Part 8

282 10 9
                                    

بعد يومين من مقتلَ العم..
أستيقظ ياماش مبكرًا نزل للأسفل وجد صالح في الشُرفه هو وتولغا وأمامهم الكثير من الأوراق ومن الواضح أنهم يتناقشون في شيءٍ مهم
ياماش: مابكم هكذا مُنذ الصباح الباكر ماهذه الأوراق؟
أسرع صالح بجمع الأوراق ناحية تولغا لكي لا يراها ياماش قائًلا: مجرد أثباتات لشركاء العم وشركات الأردنيت وماشابه
ياماش: ألم نتخلص منهم بإعطائهم بضائع العم؟
تولغا: أجل، نحنُ فقط نتأكد يعني لانريد أن يُصيب رأسنا مصائب اخرى
ياماش: رأسنا! صحيح سيد تولغا لم تُخبرنا من أين تعرف صالح
ضحك الإثنان فيما جمع تولغا الأوراق وهمّ واقفًا: ليُخبرك أخيك
صالح: تولغا أسبقني للمقهى، أومى تولغا برأسه وذهب
ياماش وهو يضع قدمًا على الأخرى: أين تعرفتم؟
صالح: هاها ياماش ما الفائده من معرفة هذا؟
ياماش وهو يغمز بعينه: ربما هو عدو ونحن لانعلم
صالح: أثق بتولغا ولا أثق بنفسي ياماشجم
ياماش: الله الله وما المناسبه؟ قُل أنك لاتثق بي أنا لترتاح
ضحك صالح بخفه: قُل لي أنك تغار منه لأعرف كيف اُجيبك
ياماش: أنا؟ لاتهذي أي غيره! فقط أنزعج فهو معك كظلك ياصديق
أمسك صالح برأسه قائلاً: حسنًا ياماش لا تُطل، وسُرعان ما أمسك أنفه الذي بدأ بالنزيف لاحظه ياماش وهمّ بسرعه في أحضار منديلاً
ياماش: هل بدأت تُحاول أن تتركها؟
صالح: ماذا؟
ياماش: صالح لا تراوغ! ماذا يعني.. تلك الحبوب
صالح: نعم، وسنستمر هكذا حتى أصبح نظيفًا
ياماش الذي أبتسم له: أنا أثق بك، سيكون ثقيلاً ولكنك تستطيع
صالح: أتركك من كل هذا أنا سأصارحُك بشيء ولكن ستعُدني أنك ستتقبل ولن تتعبني ولن تغضبني وستفهمني
ياماش: مابك؟ أخفتني
صالح: لايوجد شيء ولكن أعطني وعدًا هيا
ياماش: حسنًا وعد أخبرني ماذا هناك؟
صالح: أنظر ياماش "وتنهد بضيق مكملاً" أنت تعلم وها أنت قبل قليل قلتها سيكون ثقيلاً لذلك سأذهب لأسبوعين رُبما أكثر حتى لا أؤذي احدًا، أنت لا تعلم ولكن أعراض الإنسحاب خطيره فأنا أعرفها مررت بها من قبل، عندما تُمر بها لا تُفكر بشكلٍ سليم كل تفكيرك محصورٌ في أن تحصُل على شيءٍ يهدئ ألمك وحِكة جسدك وقلبك الذي تظُن أنه سيخرُج من صدرك بقوة ضرباته، وخلال هذا ستؤذي من حولك بغير وعيٍ منك، أنظر إلى حتى وأنا أتعاطى غاضبًا أود إحراق كل شيءٍ حولي فما بالك عندما أتركها؟ سأذهب وسأعود نظيفًا، سأعود صالح الذي تعرفه حسنًا؟
ياماش: ماذا تقول! لا صالح لن أسمح لك سأكون بجانبك
صالح: ياماش قلت لك لاتغضبني، أنظر البيت مليءٌ بالأطفال لايعرفون هذه الأشياء سيخافون إذا رأوني بتلك الحاله، وهناك كاراجا ايضًا لا أريدُها أن ترى عمها هكذا، تخطيت هؤلاء جميعهم، إدريس! إدريس يا ياماش الولد لا يُفارقني مستحيل أن أجعل أبني يرى أبيه بحالات مثل هذهِ سيخاف
ياماش: أذهب لبيتك القديم الذي بجانبنا أبقى هناك ولن يعرف أحدًا، لا أستطيع تركك في فترةٍ كهذه أفهمني صالح
صالح: بالأصل أنت أفهمني، أنا قررت سأخذ جيلاسون وسأذهب الليلة إدريس وكاراجا واكين وجميع العائله بأمانتك لحينِ عودتي
ياماش: صالح..
صالح: انتهى ياماش أنا قلتُ كلامي أردتك أن تعرف لكي تُخبر أخي جومالي فقط، وأكمل وهو يضحك: أنظر أنا لا أعلم حقًا كيف لم يكسُر رأسي حتى الآن! كيف تقبّل فكرة أنني أتعاطى
ياماش وهو يُبادل أخيه الضحك: لا تسأل يُمسك نفسه عنك بصعوبه
إستقام صالح وقبّل رأس ياماش: لاتقلق كل شيء سيكون بخير حسنًا؟
ياماش: حسنًا، إلى أين ستذهب أخبرني بهذا على الأقل
صالح: لن أخبرك ولا تُطل قلت سأذهب وأعود وسأكون على أتصال معك ومع أبني والعائله واذا لم أجُب تتصلون بجيلاسون حسنًا؟
ياماش: ستُجيب على هاتفك كل يوم فهمت؟
صالح وهو يقلبّ عينيه: الله الله حسنًا ياهذا لاتبكي..
––––––––––––––––––––
في مطبخ المنزل داملا وسلطان وإيفسون يوضبُون أواني الفطور "إيفسون لازالت غاضبه ولا تُريد رؤية سلطان ولكنها أتت لأجل ياماش فهي لاتُريد أن تفرقه عن عائلته"
-نظرت داملا لكاراجا الجالسه أمامهم وهي تُقلب في هاتفها
هتفت: كاراجا هل تفتقدين الأعمال؟ أراك تمّلين كثيرًا بالمنزل
كاراجا: تُريدين الحقيقه يا أختي؟ نعم وكثيرًا، أرُيد أن أفاتح عمي صالح لكي أعود للأعمال معه ولكنه سيغضب.. لذلك "رفعت كتفيها"
داملا: وقد جلست أمامها: سعادات قالت أنك أشتبكتي أكثر من مره، كاراجا هذا ليس جيدًا فأنا كنتُ مثلك، أذهب وأشتبك وأشُرف على أعمال أبي ولكنني لازلتُ أرى أن هذه الأعمال خطيره الأشتباك والأسلحه وماشابه، ألا تخافين على نفسك؟
كاراجا: أخاف؟ أنظري إلي يا أختي أنا فقدت أبي وأمي وقتلت زوجي بيديّ وتسأليني هل أخاف؟ لم يعُد يُخيفني شيء بالعكس أريد أن أكون بجانب عمي دائمًا، حتى الآن أصبحت أكثر رغبه بأن أكون بجانبه..
داملا: تحبين عمك كثيرًا يا كاراجا وهو يُحبك وتصرفاته أكبر دليل لا يأكل ولا يجلس إلا عندما يسأل عنك..
كاراجا: نصف أبي يا أختي، أتعلمين؟ أبي قبل أن يموت "ضحكت بقهر" عندما كنتُ أظنُه ذاهبًا يعني.. قلت هذا إختياركَ وهذهِ حياتك ولكن سأفتقدك، قال لي "أذهبي لنصفي الآخر في كُل مره تفتقديني فيها"
يقصد عمي صالح.. أتصدقين؟ عمي صالح وقف بجانبي في وقتٍ الكل فيهِ رفضني وتركني، لم يُكن يُوجد معنا بغياب عمي جومالي وعمي ياماش إلا هو.. أنظري هو من وقف بوجه العم هو من حمى الحفره وبالمُقابل هو أكثر من خسَر منّا، أريد فقط أن نرتاح أن نكون جميعًا مع بعضنا البعض مثل الأيام السابقه صحيح خسرنا كثيرًا ولكن من بعد الآن لن نخسر وسنكون مع بعضنا أنا متأكده سنعيش براحه يا أختي..
داملا وقد دمعَت عيناها: ماهذا أصبحتي تتكلمين بشكلٍ جميل أم أنا أصبحتُ عاطفيه زيادةً عن اللزوم؟، ضحكت كاراجا بخفه..
تناظرهُم سلطان وهي تبتسم ومن الجهة الأخرى خلف الباب كان قد سمَع جميع حديث كاراجا وقد آلمه قلبه عليها وعلى أخيه.. هكذا هو جومالي كوشوفالي، صحيح أنه الأكثر غضبًا ولكنه يُحب عائلته بشدة.. لايعرف كيف يُظهر هذا الحُب وعندما يُحاول يخرُج بطريقه عنيفه في كل مرةٍ..
––––––––––––––––––––
دخل صالح للمقهى وجدَ العم مجاهد يجلس صامتًا فهو اساسًا هكذا طوال الوقت وايضًا تولغا ومعه جيلاسون، تقدّم صالح وقبّل يد العم،
صالح: إيمي هل أنت بخير؟
العم: صالح! اهلاً يابني أنا بخير، أنت كيف حالك؟ مابال وجهكَ هكذا؟
صالح: سامحك الله مابه وجهي؟، وسيمٌ كالعاده
ضحك العم وضحكوا جميعهم، ثم ذهب إلى جيلاسون وقبّل رأسه
قائًلا: كيف حالك يابني؟
جيلاسون مبتسمًا: بخير يا أخي عندما رأيتك
صالح: جيد، أنظر سأتكلم معك بموضوع
جيلاسون بقلق: خير يا أخي؟
صالح: خير يابني، ستذهب معي في رحلة صغيره خارج الحفره لمدة أسبوعين أو أكثر لا أعرف، هل تستطيع الذهاب معي؟
جيلاسون: استغفرالله يا أخي أنا معك دائمًا ولكن ما السبب ولماذا هذه المده الطويله؟
صالح: سأشرح لك كل شيءٍ على الطريق المهم الآن يابني أذهب وجهز حقائبك لأننا سنتحرك الليلة، والتفت إلى تولغا قائًلا: الحي عندك وستفعل ما أتفقنا عليه حسنًا؟ لن أحتاج أن أوصيك
تولغا: لاتقلق يا أخي عندي، المهم أن ترجع لنا سالمًا وأنتبه لنفسك
-مسح صالح على رأس تولغا، حينها دخل جومالي وياماش واكين، وميكي الذي أسرع يقول: يا أخوه هل نذهب لملعب الحي مباراة وماشابه؟ إني مشتاق لهذه التحديات "أبتسم ياماش وجيلاسون"
فيما أردف جومالي: وهل هذا وقته؟ لدينا الأهم الآن فالحي يحتاج الى الكثير من العمل والجهد ليرجع لحالته السابقه، صالح وهو يشرب كأس الشاي خاصته بسرعه: الحي ينتظر يا أخي، أندهوا لمتين وأنت تولغا هيا فلنذهب، لم يشأ جومالي أن يرّد صالح فأومى موافقًا بدون أن ينطق..
ميكي: الآن أطير لبيته وأجلبه يا أخي، وسُرعان ماخرج، أبتسم صالح وخرجوا جميعًا ذاهبين لملعب الحي..
––––––––––––––––––––
أفغانستان
-يجلس شهرام يُدخن سيجارته وهو ينُظر لجلال أمامه..
شهرام: هل تعرف لماذا سلمتُك جميع الأعمال والسندات والشركات الخاصه بأبي العزيز ياجلال؟
جلال بضحك وهو يبصق الدماء من فمه: لايهمني المُهم الآن فارتولو قضى على أعمالكم وعلى أبيك وقريبًا سيقضي عليك لأنك حاولت قتله
شهرام: كنتُ أعلم أنك خائن وفي طرفه فهذه الأشياء لاتفوتني ياعزيزي، ولكن متأكد هو يُريد قتلي؟ وبسبب تلك الرصاصه فقط؟
جلال: ماذا تقصد؟
شهرام: لاتُقل أنه لا يعلم أنني من عيشتهُ الجحيم عندما جاء إلى هنا يبحثُ عن أبي؟ يااا الرجل كان تحتَ يديّ لثلاثة أشهر، عذبتهُ، كسرتُ أضلُعه، كنتُ أريد وحاولتُ أن أفقدهُ عقله ولكنُه عنيد لم يفقده بّل سمعت أنه عرف كيف يوازن ويُفرق بين واقعه وجنونه، وووه وايضًا عندما هربَ مني وحدثَ الإنفجار عندها طار بالهواء على بُعد 7 أمتار وأرتطم بالأرض حقًا كان مشهدًا ممتعًا توقعت أنه مات ولكنه تمسّك بالحياة كما قلتُ عنيد، كنتُ سأقتُله ولكن أبي العزيز قال لا سأحتاجه "ضحك بسخريه" يحتاجه لكيّ يكون أبنًا له وكأنني هنا مزهريةٌ وضِعت على أحد الرفوف ونُسيت، أنا من كنتُ معه منذُ صغري، أنا من مسكتُ أعماله واهتممتُ بها لسنوات، أنا من ضحيتُ بحياتي لأجله، أنا من تلقيتُ ستة رصاصات بوقتٍ واحد لأجل حمايته ولكن ماذا؟ فضّل ذلك ال*** عليّ لهذا بُعته لهذا جعلتُ خطة شريكي العزيز تنجح لأن هذا اساسًا جزءً من خطتي..
جلال: ال*** عليك مهما تفعل فارتولو لايستسلم وسيُنهيك
شهرام: هاها اساسًا بقي القليل على لقائنا سيقتلني الحماس..
وأخرج بعدها مسدسه صوبهُ ناحية رأس جلال الذي يبتسم بإستفزاز شهرام: أنظر أحاول أن أصبح لطيفًا معك، هل لديك كلمة أخيره؟
جلال ولازالت إبتسامتهُ الساخره على وجهه: أنتم قتلتم أبي وجعلتموني عبدًا مأمورٌ لديكم ولكنني كنتُ جزءًا في إنهاءكم مع فارتولو سعدالدين، أنه سيأخذُ بإنتقامي يا شهرام سيقتلك أنا واثق من هذا فأنت لا تعرفه إنيّ أحذرك أنت تلعب مع نارٍ تحرُق من حولها ولاتُشفق ابدًا ستُحرقك
ضحك شهرام بسخريه، وأردى جلال قتيلاً..
––––––––––––––––––––
ملعب الحفره
ميكي: لقد ناديتُ بعض شباب الحي ليكونوا مُشاهدين نحتاج بعض التشجيع والحماس يا أخوه
متين: لن تتوب ابدًا؟
جيلاسون بضحك: ألا تعرفهُ يا أخي يريدُ للجميع أن يرى مدى سوء لعبه
صالح: كفى ليس وقته، أخي جومالي وياماش واكين وميكي أنتم في فريق وأنا ومتين وجيلاسون وتولغا في فريق حسنًا؟ موافقون؟
اكين: امجا! هل لي أن أعرف لماذا أخترت جيلاسون ولم تخترني أنا
صالح: حسبنا الله "ضحك الجميع" فيما أكمل صالح: اولوم أنظر أنا أحاول أن أعطي كل فريقًا حقه، جعلتك معهم فأنت الوحيد الذي يلعبُ بشكلٍ جيد من بينهم "ناظروه وتأفأفوا ولكن سُرعان ماضحك الجميع.."
صالح: اكين إذا تعبت أخرج حسنًا لاتلعب لوقتٍ كثير
اكين وقد أبتسم من إهتمام عمه ككُل مره: حسنًا امجا لاتقلق
تأفأف ياماش وهو يذهب ليستعد: حتى بالفريق تولغا بجانبه ماهذا!
-بدأت المباراة التي كان حكمها عليشو فهو الذكي من بينهم والأقوى
ملاحظةً.. كان صالح يكسرُ ويُسقط جومالي بعُنف متعمدًا وبالمثل لياماش..
أستلم الكره من جيلاسون فركض للمرمى وتعمّد أن يمُر من أمام أخيه جومالي الذي حاول عرقلته وأخذ الكرة منه ولكن بلا فائده تجاوزه صالح وسدد ضربتهُ للمرمى وأحتفل بهدفه وهو يضحك على جومالي الذي لوى فمهُ وهو يتوعّد به.. مضت ساعه على لعبهم فتوقف صالح يلهث وجلسَ ارضًا يضرب بيديه أرضية الملعب يُريد التنفس لاحظه جومالي الذي ركض إليه سريعًا: مابك يابني ماذا حصل؟ وركضَ جيلاسون يُحضر الماء
دقائق وهدأت أنفاسه فطمأنهم بقوله: لايوجد شيء فقط نسيتُ أمر إصابتي فرئتي أصبحت لا تتحمل جهدًا كبيرًا ابدًا
تولغا: ألم تذهب للطبيب يا أخي؟
جومالي: صحيح طبيبك بالتأكيد سيطلبُ منك مراجعته هل ذهبت؟
صالح: نعم نعم ذهبت مابكم تصرخون! لايوجد شيء فقط مع الوقت ستخف وستعود أفضل حالٍ من قبل
ياماش بنظراتٍ قلقه: وليكُن هيا لنذهب للمستشفى الآن
صالح: لاتهذي! هيا إلى البيت
إستقام الجميع وذهبوا كلٌ إلى بيته بعد مباراة كان غرضها الأساسي لدى صالح أن يقضي بعض الوقت مع أخوته فهوُ ليس متأكدًا هل سيعودُ أم لا.. وأن يُفرغ رغبته في ضربهمُ مُنذ وقتٍ طويل.. فكمَا قال إدريس
"لا تتشاجروا، تبارزوا"
––––––––––––––––––––
حيثُ المجهول..
دخل بملابسه الرسميه وبيدهِ كوبُ قهوة وبالأخرى ملفاتٍ يحملها بصعوبه من كثرتِها، رمى الكوب في القمامه، نزع ربطة العُنق وهو يشتم ورمى سترته على الأريكه، أخذ الملفات وذهب لقبوٍ تحت بيته، أشعل الأضواء فظهرت أمامه طاوله مليئهً بصور وملفاتٌ أخرى، وضع التي بيده على الطاوله أخرج سيجارته من جيبه أشعلها وجلس يُقلب بهذه الملفات والأوراق لما يُقارب الساعه، رنّ هاتفه فأخرجه من جيبه وهو يُخرج لسانه "كالذي كان ينتظر وكان يعلم أن هذه الإتصال سيأتيه" أجاب وأستمع لمُخاطبه وأغلق بعدها دُون أن ينطق بأي كلمة وهو يبتسم، قال بصوتٍ خافت ونبره حاده: أستلم الأعمال بعد قتله لعمه! جميل جميل هذا يُناسبني.. هذهِ الجوهرة الثمينه ستكونُ بجانبي بأقرب وقت..
––––––––––––––––––––
بيتُ العائله
الجميعُ على طاولة العشاء، هدوء وصمتٌ في المكان حيثُ لايُسمع إلا صوت ضجيج الملاعق والأطباق، كان صالح يُقلب بملعقته الطعام الذي بصحنهِ بدون أن يأكل فلا شهية له.. رفع رأسه يناظر الجميع وهو يُفكر وكأنه يُريد حفظ ملامحهم، بدايةً بسلطان التي على رأس الطاوله "لو لم ترفضني عندما كنت صغيرًا ماذا كان سيحصل؟" على يمينها ياماش وبحضُنه أبنته "لو لم يعلم بأمري وبأني إبن أبيه لو لم يُنقذني ذلك اليوم لكي لايموت لأبيه ابنًا آخر، هل كنت سأجلسُ معهم وأصبح أبًا وأتزوج حبيبة طفولتي؟" وبجانبه إيفسون وكاراجا وجنة، ومن الجهة الأخرى جومالي "لم يحبني ابدًا ومعه الحق.. إذا الجميع نسوا قاتل كهرمان فهو لم ينسى ومن الجيد أن هنالك احدًا منهم لم ينسى، ربما يومًا ما أتعاقب على فعلتي.." وبجانبه داملا بحضُنها أبنتها واكين "أمانة ابيه أمانة نصفي الاخر سليم هو وكاراجا.." وياسمين ومن ثم أبنه إدريس بجانبه "لو ترى أباكَ بالسابق كان لايهمه الموت وماشابه لأنه لايوجد شيئًا يعيش لأجله ولكن الآن؟ لا أريد أن أموت ياقطعة من روحي، لا أريد أن أتركك وتعيش قدري، ولكن سيحصلُ المكتوب ولن نستطيع منع ذلك.."
قاطع تفكيره صوتُ ياماش وهو يسأله: لماذا لا تأكل؟
صالح: أكلت هذا يكفيني لاشهية لدي..
كاراجا: امجا صحنُك مثل ماهو لم تأكل شيئًا!
صالح: حسنًا كاراجا ليست مشكله، بالعافية لكم "وأشار لأخوته وأبن أخيه" أنا بالمكتب هناك ما سنتكلم به "اومى ياماش وجومالي واكين"
وقبّل رأس أبنه: أولوم أنهي طعامك وأذهب للنوم فموعدُ نومك قد حانَ
إدريس: سأنام بجانبك بابا فأنت وعدتني أن تحكي لي قصه كل يوم
صالح: سأحكي يا بني ولكن كاراجا هذه الليلة ستحكي لك حسنًا؟
كاراجا: أجل إدريس لدي حكايه ستُعجبك
إدريس: ولكن بعدها أنت ستحكي لي كل يوم بابا حسنًا؟
"أبتسم الجميع" فيما مسحَ صالح على رأس أبنه وخرج قبل أن تخونه دموعه أمامهم فهوُ لم يحتمل كلمات أبنه هذه خصوصًا وهو مُقبل على شيء لا يعلم هل سيُعود لأبنه أم للقدرِ رأيٌ أخر..
––––––––––––––––––––
المكتب
دخل تولغا ليجد صالح واقفًا أمام النافذه ولم ينتبه لدخوله..
تنهد تولغا: أخي
ألتفت صالح: ها تولغا أخيرًا أتيت
تولغا: أجل يا أخي، وجلسوا أمام بعضهم
فرك صالح وجهه بقلق: لم تجد المقنع؟
تولغا: لا يا أخي وكأنه تبخر وأختفى، أعتقد أن أحدهم قتلهُ
صالح: لا لم يمُت أنا متأكد، عمومًا أنظر ألي تولغا أنا سأذهب لا أعلم هل سأعود أم لا، أريد أن أذهب وأنا مُطمئن أنه لن يحدُث شيئًا بغيابي
تولغا: لاتقُل هذا يا أخي إن شاءالله ستعودُ لنا وبخير، ولاتقلق لن يحدثُ شيئًا فالمُحيط هادىء والمستودعات خارج الحفره تعملُ ليلاً ونهارًا
صالح: حسنًا ولكنني أقصد هذا أبن العم شهرام أيًا كان اسمه
تولغا: مابه؟ فهو قد أنسحب من أعمال أبيه وذهب
صالح وقد ضحك بسخريه: حبًا فالله هل سيتركُ الأعمال ويبيع أبيه بيومٍ وليله بدون سبب؟ وحاول قتلي ألم تسمع جيلاسون؟ ستخرج قذاره من هذا الأمر أنا متأكد وهذا ما يجعلني أمسحَ فكرة ذهابي وأبقى هنا
تولغا: أخي حسنًا أنت مُحق ولكن أخوتك هنا، أنا هُنا، الحفره هُنا، لا تفكر في شيءٍ غير صحتك فهي الأهم أرجوك يا أخي أذهب وكُن مطمئنًا لن يحدُث شيئًا كل شيءٍ سيكون على مايُرام
صالح: أهذا ماتقوله؟
تولغا: نعم، أنت أسترِح وفكر في نفسك ولو لمرةٍ فقط ألم تسمع الطبيب؟
-دخل جومالي وياماش واكين، جلس ياماش على رأس طاولة المكتب فيما إستقام تولغا وجلس مكانه جومالي
ياماش: نعم الأمور هادئه حاليًا وكل شيء يعودُ لما كان عليه
صالح: ألم تجد كولكان بعد؟
ياماش: لا هذا ال*** أختفى ولكنني لازلت أبحث وسأجده هو والمقنع
صالح: سيظهرون عاجلاً أم أجلاً، إذا أحتجت لشيءٍ تولغا هنا حسنًا؟
اومى ياماش، فيما ناظر جومالي صالح بإستغراب..
جومالي: قلت أن هناك ماسنتكلم به
صالح: أجل.. اولاً أسمعوني جيدًا بالأصل أنا اخبرتُ ياماش من قبل وكنتُ أريد أن يُخبركم هو ولكن لم أجد هذا صائبًا
جومالي: الله الله تكلم ماذا هناك؟
"ضحك صالح بخفه" انتظر يا أخي لم أنُهي كلامي، أنا سأذهب
اكين: إلى أين امجا؟
صالح: تعلمون أنا مُدمن "قالها وهو يُناظر جومالي بقلق" وسأتخلص من هذا السُم الذي بجسدي لذا سأذهب لمدة تُقارب الأسبوعان أو أكثر
جومالي بهدوءٍ غير مُعتاد: لن تذهب سنكون بجانبك يا صالح
صالح: أخي حبًا فالله لاتُعاند يوجد في البيت أطفال ونساء لم يواجهوا هذه الأشياء من قبل أعراض إنسحابٍ وماشابه، وستكون ثقيله أعرف لهذا سأذهب وسأعود نظيفًا، وقبل أن يُجيب جومالي أسرع صالح: أخي أنظر أنا أحتاج البقاء لوحدي قليلاً، لا أريد أحدًا معي في هذه الفتره سوا جيلاسون سأخذه يُطمئنكم عندما لا أستطيع أجابتكم، أفهموني أرجوكم فأنا ليست لدي طاقة للجدال ابدًا
-ياماش يُغطي وجهه بكفيّه قهرًا، واكين يُطالع أعمامه ولم يتكلم
نظر جومالي لصالح بحزن
جومالي: إلى أين ستذهب؟
صالح: لدي بيت خارج الحفره، سأمكثُ فيه هذه المُده
جومالي: هل ستستطيع لوحدك؟
صالح أبتسم بحُزن: كنتُ وحيدًا طوال حياتي واجهت الأقوى من هذا لاتقلقوا.. "دخل جيلاسون القى السلام وجلس بجانب اكين وتولغا"
صالح: سأذهب بعد قليل إدريس بأمانتكم لن أستطيع قول أني ذاهبُ له، ستشغلُونه لحينِ عودتي وأنا اساسًا سأكلمه يوميًا "أوموا جميعهم"
اكين وقد تكلم اخيرًا بنبرةٍ هادئه قريبةً للبكاء: دعني أذهب معك
صالح: لايمكن مستحيل، ستكون مع إدريس وزوجتك، صحيح نسيتُ أخبارك الطبيب الذي تواصلت معه بخصوص حالة زوجتك سيأتي من ألمانيا قريبًا أعطيتهُ رقمك سيتصلُ عند وصوله أذهب أنت وياسمين تمام أمجاجم؟
اكين تقدّم يحضُن عمه بكل قوةٍ: شكرًا لك لحسنُ الحظ أنك موجود
صالح: لاتقلُ هذا فأنت أمانه أبيك يابني، فصل العناق ومسكَ وجهه قائلا: اختك كاراجا بأمانتك حسنًا؟ اومى اكين فيما أستقام ياماش وحضنّ صالح وهو يبكي "دمعتُ اعينهمُ جميًعا ماعدا جومالي"
صالح "وهو يناظر جومالي" : لقد أسمَيته جيدًا أنظر إليه كالطفل
ياماش: أصمت يا صالح لاتسخر أصمت
صالح: لن أذهب للموت غالبًا ما بكم..
ياماش وقد تملكهُ شعورٌ غريب مُخيف بعد كلمة صالح هذهِ "فكلمة أمه وهي تقول صالح يموت لوحده لم تخرج من عقله ابدًا" أبعد شكوك عقله وفصل عناقه وهو يبتسم: أعطني وعدًا أنك ستعود لنا بخير لكي أرتاح فأنا للآن غاضبًا منك لأنك ستبتعد ولن تجعلني أذهب معك
صالح: حسبنا الله.. سأعود يابني "قالها بتردد وقلق، فهُناك شيئًا عالقًا في صدره يُزعجه ولا يعرف ما سببه.."
إستقام جومالي ناحيته بهدوء مسكَ كتفيّه وهتف: ستعودُ بسرعه وبخير ياصالح حسنًا؟ ناظره صالح بعينين أمتلئت بالدموع ولكن سُرعان ما ربتَ على يديّ أخيه وقال بضحكةٍ مزيفه محاولاً تغيير الجو: لا أعلم أفكر أن أذهب بعد هذا إلى مرمريس أتسكع مع الفتيات وماشابه
-ضحك الجميع من بين دموعهم، فيما أسرع جومالي بسحب صالح إلى حُضنه وسط صدمة الأخر، كاد أن يبكي صالح في حضنُ أخيه ولكنهُ تمالك نفسه من أجلهم.. "أبعده جومالي عنه بكبرياء" وقال موجهًا كلامه لجيلاسون
جومالي: أوصيك عليه كُن معهُ
جيلاسون: لاتقلق يا أخي
-ذهبَ صالح وجيلاسون.. بعدها بساعة عادوا البقيه للمنزل بأرواحهم الثقيله وخصوصًا ياماش الذي لازالت كلمات أمه وصالح تترد في رأسه..
ولكن قبل أن تطىء رجله عتبة المنزل أتى أجاويد صارخًا وهو يلهث مرعوبًا وكأنه يُطرد: أخي ياماش أهربوا لقد هجموا على الحفره لقد حاوطوها الجميع أمام المقهى مأسور... لم يكمل جملته إلا وعانق الأرض بدمائه أثر رصاصة اخترقت رأسه من الخلف....

لا يوجد سوى الألم..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن