Part 11

291 8 13
                                    

شعرت بنبضات قلبها تتسارع شيئًا فشيئًا، أصبحت تفرك أصابع يديّها بشكلٍ غير ملحوظ من توترها الذي لم تستطِع السيطرة عليه وهي ترى ذلك الأسمر يتقدم نحو الكرسي الذي أمامها وهو يُبادلها النظرات بغرابةٍ من وجودها هنا، أطالت النظر بسوادِ عينيه وكحلها الأحمر الذي لفتها مُنذ أول مرةٍ رأتهُ فيها في حيّه عندما أوقفته وأنزلته من سيارته تريد أجراء مقابلةٍ صحفيه.. وليس فقط كِحل عينه فهي ترى كُل شيءٍ فيه مُميز.. شعره الطويل بعض الشيء، ملامِحه الحاده، إبتسامته لها أنذاك، كلامه ولهجته، مُزاحه ونكاته، ولكنها لم تُظهر إعجابها أبدًا، فليسَ من شيمها أن تُصبح عشيقةً لرجلٍ متزوج ولديه أبن! ههه هذا وإن بادلها هو هذا العشق فهي تراهُ حلمًا فقط من أحلامها التي أصبحت هباءًا منثورا.. قاطع تفكيرها صوتها أخيها وهو يهتف: تؤ تؤ تؤ لاتقولي هل تتعارفون؟، تقدم صالح وجلس أمام ليلى التي لم تنطق بحرف فقط تُناظره وعينيها تلمع، وقد لاحظ كارتال هذه النظرات
ليلى: أجريت مقابلة مع السيد صالح بخصوص حيّه الحفره يعني
كارتال: كزم هل تُجرين مقابلة مع أي كائنٍ كان؟
صالح مُوجهًا كلامه لـ ليلى: ماذا تفعلين هنا؟ هل قلّت البشريه لتُجري مقابلةً مع هذا! "قالها وهو يؤشر على كارتال بسخريه"
ليلى: أنه.. أخي
صالح: اووها لايُعقل الآن عرفت من تُشبهين، أنتِ وأخاك جميعكم تفعلون ما تُريدون ومايوجد في رؤوسكم
ليلى بإبتسامه: والله صدقت، أخبروني بالأصل هل أنتم أصدقاء، سأكون صريحه! أندهشت برؤيتك هنا سيد صالح
صالح: لنترك كلمة سيد وماشابه جانبًا لطفًا فهي تجعلني أرغب بالتقيؤ، ومن ثم إلتفت لكارتال قائًلا بنبرةٍ غاضبه ولكن هادئه بعض الشيء: أريد كولكان وشهرام، ولم ينتهي كلامنا بالأمس
قاطعه كارتال: أمرك أورتك سنجدهم لاتقلق وكلامنا أنتهى بالنسبة لي، ولكن أنت أغمي عليك أنك مُتعب يارجل متى ستخضع لعمليتك أسرع فالأعمال على وشك أن تدخل في أوج أوقاتها، أسرع صالح من كرسيه مُتجهًا لكارتال وأمسك ياقته صارخًا في وجهه: من أنت حتى تأمرني وتُوجهني؟ من أنت يا***، أسرعت ليلى تبعد صالح عن كارتال وهي تصرخ: ماذا حصل!
كارتال: أتركيه فـ فارتولو لا يستطع التحكم في غضبه فهو يكبته مُنذ البارحه "وأستقام يتقدم وهتف بنبرة مُهدده وهو يرفع أصبعه أمام وجه صالح" أنت تعلم وأنا أعلم أنني بفرقعة أصبع أدخلك للسجن بالوثائق التي وقعت عليها البارحه أن نسيت! وأُعيد حيّك ذاك لما كان عليه مستنقع بل أمحيه من الوجود هو ومن فيه، ولكنني لم أفعل لماذا؟ لأنني أريدُك فأنت كما قلتُ عنك من قبل جوهره ثمينه وبضائعك لوقتنا هذا يتحدثون عنها في أفغانستان فهي من سهلتَ عليك سحب شُركاء العم أليس كذلك؟ فارتولو أنت بالأمس أعطيتني جوابًا ولا أظنك ستُخلف اتفاقنا، ومع ذلك سأقولها للمرة الألف إما أن نعمل معًا وإلا... على كُل حال لن أكمل فأنت تعلم ماذا سيحصل، وأكمل مُخاطبًا ليلى: هيا فلنتناول الطعام فالخارج يكونُ أفضل، ولكنها لم تسمعه كانت تنظر بملامح مصدومه تحاول أن تستوعب الكلام الذي قاله أخيها وهي تنظر لصالح الذي أسند يديه على طاولة المكتب مُجهدًا مُتعبًا لا يستطيع حتى حمَل نفسه من ثُقل روحه لتزداد هذه الأعباء فوق أكتافه!.. خرجوا تاركين ذلك الأسمر يُفكر بكلام كارتال بالأمس وبالورطة التي حلتّ فوق رأسه
<<<فلاش باك>>>
كارتال: هل إستطعت الإختيار الآن فارتولو؟
صالح: إختيار! عائلتي مُحاصره.. أنت.. ماذا تريد
كارتال: حسنًا سأختصر لك، أخوتك جومالي وياماش كوشوفالي دمروا بضائعي أربع شاحنات فارتولو! كلها حُرقت ودُمرت ولم أسترد نقودي من عمك، ولم أستطع مجابهته لنفس السبب الذي منعك من قتله، أجل بسبب شركائنا، فهدأت ورحتُ أبحث وعلمت عنك وعنه وعنكم جميعكم كل شيء وأقصد بقول كُل شيء فأني كنتُ أعلم بتولغا وجلال ومحاولاتك لإسقاطه وقتله تخيل "وأكمل بضحكةٍ خفيفه" يعني لهذه الدرجه أتوقع حتى أخويك لم يعرفوك مثل مافعلت، وأيضًا كاراجا كوشوفالي أبنة أخيك تسببت في زعزعة شركائي الذين أرسلتهم للتفاوض معكم بشأن تقاسم الأرباح، يعني بالمُختصر ستعوضني فعمك ذهب ولم يعوضني
صالح بغضب وقد ضرب الطاوله أمامه: لا تأتي بسيرة أبنة أخي على لسانك مرة أخرى فهمت! "وأكمل بأستغراب" دقيقه! وأنا مادخلي بذلك ال*** لأعوضك !!!!
كارتال: أخوتك من أتلفوها مابك هل تنسى كثيرًا؟ وأيضًا أنت الآن أخذت مكان عمك بالسوق فا يعني بكل هذه البساطه
"صالح وقد شرد ولم يُجيب"
كارتال: أنصحك بأتخاذ قرارك بسرعه فذلك المعتوه لا أعلم ماذا يفعل، ولكن! سنصبح شركاء يعني ليس فقط تعويضي ببضاعتي التي تُلفت بل شراكه بنفس الإنتاج ونفس المستودعات التي هنا في إسطنبول فأنت تُنتج بضاعه بجودة عاليه يارجل وأنا أريدك بجانبي اوووف سنسحق السوق وسنجني الكثير معًا أقسم لك
صالح: أنت معتوه؟ أنا تركت هذه الأعمال "ضحك بخفة" شركاء!
كارتال: فارتولو! أكذب على أخوتك وماشابه ولكن ليس علي! فأنا أعلم كل شيء حتى مستودعاتك التي تعمل ليلاً ونهارًا بإشراف ذلك الشاب ما أسمه؟ تولغا أجل، من أجل ألا يفكر شركاء العم الأفغان بلمس الحفره، أنا مثلي مثلهم أريد شراكتك ولكن بكل شيء وليس فقط بالشراء! "أستقام وأقترب من صالح" وإلا أقتلك وأنهي سلالتك وعائلتك فكهذا لن تنتج لغيري إما معي أو لا القرار لك إن وافقت سنبدأ قريبًا وإن لم توافق سأجعل رجالي يدمرون الحفره بدلاً من إنقاذها
صالح أمسك رأسه بقوة: تمام أنقذهم أعطني ذلك ال*** لأنهيه "لم يفكر صالح بأي طريقٍ سيدُخل كان جُل تفكيره إنقاذ عائلته وأبنه، فصورة أبنه وهو ينظر للسلاح الموجه لرأسه بخوف لاتذهب من رأسه فأي أبٍ يجعل أبنه يعيش أشياءٍ كهذه!
كارتال: يعني اتفقنا! أحسنت فأنت تعلم مصلحتك ومصلحة عائلتك كما توقعت فأنتم تقدسون العائله والأخوه وماشابه..
صالح: أنقذهم حالاً أتسمعني!
كارتال: حسنًا، وأخذ هاتفه أتصل على رجاله ليتوجهوا للحفره كثُر ومزدحمين ليتمكنوا من إسقاط شهرام ورجاله، أغلق الهاتف وأعاد نظره لصالح الذي ينظر للفراغ شاردًا
كارتال: لقد تحركوا رجالي للحفره عشر دقائق ويأتي شهرام يجثوا أمامك أورتاك "شريك"
صالح: أورتاك؟ ستندم أنا أحمي عائلتي أجل ولكنني لا أكون تحت رحمة أي كائنٍ كان أفهمت؟
كارتال: وعمك ألم تكن تحت رحمته؟ وفي الأغلب لا تعلم ولم أوضح لك ما بإمكاني فعله
إستقام صالح وأسند يديهِ على طاولة المكتب ينظر لكارتال أمامه بأعين حاقده وهتف: أنهيته كارتال أنهيت عمي من دمي فتخيل ما سأفعلهُ بك! أنت الذي لاتعرف صدقني لاتعرف من هو فارتولو سعدالدين
كارتال: ألم نتفق ماهذا تهديد وماشابه؟
صالح: لاشيء فقط أخبرك سأعوضك وستغرب عن وجهي
كارتال: نحن الآن شركاء لايمكنك فعل شيء "إستقام وأخرج أوراقًا من درج مكتبه ومشى جهة صالح وهو يكمل" أنا أضمن أعمالي فارتولو وبأي شكل! اوف المفضل لدي، عمومًا هذه أوراق تُثبت شراكتنا ستُوقع عليها، ودخل رجلين حين ندهَ كارتال عليهم أمسكوا بصالح بقوة وقربوه من الورق، وهو لم يقاوم أساسًا ليست لديه قوة فتعبه إزداد بشكلٍ قوي والحادث أثّر عليه أيضًا، فثبت نظره على الأوراق يقرأ مافيها.. فيما هتف كارتال وهو يمشي في أنحاء الغرفه يرفع أصابعه بالتزامن مع حديثه: لابد أنك تتساءل ماهذه الأوراق وما الذي سأوقعك بل سأبصمُك عليه، هذه عدة أمور حدثت في أنحاء البلاد من سرقه وحرق مباني ومنشآت تابعه للدوله وأيضًا تهريب البضائع والسلاح وغسل الأموال، وأيضًا سرقة أثار ولوحات ثمينه تُقدر بمبالغ ماليه كبيره من متاحف الدوله وتصديرها للخارج، أيضًا هناك بعض جرائم القتل الشنيعه التي حدثت كقتلِ أطفال حرقًا وهم أحياء أو قتل أمرأه حامل بطعنها في بطنها أكثر من ثمانية طعنات، يعني أشياءٌ مثل هذا القبيل ستوقع عليها وستتحمل كل هذه التُهم عندما تُخلف إتفاقنا "ووقف أمام صالح الذي لازال ينظر للورق بأعين مصدومه" يعني ياسِجنك أو موتك وموت عائلتك يا شراكتك معي وهذه الأوراق هي ضماني أورتك
صالح بضحك هستيري: هل تسخر مني؟ هل تعتقد أنني سأوقع!
كارتال: أعرف هذه الضحكة صدقني، بالنسبة لرجلٍ عائلته بخطر ويُدين لشركائه وكيميائي ماهر يُحب عائلته ويحميها حتى بروحه، سيوقع ليس لديك خيار فنحن أتفقنا أساسًا وتوقيعك هو فقط إثبات وضمان لأنني لم أثق بك بعد.. لاتعلم يمكن أن أمزق هذه الأوراق أمامك عندما أثق بك وأنا واثق أنني سأفعل
صالح بنبرة مليئه بالحقد: ال*** عليك وعلى سلالتك
كارتال: تؤ تؤ، هل ستوقع وتُبصّم أم أرغمك على ذلك؟
لم يتحرك صالح، فيما أشار كارتال لرجاله بتبصيم صالح بالقوه، وقد حدث فهو لم يستطع مقاومتهم وأساسًا يعلم مهما فعل عاجلاً أم أجلاً سيُوقع على هذه الأوراق، أخذ كارتال الأوراق وسّلمها لرجله وخرجوا، هتف لصالح قائلاً: أخوتك لن تخبرهم إني أحذرك لكي لايسببوا لنا ولهم المشاكل، ستكتُب رسالةً تُبعدهم فيها عنّا، يعني لنقُل أنك من بعد الآن تُخرج الحفره وأخوتك من كل هذا لأنك تعلم أن أدخلتهم سيخسرون وستخسر أنت كثيرًا، وعلى حسب علمي فهو سهل، أساسًا شي..! لايعتبرونك أخًا كثيرًا.. أما صالح سمعُه ولكنه لم يرد كان ينظر لأصبعه وأثار حِبر البصمه عليه مستغربًا بل مُستنكرًا كيف حدث هذا؟ كيف يخرج من مصيبة لتأتيهِ مصيبة أخرى بلا سابقِ إنذار فقد تورط حتمًا هذه المره وعلى مايبدو لايوجود ضوء هو أساسًا مُدرك لهذا.. واللعنه فموت العم كان كارثةً فتحَت عليه أبوابًا كثيره وكلفته خسائر وأرواح ذهبت بلا ذنب وهو يريد بأي طريقةٍ أن يوقف سفك الدماء هذا..
<<<نهاية الفلاش باك>>>
ضرب المكتب بيديه مقهورًا وتلاها بضرب رأسه بقوة عدة مرات على حافة طاولة المكتب، وكأنه يريد أن يوقف عقله عن التفكير، أن يُصمت هذه الأصوات التي لاتصمت في رأسه أن يكف هذا الرنين الذي يطنُ في أذنه عن تشتيته وإفقاده ماتبقى من عقله المتعب.. دخل حارسه مسرعًا عندما سمعَ الضجيج بالداخل وجدهُ جالسًا أرضًا يُمسك رأسه وقد جرح ونزفت جبهته أثر ضربه لرأسه ونزف أنفه أيضًا فلم يعد يرى بإتزان يرى خيال حارسه عندما هرعَ إليه يسأل: سيد فارتولو هل أنت بخير؟ هل أنادي الطبيب؟، كم كره صالح هذه الرؤيه المشوشه وإنغلاق أذنيه سمعه وكأنه يسبح في الماء، سقط مغشيًا عليه للمرة الثالثه خلال يومين.. أصبح يفقد وعيه بكثرة ولايستطيع السيطرة على نفسه بتهدئتها كما كان يفعل من قبل، وهذا غير جيد بل سيء للغايه، هل بسبب الضغط؟ أم هذه الشظيه تزيد جحيمهُ جحيمًا يومًا بعد يوم.. أيًا كان السبب فهو ليس مُبشرًا بالخير فصحته على مشارف الأنهيار ومثل ماقال كارتال يجب أن يخضع لهذه العمليه عّله يرتاح سواءً بموته أو بخروجها..
––––––––––––––––––––
الحفره، مكتب العائله..
(أنا من أنقذكم وأنقذ الحفرة هذه المرة أيضًا، أنت أهتم بحفرتك يا أب الحفره، أنا سأبتعد وأعلموا أني بخير لا تبحثوا عني ولاتُفسدوا راحتي إدريس أمانة لديكم وأنتم أمانة بعضكم البعض كونوا بخير "أبن أبيك")
صرخ جومالي وهو يرمي الورقه على الطاولة أمامه: ماهذا!! هل يسخر منّا؟ كنت أعلم ذهابه وراءهُ شيء وليس فقط مسألة تعاطيه
ياماش: أنا غاضب منه ولكن لا ألومه فقط أسال نفسي لماذا! لماذا يفعل هل الإبتعاد حل؟
جومالي: بالنسبة لفارتولو؟ حل وأكثر من ذلك
ولي: أنا أعرفه.. يفعل أجل يفعل أنتظروه ليعتزل ويهتم بنفسه ومن ثم يعود لكم بأفضل حال
ياماش: لقد وعدني أن يكون بجانبي دائمًا، وعدني أن نكون يدًا بيد ولن نتخلى عن بعضنا البعض البته، لم يرجعني لذاتي إلا صالح لم يساعدني إلا صالح لم يقف بجانب ويصدقني إلا هو، أنا كيف سأتصرف وهو ليس بجانبي بعيدًا هكذا!
جومالي: لن ننتظر أحدًا الآن سنلحق خلف أنتقامنا هل فهمت بيبي؟
تولغا وقد لفت انتباه الجميع: لا أعتقد أن أخي صالح هو من كتبها
جيلاسون: أجل وأنا أيضًا، صدقوني هناك قذاره في هذا الأمر
ياماش: ههه من يعلم ويكتب كلمة أبن أبي غيره؟ هو من كتبها
تولغا: هل تعرفون خطه بالكتابه؟
ياماش: لا، ولكن أنا أعرف لاتحاولوا تكذيبي فهو من فعل وأبتعد ومن كتبها فهو حتى قبل أن يغادر كان لايُطيق النظر في وجوهنا ولم يُسامحنا، لم يوضح هذا ولكنني أفهم وأرى فهو يعتقد أن سعادات ماتت بسبب إستفزازنا للعم وتخريبنا لخطته، لم أحسسّه بهذا فأنتم تعلمون كيف كان ينفعل ويغضب من اللاشيء، لم يعش حزنه وجرح أختي لم يهدئ لهذا السبب فعلها..
تولغا: حسنًا أنت مُحق ولكن من هم هؤلاء الرجال الذين دخلوا وأنقذوا الحفره! من أين لأخي صالح هذا الكم من الرجال الأشاوس!
ياماش: لا أعلم يمكن لأحد معارفه مثل ولي لانعلم
ولي: أجل لديه معارف كُثر
تولغا: مع ذلك لم أرتاح فلنبحث عنه ياماش لنطمئن
جومالي: لدنيا أشياءً أهم..
قاطعه ياماش يرد على تولغا: أين نبحث حبًا فالله أخبرني؟ إلى أين ذهب لانعلم ولكن قال أنه بخير متى ما أراد فليعُد، صالح يحمي نفسه لاخوف عليه، وأنت ولي شكرًا لك كنت معنا وساعدتنا لن ننسى ذلك، بعد الآن يمكنك الذهاب والإلتفات لأعمالك
ولي: حسنًا ولكن سأكون هنا إن إحتجتم لاتترددوا بالإتصال
ياماش: اي والله ولي سلمت
جيلاسون: أخي...
ياماش: حبًا فالله يا جيلاسون لا تبدأ أنت أيضًا، فلنركز الآن على إيجاد الثلاثه ال***
––––––––––––––––––––
في أحد مطاعم إسطنبول الفاخره..
يحلسُ كارتال وأخته أمامه، يتبادلون النظرات
هتفت ليلى بغضب: ألن تتكلم؟ ألن تشرح ماسمعته أنا في ذلك المكتب؟
كارتال: ماذا أشرح؟ فكلُ ماسمعتهِ صحيح ولن أخفي شيئًا أساسًا كنت سأخبركِ بهدوء لولا شريكي
ليلى: تشرح بهدوء؟ ههه أوه هل ستشرح بكل لطافه أنك تاجر مخدرات وتهدد شخصًا لم يفعل لك شيئًا بعائلته وأنك ستسجنه لكي يُصبح شريكك بالرغم منه؟
كارتال: ههه هذا تاجر مثله مثلي كارديشم بل هو من يصنع بضاعته
ليلى وقد أخفت صدمتها: وإن يكنُ! قلت أنك تغيرت ولكنك تغيرت كثيرًا وللأسوء، وأنا أسال نفسي ماهذا القصر والرجال والسيارات باهضة الثمن، أحسنت أنت أبنٌ يفتخر به أبي الذي في قبره
كارتال بغضب وإنفعال: أخرسي لاتنسي فمن أمامك هو أخاك الكبير
ليلى: أجل ولكنه تاجر ممنوعات وقاتل، وإستقامت خارجه ودموعها على وجنتيها تبكي قهرًا على حقيقةِ أخيها وتبكي بالأكثر على صالح عندما أدركت بتهديد أخيها له وبقلةِ حيلته التي رأتها..
––––––––––––––––––––
في بيت العائله الأمن خارج الحفره..
خرج للخارج عّله يستنشق بعض الهواء فهو يُشعر بإختناق لايعلم هل من مرضه أم من الخوف والضيق ووضعهم الذين هُم فيه، جلس على أحد المقاعد في حديقة البيت وأسند رأسه على ظهر الكرسي وأغمض عينيه يُريد أن يُنظم أنفاسه وأن يهدئ نفسهُ بأن كل شيءٍ سيُصبح بخير وستُحل الأمور عاجلاً، أستقام جالسًا مرعوبًا عندما أحس بيدٍ تهزُ كتفه وأسرع يقول: سامحك الله الإنسان يُصدر صوتًا
تولغا: أعتذر لأني أرعبتك ظننتك نائمًا عُد وأرتاح لاعليك
اكين: لامشكله، أي راحة تتكلم عنها ياتولغا؟ ألا ترى حالنا أخرجنا العائله من الحفره بغرضِ الحمايه نترقب أن يعود ذلك ال***
تولغا: لن يعود فجميع رجاله قد قتلوا
اكين: ههه سيأتي بغيرهم أساسًا كيف هرب كيف إستطاع الهرب
تولغا: ربما لم يهرب بل أمسكه من أرسل رجاله
اكين بنبرةٍ عاليه: وهذا لوحدهُ هم، من هو ومن أين أتى! اوف اللعنه
تولغا: اهدىء على مهلك مابك!
اكين: لاشيء "وأكمل بنبرةِ ترجي" ماذا حصل مع أعمامي وجيلاسون هل عرفتم مكان عمي صالح؟
تولغا وقد أسند ظهره على الكرسي يُحدق في الفراغ أمامه: وجدوا رساله بجانب عليشو "وأخبره بكل ماحصل في المكتب مع الأخوه"
اكين: أتمنى أن هذا الكلام صحيح فأكثر من يحتاح الراحة الآن هو عمي صالح ولكن هل أعمامي متأكدين؟
تولغا: نعم ياماش قال لن نبحث سيأتي هو عندما يشعر بأنه بخير حقًا
اكين: ههه هكذا لن يأتي ابدًا
تولغا: لم أسمع ماذا قلت؟
اكين: لاشيء، أجل نحن لا نريد إبتعاده ولكن كان واضحًا من قبل ذهابه أنه يريد البقاء لوحده فلندعه يرتاح، ولكنني خائف من أن يصل شهرام إليه أو أن يفعل له شيئًا
تولغا: وهذا هو سبب خوفي أيضًا أريد أن أراه لأطمئن عليه
جيلاسون وقد أتى يمشي ناحيتهم وقد سمع نهاية حديثهم: سنبحث عنه لن نقف ونتركه بسبب رساله فقط كتب فيها أبن أبي
تولغا: ماذا سنفعل! ياماش قا...
جيلاسون: لايهمني ماذا قال أخي ياماش، نتعرض لحادث وأعود لوعيي ولا أجد لا أخي ولا طبيبه وتأتي بعدها رسالة أنا بخير وأنقذت وماشابه هل ستصدقون هذا الهُراء؟
اكين: عمي عندما يريد فعل شيء يفعله بأي طريقةٍ كانت
تولغا وجيلاسون معًا بإستغراب: ماذا تقصد؟
اكين: يمكن أنه هو من أستغل هجوم رجالِ شهرام ودبّر الحادث ليُجبرك على الرجوع للحفره وعدم القدوم معه، والدليل لماذا لم تجد الطبيب معك؟ لماذا كنت أنت من بقى هناك
جيلاسون: لاتهذي! هل سيُضحي بي ويلقيني أمام رجال شهرام! ماذا لو قتلوني لو مُت بذلك الحادث! أخي صالح لايفعلها ابدًا
اكين: أنهى رجال شهرام الذين تبعوكم بنفسِ رجاله الذين أنقذوا الحفره
تولغا: لم أفكر بهذا أبدًا، أشعر أن أخي صالح ليس من هذا النوع
اكين: بل أكثر وجيلاسون يعرف
جيلاسون: لنقُل أنقذوني وذهب معهم هو والطبيب ومن ثم أنقد الحفره يعني يمكن أن شهرام أيضًا بين يديهِ!
تولغا: ولماذا! يفعل كل هذا!
اكين: يريد البقاء لوحده مثل ما قال ونحن أو بالأحرى أعمامي لن يرضوا ففعل كل هذا ليبتعد، أنا حقًا أتمنى أنه بخير
كاراجا: أين ذهب عمي صالح؟، إلتفتوا إليها جميعًا وجدوها تحملُ أكواب عصير أعطتهم جميعهم وجلست فيما أردفت مرةً أخرى وسط صمت الجميع: ألن تجيبوا؟ أين عمي صالح أين ذهب؟
اكين: ذهب ليعيش ألمه ومعاناته بعيدًا عنّا "وأكمل مخبرًا إياها بكل شيء وسط صمت جيلاسون وتولغا"
كاراجا: يفعلها ولكن لا أعلم لماذا أحس بغرابه في هذا الأمر
اكين بضحكةِ إستهزاء: الغريب أنه تركك وذهب ياوردة عمها السوداء
كاراجا: يا لمزاحك السخيف، إستقام اكين مخاطبًا جيلاسون: فلنذهب للحيّ، وأردف: تولغا هل تبقى هنا مع العائله لحينِ قدومنا؟
تولغا: حسنًا لامشكله إن أحتجتوا لشيء أخبرني
ذهبوا فيما أخرجت كاراجا هاتفها وأتصلت على أحدهم ولكن لا إجابه فالهاتف مغلق تمامًا..
تولغا: بمن تتصلين؟
كاراجا: بعمي صالح، منذ الأمس أتصل هكذا على أمل أن يرد
تولغا: أتصلنا مرارًا ولكن لا إجابه الواضح أنه يريد الإعتزال تمامًا
كاراجا: أمُل ذلك فهو تعب كثيرًا لم يرتاح ويحتاج هذه العزله بعيدًا عن الحفره، ان شاءالله أنه بخير ويعود لنا بأفضل حال
تولغا: ان شاءالله
كاراجا: سأسألك سؤالاً يُشغل بالي لا أعلم هل هو فضول أم ماذا
تولغا: خيرًا ان شاءالله؟
كاراجا: خير، من أين تعرف عمي صالح يعني كيف ألتقيتم
تولغا: اوه، في الواقع لاشيء يُذكر سوى أنه أنقذني من جحيم دام لأكثر من عامين في أفغانستان تحت يديّ شهرام، هل تعلمين لم نكن نعلم أن سبب عذابنا هو نفسه شهرام أبن العم
كاراجا بتلعثم: عذابنا.. ماذا تقصد!
تولغا: من الواضح أنك لاتعلمين ولم يخبركم أخي صالح ولكنّي سأخبرك ولن تخبري أحدًا هل وعد؟
كاراجا بخوف: ماذا حصل! أخبرني
تولغا: قبل خمسةِ أعوام كنتُ أعمل هنا في إسطنبول، في شركة شحن، في ذات يوم كنتُ في فترةٍ مسائيه أحرسُ مستودع الشحن وحدي جالسًا بالخارج، كانت الساعه تُقارب العاشره مساءً، سمعتُ صوت خطوات من جهةِ الغابه التي أمامي فمستودعنا يطلُ على غابه صغيره بعض الشيء عمومًا لم أعُر الصوت إهتمامًا فنحن نسمعها في كُل فترةٍ نحرس بها يعني تعلمين هناك حيوانات وماشابه ولكن في خلال ثانيه حتى أنا لم أستوعب ماذا حصل لأجد نفسي بين يدين أشخاص مدججين بالأسلحه الثقيله وعلى رأسهم شهرام، فقد أتى ليستولي على شركة الشحن ليجعلها تابعه له ولوالده لتهريب بضائعهم خارج البلد بسهوله ويجعلوا أعمالهم قانونيه أمام الملأ تمامًا مثل الأردنيت، ولكن الله يعلم بقذارتها وقذارة أفعالهم، فقدتُ وعيي ولما أستعدته وجدت نفسي مُعلقًا بسلاسل من يداي، وأمامي رجلين ينتظرون إستيقاظي ليخبروا سيدهم، أتى شهرام وقال أهلاً بك في جحيمك حيث بلدي الثاني يقصد أفغانستان ههه وقال أيضًا ستكون دميتي التي سأتي إليها لأستمتع، يستمتع بتعذيبي أجل، كنت في غرفةٍ مُظلمه تشبه الزنزانة لا يأتيها ضوء البته، رطبه بشكلٍ مُقرف صوت قطرات الماء المزعجه وهي تُقطر في دلوٍ وضعوه تحتها لايخرج من رأسي ليومنا هذا، بعد عامين ونصف دخلوا رجال شهرام الزنزانة ومعهم رجلٌ من الواضح أنهُ في العقد الثالث من عمره كان فاقدًا لوعيه رموه في أحد الزنزانات بجانبي وذهبوا، بعد ساعه بدأ هذا الرجل يستعيد وعيه شيئًا فشيئًا بالبدايه لم نتحدث ولم أبادر لأنني كنت خائفًا فقد مضى عامين لم أتحدث بها مع أي كائنٍ كان فقط أنفذُ الأوامر وأتجهز لحصةِ التعذيب وجرعة المخدرات في كُل مره، لاحقًا نظر إلي وقال: هل تعلم أين نحن ومن هؤلاء؟ لم أجِبه إنربط لساني لا أعرف لماذا، ولكنه فهمني على الأرجح مر بذاتِ الشيء فهتف يُطمئنُني: لاتخف أيها الشاب فأنا وضعي لا يُباعدك، أجبته ولم أتحكم برجفة صوتي: نحن في أفغانستان ولا أعلم من هم، من أنت؟ أجابني: فارتولو صالح.. "وضحكَ بخفه" أستغربت الأسم ولكنه أخبرني لاحقًا أن أخاهُ الكبير يناديهِ هكذا، أخبرته بأسمي وأمضينا يومان نتبادل أطراف الحديث بشكلٍ مختصر، أنا كنتُ سعيدًا جدًا لأن هناك من أستطيع أن أتحدث إليه مثل البشر، أصبحت أعتبره أخي الكبير وقتها ولا أعرف لماذا هل لأنه يُطمئنني أننا سنخرج وسننجو من هذا الجحيم أم لأنه بادلني الحديث كشخصٍ طبيعي ولم يؤذيني لا أعلم، لم يفصح أي منّا بمعلوماته للآخر كون لايوجد هناك أي ثقةٍ حتى الآن، بعدها أصبحوا يخرجونه من الغرفه ويأتون به مغشيًا عليه بعد عدة ساعات، لم يكن يتحدث عندما يستيقظ كنتُ اسأله ولكن لاجواب فقط يُحدق بالفراغ لحينِ يأتون من أجله مرةً أخرى، أستمرهذا الوضع لثلاثة أشهر، فعلمتَ لاحقًا أنهم كانوا يعذبونه أيضًا ولكن كيف؟ لا أعلم، بعدها أخرجوه وهو فاقدًا لوعيه، مضى أسبوع أسبوعين بل شهر بأكمله لم أراهُ مرة أخرى خفتُ عليه لا أعلم لماذا ولكن في ليلةٍ ظلماء علاَ صوت الرصاص خارجًا، خفت وتكورت في زواية الزنزانه وخبأت وجهي بين يدي من شدةِ خوفي، سكن الصوت ولكنني لم أرفع رأسي، فُتح الباب وإزداد خوفي، ولكن عندما أحسستُ بيدٍ تسمح على رأسي بخفه لم أرتعب أبدًا على العكس أحسست بحنان يداه، رفعت رأسي وإذا أنهُ هو فارتولو صالح ومعهُ سلاحه وخلفه عددًا من الرجال، قال لي لاتقلق فقد نجوت هيا نخرج بسرعه قبل أن يأتوا المزيد من رجالهم، خرجنا وكان هناك شخص أسمه إسكندر أوصاهُ أخي صالح بإحراق المبنى والغرفة التي كنتُ فيها ليظنوا أنني مت وأحترقت بالداخل، هو رجع لتركيا لعائلته لكم يعني، وأنا أرسلني لألمانيا عند أحد معارفه يُدعي حيدر، تعالجت من الإدمان وتخلصتُ من هذه السموم التي بجسدي، ومضيت شهورًا هناك لحينِ إتصاله بحيدر يُريد مقابلتي قابلته فأخبرني بمشكلة العم فعملتُ معه أو مشينا في هذا الطريق معًا لكي أسدد قليلاً من ديني فهو أنقذني أنا مُدين له بروح وسأكون بجانبه أساعده لأخر يوم في حياتي لولاه لم أكن لأعيش.. إلتفت لكاراجا التي كانت تستمع إليه ولم تنطق بحرف فقط دموعها وعينيها تحكي ماتعجزُ هي عن قولة، فأي كلامٍ يُقال في حضرة الأعين؟ لا حاجة للكلام أبدًا، فأقترب بهدوء عندما رأها على وشك الإنهيار وعانقها بخفه لتجهش هي بالبكاء.. لاحقًا إستقامت تُعدل من شكلها قائلةً: أعتذر لا تؤاخذني فأنا لم أحتمل، عمي صالح مر بكل هذا ولم يُخبر أحدًا! إلى أي درجةٍ يُعاني ألن يرتاح؟ وأنت أيضًا حزنت من أجلك فأعوام من عمرك ضاعت تحت أيدي هؤلاء ال***
تولغا: قد مضى وذهب، إستدارت لتذهب ولكنه أوقفها بمسك كتفها
تولغا: كاراجا... أنا مُنذ ذلك الوقت لم أخبر أحدًا مثل أخي صالح، صحيح ليس لدي عائله وأقارب وماشابه ولكن لأول مرةً أرغب بالحديث وأخراج كل ما بجعبتي، فلا تؤاخذي كثرة كلامي أعتذر إن أزعجتك فأنا ثرثارٌ جدًا
ضحكت كاراجا بخفه: لامشكله لم تزعجني على العكس
تولغا: إلى اللقاء ولاتقلقي عمك صالح قوي أنا متأكد أنه بخير
كاراجا مُبتسمه: أن شاءالله، لاحقت أنظارهم بعضهم البعض حتى أختفوا عن أنظار بعضهم، جلس تولغا مُبتسمًا كالأهبل، فيما دخلت كاراجا للمنزل بنبضاتِ قلبٍ مُتسارعه لاتعلم مالذي تشعر به ولكنها طردت هذه المشاعر والأفكار وذهبت لإدريس النائم وجلست بجانبه تتذكر ماحكاهُ تولغا لها وقد خانتها دموعها مرةً أخرى، فجلست تُعيد الإتصال بعمّها عّله يرد ويرتاح قلبها عليه..
––––––––––––––––––––
في أحد مستشفيات إسطنبول..
دخل كارتال ومعهُ رجلين سأل موظفة الإستقبال: صديقي أتى قبل قليل أسمه فارتولو سعدالدين أين هو؟
الموظفة: لايوجد أحدًا بهذا الأسم
كارتال: نعم؟ أنهُ هنا لديكم
الموظفه: دقيقه أتى شخص قبل قليل لديه نزيف داخلي بمنطقة الرأس
كارتال: هو هو أين أجده؟
الموظفة: أتوقع بأنه دخل إلى غرفة العمليات بالدور الثاني
ذهب كارتال ووجد فريد أمام غرفة العمليات
كارتال: ماذا حصل؟
فريد: لديه نزيف بالرأس نتيجة ضربه تعرض لها في رأسه أدخلوه إلى العمليات قبل نصف ساعه ليوقفوا النزيف وأتوقع أن الشظية تحركت وهذا ليس جيدًا أبدًا قد نضطر لعمل العملية بأسرع وقت
كارتال: نضطر؟ وانتِ ماذا تنتظر لماذا لا يخضع لها؟
فريد: لا أعلم ولكن إن قالوا الأطباء أنها تحركت ولو لسنتيمترٍ واحد سيخضع لها بدون أي نقاش
كارتال: لاحول، أنا تركته وهو واقف على قدميه أغيب لبعض الوقت يأتيني خبرًا أنه بالمستشفى!، لاحقًا خرج الطبيب من غرفة العمليات إستقاموا جميعهم وهتف فريد: كيف وضعه؟
الطبيب: من تكونون له؟
فريد: أصدقائه، أرجوك أخبرني هل هو بخير؟
الطبيب: هل تعرض لحادثٍ ما؟
كارتال: أجل وتدخلنا بالبدايه لماذا هل حصل له شيء؟
الطبيب: وضعه جيد حاليًا، تعرض لكدمةٍ في الدماغ، يبدو أنه من تأثير الحادث أو بسبب ضربةٍ ما، حدث نزيف لنُقل بسيط وتعاملنا معه ولكن هناك جسمٌ غريب في الجهة الخلفيه من رأسه وهذا ما أدهشني لقد تحرك هذا الجسم قليلاً وتسبب بزياده النزيف
فريد: أجل نعلم، أنا طبيب أيضًا وأنا المسؤول عن حالته سأشرح لك كل شيء وسنُخضعه للعمليه بأسرع وقت
الطبيب: لن أستشيرك أساسًا فهذا وضع يحتاج التدخل حالاً، قلت أنك طبيب؟
فريد: نعم ولدي جميع فحوصاته وكل شيء يخص وضعه الصحي
الطبيب: حسنًا الآن سيكون في العنايه لساعتين على الأقل، وبعدها سندخله للعمليه لأننا لانستطيع الإنتظار قد يتسبب هذا الجسم بالضرر على الأعصاب وماشابه، أنت أيها الطبيب تعال معي لنجهز للعمليه أريد أن ارى فحوصاته
ذهب فريد مع الطبيب فيما خاطب كارتال رجله: هل وجدتموه؟
الرجل: نعم سيدي نحن نراقبه منذ أتى لإسطنبول، هل نُحضره؟
كارتال: أجل وأستمروا بالبحث عن الآخر لنستضيفهم لحينِ تحسن وضع شريكي، وأيضًا لنستضيف فردًا من الكوشوفالي
الرجل: من؟
كارتال بنبرةٍ هادئه وهو يبتسم: كاراجا.. كاراجا كوشوفالي
الرجل: أمرك سنهتم بهذا
كارتال: لا أنا من سيهتم، هاتف شريكي أحضروه لنجعلها تأتي إلينا..
––––––––––––––––––––
في المساء أمام حانة من حانات إسطنبول
يقفُ كولكان وقد أتى لتوه يحومُ بعينيه يمينًا ويسارًا خوفًا من أن يتعرف عليه أحد.. وقفَ بعيدًا عن الباب ينتظر أحدهم، أتى يلبس السواد يتخفى هو الآخر، سلمّه كولكان حاسوب وقال: سلمّه لياماش لنجعله ينشغل عنّا هذه الآونه لحينِ تدبرنا لأمرنا، أعتذر منك لا أعرف أحدًا يوصله ولا أثق إلا بك وأنت تستطيع حماية نفسك من يقدرُعليك يارجل ايييه ماشاءالله !
وفي غمضةِ عين أسرع المُقنع في الهروب عبر الأسطح
كولكان: كم أنت محظوظ تفعل فعلتك ولا أحد يقدر على ملاحقتك ومحاسبتك يا لك مـ.... ولم يستطع إكمال جملته ليجد عددًا يفوقهُ من الرجال فوق رأسه، لم يفكر بالدفاع عن نفسه أو الهروب أو الهجوم عليهم ليس لأنه أعزل! بل لأنه رأهم يحملون أسلحه ثقيله وسكاكين موزعه ومُثبه على أكتافهم ورُكبهم ومُجهزه للسحب السريع، رفع يديهِ يُعلن إستسلامه وهو لايعلم من هم وماذا يُريدون..
––––––––––––––––––––
في منزلِ العائله الآمن..
خرجت في حلكة الليل وهي تتخفى نوعًا ما، قررت الذهاب بعد أن وصلتها رسالة من رقم عمها تحوي " لم أستطع الإجابه أعتذر، كاراجا أريدك بجانبي لذلك إذا كنتِ تريدين سأرسل لك موقع سأنتظرك هناك، لاتخبري أحدًا فأنا لا أريد رؤية أحدًا آخر.."، ولأنها تعلم بتعاطي عمها، ومعاناته وحزنه، قررت أن تذهب وتكون بجانبه عّلها تنفعه بشيء.. تمشي وهي تحملُ حقيبه ليست بالكبيره لابدُ أنها تحوي أغراضًا ضروريه فقط، وقبل أن تركب سيارتها، أتاها صوت جيلاسون من خلفها قائلاً: كاراجا؟ إلى أين تذهبين مُتخفيةً هكذا؟
كاراجا: ليس من شأنك هيا إلى اللقاء
جيلاسون: هل أنتِ جاده؟ لن أتركك تذهبين إلا عندما تُخبريني
كاراجا: أوف جيلاسون لدي عمل حسنًا؟ هل تم؟
جيلاسون: أنتِ تكذبين
كاراجا: اووف حسنًا أنا ذاهبه لعمي صالح يُريدني بجانبه
جيلاسون: أخي صالح؟ هل هو بخير؟ كيف تحدثتي معه
كاراجا: أرسل لي رساله عندما رأى إتصالاتي "وأخرجت هاتفها تُريه الرساله التي تظن أن عمها من أرسلها"
جيلاسون: حسنًا سنذهب معًا هيا
كاراجا: هل تسخر؟ يقول لا أريد أحدًا
جيلاسون: أنا لستُ أي أحد لن يغضب هيا لامجال للنقاش
كاراجا: اوف هيا اذن، ركبوا سيارة كاراجا التي إشتراها لها صالح وذهبوا للموقع الذي أرسل من رقم صالح..
