Part 12

297 12 11
                                    

أمام المقهى..
ركض اكين لحُضن عمه الذي منَع نفسه بقوه ولم يُبادله العناق، فيما ينظر البقيه والصمت سيد الموقف..
هتف اكين وهو يبتعد عن عمه بغرابه: امجا!
=هل سمعت ماقلته للتو يا اكين؟
أغمض اكين عينيه وأبتسم بقهر: فهمت..، حطت أنظار صالح على ذلك الذي يناظرهُ بجانب ياماش، لم يتقدم تولغا ولم يتحرك من مكانه فموقف اكين كان كافيًا لئلا يُفكر في ذلك، وفي لحظتها تذكر صالح كلام تولغا له عندما قابله بعد أشهر من إنقاذه قادمًا من ألمانيا "أنظر إلي أصبحت أنسانًا وتعالجت بفضلك.. أنت أنقذتني وأعطيتني حياةً يا أخي، كنت لي أخًا كبيرًا أنا الذي لم أحظى بدفء العائلة والأخوه من قبل، علمتني كيف يفهم الأخ أخيه بدون أن يشرح أو يبرر، فقط يكفي أن ينظر لعينيه، علمتني معنى أن يحمي ويخاف الأخ على أخيه، عاهدتُ نفسي أن أكون معك فأنا لن أتركك لن أترك أخي الكبير أبدًا" أشاح صالح بنظراته بعيدًا تحت أنظار تولغا المستغربه.. قاطعهم صوت ياماش وهو يتقدم لصالح: صا... "وأغمض عينيه بألم" هل لي أن أعرف ماسبب كل هذا؟
=لم أفهم ماذا تقصد، عمومًا أمانتك وصلتك هيا مع السلامه، إلتفت ناحية سيارته ينوي الذهاب ولكن أوقفته صرخة أخيه الأصغر: لماذا؟ أجبني لماذا، لم يلتفت صالح بل أكمل طريقه لسيارته، لايُريد مواجهتهم في هذا الموضوع وخصوصًا ياماش، وقبل أن يصعد سيارته أمسكته أيدي ياماش وهو يوجههُ ناحيته، سحبه لداخل لمقهى مسرعًا وضرب ظهرهُ بقوه على الجدار خلفه وهو يُمسك ياقته صارخًا: لايحق لك أن تفعل ماتريد وبأي وقت تشاء، لايحق لك أن تأخذ أخي صالح مني، تقدموا رجال صالح إلى المقهى وقد أخرجوا أسلحتهم وصوبوها نحو ياماش لحماية صالح، فيما رفعوا أيضًا رجال الحفره أسلحتهم بأمرٍ من جومالي الذي وقف عند باب المقهى ينظر داخلاً للأخوين وخارجًا لجميع الرجال بترقب لأي حركة قد تحدث، صرخ صالح برجاله: إياكم! أنزلوا أسلحتكم فورًا، لم نأتي إلى هنا لنقاتل، إمتثلوا لأوامره ولكنهم لم يتحركوا من أماكنهم، إلتفت صالح لياماش الذي لازال يُمسك ياقته، وهتف ببرودٍ مُخيف: وأنت ياعازف الروك؟ قلت لي لايحق لك أن تأخذ صالح مني؟ لم أخذه صالح مات أنت قتلته وهو قتله "مُشيرًا إلى جومالي" ووالدتك.. ووالدك.. والحفره، الجميع قتل صالح فقلتُ لماذا فارتولو لايفعل؟ نعم فارتولو حمى صالح كان النسخه أو لنقل القوه والدرع والعقل لصالح فلولاهُ لم يعش صالح يومًا واحدًا بعد موت والدته.. ولكن يكفي، نعم هذه المره كانت الحاسمه، أنا قتلت صالح مثل مافعلتم أنتم.. تسألني ماسبب كل هذا؟ صالح كان لديه شيئًا واحدًا بعد والدته، نظيفًا وجيدًا ولم يؤذهِ من طفولتهِ التي سُرقت منه، وهي حبيبته وزوجته وأمله سعادات.. وقد ذهبت فما الحاجه لبقاء صالح بعد كل هذا العذاب؟ ما الداعي لبقائه وقد ذهب كل شيء من تحت يديهِ جميعهم ذهبوا جميع أحبائه وهو حتى لم يحظى بتوديعهم، ذهبوا وأصبحوا ذكرى فقط يتذكرها ليتألم، "وأتبع بنبرةٍ غاضبه" أنت الذي لايحق لك لاسؤالي ولامحاسبتي ياهذا، كان ياماش يحاول فهم صالح من عينيه أو من نبرتهِ كما يفعلُ دائمًا فلا أحد يفهمهما أفضل منهما الإثنان، ولكنهُ هذه المره عجِز تمامًا "فالذي أمامه شخصًا آخر شخصًا غاضبًا كارهًا ترى الألم والوجع في عينيه" هذا ماكان يدورُ في عقل ياماش الذي قوسّ شفتيه ونزلت دموعه، فيما أسرع صالح بنفضِ أيدي ياماش والذهاب قبل أن تخونه دموعه هو الآخر، أمسك ياماش يده يترجاه: لاتفعل.. صالح لديه أبن، إدريس أبنك ينتظرك..، أغمض صالح عينيهِ التي كادت تفيضُ عند ذكر أبنه، ولكنه مسك نفسهُ بقوه وإلتفت ينظر لياماش ببرود: لديهِ أعمامهُ كالأسود.. وخرج وأثناء ذلك لاقى أخيه الأكبر لاقى ذلك الضخم يقفُ أمام باب المقهى يوجّه سلاحه ناحيه رجال صالح، ضحك مخاطبًا جومالي: لايوجد أحدًا من رجالي يوجّه سلاحهُ عليك لتوجّه خاصتك سيد جومالي
=أذهب أنت و*** الذين معك وإلا دفنتهم هنا
–رامبو.. الغضب ليس شيئًا جيدًا بالنسبةِ لعمرك أرفِق بنفسك قليلاً، لايعلم صالح أنهُ ليس فقط إستفز أخيه بل أغضبه وجدًا، أغضب هذا المجنون الذي لايُطيق فارتولو وينتظر أي فرصةٍ ضده، وجّه سلاحه نحو رأس صالح، مع تقدم رجال الآخر ولكنه أشار بيدهِ لهم ليبتعدوا، هتف الأكبر مقلدّا لكلام الآخر: "تؤ ليس صالح بل فارتولو سعدالدين" حقًا؟ أهذا ماتريد؟ حسنًا أسمع مني إذًا، فارتولو أنا لا أنسى أعدائي، ولا أرحمهم ولا أشفق عليهم أبدًا، ولم أنسى قاتل أخي كهرمان ليكن بعلمك، فأذهب قبل أن أفجّر رأسك هنا، إلتفت صالح وقد تغيرت ملامحه حين سماعه لكلام أخيه الأكبر

لا يوجد سوى الألم..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن