لأفغانستان مرةً اخرى لسنة يعمل هناك ليلاً نهارًا ويشرف على كل البضائع ليضمنوا صدق الكوشوفالي ولكن بعدها عندما عاد ووجد الحفره تغيرت كثيرًا علّم صالح بخباثة العم فقد اخبره إيمي" مجاهد" في أحد المرات التي كان فيها بكامل عقله بقصة جومالي وإدريس فعلم أن العم ليس همه المكان والحمايه وماشابه بل الإنتقام بأخذ الحفره وممكن أن يفكر بإنهائها فهو يعرف نار الإنتقام جيدًا فأمر تولغا أن يتكلم مع كل شركاء العم بدون علمه وأن يسحبهم ناحيته وأنه لو حصل شيئًا للعم لن يدخلوا الحفره بالأمر فهو سيجد لهم مكانًا يكون اساسيًا غير مستودعات الحفره لتهريب الشحنات من تركيا إلى إيران وعن طريقها إلى أفغانستان والعكس وايضًا اوقات منظمه لبضائعهم جميعًا فهو للأسف خبيرًا في هذه الأمور ويؤلمه أنه وعد والده بتركها وأخلف وعده ولكنه مجبرًا لحماية عائلته وهو متأكدًا أن ابيه لن يغضب منه هذا ماكان يقيد صالح طول السنتين وايضًا معرفته بعد فترة بأن الأدويه التي يأخذها ويصرفها له العم على أساس انها مسكن هي بالأصل مخدرات كانت تخيفه فالعم يعلم بالشظيه التي برأسه بل هو من أتى بالأطباء وعالجه عندما تعرض للإنفجار المتسبب بحالته في افغانستان فطوال هذه المده كان صالح عاجزًا فهو لوحده أمام العم وايضًا لايريد أن يموت ويترك عائلته لقمه سهله في فم هذا القذر ففكر بحل كل هذا وانهاء العم بأسرع وقت.. أكمل العم وهو يتجه لنديم: أسمعني هناك خائن عند شهرام أخبره لينتبه نديم: امرك سأتحدث إليه الآن.. تمتم العم: قالوا فارتولو ذكي ولكن لم أتوقع لهذه الدرجه كيف يتجرأ على فعل هذا لي وأنا الذي أنقذته من الموت هناك وتراجعت عن قتله فقط ليصبح أبني قاطعه نديم وهو يقول: هل تريد أن نخبر شهرام أن يأتي؟ فالوضع سيصبح خطيرًا لا أعرف فقتلنا لزوجته وصديقه سيتسبب بكشفنا وكشف خططنا العم: لا لن يخاطر الآن ولن يفعلوا شيئًا لأننا سنختفي من الوسط قليلاً ولكن أخبر شهرام أن يستعد للقدوم إلى هنا بأي لحظه نديم: حسنًا
بالمستشفى أتى صالح ممسكًا بيد أبنه ومعه كلاً من ياماش وتولغا لم يكن يوجد أمام الغرفه إلا جومالي واكين وسلطان فالبقيه ذهبوا إلى البيت ليستعدوا للجنازه وللعزاء.. القى صالح نظره عليهم جميعهم ونظر إلى إدريس وقال: اجلس بجانب اخيك اكين سأدخل واعود حسنًا؟ ذهب إدريس وجلس بجانب اكين الذي قبّل إدريس من راسه وأردف صالح موجهًا كلامه لسلطان: تريدين الدخول معي والا أتكفل بالأمر وحدي؟ أجابت سلطان بهز رأسها موافقةً تقدم يريد الدخول ولكنه توقف ينظر للافته بجانب باب الغرفه "غرفة غسيل الأموات" وقال بصوتٍ مسموع: لم أودع امي ولم اغسلها ولم ادفنها وايضًا ابي وأخي سليم لهذا أتألم بشكلٍ سيء حتى الآن ربما لو فعلت هذا لكِ سيّخف هذا الألم قليلاً ودلف بعدها للغرفه ووراءه سلطان فيما جلس ياماش بجانب اكين وحضن إدريس ودموعه تتسابق على وجنتيه بهدوء بعد كلام صالح وتولغا يمسك رأسه بيديه وهمّ جالسًا بجانب الغرفه اما جومالي على حاله مسندًا ظهره للجدار ينظر إليهم بقهر وحزن..
خرجت جنازة سعادات ابنة الحفره وميدات الذي يُعتبر من أبناءها فهو فعل الكثير لأجل الحفره كان صالح يمشي ويفعل كل شيء بلا روح وضع صديقه وزوجته وأمله وقلبه داخل هذه الحفره التي ستبتلعهم جميعهم يومًا ما ورمى عليهم التراب وكأنه لايشعر الذي يراه يقول لم يفقد زوجته وصديق عمره لمظهر قوته وصلابته هذه..
عاد بعدها كلاً منهم إلى بيته بأرواحٍ ثقيله بالحزن والوجع فهُم لاتنتهي أوجاعهم وخصوصًا صاحب القدر السيء صالح فهو خسر أمله الذي أبقاه على قيد الحياه في حين اكثر شيء كان يريده هو الموت خسر أم طفله أصبح طفله مثله يتيمًا في صغره وخسر صديقه الذي يعتبره أخيه الذي عاش معه سنوات عديده أول أخ لفارتولو وشريكه في كل مغامراته في هذه الحياة القاسيه.. دخل إلى البيت بجانبه اكين الممسك بإدريس وخلفهم كاراجا وسلطان فيما وقف جيلاسون وميكي عند باب المنزل والحزن يغطي ملامحهم صعد صالح إلى الغرفه وهو يفتح أزرار قميصه يريد التنفس أسرعت كاراجا تريد الذهاب وراءه ولكن سلطان أوقفتها فقد عرفت أنه بعد هذه القوه والصلابه التي رأتها يحتاج أن يفرغ مابداخله قليلاً فأشارت للجميع أن يذهبوا للداخل وصعدت هي بعد لحظات خلف صالح فتحت باب الغرفه وجدته يجلس ارضًا متكىء بظهره ورأسه على السرير مغمض العينين بجانبه علبة دواء متناثره حوله أغلقت الباب خلفها وتقدمت إليه جلست على السرير رفعت يدها ترددت بالبدايه ولكنها مسحت على رأسه فتح عيناه ونظر إليها بعينه الحمراء ووجهه المُتعب وقال: هل ذهبوا حقًا؟ وجدت سلطان نفسها تحتضنه وهي تبكي فأجهش بالبكاء في حضنها وهو يقول بوسط أنينه: ماذا فعلت لأستحق كل هذا أنا حميتكم حميتها تعاطيت اهملت صحتي لم اخضع لعملية الشظيه التي برأسي خفت ان اموت قبل حماية الجميع وقفت ضد اخوتي لحمايتهم وحمايتكم ذهب صديقي وهو يكرهني وهي ايضًا ذهبت وهي تكرهني لماذا ذهبت لماذا قالت لي في مرة انها حاولت تسميمه خفت عليها اصبحت لا انام خوفًا من أن تتعرض له أو من شيء قد يُصيبها حتى لو كرهتني لماذا ذهبت لماذا سكت قليلاً ليردف بنبرة غاضبه: كنت اخطط لقتله عندما تسنح لي الفرصه ولكنني الآن سأقتله لن أتغاضى هذه المره فليست مثل سابقتها واكمل ببكاء وقد زاد أنينه: لم احميهم لقد ذهبوا لقد ذهبت وتركتني تركت إدريس فتحت سلطان عيناها ودموعها تتساقط مصدومه من الذي سمعته ولكنها لم تنطق بكلمة إكتفت فقط بالمسح على رأسه وقراءة بعض الآيات لعلها تهدئه وبالفعل هدىء وتوقف بكاءه رفعت رأسه قليلاً لترى أنه غفى وضعت وساده على الأرض وأنزلت رأسه عليها فهي لم تستطع رفعه للسرير لكي لاتوقظه وغطته ومن ثم خرجت وهي تقول: كنت اعلم أن هنالك شيئًا في هذا الأمر اخوتك سيكونون بجانبك هذه المره إن لم تخبرهم سأخبرهم انا..
مضى اليوم بأكمله أتو سكان الحفره لبيت العائله لتعزية الكوشوفالي في مصابهم الجميع بلا إستثناء وصالح لا يزال نائمًا في غرفته.. على مشارف الفجر لايزالون ياماش وجومالي وزوجاتهم وأطفالهم ببيت العائله شعر ياماش بالقلق على ابن ابيه فذهب ليطمئن عليه دخل لغرفته وجده نائمًا على الأرض عضّ على اسنانه بقهر وانحنى يقبّل رأس أخيه وهو يقول بصوتٍ خافت: سيمضي يا اخي سيمضي يا ابن ابي.. لفت نظره علبة الدواء التي على الارض ارتعب عندما رأها مرميه ونصفها واقع على الارض خاف من فكرة ان يفعل صالح شيئًا لنفسه وهمّ بسرعه يضع أصابعه عند عنق صالح يتحسس نبضه تنفس الصعداء عندما احس به عندها فُتح باب الغرفه ودخل جومالي نعم جومالي الذي لم يستطع كبت قلقه على صالح فلحق بياماش لغرفته تقدم ناحيتهم وهو يؤشر لياماش فأجابه ياماش: بخير نائم فقط تنهد جومالي ولكنه ايضًا لفتت نظره علبة الدواء فأخذها وقرأ محتواها "دواء مسكن، منوم، ومهدىء للأعصاب" نقل نظره إلى ياماش وفعل حركة فمه المعتاده إستقام ياماش وهتف لأخيه: انه بخير سيكون بخير ففارتولو الذي اعرفه لن يترك دماء احبائه على الأرض هيا فلنعد للبيت أنا متعب ايضًا واحتاج للنوم يا اخي مسح جومالي على رأس ياماش وأنظاره على صالح واجاب قائلاً: هيا سأنتظرك بالخارج احضر الأولاد وعادوا إلى بيت ياماش..
في الصباح دخلت كاراجا لغرفة عمها بملابس المنزل بشعرها المبعثر قليلاً فهي لم تنم ولم تغفى عينها منذ البارحه وهي تخبىء عنه معرفتها بأن العم كان يخطط لقتل سعادات توقفت خائفةً عندما لم تجده بالغرفه نقلت أنظارها وجدت هاتفه يرن على السرير بالوضع الصامت وسرعان ماسمعت باب دورة المياه يُفتح تنهدت براحه وهي ترى عمها يتقدم ناحيتها يطالعها بنظراتٍ غريبه أسرعت بقولها: امجا اووفف لم أجدك عندما دخلت خفت كثيرًا نظرت إليه رأته مرتديًا ملابسه وكأنه يستعد للخروج كأي يومٍ عادي هي تعرف عمها قوي ولكنه بالأمس فقد زوجته وصديقه لابد ان يرتاح ويأخذ وقتًا للتعافي والتعايش مع هذا الألم والفقد سألته بقلق: عمي هل انت بخير؟ ابتسم صالح ومسك وجنتيها قائلاً: لم اكن ولن اكون يومًا بخير ولكنني أعدك لن تخافين ابدًا بعد الآن لايوجد خوف وأردف وهو يزّر قميصه: إدريس اين؟ كاراجا بقلق: نائم مع جدتي اومى مبتسمًا وأخذ هاتفه يجيب على الإتصال ويهمّ بأخذ سترته في نفس الوقت ولكن سرعان ما صرخ ورمى بالهاتف ارضًا ارتعبت كاراجا وامسكت بيده فهتف قبل ان تتكلم هي: لايوجد شيء اعتذر لقد فقدت اعصابي اعطيني سترتي اعطته سترته وهي قلقه من تصرفات عمها وعادت تمسك يده وهي تقول: امجا اريد ان أتكلم معك اعلم ليس وقته ولكن أنا لا استطيع التفت إليها صالح وقال: ليس الان لدي عمل عندما اعود نتكلم وهمّ بالخروج لتهتف كاراجا بصوتٍ عالٍ: كنت اعلم انه يريد قتل اختي سعادات تجمد صالح في مكانه والتفت اليها يحاول مسك أعصابه فيما أردفت هي: ذهبت لأبشره انك استيقظت ولكنني سمعته يقول لنديم سأنهي زوجته فهي حاولت تسميمي ولكنني لم استطيع ان اقول شيئًا خفت عليك جدًا وفكرت انها عند عمي ياماش فسيحميها ولكنها ذهبت ياعمي مسك صالح رأسه بقوة وقال: لهذا أتيتي إلى المستشفى بتلك الحاله؟ أجابت وقد بدأت بالبكاء: نعم لم استطع اخبارك ربما لو أخبرتك لكنت أنقذتها وانهارت ارضًا تبكي لم تستطع أن تكمل وتخبر عمها أنها تعلم عن تعاطيه ضغط صالح على قبضتيه حتى أدماها ولم يشعر اغمض عينيه بقوه واتجه ناحيتها سحبها لصدرهِ بقوه وهو يقول: اياك اياك ان تحملين نفسك ذنب شيء ان كان هناك مذنب فهو ذلك الحقير الذي سأخذ روحه عاجلاً ام آجلاً اتسمعينني؟ أومأت كاراجا برأسها فأستقام وأخذها معه للخارج واتبع قائًلا سأخرج انتبهي لإدريس اخبريه انني ذهبت لدي عمل وسأتي واخبري اكين ان يلحق بي للمقهى حسنًا؟ كاراجا: حسنًا انتبه لنفسك ياعمي ارجوك قبّلها صالح من رأسها وقبل أن يخرج نادته سلطان وقالت: أخبر أخوتك وانهوا هذا الرجل اكملوا عمل أباكم نظر إليها صالح بعدم فهم فهو لايذكر أنه انهار في حضنها وأخرج كل مايكبته طوال هذه الفتره ولكنه لم يُعر كلامها اهتمامًا وخرج قابله جيلاسون وميكي بملامح مصدومه لم يتوقعوا خروجه ابدًا هتف بهم قائلاً: ميكي اذهب واخبر جميع شباب الحي وشباب الأسطح بأن يشددون الحراسه وسيأتي صديقي ولي ومعه رجال سيحاوطون الحفره من الأسطح والمداخل والمخارج وكل مكان اخبرهم بهذا لكي لا تحدث مشكله ذهب ميكي مسرعًا فيما اتبع صالح وهو ينظر لجيلاسون: اذهب لجومالي وياماش والبقيه وابحث عن تولغا ايضًا واخبرهم أن يأتو للمقهى وذهب مشيًا على أقدامه للمقهى لاحقته نظرات جيلاسون المفتخره والمشفقه في انٍ واحد فهو يعلم ان صالح يكابر ويحبس ألمه بداخله لكي يأخذ انتقامه فأسرع إلى بيت ياماش.. في سطح بيت ياماش يجلس ذلك الأشقر لوحده يفكر في حل لإنهاء ذلك الحقير قاطع تفكيره دخول ايفسون وهي تقول: ياماش لقد أتى ذلك الشاب جيلاسون أم ماذا يريدك أسرع ياماش بالنزول وقابل جيلاسون الذي قال مبتسمًا: اخي صالح يريدكم بالمقهى التفت ياماش لجومالي الذي بادله النظرات القلقه وهمّوا بالخروج.. يمشي ويديه خلف ظهره في شوارع الحفره الذي اخذت منه جميع احبائه ويرد السلام على من يقابله ويعزيّه.. وأثناء سيره احس بضيق نفسه وكأنه اصبح يتنفس من ثقب ابره اقترب من احد الجدران واستند بيده عليه وبيده الأخرى يضرب على صدره عّله يستريح من هذا الضيق احس بيدٍ على كتفه هتف اكين الذي لحق بعمه عندما أخبرته كاراجا بقلق: امجا هل انت بخير؟ لقد اهملت إصابتك ارجوك فلترتاح أجابه صالح وقد اعتدل: لايوجد شيء يدعو للقلق فلنذهب وصل للمقهى مع وصول اخوته وقفوا مقابل بعضهم ووقف الجميع ينظر للأخوه هل سيتحدون لإنهاء العم؟ هل ستعود الحفره القديمه؟ هل عادوا الأخوه كوشوفالي؟
أنت تقرأ
لا يوجد سوى الألم..
Fanfictionسيناريو بأحداث مختلفه للجزء الرابع "Çukur" *ملاحظه: هذه المره الأولى لي في كتابة شيئًا ما..