نزلوا ينظرون حولهم بقلق، لم يجدوا أحدًا أخرجت كاراجا هاتفها تنوي الإتصال بعمّها ولكن أتاهم صوت رجل من خلفهم: كاراجا كوشوفالي؟ ،إلتفتوا ليجدوا شخصًا ببداية العقد الرابع من عمره ينظر إلى كاراجا بنظرات إعجاب وأردف: سررتُ بلقائك، ولكن لماذا أحضرت معك هذا الشاب؟
جيلاسون: هل لديك مانع؟ أساسًا من أنت!
كاراجا: دقيقه جيلاسون.. عفوًا من أنت؟
كارتال: أسمي كارتال صديق عمك
كاراجا: حسنًا.. وأين عمي صالح؟
كارتال: صالح!... همم أجل سنذهب إليه ولكن سنستضيفك لفتره
كاراجا: ماذا؟ ولم تشعر إلا بوخزةٍ في عُنقها وتراخي جسدها بالكامل أثر المخدر الذي حُقن فيها وفقدت وعيها بين يدي رجال كارتال وجيلاسون بالمثل تحت أنظار كارتال الذي هتف: اوووف ورطتنا الآن بهذا الشاب
رد عليه أحدًا من رجاله: ماذا سنفعل ياسيدي؟
كارتال: لقد رآني وشهد على كُل شيء أقتلوه وأدفنوه برأس الجبل لكي لايجدهُ أحدًا ومثل ماقلت لكم ضيفتنا ستكون ببيتي الذي في الغابه ستكون تحت حراسه مشدده وأحرصوا أن لا يكون معها أي شيء يُتيح لها التواصل مع أي شخص، لن تفعلوا لها أي شيء ولن تلمسوها فقط ستحرسُونها حتى لاتهرب، وقبل أن يذهب إلتفت وأردف: هيه لاتنسوا هذه السياره التي أتوا فيها أيضًا ستكون بجانب المنزل ولايوجد أغراض بالمنزل أنهُ فارغ، أحضروا الطعام وجميع ماتحتاجه لكي لاينقصها شيء..
––––––––––––––––––––
الحفره المقهى..
أتى ياماش يُقلب عينيه ملللاً: ماذا هناك يا أخي؟، لفت نظره الحاسوب الذي أمام جومالي على الطاوله وفوقه ورقةً تحوي أسمه..
أردف بقلق: ماهذا؟
جومالي إستقام يفرك يديه بتوتر: لا أعلم، اللعنه اللعنه أكره هذه الأمور والحواسيب وماشابه، أركداش ماهذا تعال وقُل ماستقوله في وجهنا كالرجال ما الداعي لحركاتٍ كهذه
ياماش: ألم ترى مابداخله؟ لماذا تتكلم هكذا من أحضره؟
جومالي: حواسيب يعني هناك مشكله قادمه، لا أعلم وجدتهُ على عتبة باب المقهى ولم أفتحه أتصلت بك على الفور
ياماش وقد تذكر عندما علِم جومالي أن أخيه من أطلق على أبيه.. هتف وهو يتقدم ناحية الحاسوب: لايوجد شيء، فلنرى مايوجد بداخله، جلسوا الإثنان يُقابلهم ذلك الحاسوب، هتف ياماش قبل أن يفتحه: هل ننادي فرحات؟
جومالي: أفتحه الآن إن أحتاج نناديه عليه، فتحه ياماش وسُرعان ماظهر تلقائيًا وجه كولكان على الشاشةِ أمامهم، ضرب جومالي يده على الطاوله، فيما هتف ياماش: ال***
جومالي: أفتحه لنرى ما عند هذا ال***
أشتغل الفيديو بدايةً بكلمة كولكان التي تقلب ياماش رأسًا على عقب (حشرتي.. أهلاً وسهلاً كيف حالك؟ كنتُ أعتقد أن من سيُشاهد هذا الفيديو هو فارتولو أو هذا ماكنتُ أخطط له قبل مقتل عمكم العزيز، ولكن لاااا أنت لديك الحق الأكبر بمعرفة كُل شيء، هل تظن أنك علمت طينة عمك؟ لا بل هناك اشياءٌ تجهلونها.. من أين سأبدأ؟ حسنًا بك أنت تعرف أنا شخصيًا عذبتك كثيرًا لثلاثةِ أعوام، ولكن كيف؟ هل بمفردي؟ ههه مستحيل، عمك هو من سدد تكاليف التعذيب الطويل، أين من دونه إيصالك لحالةٍ تنسى فيها أسمك "مع العلم أنني أحب مدح نفسي كثيرًا" مستحيل.. حسنًا فلنأتي لعلاقتي بعمك هو كان أكبر منافس لأبي المرحوم، أتصدق؟ حتى أنا لم أكن أعلم عرفت لاحقًا يعني، بعد قتلك لأبي أعطاني عمك عرضًا لايمكنني ولا أستطيع رفضه، خمّن ماذا كان هذا العرض؟ أولاً التخلص منك ولكن بدون قتلك يعني لكي لاتتجول تحت قدمه فقط، قال لي خذه وخُذ إنتقامك ولكن لن تقتله لكن ليصل لحالةٍ ينسى أسمه فيها، ههه يعني لأنك من العائله ولا اعرف ماذا، طبعًا هذا ينفعني ولكن هل يكفي؟ لا أبدًا، ثانيًا جميع أملاك حبيبتك إيفسون فهي لي لاحقًا غدر بي وأخذ جميع الأموال والأملاك أساسًا فسدت علاقتنا حينها، ولكنه لم ينجح بقتلي حتى الآن لماذا؟ لأني هددته وكان يعلم أنه في حالِ موتي سيعلم أبن أبيك العزيز بكل فضائحه وأعماله ومايُخطط له بشأنكم وبشأن الحفره، لاحقًا علمت أن فارتولو أساسًا كان يعلم بمخططاته وأشتغل من خلفه وأنهاه، ولكنه لا يعلم أن سبب عذابه في أفغانستان عندما أرسلته أنت بيدك للجحيم هو نفسه العم! تخيل ولكن من أشرف على تعذيبه لثلاثة أشهر فهو أبن العم شهرام، عيشيهُ الجحيم وأتوقع أنه إلى يومنا هذا يُعاني من أثار التعذيب القوي، وبعدها أتى عمكم ولبِس لباس البطل وأنقذه فقط لكي يكسب ثقته فهذه كانت غايتهُ منذ قدوم أخيك لأفغانستان، بالمناسبه لديك أخ ذكي وشجاع حقًا ولكنه يُفضل نفسه في أغلب الأوقات فعلى حسب علمي أنه كبر بالشارع لوحده بدون عائله وماشابه وليس هذا فقط بس أنه كان تاجر ممنوعات معروف هنا وخارج البلد أيضًا، وتعلم هذا الطريق أن دخل فيه أحدًا يصعُب تركه وأبن أبيك على الأغلب لم يستطع فهو الآن أخذ مكان عمك العزيز وترأس أعماله بعد قتله وأيضًا جميع شركات أبي المرحوم التي إستولى عليها عمك من قبل أصبحت الآن تحت رئاسته ولم يكتفي بل سحب شركاء عمه ناحيته وبذلك أصبحوا جميع رجالهم تحت أمره، لديه مستودعات تعمل ليلاً نهارًا وإن لم تصدقني أسأل ذلك الشاب تولغا فهو من يُديرها له ويهتم بجميع أعماله عندما يكون سيدهُ أعني فارتولو حولكم، أترك ياقتي وألتفت لعائلتك فمهما فعلت لن تجدني.. وأنهى الفيديو بقبلة مُستفزه) نظر جومالي الذي تصنمّ مكانه لياماش الذي لايختلف عنه صدمةً
هتف ياماش: مس.. مستحيل!
جومالي: مستحيل؟ هيه ياصاحب القلب الطيب والنيةِ الصافيه أنظر حولك، هل تعلم؟ لم أندهش عمك أساسًا *** وفارتولو يفعل كل شيء لماذا؟ لأن طينته *** ولأنه مهما فعل فهو ***
ياماش: أخي أصمت، وصرخ بميكي فأتى مسرعًا: قُل يا أخي؟
ياماش: أنده لتولغا ليأتي إلى هنا على الفور، ذهب ميكي فيما هتف ياماش بقهر: عذبني ولم يكتفي بل عذب صالح هذا ال***
-لاحقًا أتى تولغا وأخبرهم بالحقيقه وأن السبب الرئيسي هو عدم شنّ حربٍ مع الأفغان ولا شيء غيره، ضحك ياماش بإستهتزاء: ههه ولماذا لم يُخبرنا إن الموضوع يخُص الحفره؟ سأجيب لا يخص الحفرة وماشابه بل لأنه يعلم أن علمت أنا خصيصًا أنه عاد فارتولو لن أسمح له، فا المدة التي قضاها مع العم وأعماله أظهرت فارتولو مجددًا، ظهر الشخص الذي عانيتُ بل عانينا جميعنا منهُ الكثير، رجع لأعماله ورجع يتعاطى مثل قبل، عاد لما كانَ عليه يا ِلسخريه ، إستقام جومالي الذي كان صامتًا طوال حديث تولغا وياماش وهتف بهدوء غير معتاد: أنا لم ولن أنسى قاتل أخي كهرمان لهذا أقولها أمامكم من باعنا وذهب خلف أعماله الذي لطالما منعها وكرهها أبي لايعني لنا شيئًا فارتولو لم ولن يصبح أخي هل فهمت ياماش كوشوفالي؟ لا تأتي إلي وتقول يضُل أخينا وماشابه أختار طريقه ونحن في طريقنا بهذا القدر
تولغا: دقيقه هل بهذه السهوله؟ أنتظروا لتسمعوا إن كان حقًا هكذا أفعلوا ماتريدون ولكن لاتتسرعوا وتحكموا بدون سماع أي شيء
ياماش: كفاك يارجل، كلام كولكان؟ وإدمانه الذي رفض أن نكون بجانبه عندما يتعالج منه؟ تخطيت كل شيء ها أنت بالفم المليان تقول أن جميع أعمال العم وشركات الأردنيت تحت يده
صمت تولغا ولم يعرف بماذا يُجيب، بعد لحظات هتف تولغا وكأنه للتو أستوعب: لقد أختفت أوراق وإثباتات الشراكه من المكتب بعد هروبنا من شهرام لم أخبر أخي صالح لكي لا يقلق وأساسًا نسيت بسبب ما مررنا به في الأيام الفائته، هل..
ضحك ياماش بقهر، فيما خرج جومالي وهو يقول: أنتهى فلنهتم بأعمالنا وحفرة أبينا ونكمل بحثنا عن الثلاثة ال***
––––––––––––––––––––
بعد مرور شهر..
ركنَ سيارته ذات الدفع الرباعي أمام مقهى الحفره وخلفه سيارتين يقودها رجاله، خرج جميع من في الداخل، ياماش.. جومالي.. أكين.. تولغا.. وتجمعوا من كانوا قريبين من المقهى عندما رأوا هذه السيارات الغريبه في حيّهم، جلس داخل السيارة للحظات يستجمع شجاعته فهو سيفعل شيئًا سيجعل أخوته يكرهونه بل سيمحُونه، حتى وإن كانوا لايعطون وجودهُ أهميةً من قبل، ولكن هذه المره سيُخيب أمالهُم وخصوصًا ياماش وهذا مايُشعل النار في صدره، فهو لايُريد إيذاء ياماش بالمره ولكنه مُضطر وليس لديه خيارًا آخر.. كان ياماش ومن معه ينظرون بإستغراب فزجاج النوافذ لسيارة ذلك الأسمر لايسمح لهم برؤية من في داخلها ولكن لم يُدم إستغرابهم طويلاً، فقد نزل فارتولو بكامل جبروته وقوته ووقف أمامهم، وقد تصنموا جميعهم عندما رأوهُ بعد هذه المُده الطويله وبعد كل ماحصل.. وبنفس اللحظه نزل رجاله وأنزلوا كولكان ورموه أمام أرجل ياماش مغشيًا عليه.. نعم كولكان الذي أحضره كارتال لصالح.. هتف صالح لياماش: هذا إنتقامك خُذه لاتقلق لم يمت هو فاقدًا لوعيه فقط، لقد عملتُ عليه قليلاً قبل أن أحضره لك مثل ماوعدتك ياماش كوشوفالي، والمقنع ذهب للجحيم مطعونًا في قلبه ، وبخصوص شهرام لايأتي منه ضررًا لكم ومتى ماوجدتهُ أحضرته لك أيضًا فأنا أعلم نار الإنتقام جيدًا، أهتموا بأنفسكم من بعد الآن أنتم بطريق وأنا بطريق لاتتدخلوا بي ولا أتدخل بكم
هتف ياماش بصدمه: صالح..!
صالح: تؤ فارتولو.. فارتولو سعدالدين من الآن وصاعدًا
إللى اللقاء في البارت القادم..

لا يوجد سوى الألم..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن