يجلس صالح ذو الثلاثة عشر عامًا في المطبخ بعد أن أعد الفطور لعبدالله وأحفاده جائعًا ينتظرهم ينتهون ليأكل ما يتركونه.. ليدخل عليه أحدهم أو كم يظّن صالح أحد أحفاد عبدالله، معه صحن وقطع خبز في يدهِ، تقدّم وجلس بجانب صالح الذي أرتعب قليلاً ولكنه بقي صامدًا لأن الذي بجانبه هتف وهو يمد قطعة خبز: خُذ
="بتردد" ولكن عبدالله بابا سيغضب
–أتركك من عبدالله هذا الآن، خذ وأخبرني ما أسمك؟ أتيت منذ أسبوع ولا نعرف عنك شيئًا
="وهو يأكل قطعة الخبز" أسمي صالح ولكن ينادوني فارتولو
–"يضحك بخفه" لديك أسمين؟
=جدي لايريدني أن أستخدم أسمه يقول أنني عار، لهذا أسماني فارتولو سعدالدين
–"يبتسم بحزن وغضب بذاتِ الوقت" فارتولو سعدالدين! كم عمرك؟ تبدو صغيرًا
= 13 عام وأنت؟
– عمرك زائد عشر سنوات
=لم أفهم؟
–فكر.. عمرك لو زدنا عليه عشر سنوات كم سيكون؟
"صمّت للحظه وأجاب" 23؟
– أنت ذكي جدًا مينيك "ياصغير"
=مينيك؟
–أجل لأنك صغير الحجم بالنسبة لعمرك "وأكمل ضاحكًا" أيها الصغير أنا لست ولد ذلك أو حفيده "يقصد عبدالله" أنا أعمل لديه فقط، يعني مثلك على الأغلب..
=ولكنه يقول لك ولدي
–يقول يقول ولكن ليس صحيحًا، وأستقام ذاهبًا من المطبخ ولكنه أستوقفه سؤال صالح: لم تخبرني ما أسمك؟، إلتفت مُبتسمًا، وبعد لحظة صمت أقترب قليلاً وهتف عندما رأى خوف صالح الذي رجع خطواتٍ للخلف: لاتخف لست سيئًا مثلهم والله.. أسمي كارتال.. نادني كارتال بيننا حسنًا؟
=كيف بيننا؟
–هم يقولون لي أبن المدير، ولكن أنت يمكنك مناداتي بكارتال أتفقنا؟
–أتفقنا..، خرج كارتال وقد عرف أن عبدالله وجد صالح بالشارع وليس ورائه عائلةً أو أحدًا يبحث عنه، لهذا سيستغله في أعماله الغير قانونيه.. ومضت الأيام والسنوات وعلاقة صالح وكارتال جيده على عكس علاقتهم بعبدالله وأولاده فأولئك كانوا كالحيوانات البشريه سيئين لأبعد حد، كارتال كان يساعد صالح ببعض الأشياء التي يقدر عليها.. مثلاً يخفف عنه أعمال المنزل ويساعده بها حين خروج عبدالله وأولاده، يأتيه بالطعام الجديد النظيف بين الحين والأخر.. وفي الخارج عندما يخرجون للتهريب يحاول مساعدته قدر الإمكان، لأنه يشعر.. لأنه يعلم أن صالح الآن يعيش وضعًا مشابهًا لما عاشهُ هو، لهذا يريد مساعدته وإخراجه من هنا إن قدر على ذلك.. ولكن في ليلةٍ ما، ليلة إصابة صالح حين داسَ على ذلك اللغم.. بعد تلك اللحظه ظهر فارتولو حقًا، وأقسم على أخذ الإنتقام من جميع من أحرقوا روحه وأذوه.. كان كارتال وقتها في مكانٍ آخر، كان قد عاد ووقع مرةً آخرى في أيدي والده.. فوالدهُ كان صديقًا أو لنقل كبيرًا لعبدالله يُرسل كارتال لهم، ليساعد عبدالله مع أولاده في عمليات التهريب والتحميل والبيع وألخ.. مقابل المال "مثل الذي يأجر ولده بإختصار" كان والده لايرحمه حتى عندما كان صغيرًا، كان يُعذبه بحجة أنه بلاءً من والدتهُ، وأنها ورطته به، فكارتال أيضًا من علاقة غير شرعيه، ولكن والدته ماتت وهي تنجبه، وما أقصده بأن والده كان يعذبه.. ليس فقط بأن يضربه! نعم كان يضربه وكأنه يخرج غضبه المكبوت به.. ولكنهُ أيضًا كان يُرسله ليقوم بسرقة محلات وحرقها وتخريبها وبدون أن يعرف السبب، وكان أيضًا يجعله يستدرج أطفالاً ليتم سرقة أعضاءهم وبيعها.. هذا غير أيضًا تهريب المخدرات والأسلحة، وحث الذين بعمره على التعاطي، كان يكره أن يفعل كل هذا، ولكنهُ بالطبع كان مُجبر، ومع مرور السنوات أصبح لايهتم ويفعل مايقوله والده بالحرف دون إعتراض، كمّن تبلد، كمّن واجه أشياءً أكبر من عمره وكبُر بسرعه، فلم يعد يهمه شيء.. كان يكره والده بشدة، كان يفكر بقتله منذ سنوات.. وفي ذات اليوم وذات اللحظه عندما قتل وأنهى صالح سُلالة عبدالله وهو في السابعة عشر من عمره، كان كارتال قد قتل والده.. أجل قتل والده وأخيرًا وهو في السابعة والعشرين من عمره، قتل والده خفيةً ولفقها على أحد رجال والده، لأنه لايريد السجن ولايريد أن يتباهى بمقتل والده، كان مايريده فقط أن يرتاح من عذاب والده، ولن يرتاح إلا بموته، ففعلها ليجد الراحه أخيرًا.. ذهب بعدها فورًا لمنزل عبدالله لينقذ ذلك الصغير "صالح" ولكنه حين أتى لم يجد سوى جثة عبدالله وأولاده وأحفاده جميعهم موتى.. فعرف أن صالح من فعلها، لم ينوي ولم يبحث عنه بالبدايه فكلاً منهما نجى وذهب في حالِ سبيله، ولكنه عندما عرف بنية أحدهم شخصًا يعرفهُ جيدًا وفهم نيته السيئه تجاه صالح، بحث ووصل إليه لغرضٍ ما حتى هو لايعرف لماذا؟ هل لحمايته أم لإستغلاله لايعلم..
قاطع تفكير كارتال وأخرجه من دوامة الماضي هذه التي هاجمته بسبب أتصالٍ دخول رجله وهو ينزل عينيه وكأنه خائفًا من شيء ما، ليتقدم وهو يتردد بالكلام، لينظر إليه كارتال لثوانٍ،
ليقل بغضب: ماذا هناك؟
–سيدي لدينا مشكله
=ماذا حصل بعد؟ حقًا المشاكل لاتأتي فرادى
–"هتف عندما لاحظ غضب وتوتر الآخر" لماذا ماذا حدث ياسيدي؟
=حان وقت إنهاء شهرام ياعلي، فهو علمَ بكل شيء وأنني إستخدمته لإخضاع فارتولو ولا نية لي بتسليمه له
<<فلاش باك >>
قبل مقتل العم "جومالي"، وبعد أيام من إصابة صالح بالمقبره..
في أفغانستان.. على سطح أحد المستودعات
يقف كارتال، يضع يديه خلف ظهره ينظر للمدينة أمامه، والرياح البارده تحرك خصلات شعره، مرتديًا نظاراته الشمسيه،
أنت تقرأ
لا يوجد سوى الألم..
Fanfictionسيناريو بأحداث مختلفه للجزء الرابع "Çukur" *ملاحظه: هذه المره الأولى لي في كتابة شيئًا ما..